محاولة
جديدة
في دراسة النص
|
|
|
|
هي
المحاولة التي نقدمها هنا ونبدأ فيها
من الاحتمال الثالث الذي اثاره
العلامة عبد الاحـــد وهــو ان تكون
لفظة ()
(شيلوه) محرفة من () (شلوحَ) .
ثم من
اللفظة () (يقهت) التي تعني (يطيع) ،
وكونها محرفة عن كلمة () (يقوه)
التي تعني (يتوقع وينتظر) واختار
العلامة عبد الاحد القراءة الاولى
السائدة للنص فعلا وهي (يقهت) بمعنى
يطيع ولم يعر اهمية للقراءة الثانية
المحتملة ومعناها وهي (يقوه) التي
تعني ينتظر .
الترجمة
العربية للأصل اللاتيني
هناك ترجمة
عربية للعهد القديم
(1) طبعت سنة 1753 م في مطبعة (ملاك
روتيلي) ، وقد جاء فيها النص متطابقا
مع الاحتمال الثالث الذي احتملـه
العلامة عبد الأحد في لفظة (شيلوه) أي
كونها محرفة عن لفظة (الرسول) وايضا
متطابقا مع القراءة الثانية
المحتملة للفظة أي (يقوه) التي تعني (الانتظار)
والتي اغفلها في دراسته .
ففي الصفحة 66-67 نجد
النص كما يلي :
(لا
يزول القضيب من يهوذا ولا القائد
من فخذه ،
\حتى يأتي الْمُزمَع ان يرسل ، وهو
يكون انتظار الامم) .
ومراده
بـ(المزمع ان يرسل) : الرسول الذي يراد
ارسالـه ، او الرسول الموعود (2) .
وهذه الترجمة
العربية المهملة والمنسية هي ترجمة
حرفية للترجمة اللاتينية المنتشرة
الى اليوم عند اتباع الكنيسة
الكاثوليكية وهي الترجمة المعروفة
بـ(الفولكات The Latin Vulgate) ، وقد قام بها
(اوسيبيوس ايرونيموس) (Eusebis Hieronymus)
الذي عرف باسم (جيروم) (Jerome) (340-420 م)
وكان البابا (دماسيوس) (Damasus) قد كلفه
بتنقيح الكتاب المقدس .
وكان (جيروم)
اعظم علماء المسيحيين في عصره ، اتم
مراجعته للترجمة اللاتينية للإنجيلِ حوالي
383 ، و بعدها قدَّم ترجمات لاتينية
جديدة من (المزامير) وكتاب (ايوبِ) ،
وبعض الكتبِ الأخرىِ معتمدا على
الترجمة الاغريقية المعروفة بـالـ(سبتوجنتا)(3) ثم لاحظ ان الترجمة
الاغريقية غير مقنعة/ لأنها كانت
ترجمة بالمعنى في كثير من الموارد /
لذلك اتجه الى الاصل العبري لتكون
الترجمة منه مباشرة واستعان ببعض
الاساتذة اليهود في تلك المهمة (4)، وكان قد بدأ عملـه في
فلسطين سنة 390 م وانتهى منه سنة 405 م (5)، اي قبل بعثة النبي محمد
(ص) بقرنين من الزمن تقريبا وبعد
اربعة قرون من بعثة عيسى (ع) تقريبا .
والنص
اللاتيني في الفولكاتا هو :
Non auferturn sceptrum de Juda ,
et dux de femore ejus
donec veniat qui mittendus est ,
erit expectatio gentium , et ipce
(6) .
|
ومن الغريب ان
لا يلتفت العلامة عبد الاحد الى ذلك
وبخاصة وهو مطلع على نسخة (الفولكاتا)
وقد ذكرها في كتابه في اكثر من مورد .
وعلى كل حال
تسهيلا للبحث في النص نقسمه الى
فقرتين :
الفقرة (أ) :
لا
يزول القضيب من يهوذا ولا مشترع
من فخذه .
|
Non
auferturn sceptrum de Juda .
dux de femore ejus ,
|
الفقرة (ب) :
حتى
يأتي الْمُزمَع ان يرسل .
|
donec
veniat qui mittendus est .
|
وهو
يكون انتظار الامم .
|
et
ipce erit expectatio gentium .
|
ونحن نفضل
البدء بدراسة الفقرة (ب) ثم نتحدث بعد
ذلك عن الفقرة (أ) .
