بسم الله الرحمن
الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف
الأنبياء والمرسلين محمد
وآله الطاهرين وصحبه الميامين
أشار
القرآن الكريم في أكثر من مورد
الى ان الكتب الالـهية السابقة
التوراة والزبور والإنجيل
وغيرها كانت تحتوي على خبر بعثة
النبي محمد
(ص) ، وان اهل الكتاب
كانوا ينتظرون بعثة نبي يظهر في
مكة وانهم كانوا يعرفون بموجب
تلك النصوص تفصيلات كثيرة عن
مصير نبوته ، قال تعالى :
(الَّذِينَ
آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ
يَعْرِفُونَهُ كَمَا
يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ
وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ
لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ
يَعْلَمُونَ)
البقرة/146
وقال
تعالى :
(الَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ
النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ
الَّذِي يَجِدُونَهُ
مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي
التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ)
الأعراف/157
وقال
تعالى :
(وَإِذْ
قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي
رَسُولُ اللـه إِلَيْكُمْ
مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ
يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ
وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ
يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ
أَحْمَدُ)
الصف/6
ثم ذكر
القرآن ان علماء اليهود تصدوا
لتحريف البشارات بعد البعثة
حسدا وبغيا كما في قولـه تعالى :
(يَا
أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا
يَحْزُنْكَ الَّذِينَ
يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ
مِنْ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا
بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ
تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنْ
الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ
لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ
لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ
يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ
الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ
مَوَاضِعِهِ)
المائدة/41
وقولـه
تعالى :
(فَبِمَا
نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ
لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا
قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً
يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ
مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا
مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا
تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى
خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا
قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ
عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللـه
يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
المائدة/13
وقد كتبت
في هذا الموضوع حديثا وقديما
عشرات الكتب ومئات المقالات
والفصول من قبل علماء المسلمين
انفسهم ومن قبل علماء اهل الكتاب
الذين شرح اللـه صدرهم للاسلام
وهي بحوث قيمة ونافعة جزى اللـه
كاتبيها خير الجزاء .
غير ان
الملاحظ على أغلب هذه الدراسات
انها لم تقم على منهج ملاحقة
النص في الترجمات الاساسية
الآرامية والسريانية
والإغريقية واللاتينية وغيرها
ومقارنة ذلك بالاصل العبري وهو
ما حاولناه في دراساتنا هذه من
اجل لفت النظر الى اهمية هذا
المنهج وضرورة توفر عدد من
الباحثين للنهوض به ونحن نامل من
القراء والباحثين الكرام ان
يوافونا بملاحظاتهم
واقتراحاتهم لنفيد منها في سد
الثغرات التي قد تنطوي عليها كل
محاولة من هذا القبيل واللـه ولي
التوفيق .
سامي
البدري
15 رمضان 1419
|