قال
الله تعالى :
(وَإِذْ
أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ
النَّبِيِّينَ لَمَا
آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ
وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ
رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا
مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ
وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ
أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ
عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا
أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا
وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ
الشَّاهِدِينَ) آل عمران/81 .
قال علي
عليه السلام:
ان الله
تعالى اخذ الميثاق على الأنبياء
قبل نبينا صلى الله عليه وآله أن
يخبروا أممهم بمبعثه ونعته ،
ويبشرونهم به ، ويأمروهم
بتصديقه (1) .
عن أبي
عبد الله الصادق عليه السلام قال
:
نزلت هذه
الآية في اليهود والنصارى يقول
الله تبارك وتعالى ، (الَّذِينَ
آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ
يَعْرِفُونَهُ) يعنى رسول الله صلى
الله عليه وآله (كَمَا
يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ) لان الله عز
وجل قد انزل عليهم في التوراة
والإنجيل والزبور صفة محمد صلى
الله عليه وآله وصفة أصحابه
ومبعثه ومهاجرته ، وهو قوله
تعالى : (مُحَمَّدٌ
رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ
مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى
الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ
بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا
سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا
مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا
سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ
مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ
مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ
وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ) فهذه صفة رسول
الله صلى الله عليه وآله في
التوراة والإنجيل وصفة أصحابه
فلما بعثه الله عز وجل عرفه أهل
الكتاب كما قال جل جلاله ، (وَلَمَّا
جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ
اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا
مَعَهُمْ) فكانت اليهود
يقولون للعرب قبل مجيء النبي صلى
الله عليه وآله آيها العرب هذا
أوان نيى يخرج بمكة ويكون
مهاجرته بمدينة وهو آخر
الأنبياء وأفضلهم في عينيه حمرة (2) … يضع سيفه
على عاتقه ، ولا يبالي من لاقى
يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر
، لنقتلنكم به يا معشر العرب قتل
عاد ، فلما بعث الله نبيه بهذه
الصفة حسدوه وكفروا به كما قال
الله تعالى : (وَكَانُوا
مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ
عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا
فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا
عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ)(3).
|