الفقرة
(ب) من النص
( حتى
يأتي الْمُزمَع ان يرسل وهو يكون
انتظار الامم )
ذكروا
: ان جيروم صاحب ترجمة (الفولكات)
اعتمد الاصل العبري في ترجمته ومعنى
ذلك ينبغي (7) ان يكون النص العبري
الذي ترجمه في ذلك الوقت :
|
|
|
|
|
|
عد
كي
|
يابوء
|
شلوح
|
ولو
|
يقوه
|
عميم
|
حتى
|
يأتي
|
الرسول
(الموعود)
|
وله
|
تنتظر
|
الأمم
|
ولكن الذي
نجده في نسخ التوراة العبرانية
المتداولة اليوم هو :
|
|
|
|
|
|
عد
كي
|
يابوء
|
شيلوه
|
ولو
|
يقهت
|
عميم
|
حتى
|
يأتي
|
شيلوه
|
وله
|
تطيع
|
الأمم
|
والكلمات التي
هي موضع الشاهد هي كلمة (شلوح) () التي
حُرِّفت الى كلمة(شلوه) () في
التوراة السامرية و(شيلوه) () في
التوراة العبرانية وكلمة (يقوه) () التي حرفت الى كلمة (يقهت)
() كما
هو مبين في الجدول اعلاه .
فهل ان (جيروم)
:
ــ ترجم
لقراءة محتملة ترجحت لديه (8)؟
ــ او كانت
نسخته شاذة ؟
ــ ام ان
القراءة السائدة للاصل العبري في
زمانه كانت كذلك ثم حرفت بعده ؟
احتمالات
ثلاثة نبحثها كما يلي :
بطلان الاحتمال الاول والثاني :
ان كلا من
الاحتمالين الاول والثاني لا بد من
استبعادهما وذلك اذا اخذنا بعين
الاعتبار المهمة التي كان يضطلع بها (جيروم)
وهي تقديم ترجمة حرفية معتمدة للكتاب
المقدس عن الاصل العبري مباشرة دون
توسط الترجمة اليونانية (السبتوجنتا)
التي كانت ترجمة بالمعنى ، ان هذه
المهمة تفرض عليه ان لا يعتمد على
نسخة شاذة او خاصة بفرقة يهودية
صغيرة ، ولا على قراءة محتملة ، واذا
كانت بين يديه نسخ مختلفة فان خطورة
المهمة تفرض عليه ان يشير الى اختلاف
النسخ وهو امر متعارف عليه عند
النساخ فضلا عن المترجمين وليس من
المتوقع ان يجهلـه من مثل (جيروم)
الذي وصف انه من اعظم علماء عصره ،
ولم يؤثر عنه شئ من ذلك .
رجحان الاحتمال الثالث :
ولم يبق لدينا
الا الاحتمال الثالث وهو أن جيروم كان
يترجم لقراءة سائدة ونسخة عامة
معتمدة وليس لقراءة شاذة او نسخة
خاصة بفرقة يهودية خاصة .
هذا مضافا الى
ان التوراة العبرية التي ترجمها (جيروم)
لم تكن مجرد نسخة حصل عليها خفية من
مدرسة يهودية في فلسطين بل تسلمها من
كهنة اليهود الذين تعلم على يدهم
اللغة العبرية وقراءة النص التوراتي
نفسه .
لقد اثيرت على
ترجمة (جيروم) اشكالات في وقته بسبب
الاختلافات بين النص الذي قدمه والنص
اللاتيني المترجم عن النص الاغريقي
الذي كان سائدا في زمانه .
فلو كانت هذه
الاختلافات ناشئة من اعتماده على
نسخة من التوراة ذات قراءة شاذة او
كونها من فرقة خاصة لسجلت عليه
ولكانت عقبة كؤودا امام انتشار
ترجمته ، غير انها كانت اختلافات
ناشئة من تجاوزه للـ(سبتوجنتا) التي
كانت ترجمة بالمعنى في كثير من
الموارد ، ومن هنا شقت ترجمتة طريقها
في العالم المسيحي في الغرب واختفت
الاعتراضات عليها ، حتى اصبحت في
فترة قصيرة الترجمة المعتمدة عند
الكنيسة الرومانية (9)، واستمرت كذلك عند
الكنيسة الكاثوليكية الى اليوم نعم
ظهرت في القرون المتاخرة ترجمات اخرى
تستمد من الأصل الاغريقي والأصل
العبري مباشرة
(10).
