من قتل الحسين (ع)

al_hussain_wareth_logo نشرة الحسين وارثـ العدد الاول /10 صفر 1435/ تاليف السيد سامي البدري ـ نشرة تعنى بتيسير الثقافة الاسلامية برواية أهل البيت (ع) لشباب العراق السائر بطريق الحسين (ع) ـ المقال الثاني.

مسار انتشار قبائل الجزيرة العربية

منافقو اهل الكوفة وجيش اهل الشام هم الذين   حاصروا الحسين وقتلوه:

روى ثقة الاسلام الكليني في الكافي (4/147) عَن أَبانٍ عَن عَبدِ الملِكِ قالَ سالتُ أَبا عَبدِ اللهِ (ع) عَن صَومِ تاسوعاءَ وَعاشوراءَ مِن شَهرِ المُحَرَّمِ فَقالَ: تاسوعاءُ يَومٌ حوصِرَ فيهِ الحُسَينُ (ع) وَأَصحابُهُ رَضي اللهُ عَنهُم بِكَربَلاءَ وَاجتَمَعَ عَلَيهِ خَيلُ أَهلِ الشّامِ وَأَناخوا عَلَيهِ وَفَرِحَ ابنُ مَرجانَةَ وَعُمَرُ بنُ سَعدٍ بِتَوافُرِ الخَيلِ وَكَثرَتِها وَاستَضعَفوا فيهِ الحُسَينَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيهِ وَ أَصحابَهُ رَضي اللهُ عَنهُم .

وَ أَيقَنوا أَن لا يأتي الحُسَينَ عليه السلام ناصِرٌ وَ لا يُمِدَّهُ أَهلُ العِراقِ بِأَبي المُستَضعَفُ الغَريبُ .

وفي أمالي الطوسي(ص667) عن أبي عبد الله (ع) قال: سألته عن صوم يوم عاشورا فقال: ذاك يومُ قُتِلَ فيه الحسين (ع) فان كنت شامتا فصم.

ثم قال: إن لآل أمية لعنهم الله ومن أعانهم على قتل الحسين من أهل الشام نذرا إن قتل الحسين عليه السلام وسلِم من خرج إلى الحسين، وصارت الخلافة في آل أبي سفيان أن يتخذوا ذلك اليوم عيدا لهم يصومون فيه شكرا، فصارت في آل أبي سفيان سنة إلى اليوم في الناس، واقتدى بهم الناس جميعا لذلك، فلذلك يصومونه ويدخلون على عيالاتهم وأهاليهم الفرح في ذلك اليوم.

اقول: رواية الكافي صريحة بان الذي قتل الحسين(ع) هم خيل اهل الشام، وهؤلاء هم الموالون لمعاوية من اهل الشام الذين نقل معاوية سكنهم الى الكوفة ليسكنوا دور ابناء عمومتهم الموالين لعلي(ع)الذين سيرهم معاوية بعوائلهم الى خر اسان.

قال الطبري: وكان معاوية حين أجمع عليه أهل العراق بعد علي(ع)[1] يخرج من الكوفة المستغرب في أمر علي (ع) وينزل داره المستغرب في أمر نفسه من أهل الشأم وأهل البصرة وأهل الجزيرة وهم الذين يقال لهم النواقل في الأمصار[2].

قال البلاذري في فتوح البلدان (3/507) ثم ولى زياد بن أبي سفيان الربيع بن زياد الحارثي سنة إحدى وخمسين خراسان، وحول معه من أهل المصرين (الكوفة والبصرة) زهاء خمسين ألفا بعيالاتهم. وكان فيهم بريدة بن الحصيب الأسلمي أبو عبد الله، وأسكنهم دون النهر. ولما بلغ (الربيع) مقتل حجر بن عدي الكندي غمه ذلك، فدعا بالموت فسقط من يومه، ومات سنة ثلاث وخمسين.

وفي تاريخ ابن خلدون (3/14) (وكان) زياد قد ولى الربيع بن زياد الحارثي على خراسان سنة احدى وخمسين وبعث معه من جند الكوفة والبصرة خمسين ألفا فيهم بريدة بن الحصيب وأبو برزة الأسلمي من الصحابة.

