شيعة العراق ـ التأسيس ـ التاريخ ـ المشروع السياسي
السيد سامي البدري
زيارة أمين اللهقال العلامة المجلسي رحمه الله إنها أحسن الزيارات متناً وسندا ، وينبغي المواظبة عليها في جميع الروضات المقدسة ، وهي كما روي بأسناد معتبرة عن جابر عن الباقر عليه السلام أنه زار الإمام ، زين العابدين عليه السلام أميرَ المؤمنين عليه السلام فوقف عند القبر وبكى وقال: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَحُجَّتَهُ عَلَى عِبَادِهِ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . أَشْهَدُ أَنَّكَ جَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ، وَعَمِلْتَ بِكِتَابِهِ ، وَاتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، حَتَّى دَعَاكَ اللَّهُ إِلَى جِوَارِهِ فَقَبَضَكَ إِلَيْهِ بِاخْتِيَارِهِ ، وَأَلْزَمَ أَعْدَاءَكَ الْحُجَّةَ مَعَ مَا لَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبَالِغَةِ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ . اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسِي مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ ، رَاضِيَةً بِقَضَائِكَ مُولَعَةً بِذِكْرِكَ وَدُعَائِكَ، مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ أَوْلِيَائِكَ ، مَحْبُوبَةً فِي أَرْضِكَ وَ سَمَائِكَ ، صَابِرَةً عَلَى نُزُولِ بَلاَئِكَ ، شَاكِرَةً لِفَوَاضِلِ نَعْمَائِكَ ، ذَاكِرَةً لِسَوَابِغِ آلاَئِكَ ، مُشْتَاقَةً إِلَى فَرْحَةِ لِقَائِكَ ، مُتَزَوِّدَةً التَّقْوَى لِيَوْمِ جَزَائِكَ ، مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ أَوْلِيَائِكَ ، مُفَارِقَةً لِأَخْلاَقِ أَعْدَائِكَ ، مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْيَا بِحَمْدِكَ وَثَنَائِكَ . ثم وضع خده على القبر وقال: اللَّهُمَّ إِنَّ قُلُوبَ الْمُخْبِتِينَ إِلَيْكَ وَالِهَةٌ ، وَسُبُلَ الرَّاغِبِينَ إِلَيْكَ شَارِعَةٌ ، وَأَعْلاَمَ الْقَاصِدِينَ إِلَيْكَ وَاضِحَةٌ ، وَأَفْئِدَةَ الْعَارِفِينَ مِنْكَ فَازِعَةٌ ، وَأَصْوَاتَ الدَّاعِينَ إِلَيْكَ صَاعِدَةٌ ، وَأَبْوَابَ الْإِجَابَةِ لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ ، وَدَعْوَةَ مَنْ نَاجَاكَ مُسْتَجَابَةٌ ، وَتَوْبَةَ مَنْ أَنَابَ إِلَيْكَ مَقْبُولَةٌ ، وَعَبْرَةَ مَنْ بَكَى مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ ، وَالْإِغَاثَةَ لِمَنِ اسْتَغَاثَ بِكَ مَوْجُودَةٌ (مَبْذُولَةٌ) ، وَالْإِعَانَةَ لِمَنِ اسْتَعَانَ بِكَ مَبْذُولَةٌ (مَوْجُودَةٌ) ، وَعِدَاتِكَ لِعِبَادِكَ مُنْجَزَةٌ ، وَزَلَلَ مَنِ اسْتَقَالَكَ مُقَالَةٌ ، وَأَعْمَالَ الْعَامِلِينَ لَدَيْكَ مَحْفُوظَةٌ ، وَأَرْزَاقَكَ إِلَى الْخَلاَئِقِ مِنْ لَدُنْكَ نَازِلَةٌ ، وَعَوَائِدَ الْمَزِيدِ إِلَيْهِمْ وَاصِلَةٌ ، وَذُنُوبَ الْمُسْتَغْفِرِينَ مَغْفُورَةٌ ، وَحَوَائِجَ خَلْقِكَ عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ ، وَجَوَائِزَ السَّائِلِينَ عِنْدَكَ مُوَفَّرَةٌ ، وَعَوَائِدَ الْمَزِيدِ مُتَوَاتِرَةٌ ، وَمَوَائِدَ الْمُسْتَطْعِمِينَ مُعَدَّةٌ ، وَمَنَاهِلَ الظِّمَاءِ (لَدَيْكَ) مُتْرَعَةٌ . اللَّهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعَائِي ، وَاقْبَلْ ثَنَائِي ، وَ اجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَوْلِيَائِي ، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ، إِنَّكَ وَلِيُّ نَعْمَائِي وَمُنْتَهَى مُنَايَ وَغَايَةُ رَجَائِي فِي مُنْقَلَبِي وَمَثْوَايَ . |