وفي ضوء ذلك
يمكننا القول :
بان النسخة
العبرية التي بين ايدينا هي المحرفة
في قبال النسخة العبرية التي ترجمها
جيروم ، وان التحريف قد حصل بعد عهد (جيروم)
أي بعد القرن الخامس للميلاد .
وهنا سؤالان امام الباحث :
السؤال
الأول : هل يوجد في
الترجمات الاخرى ما يؤيد (الفولكاتا)
؟
السؤال
الثاني : ما هو الحادث
الجديد الذي دفع باليهود ككل الى
تبني عملية التحريف ونشر النسخة
المحرفة واخفاء او اتلاف النسخ
الصحيحة نسبيا ؟
الإجابة على السؤال الاول :
اما بالنسبة
للسؤال الاول فجوابه بالايجاب .
إذ أن كلا من (السبتوجنتا)
و(البشيطتا) تتطابقان تماما مع ترجمة
جيروم في النصف الثاني من الفقرة
موضع البحث .
اما (السبتوجنتا)
فإن النص فيها بحرفه اليوناني كما
يلي :
ewz an elo ta apokeimna autw,
kai autoz prosdokia e tnon .
|
وترجمته
بالانكليزية :
Until
there come the things stored up for him ,
and he is the expectation of the nations .
|
وترجمته
بالعربية :
( حتى يأتي الذي
حُفِظَت الاشياء لـه ،
وهو يكون انتظار الامم غير
اليهود ) .
|
وهذا معناه ان
التوراة العبرية التي كانت منتشرة في
القرن الثالث قبل الميلاد التي ترجمت
عنها (السبتوجنتا) في ذلك الوقت كانت
فيها كلمة (يقوه) (يقوه) الــــتي تعني (ينتظر)
وليس كلمة (يقهت) (يقهت) التي تعني (يجتمع) .
اما نص (البشيطتا
) فحرفه السرياني كما يلي :
وترجمته
بالانجليزية:
Until the
coming of the one to whom the sceptre belong , the
Gentiles shall look forword (11)
.
|
وترجمته
بالعربية:
( حتى
مجيء الشخص الذي يعود لـه القضيب
،
والذي ينتظره الامم غير اليهود )
|
ومما لا خلاف
فيه ان (البشيطتا) أقدم من (الفولكاتا)
فهي اذن لم تترجم عنها .وقد ذكروا ان (البشيطتا)
مترجمة عن أصل عبري
(12) او عن أصل يوناني و
النتيجة لكلا الاحتمالين واحدة وهي
ان التوراة العبرية التي ترجمت عنها (البشيطتا)
كانت تحتوي علي كلمة (يقوه) () التي
تعني (ينتظر) وليــــس كلمة (يقهت) () التي
تعني (يجتمع) .
وبالتالي فان
تحريفها في النسخة العبرية الى (يقهت)
() قد
حصل بعد عهد (جيروم) ايضا .
الإجابة على السؤال الثاني :
ان اهم حادثة
تعرض لـها المجتمع اليهودي وكذلك
المجتمع المسيحي بعد عهد (جيروم) هي
بعثة النبي محمد (ص) ، وقد ثبت
تاريخيا ان يهود المدينة كانوا في
اوائل البعثة وقبل تغيير القبلة
مؤيدين للنبي وكانوا يذكرون ما لديهم
من البشارات في حقه (ص) وقد احتج
القرآن بموقفهم هذا على قريش تأييدا
لنبيه المرسل محمد (ص) فقال :
(أَوَلَمْ يَكُنْ
لهمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ
عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ) الشعراء/197 .
ثم انقلب موقف
اليهود بعد الـهجرة وتغيير القبلة
وصاروا يؤيدون قريشا في حربهم مع
النبي .
وتصدى لـهم
القرآن وعرض لكثير من فضائحهم
التاريخية وكشف عن اهم صفاتهم مع
التوراة وهي تحريفهم لـها في العهود
التاريخية السابقة وفي عهد النبي
الموعود الذين كانوا ينتظرونه
ويبشرون به :
(الَّذِينَ
آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ
يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ
أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا
مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ
وَهُمْ يَعْلَمُونَ) البقرة/146.
(فَبِمَا
نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ
لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا
قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً
يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ
مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا
ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ
تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ
إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ) المائدة/13.
ثم حاربهم
النبي (ص) لما عاونوا قريشا المشركة
المحاربة لـه وخانوا عهودهم معه
وبفعل ذلك هرب بعضهم واجلي البعض
الآخر عن المدينة (وساروا باتجاه
الشام
(13)) .