 

خطة معاوية بعد شهادة الحسن  (ع) ملاحقة شيعة علي  (ع) في كل بلدة، وتفريغ العشائر الكوفية خاصة من

الشيعة وتسييرهم الى خراسان باسم الجهاد وملئها  بشيعة عثمان من اخواتها من عشائر اهل الشام:

 

ليس من شك ان الذين سيرهم معاوية الى خراسان هم جنود من عشائر همدان وكندة ومَذحِج وبني اسد وغيرها ممن عرف بولائه لعلي (ع) واسكن مكانهم جنودا من العشائر نفسها من الشام التي والت معاوية وحاربت معه عليا في صفين.

قال الطبري(4/9) في ذكر صفين: وبات علي (ع) ليلته يعبىء الناس حتى إذا أصبح زحف بهم، وخرج إليه معاوية في أهل الشام فجعل يقول: من هذه القبيلة ومن هذه القبيلة ؟ يعنى قبائل أهل الشام حتى إذا عرفهم ورأى مراكزهم

قال للأزد: اكفوني الأزد. وقال لخثعم: اكفوني خثعما.

وأمر كل قبيلة من أهل العراق أن تكفيه أختها من أهل الشام، إلا قبيلة ليس منهم بالشام أحد، مثل بجيلة لم يكن بالشام منهم إلا عدد يسير، فصرفهم إلى لخم (الاخبار الطوال للدينوري/181).

وقال ابن ابي الحديد في شرح النهج (4/58) قال نصر جعل معاوية على كندة دمشق حسان بن حوى السكسكي، وعلى كندة حمص يزيد بن هبيرة السكوني، وعلى سائر اليمن يزيد بن أسد البجلي، وعلى حمير وحضر موت اليمان بن غفير، وعلى مَذحِج الأردن المخارق بن الحارث الزبيدي، وعلى همدان الأردن حمزة بن مالك الهمداني.

اقول: وهكذا فان الكوفة منذ سنة 51 هـ قد تشكل جيشها من صنفين من الناس:

الصنف الاول: جند الشام الموالين لمعاوية من القبائل الشامية المناظرة لأخواتها في الكوفة (كندة، بنو اسد، مَذحِج، تميم، الازد، خثعم همدان، هوازن…) وكان هؤلاء لا يقل عددهم عن خمس وعشرين الف مقاتل في الكوفة سنة احدى وخمسين وقد تضاعف عددهم بعد عشر سنين من خلال اطفالهم الذين اصطحبوهم معهم من الشام والجزيرة. وهذا لوحده يعبر عن احتلال غير مباشر للكوفة من قبل الشام.

الصنف الثاني: وهم الموالون للشيخين وعثمان ومعاوية من شيوخ القبائل الكوفية واتباعهم المناظرة لأخواتها في الشام من زمن علي (ع) وقد كانت لهؤلاء مساجد خاصة بهم معروفة وقد نهى علي (ع) عن الصلاة فيها (الكافي 3/490) نظير نهي القرآن عن الصلاة في مسجد ضرار، وهذه المساجد هي:

مسجد الاشعث بن قيس الكندي في حي كندة[3].

مسجد الصحابي جرير بن عبد الله البجلي في حي بجيلة[4].

مسجد شبث بن ربعي التميمي في حي تميم[5].

مسجد سماك بن مخرمة الاسدي[6]
في حي بني اسد[7].

وقد اختار زياد ومن بعده ولده عبيد الله قادة الجيش ورؤساء الارباع من هؤلاء منذ سنة خمسين.

وفي قبال ذلك لم يبق من شيعة علي (ع) في الكوفة معروف بعد تسيير خمس وعشرين الف بعوائلهم الى خراسان وملاحقة من بقي منهم وعرضهم على لعن علي (ع) او انزال العقوبة، وكانت خطة الحسين (ع) بعد قتل حجر (رح) سحب البقية الباقية منهم من الساحات العامة وحثهم على التزام بيوتهم منصرفين الى العبادة اقتداء به (ع) لحين موت معاوية وقد عقد الحسين (ع) لرؤسائهم قبل موت معاوية بسنتين مؤتمر مكة الاول لبيان تكليفهم وتوضيح الخطة العامة للعمل بشكل سري مع فتح بابه لاستقبال الزوار العراقيين من شيعته. وكان هؤلاء الممحصون عدته في نهضته لفتح باب الجهاد ضد بني امية ولتحرير الكوفة من الاحتلال الاموي واحباط خطة معاوية فيها.

