اختلاف المسلمين عن اليهود والنصارى
في هوية القائد الالهي
الموعود وكتابه
ويختلف المسلمون مع اليهود والنصارى في تعيين هوية الشخص الذي يجري الله تعالى على يده هذا الحدث العظيم المرتقب وفي الامة التي ينطلق منها ذلك القائد الالهي الكبير وفي الشريعة الالهية التي يعمل بها ويطبقها .
فيعتقد المسلمون جميعا : بانه من ذرية اسماعيل من ذرية محمد (ص) خاتم الانبياء من فاطمة بنت النبي (ص) . وان امة هذا القائد هي امة محمد (ص) وان شريعته هي شريعة محمد (ص) .
روى ابو داود وابن ماجة وابن حنبل والطبراني والحاكم في المستدرك وغيرهم قول النبي (ص) : “ لو لم يبق من الدهر (الدنيا) الا يوم واحد لبعث الله رجلا من اهل بيتي يملؤها (الارض) عدلا كما ملئت جورا ” .
وقوله (ص) ايضا : “ المهدي من عترتي من ولد فاطمة ” .
ويعتقد اليهود والنصارى : انه من ذرية اسحاق من ذرية يعقوب ومن ذرية داود .
ويقول النصارى : بان هذا القائد الاسرائيلي هو المسيح عيسى بن مريم وانه قتل على يد اليهود ثم احياه الله تعالى واقامه من الاموات ورفعه الى السماء وانه سينزله في في آخر الدنيا ليحقق به وعده .
اما اليهود فيقولون : انه لم يولد بعد . قال المفسر اليهودي حنان ايل في تعليقته على الفقرة 20 من الاصحاح 17 من سفر التكوين التي تشير الى وعد الله تعالى في اسماعيل وهي (أما إسماعيل فقد سمعت قولك فيه ها أنا ذا أباركه وأنميه وأكثره جدا جدا ويلد اثني عشر رئيسا واجعله أمة عظيمة) .
(نلاحظ من هذه النبوءة في هذه الآية ان 2337 سنة مضت قبل ان يصبح العرب /سلالة إسماعيل/ أمة عظيمة [بظهور الإسلام سنة 624م] في هذه الفترة انتظر إسماعيل بشوق حتى تحقق الوعد الإلهي أخيرا وسيطر العرب على العالم . أما نحن ذرية اسحق فقد تأخر تحقق الوعد الذي أعطي لنا بسبب ذنوبنا . من المؤكد ان هذا الوعد الإلهي سيتحقق فيما بعد فلا نيأس) (1) .
وفي سفر اشعيا 11 1 :
وَيُفْرِخُ بُرْعُمٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى ، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ جُذُورِهِ ، 2 : وَيَسْتَقِرُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفِطْنَةِ ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ ، رُوحُ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ وَمَخَافَتِهِ . 3وَتَكُونُ مَسَرَّتُهُ فِي تَقْوى الرَّبِّ ، وَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ مَا تَشْهَدُ عَيْنَاهُ ، وَلاَ يَحْكُمُ بِمُقْتَضَى مَا تَسْمَعُ أُذُنَاهُ ، 4إِنَّمَا يَقْضِي بِعَدْلٍ لِلْمَسَاكِينِ ، وَيَحَكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ ، وَيُعَاقِبُ الأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ ، وَيُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ ، 5لأَنَّهُ سَيَرْتَدِي الْبِرَّ وَيَتَمَنْطَقُ بِالأَمَانَةِ . 6فَيَسْكُنُ الذِّئْبُ مَعَ الْحَمَلِ ، وَيَرْبِضُ النِّمْرُ إِلَى جِوَارِ الْجَدْيِ ، وَيَتَآلَفُ الْعِجْلُ وَالأَسَدُ وَكُلُّ حَيَوَانٍ مَعْلُوفٍ مَعاً ، وَيَسُوقُهَا جَمِيعاً صَبِيٌّ صَغِيرٌ . 7تَرْعَى الْبَقَرَةُ وَالدُّبُّ مَعاً ، وَيَرْبِضُ أَوْلاَدُهُمَا مُتجَاوِرِينَ ، وَيَأْكُلُ الأَسَدُ التِّبْنَ كَالثَّوْرِ ، 8وَيَلْعَبُ الرَّضِيعُ فِي (أَمَانٍ) عِنْدَ جُحْرِ الصِّلِّ ، وَيَمُدُّ الفَطِيمُ يَدَهُ إِلَى وَكْرِ الأَفْعَى (فَلاَ يُصِيبُهُ سُوءٌ) . 9لاَ يُؤْذُونَ وَلاَ يُسِيئُونَ فِي كُلِّ جَبَلِ قُدْسِي ، لأَنَّ الأَرْضَ تَمْتَلِيءُ مِنْ مَعْرِفَةِ الرَّبِّ كَمَا تَغْمُرُ الْمِيَاهُ الْبَحْرَ . 10 : فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَنْتَصِبُ أَصْلُ يَسَّى رَايَةً لِلأُمَم ِ ، وَإِلَيْهِ تَسْعَى (واياه تنظر) جَمِيعُ الشُّعُوبِ (Gentiles) ، وَيَكُونُ مَسْكَنُهُ مَجِيداً .
والقول الفصل فيما اختلف فيه المسلمون عن النصارى واليهود بشأن القائد الموعود وهل هو من ذرية اسحاق او ذرية اسماعيل يكون من خلال التحقيق في مسالة من هو النبي الذي ينتظره الاميون هل هو عيسى ام محمد (ص) ؟ . ومسألة من هو الوارث الابدي لإمامة ابراهيم هل هو اسماعيل والاصفياء من ذريته ام اسحاق والاصفياء من ذريته ؟ وكذلك من هو القائد الالهي الذي سيتعرض لمحنة الذبح بلا ذنب ويكون قتله سببا لهداية كثيرين كما يكون قتله سببا لحفظ الدين ونشره كما يكون من ذريته نسل تطول ايامه يتحقق على يده الغد ا لمشرق في تاريخ البشرية ؟
والمسالتان الاوليان : بحثهما علماء المسلمين وادركهما الكثير من علماء اليهود والنصارى واعلنوا اتباعهم للنبي واهل بيته (2) .
اما المسالة الثالثة : فقد قامت المسيحية البولسية على تفسير النصوص التي تتحدث عن رجل الالام والمحن المذبوح كما يذبح الكبش انه عيسى بن مريم الا ان النص يابى الانطباق عليه لان عيسى لم يكن له نسل سواء طالت ايامه او قصرت ، وهي مسالة جديدة وفقنا الله تعالى لا ثارتها وقد هيئنا نصوصها كاملة نرجو ان تر النور قريبا .
اما لفظة (يسى) التي تشير والد داود في النص الانف الذكر فانه بعد استقرارا المسائل الثلاث الانفة الذكر يصبح من السهل اكتشاف تحريفها ، وكونها في الاصل تشير الى محمد (ص) وولده المهدي .
|