وفي ظل هذا
الظرف الفكري والسياسي فان من
الطبيعي جدا هو ان تتجه ظنون الباحث
المحايد فضلا عن الباحث المسلم الى
هؤلاء اليهود
النازحين الى
طبرية الذين يحملون تجربة حية في
تأييد نبوة محمد (ص) ثم محاربتها
بالسيف والقلم .
النص التوراتي المتداول فعلا :
ومما يؤيد
الباحث كباحث في هذا الصدد هو ما
يذكره الباحثون بخصوص تاريخ النص
التوراتي المتداول المضبوط بالحركات
انما هو ناشئ بعد بعثة النبي لا
قبلـها .
جاء في مقدمة
الترجمة الفرنسية للكتاب المقدس :
تطلق عبارة (النص
المسوري) على صيغة النص الرسمية التي
قررت نهائيا في الدين اليهودي حوالي
القرن العاشر بعد المسيح حين ازدهر
في طبرية اشهر المسوريين وكانوا
ينتمون إلى عائلة ابن اشير .
واقدم مخطوط (مسوري)
بين أيدينا نسخ فيما بين 820-850 بعد
المسيح (14) وهو لا يحتوي إلا على
التوراة .
واقدم مخطوط
كامل ، وهو مخطوط حلب ، قد نسخ في
السنوات الأولى من القرن العاشر بعد
المسيح .
أما نسخ
الكتاب المقدس العبري الحالية ، فهي
منقولة عن النشرة التي صدرت في (البندقية)
في السنة 1524 عن يد يعقوب بن حاييم .
كثيرا ما وقع
التباس في النصوص الكتابية ، لان
الكتابة العبرية غالبا ما تهمل فيها
الحركات ، وفي القرن السابع (15) اهتدى
الباحثون إلى وسيلة واضحة لكتابة
الحركات ، وللإشارة إلى علامات
الفصل في الجمل ، عن طريق النقاط
والخطوط .
وهكذا
دُوِّن خطيا تقليد حي للقراءة
والتفسير كان قد انتشر في الدين
اليهودي خلال الألف الأول من عصرنا ،
ويشهد لـه (الترجوم) ، أي التفسيرات
الآرامية التابعة للكتاب المقدس
العبري (16) .
خلاصة البحث في الفقرة (ب) :
ان احتمال
العلامة عبد الاحد في تحريف كلمة (شلوح)
(شلوح) (الرسول ) في
الفقرة 10 من الاصحاح 49 من سفر التكوين
الى كلمة (شيلوه) (شيله) (الذي يخصه) قد حصل
اشتباها وسهوا من قبل احد الناسخين
ليس صحيحا ، بل القرائن تؤكد عمدية
التحريف من قبل علماء اليهود
المعاصرين لبعثة النبي محمد (ص) بغيا
وحسدا ، و نص الفولكات اللاتينية
المترجمة عن العبرية قبل البعثة من
اهم هذه القرائن ، ومن هذه القرائن
ايضا تحريف كلمة (يقوا) في النص نفسه(
التي تعني ينتظر) الى كلمة يقهت (التي
تعني يجتمع) كما في الفولكات
والسبتوجنت اليونانية والبشيطتا
السريانية ، ومنها ايضا ان النص
المسوري مستحدث بعد بعثة النبي محمد (ص)
. ان الذي اوقع العلامة عبد الاحد في
هذا الخطأ هو عدم اطلاعه على النص في
الفولكات وعدم التفاته الى تلك
القرائن ، كما ان الذي دعا النصارى
الى عدم متابعة اليهود في تحريف النص
اعتقادهم ان النص يتحدث عن رسالة
المسيح (ع) .
وفيما يلي
جدول توضيحي بذلك :
الفقرة
(ب) ومقارنتها بالنص
اللاتيني ، اليوناني ، السرياني
، العبري
|
Vulgate
الفولكات
|
Donec veniat
qui mittendus est
حتى يأتي
الْمُزمَع أن يرسل،
|
et
ipce erit expectatio gentium
وهو يكون انتظار الأمم.
|
Septuagint
السبتوجنت
|
ewz an elo ta apokeimna autw
حتى يأتي الذي
حفظت الأشياء له،
|
kai autoz prosdokia e tnon
وهو يكون
انتظار الأمم.