والذي جرى في كربلاء سنة 61هـ من محاصرة الحسين (ع) واهل بيته واصحابه وقتلهم ومنعهم من الماء وقطع راسه الشريف ورؤوس اهل بيته واصحابه وتقاسمها بينهم وحمل نسائه سبايا الى الشام انما كان من قبل خيل بني امية من كندة الشام وهمدانها وتميمها وهوازنها (كلابها) وبنو اسدها[8] معهم جملة من رؤساء وافراد عشائر الكوفة المتمرسين على النفاق من زمن علي (ع) كقيس ومحمد ابني الاشعث الكندي وشبث بن ربعي التميمي وعمرو بن الحجاج الزبيدي وغيرهم ولم يكن هؤلاء شيعة لعلي (ع) تماما بل كانوا شيعة آل ابي سفيان وجندهم وانصارهم.

وبنهضة الحسين (ع) وشهادته احبط الله مخطط معاوية فدمرت دولته واطروحته وعادت الكوفة الى ما كانت على عهد علي والحسن (ع) تحمل الولاء لعلي (ع) وتعمل بمنهج الكتاب والسنة وتقتدي باهل بيت النبي (ص).

ويصدق على مخطط معاوية واحباطه بالحسين (ع) قوله تعالى:

﴿إِنَّ الَّذينَ ارتَدّوا عَلى أَدبارِهِم مِن بَعدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى الشَّيطانُ سَوَّلَ لَهُم واملى لَهُم (25) ذلِكَ بِأَنَّهُم قالوا لِلَّذينَ كَرِهوا ما نَزَّلَ اللهُ سَنُطيعُكُم في بَعضِ الأمرِ واللهُ يَعلَمُ إِسرارَهُم (26) فَكَيفَ إِذا تَوَفَّتهُمُ المَلائِكَةُ يَضرِبونَ وُجوهَهُم وادبارَهُم (27) ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعوا ما أَسخَطَ اللهَ وَكَرِهوا رِضوانَهُ فاحبَطَ أَعمالَهُم (28) أَم حَسِبَ الَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ أَن لَن يُخرِجَ اللهُ أَضغانَهُم (29) وَ لَو نَشاءُ لأََرَيناكَهُم فَلَعَرَفتَهُم بِسيماهُم وَلَتَعرِفَنَّهُم في لَحنِ القَولِ واللهُ يَعلَمُ أَعمالَكُم (30) وَ لَنَبلونَّكُم حَتَّى نَعلَمَ المُجاهِدينَ مِنكُم والصّابِرينَ وَنَبلوا أَخبارَكُم(31) إِنَّ الَّذينَ كَفَروا وَصَدّوا عَن سَبيلِ اللهِ وَشاقّوا الرَّسولَ مِن بَعدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدى لَن يَضُرّوا اللهَ شَيئاً وَسَيُحبِطُ أَعمالَهُم (32) يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا أَطيعوا اللهَ واطيعوا الرَّسولَ وَلا تُبطِلوا أَعمالَكُم (33) إِنَّ الَّذينَ كَفَروا وَصَدّوا عَن سَبيلِ اللهِ ثُمَّ ماتوا وَهُم كُفّارٌ فَلَن يَغفِرَ اللَّهُ لَهُم  (34) ﴾ محمد/25-34.

قوله تعالى ﴿إِنَّ الَّذينَ ارتَدّوا عَلى أَدبارِهِم مِن بَعدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى﴾: هم المشار اليهم في قوله تعالى ﴿وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرُّسُلُ أَفان ماتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلى أَعقابِكُم وَمَن يَنقَلِب عَلى عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيئاً وَسَيَجزي اللهُ الشّاكِرينَ﴾ آل عمران/144.

