نماذج من الوقائع السلوكية

1 . روى أصحاب الصحاح من أهل السنة أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : اللهم إنّما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر ، فأيُّما مؤمن آذيتُه أو سببتُه أو جلدتُه فاجعلها له كفارةً وقُربةً تقرِّبُه بها إليك يوم القيامة (1) .

وفي قبال ذلك : يوجد قول الله تعالى عن رسوله الكريم : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُق عَظِيم) القلم/4 ، وقوله : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) التوبة/128 .

وما روي عن أنس قال : " لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله فاحشاً ولا متفحِّشاً ولا صَخّاباً (2) في الأسواق ولا يجزي السيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح " (3) .

وما روي عن النبي قوله : " لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء " (4) .

وقوله : " لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعّاناً " .

2 . روى مسلم في صحيحه عن عائشة قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وآله مضطجعاً في بيتي كاشفاً عن فخذيه أو ساقيه ، فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال فتحدَّث ، ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدَّث ، ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسوى ثيابه ، فلما خرج قالت عائشة : دخل أبو بكر فلم تهتش (5) له ولم تبالِه (6) ، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تبالِهْ ثم دخل عثمان فجلست وسوَّيت ثيابك ؟ فقال : ألا استحي من رجل تستحي منه الملائكة (7) .

وفي قبال ذلك : ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري قال : كان النبي صلى الله عليه وآله أشدَّ حياءً من العذراء في خِدرها (8) .

______________________

(1) صحيح مسلم ج4 ص2008 ، كتاب البر والصلة باب من لعنه النبي (صلى الله عليه وآله) وليس هو أهلاً لذلك حديث 2601 . والبخاري كتاب الدعوات ج5 ص2339 حديث 6000 .

(2) الصَّخب : الصياح والضجة .

(3) سنن البيهقى الكبرى ج2 ص230 حديث 3059 .

(4) صحيح مسلم كتاب البر والصلة .

(5) الهشاشة : الارتياح

(6) اي لم تعره اهتماما خاصا .

(7) صحيح مسلم كتاب الفضائل فضائل عثمان ج4 ص1866 حديث 2401 .

(8) البخاري كتاب بدء الخلق ج3 ص1306 حديث 3369 ، باب صفة النبي (صلى الله عليه وآله) . وقد أوردنا في كتابنا " المدخل إلى دراسة السيرة " نماذج أخرى . العذراء: الجارية البكر ، الخدر: ستر أعد للجارية البكر في ناحية البيت ، وجارية مخدرة اذا أُلزمت الخدر (لسان العرب) .