|
Peschitta
البشيتطا
|
حتى ياتي الذي هي
لـه،
|
وهو يكون انتظار
الأمم.
|
Massoretic text
النص
العبري
|
الى أن يجيء الذي هو
لـه،
|
واليه تجتمع الشعوب.
|
الفقرة
(أ) من النص
|
|
|
|
|
|
لا يسور
|
شبط
|
مي يهودا
|
ومحقق
|
مبين
|
رجليو
|
لا يزول
|
قضيب
|
من يهوذا
|
ولا مشترع
|
من بين
|
رجليه
|
قال بعض مفسري
اليهود : ان قولـه (ولا مشترع من بين
رجليه) : لا يريد به: مشرع من صلب
يهوذا وانما يريد المشرع المطيع
ليهوذا .
ومن هنا جاء في
ترجمة اخرى :
لا
يزول الصولجان من يهوذا ولا عصا
القيادة من بين رجليه .
|
والخلاف حول
كلمة () (مْحُقَّقْ)
الواردة في الاصل العبري .
فقد ترجمتها (البشيطتا)
الى مشرع ومشترع (lawgiver)
وترجمها علماء
اليهود الى عالم (scholar) ـ(17) والى(legislation) (التشريع)(18).
وترجمها جيروم
الى (dux) اي (ruler) (قائد ، موجه) .
وترجمتها
السبتوجنتا الى (leader) .
واصل الكلمة
من (حاقَق) () : سنَّ قانونا ، ومنه كلمة (حوقْ)
()
قانون ، شريعة ، و(حُقّا) () دستور قانون
و(حقيقا) () (سن القوانين ، تشريع) .
وفي ضوء ذلك
فان الحق مع من ترجمها الى (مشرع ).
اما عبارة (من
بين رجليه) فأصلـها العبري كذلك
ولفظه العبري (مبين رجلايو) (
)
فقد ترجمها الاكثر من علماء اليهود
بـ(النسل والذرية) (19) .
تحريف آخر في النص :
الذي تحتملـه
جدا ان كلمة (يهوذا) في النص محرفة
عمدا عن كلمة(يعقوب)
(20) .
وذلك :
لان عقيدة
اليهود تقتضي ان يُحصَر علماء
الشريعة ومبيِّنوها بذرية هارون فهم
مكرَّسون لذلك ومن هنا حاول بعض (21) مفسري التوراة توجيه
عبارة (مبين رجلايو) (
)
وجهة اخرى فقال ان هذه العبارة تعني (المشرعين
المطيعين لـه)أي للملك من يهوذا أو(من
تحت امره) أي من تحت امر الملك من
يهوذا ، وفي ضوئه يكون النص (لا يزول
الصولجان من يهوذا ، ولا مشرع جالس
عند قدميه) أو (من تحت امره) وهذا
التعبير لا يفرض ان يكون المشرع
الوارد في النص من ذرية يهوذا .
غير ان هذا
التوجيه خلاف ظاهر العبارة تماما ،
وخلاف الاستعمال التوراتي لـها إذ
ورد نظيرها في سفر التثنية 28:58 (مِبَّين
رجليها) () واراد به العضو التناسلي
للمرأة ، وفي قبالـه فان تعبير (مبين
رجلايو) (
) اراد به العضو
التناسلي للرجل وكنى به عن الذرية .
والى هذا
المعنى الاخير ترجمها اونقيلوس في
ترجومه وكذلك يوناثان في ترجومه
وعبارتهما : (من ابناء ابنائه) (22).
وإذا كان
الامر كذلك فان النص الاصلي يفيد : ان
الملك وحق التشريع لا يزولان من بيت
يعقوب حتى يأتي الرسول الذي سيبعث
للامم .
وبذلك يستقيم
النص مع الواقع التاريخي لبني
إسرائيل منذ عهد يعقوب (ع) إلى عيسى (ع)
فان جميع الأنبياء والأوصياء من
ذريته . اما مع كلمة (يهوذا) فان النص
يصطدم بالواقع التاريخي إلا إذا
أولناه تأويلا متعسفا .
بحث
حول عبارة
(و هو يكون انتظار الامم)
عودة للفقرة (ب)
لفظة (الامم)
مصطلح يراد به عند اليهود و النصارى :
الشعوب غير الكتابية أي غير الموحدة
أي الشعوب المشركة
(23).