قوله تعالى ﴿ذلِكَ بِأَنَّهُم قالوا لِلَّذينَ كَرِهوا ما نَزَّلَ اللهُ﴾ قال الطبرسي في مجمع البيان المروي عن ابي جعفر و ابي عبدالله عليهما السلام: انهم بنو امية كرهوا ما نزل الله في ولاية امير المؤمنين عليه السلام. فالآية تشير الى جماعتين الاولى الذين ارتدوا والثاني الذين كرهوا ما انزل الله وهم بنو امية.

قوله تعالى ﴿فاحبَطَ أَعمالَهُم﴾ جاء بصيغة الماضي تمييزا لهم عن الذين سيأتون بعدهم وبيان ان عملهم سوف يحبطه الله حتما بمن كلفهم حفظ الرسالة ﴿فان يَكفُر بِها هؤُلاءِ فَقَد وَكَّلنا بِها قَوماً لَيسوا بِها بِكافِرينَ (89) أولئِكَ الَّذينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقتَدِه﴾ الأنعام-90. وذكر الحبط للذين كرهوا ما انزل الله بصيغة المستقبل قال تعالى ﴿ إِنَّ الَّذينَ كَفَروا وَصَدّوا عَن سَبيلِ اللَّهِ وَشاقّوا الرَّسولَ مِن بَعدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدى لَن يَضُرّوا اللَّهَ شَيئاً وَسَيُحبِطُ أَعمالَهُم﴾ فهؤلاء قد تبين لهم الهدى بنهضة علي(ع) لإحياء سنة النبي (ص)، ولكنهم اختاروا الصد عن سبيل الله وشقاق الرسول في اهل بيته وقد احبط عملهم بعد ان اظهروا اضغانهم.

قوله تعالى ﴿أَم حَسِبَ الَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ﴾: هم كلا الجماعتين الضالتين.

وقوله تعالى ﴿وَلَتَعرِفَنَّهُم في لَحنِ القَولِ﴾: في مجمع البيان وعن أبي سعيد الخدري قال: لحن القول بُغضهم علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ببغضهم علي بن أبي طالب، و روى مثل ذلك عن جابر بن عبد الله الأنصاري، و عن عبادة بن الصامت قال: كنا نبور (أي نختبر) أولادنا بحب على بن أبى طالب، فاذا رأينا أحدهم لا يحبه علمنا أنه لغير رِشْدَة[9] قال أنس: ما خفي منافق على عهد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بعد هذه الآية.

وقوله تعالى ﴿وَلَنَبلونَّكُم حَتَّى نَعلَمَ المُجاهِدينَ مِنكُم والصّابِرينَ وَنَبلوا أَخبارَكُم﴾ ؛ هم المشار اليهم في قوله تعالى ﴿يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا مَن يَرتَدَّ مِنكُم عَن دينِهِ فَسَوفَ ياتي اللهُ بِقَومٍ يُحِبُّهُم وَيُحِبّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤمِنينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكافِرينَ يُجاهِدونَ في سَبيلِ اللهِ وَلا يَخافونَ لَومَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضلُ اللهِ يُؤتيهِ مَن يَشاءُ واللهُ واسِعٌ عَليمٌ﴾ المائدة/54، و في مجمع البيان عن الباقر والصّادق(ع): هم أمير المؤمنين و أصحابه، حين قاتل من قاتله من النّاكثين و القاسطين و المارقين. قال: و يؤيّد هذا، أنّ النّبي(ص) وصفه بهذه الصّفات المذكورة في الآية، فقال فيه و قد ندبه حين ندبه لفتح خيبر بعد أن ردّ عنها حامل الرّاية إليه مرّة بعد أخرى و هو يجبّن النّاس و يجبّنونه: لأعطيّن الرّاية غدا رجلا يحبّ الله ورسوله و يحبّه الله و رسوله كرّارا غير فرّار حتّى يفتح اللّه على يديه، ثمّ أعطاها إيّاه. و عن علي (ع) أنه قال يوم البصرة: و الله ما قوتل أهل هذه الآية حتّى اليوم، و تلا هذه الآية.

قوله تعالى ﴿إِنَّ الَّذينَ كَفَروا وَ صَدّوا عَن سَبيلِ اللهِ﴾ في تفسير على بن إبراهيم:﴿إِنَّ الَّذينَ كَفَروا وَ صَدّوا عَن سَبيلِ اللهِ﴾ قال: عن أمير المؤمنين (ع) و شاقوا الرسول اى قطعوه في أهل بيته بعد أخذه الميثاق عليهم له.