جاء في معجم
اللاهوت الكتابي تحت لفظة (امم) (Nations)
ـ(24) ما يلي :
ينقسم الجنس
البشري في تصور (العهد القديم) الى
قسمين :
الاول : شعب
اللـه ، (عم) () بالعبرية و(laos)
ـ
(25)
باليونانية ،
ويختص بالاختيار والوعود الالـهية .
الثاني : الامم
، (جوييم) () بالعــبرية (ethne: e tn)
باليونانية .
وتشمل من لا
يعرفون اللـه (الوثنيين) ومن لا
يشتركون في حياة شعبه (الغرباء) (26).
ان الاصل
اللاتيني الذي ورد في الفولكات وترجم
الى (Nations) (الامم) في بعض الترجمات
الحديثة هو(gentium) .
وقد جاء في
القاموس اللاتيني تحت لفظة (جنتيوم) (Gentium)
انها في اللاتينية الرومانية تعني
الاجانب (foreigners) اما في اللاتينية
الكَنَسِيَّة فهي تطلق على غير
اليهودي او المسيحي أي تطلق على
الوثني (heathen) ، والمشرك (pagan) ـ(27) .
وفي الترجمة
الانكليزية للبشيطتا (28) المطبوعة سنة 1957 استخدم
المترجم لفظة (gentiles) في الفقرة موضع
البحث :
to whom the gentile shall look
forword.
|
وترجمته
الحرفية :
ويتضح من ذلك
ان ( شيلوه ) () / كما في العبرية المحرفة او (شله)
() كما
في السامرية المحرفة ايضا او (شلوح) (شلوح) أي (الرسول) كما في نسخة
الفولكات اللاتينية / ينتظره غير
اليهود من الامم كما ينتظره اليهود
انفسهم .
اما انتظار
اليهود لـه فواضح من النص الذي جعل
بعثة هذا الرسول علامة لزوال سيادة
الشريعة الاسرائيلية بكل اشكالـها .
اما انتظار
غير اليهود لـه فتوضحه نصوص كثيرة /ستأتي
في البحوث القادمة/ تبين انه ياتيهم
بشريعة ونور من اللـه تعالى .
الفقرة
10 من الاصحاح 49
بعد التحقيق
وفي ضوء نتائج
التحقيق الآنفة الذكر تصبح الفقرة 10
من الاصحاح 49 كما يلي :
(لا يزول
القضيب من يعقوب ومبيِّن
للشريعة من ذريته ،
حتى يأتي الْمُزمَع ان يرسل الذي
ينتظره الامم غير اليهود)
(وبالتعبير القرآني الذي ينتظره
الاميون).
|
دلالة النص :
لا يوجد فرق
جوهري بين النصين الاصلي والمحرف من
ناحية الدلالة على : ان السيادة
الدينية والشريعة الواجبة الاتباع
في بني اسرائيل سوف تبقى حتى ياتي
الشخص الالـهي الموعود الذي سيبعثه
اللـه تعالى من غير بني اسرائيل فإذا
جاء هذا الشخص زالتا من بيت يعقوب
وصارتا الى هذا الشخص .
نعم هناك فرق
بينهما من ناحيتين :
الاولى : النص
المحرف يذكر يهوذا والنص الاصلي
المفترض حسب دراستنا يذكر يعقوب .
الثانية : النص
الاصلي يفيد ان هذا الشخص الالـهي
الذي سيأتي في المستقبل هو رسول من
اللـه موعود به ، وعدم دلالة النص
المحرف على ذلك صراحة .
نسخة
السبتوجنت مترجمة عن النسخة
العبرية في القرن 3 ق.م = 9 قرون
قبل البعثة وهي باقية الى اليوم .
prosdokia = ينتظر
|
النسخة العبرية
قبل
بعثة
النبي محمد (ص)
(وهي مفقودة اليوم)
|
ينتظر
|
نسخة البشيطا
مترجمة عن النسخة العبرية في
القرن 2 ب .م = 4 قرون قبل البعثة
وهي باقية الى اليوم.
نسبون = ينتظر
|
نسخة
الفولكات مترجمة عن النسخة
العبرية في القرن 4 ب . م = 2 قرن
بعد البعثة وهي باقية الى اليوم.