قوله تعالى ﴿لَن يَضُرّوا اللهَ شَيئاً وَسَيُحبِطُ أَعمالَهُم﴾: وتفصيلها في قوله تعالى ﴿إِنَّ الَّذينَ يَكفُرونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقتُلونَ النَّبيينَ بِغَيرِ حَقٍّ وَيَقتُلونَ الَّذينَ يامُرونَ بِالقِسطِ مِنَ النّاسِ فَبَشِّرهُم بِعَذابٍ أَليمٍ(21) أولئِكَ الَّذينَ حَبِطَت أَعمالُهُم في الدُّنيا والآخِرَةِ وَما لَهُم مِن ناصِرينَ  (22) ﴾ آل عمران/21-22، أي ان الذين يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس لأجل ان يدوم ملكهم سوف يحبط ويبطل الله تخطيطهم ويخيب املهم فيقطع ملكهم وببتر نسلهم. وهكذا فعل الله بمعاوية ويزيد إذ بتر نسله وقطع ملكه وقرنه باللعن والذكر السيء واهلك ايضا من احيا نهجهم بالعذاب الاليم في الدنيا كما صنع من آل مروان على ايدي العباسيين. وفي المقابل بارك في الحسين (ع) ونهضته بالنسل الكثير وبالأئمة التسعة من ذريته (ع) وقرنه واباه عليا واخاه الحسن (ع) بالذكر الطيب وبانتشار شيعتهم الذين يسيرون على نهجهم.

قوله تعالى ﴿يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا أَطيعوا اللهَ واطيعوا الرَّسولَ وَلا تُبطِلوا أَعمالَكُم﴾ أي اطيعوا الله واطيعوا الرسول بما بينا في اهل بيت النبي (ص) واولهم علي (ع)، ولا تبطلوا اعمالكم بالحبط بان ترتدوا عن توليهم وتولي غيرهم.

 

________________________________

[1] اقول كان ذلك بعد وفاة الحسن (ع).

[2] الطبري: تاريخ الطبري ج 2 ص 500، قال ياقوت في معجم الادباء 19/289 في ترجمة هشام بن محمد بن السائب الكلبي في ذكر كتبه: كتاب النواقل فيه نواقل قريش وكنانة وأسد وتميم وقيس وإياد وربيعة، كتاب المناقلات.

[3] الاشعث بن قيس شيخ كندة العام، وهو راس منافقي الكوفة في عهد علي (ع).

[4]قبيلة بجيلة هم ولد ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر، وجرير هذا صحابي عاش في الكوفة، طلب من علي (ع). ان يبعثه الى معاوية في امر بيعته وجرى له كلام مع الاشتر قال نصر اجتمع جرير والأشتر عند علي (ع). فقال الأشتر: يا أخا بجيلة إنّ عثمان اشترى منك دينك بهمدان، والله ما أنت بأهل أن تمشي فوق الأرض حيّا، إنما أتيتهم لتتّخذ عندهم يدك بمسيرك إليهم ثمّ رجعت إلينا من عندهم تهدّدنا بهم، وأنت والله منهم، ولا أرى سعيك إلّا لهم، ولئن أطاعني فيك أمير المؤمنين ليحبسنك وأشباهك في محبس لا تخرجوا منه حتّى تستبين هذه الأمور، ويهلك الله الظالمين. قال: ولمّا سمع جرير ذلك لحق بقرقيسا وبها مات سنة 54هـ. ولحق به أناس من قيس فسرّ من قومه ولم يشهد صفين من قيس غير تسعة عشر، وفي شرح نهج البلاغة للمعتزلي أنّ الأشعث بن قيس الكندي وجرير بن عبد الله البجلي يبغضانه وهدم عليّ عليه السّلام دار جرير بن عبد الله، قال إسماعيل بن جرير: هدم عليّ عليه السّلام دارنا مرّتين.

[5]  كان مؤذن سجا ح ثم، تراجع وكان مع علي (ع) في صفين ثم كان راسا في الخوارج ثم تراجع ثم كان من الشهود الزور على حجر ثم كان ممن كتب الى الحسين (ع). بنصرته ثم قاتله في كربلاء.