Expectatio = ينتظر
|
فَبِمَا
نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ
لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا
قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً
يُحَرِّفُونَ
الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ
ونسُوا
حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ
وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى
خَائِنَةٍ مِنْهُمْ
المائدة/13
|
النسخة
العبرية
بعد
بعثة
النبي محمد (ص)
والى اليوم
|
يجتمع
|
النسخ
القديمة الثلاث للعهد القديم
وهي نسخة السبتوجنت (ق3 ق.م) ونسخة
البشيطتا (ق2 ق.م) ونسخة الفولكات
اللاتينية كلـها اخذت عن النسخة
العبرية قبل بعثة النبي محمد (ص)
بعدة قرون .
والذي نجده في هذه النسخ الثلاث
هو : أن الفقرة 10 من الإصحاح 49 من
سفر التكوين تحتوي على كلمة (ينتظر).
ومعنى ذلك ان النسخة العبرية
التي كانت قبل البعثة وعند
البعثة كانت تحتوي على كلمة (يقوه)
(يقوه) التي تعني (ينتظر) ومن
المفروض اننا نجدها في النسخة
العبرية المتداولة ما بعد
البعثة ايضا غير ان الذي وجدناه
هو كلمة (يقهت) (يقهت) التي تعني (يجتمع)
.
وهذا أوضح نموذج لوقوع التحريف
اللفظي في النص العبري المتداول
، اما ان هذا التحريف هل كان
عمديا او من سهو القلم فقد اتضح
في البحث أنه كان عمديا.
|
(1) وهي موجودة في
مكتبة المتحف البريطاني باسم biblia sacra
Arabia رقم 3 b 4 .
(2) قال في لسان العرب
الزَّمَع والزِّماع : المَضاء في
الأمر والعزم عليه . وأزمع الأمر وبه
وعليه : مضى فيه فهو مزمِع وثبت عليه
عزمه . . والزميع : الشجاع المقدام
الذي يزمع الأمر ثم لا ينثنيه عنه وهو
أيضا الذي إذا هم بأمر مضى فيه .
(3) (سبتوجنتا) (Septuagint) (Septuaginta)
: لفظة يونانية معناها الحرفي (السبعونية)
نسبة الى السبعين عالما يهوديا الذين
قاموا بترجمة التوراة في القرن
الثالث قبل الميلاد تحت رعاية
بطليموس فيلادلفوس .
(4) انظر Encyclopedia Bretanica ,(Vulgate)
, (Jerome) .
(5) انظر قاموس الكتاب
المقدس لفظة (الكتاب) ، وايضا :
The
Interpretters Dictionaary of The Bible , versions, Ancient .
(6) Holy scripture of the old and new
testament in the original tongues .
وايضا
في مجموعة باريس المطبوعة سنة(1645) و
مجموعة لندن المطبوعة سنة 1657م .
رقمه
في مكتبة المتحف الانكليزي :
BIBLIA
HEXAGLOTA mdccclxxiv.
(7) اقول : هذا بناء على
الاحتمال الثالث الذي اثاره العلامة
عبد الاحد . وقد بينا سابقا ان كلمة (رسول)
يقابلـها في العبرية صيغ اخرى من
مادة (شلح) وهي كلمة (مشلح ) وكلمة (شليح)
ولـها مرادفات من قبيل : () () وغيرها
وكلـها ممكنة والنتيجة واحدة .
(8) ذهب الى الاحتمال
الاول باحث يهودي معاصر هو :
Samson H . Levey.
(9) (The Interpretters Dictionaary of
The Bible) وفي قاموس الكتاب المقدس تحت
عنوان الفولكاتا قالوا : وما برح
العالم المسيحي والكنيسة مدينين لـه
(أي لجيروم) فيه (أي في عملـه الترجمي
هذا) دينا عظيما .
(10) ان اتجاه ترجمة
العهد القديم من النسخة العبرية
المتداولة عند اليهود فعلا هو السائد
عند المسيحيين فعلا بسبب تصور خاطئ
مفاده ان النسخة العبرية هي اقدم
النسخ لكون العبرية هي اللغة الاصلية
للتوراة وسيتضح في البحث اين مكمن
الخطأ.
(11) (The Holy Bible from Ancient
Eastern Manscripts containing the old and New Testament
translated from the peshetta , the autherized bible of the church
of the east ,
(12) جاء في (The Interpreters
Dictionary Of The Bible) تحت لفظة (The peschetta) ان
العهد القديم من البشيطتا وبخاصة
الاسفار الخمسة الاولى ربما ترجم من
قبل يهود او يهود متنصرين وهذا الرأي
اقيم على اساس قرب نص البشيطتا من
النص العبري وترجوم اونقيلوس .
(13) انظر الموسوعة
اليهودية (Enc. Of Judica) وايضا كتب السيرة
النبوية غزوة بني قينوقاع .
(14) وهذا يعني ان الأصل
الذي انتشرت عنه كل نسخ التوراة
المعاصرة انما هو اصل كتب بعد بعثة
النبي (ص) بمائة سنة على الأقل وفي
الأجواء الإسلامية .
(15) أي في عهد بعثة
النبي (ص) ونرجح تبعا لما ذكره القرآن
عن يهود المدينة ان بداية تحريف
الكلم عن مواضعه كانت من قِبَلهم
وبتأثيرهم حين ذهب قسم منهم الى
طبرية وفي القرن العاشر الميلادي أي
بعد ثلاثة قرون تقريبا استقرت عملية
تحريف الكلم بواسطة الحركات .
(16) الكتاب المقدس
طبعة دار المشرق 1991م المدخل ص52 وقد
ذكروا ان المدخل مأخوذ من الترجمة
الفرنسية المسكونية للكتاب المقدس .
(17) التوراة الخماسية
وايضا(The ArtScroll Tanach Series Vol 1(b))
(18) التوراة الحية
وايضا The ArtScroll Tanach Series Vol 1(b))وذكر هذا
المصدر الأخير ان المفسر (راداك) (Radak)
وضح ان (محوقق) يرجع الى القادة الذين
هم مشرعون ، وقد ترجمها الى (معلمي
الشريعة) اصحاب الترجومات المعروفة
انظر :
The
Aramaic Bible volume1A, TargumNeofiti 1 : Genesis by martin
Mcnamara, Notes,Chapter 49 Note ,24 p220 ).
(19) كما في التوراة
الحية والتوراة الخماسية . وأيضا في :
The
ArtScroll Tanach Series Vol 1(b)
لمترجمين
معاصرين وكما ترجمها من قبل اونقيلوس
(ولا مشرع من ابناء ابنائه) والترجوم
المنسوب الى يوناثان (من بذرته)
وغيرها .
(20) وقد حصل هذا
التحريف في تقديرنا في عهد ما بعد
سليمان حيث سيطر ذريته على الملك
واغتصبوه من وصي سليمان الذي كان من
ذرية هارون .
(21) والمعروف ب (Radak)
كلمة منحوتة من(R . David Kimchi) انظر :
The
ArtScroll Tanach Series Vol 1(b),1160-1235.
وايضا
التوراة العربية ضمن مجموعة لندن
وباريس وهي على الاكثر ترجمة سعاديا
وترجمته هي : (والرسم من تحت امره) .
(22) The Aramaic Bible Vol . 1B ,
Targum Pseudo-Jonathan Genesis , Midhael Maher ,
(23) من الواضح ان مصطلح
(الامم) بالمفهوم اليهودي والمسيحي
يقابلـه مصطلح (الاميون) في القرآن
الكريم قال تعالى (فَإِنْ
حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ
وَجْهِي لِلـه وَمَنْ اتَّبَعَنِي
وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ
أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا
فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا
فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ
وَاللـه بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) آل عمران/20
.
وهناك
معنى آخر للاميين استعمل القرآن
اللفظة فيه وهو معنى (الذي لا يقرأ
ولا يكتب ) كما في قولـه تعالى (وَمِنْهُمْ
أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ
الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ
وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ )البقرة/78.
(24) اللفظة الانكليزية
المستعملة للتعبير عن المفهوم
اليهودي والمسيحي للامم هي (Gentiles)
انظر قاموس (المغني الكبير) ، وايضا (
Websters internatkoinal dictionary) وفي هذا الاخير :
يذكر انها من اللاتينية المتأخرة(أي
اللاتينية المسيحية) وتعني فيها :
الاجنبي (foreigner) ،عابد الصنم(heathen) .
(25) جاء في القاموي
الاغريقي (The Intermediate Greek Lexicon) ان لفظة (Laos
) أطلقت في العهد الجديد على اليهود
ثم على المسيحيين أخيرا في قبال لفظة
(heathens) التي نطلق على الكفار او عباد
الاصنام .
(26) معجم اللاهوت
الكتابي بيروت دار المشرق 1986م.ص 103 .
(27) A Latin Dictionary ,Lewis Short .
(28) (The Holy Bible from Ancient
Eastern Manuscripts containing the old and New Testament translated
from the peshetta , the authorized bible of the church of the
east ,by George M . Lasma A . J . holman dompany Philadelphia.
|