[6]  قال ابو الفرج في الاغاني (11/ 167) بنى سماك مسجد سماك في أيّام عمر، وكان عثمانيّا، وأهل تلك المحلَّة إلى اليوم كذلك. فيروي أهل الكوفة أنّ عليّ بن أبي طالب (ع). لم يصلّ فيه، وأهل الكوفة إلى اليوم يجتنبونه. وقال السمعاني في الانساب (2/272) وسماك هذا خرج هاربا من علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقصد الجزيرة قال اليعقوبي (2/187) وبلغ عليا أن معاوية قد استعد للقتال، واجتمع معه أهل الشأم، فسار علي في المهاجرين والأنصار، حتى أتى المدائن، ثم صار إلى الجزيرة، فلقيه بطون تغلب والنمر بن قاسط، فسار معه منهم خلق عظيم، ثم سار إلى الرقة، وجل أهلها العثمانية الذين هربوا من الكوفة إلى معاوية، فغلقوا أبوابها، وتحصنوا، وكان أميرهم سماك ابن مخرمة الأسدي، فغلقوا دونه الباب، فصار إليهم الأشتر مالك بن الحارث النخعي، فقال: والله لتفتحن، أو لأضعن فيكم السيف ! ففتحوا، وأقام بها أمير المؤمنين يومه. قال البدري: وقد رجع هؤلاء بامر معاوية الى الكوفة في جملة من نقلهم سنة احدى وخمسين الى الكوفة واسكنهم دور الاسديين الذين سيرهم معاوية الى خراسان.

[7] وقد جددت هذه المساجد فرحها عند قتل الحسين (ع) انظر الكليني في الكافي (3/490).

[8] روى الشيخ الصدوق في الأمالي /266 قال (وحال بنو كلاب بين الحسين وبين الماء… واقبل عدو الله سنان بن انس الايادي وشمر بن ذي الجوشن العامري لعنهما الله في رجال من اهل الشام حتى وقفوا على راس الحسين عليه السلام… ). و « بنو كلاب “ هم بنو كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة… بن قيس بن عيلان (راجع معجم قبائل العرب: 543 و 989 ونهاية الإرب: 273 و 372). قال ابن خلدون: (وأما بنو كلاب بن ربيعة فمنهم بنو الضباب الذين منهم شمر بن ذي الجوش بن الأعور بن معاوية قاتل الحسين بن علي وكانت بلاد بنى كلاب حِمى ضرية (ضريّة بئر بالحجاز ينسب إليها حمى ضريّة في طريق مكة من البصرة و نجد) والربذة في جهات المدينة وفدك والعوالي وحمى ضرية، ) ثم انتقل بنو كلاب إلى الشام فكان لهم في الجزيرة الفراتية صيت وملك وملكوا حلب وكثيرا من مدن الشام). تاريخ ابن خلدون – ابن خلدون ج2 ص 311. قال الواقدي في فتوح الشام 1/14 (إن أبا بكر دعا عمرو بن العاص فسلم اليه الراية وقال قد وليتك على هذا الجيش يعني أهل مكة والطائف وهوازن وبني كلاب فانصرف إلى ارض فلسطين وكاتب أبا عبيدة وأنجده إذا أرادك ولا تقطع أمرا الا بمشورته أمض بارك الله فيك وفيهم) وفي بغية الطلب لابن العديم (1/112) (باب في ذكر بالس، فهي مدينة على شط الفرات صغيرة وهي أول مدن الشام من العراق إليها وهي مدينة كانت في أول الاسلام عامرة جدا وهي أول مدن جند قنسرين والغالب على أهل البلد بنو كلاب وبريتها نزلها قديما بنو فزارة).

[9] قال ابن الاثير في النهاية يقال هذا ولد رِشْدَة إذا كان لنكاح صحيح، كما يقال في ضده: ولد زنية، بالكسر فيهما. وقال الأزهري في فصل بغى: كلام العرب المعروف: فلان ابن زنية وابن رشدة، وقد قيل زنية ورشدة، والفتح أفصح اللغتين.

رجوع إلى قائمة مقالات النشرة 

الزيارات : 1٬050

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *