الدراسات الاسلامية المسيحية اليهودية
منهج النصوص التوراتية والانجيلية في اثبات نبوة محمد (ص)وامامة اهل بيته(ع)
وكذلك
سار على هذا المنهج علماء اليهود و المسيحيين الذين اسلموا :
ان اقدم من كتب ممن اسلم من العلماء المسيحيين
ووصلنا كتابه هو علي بن ربَّن الطبري احد اطباء المتوكل العباسي في اواسط
القرن الثالث الهجري في كتابه (الدين والدولة) وقد اورد فيه المؤلف نصوصا من
اثني عشر سفرا من اسفار الكتاب المقدس بالنبي (ص)
[1].
1.
وكانت اول هذه النصوص من سفر التكوين
الفصل 17الفقرة 20 ، وكان المؤلف بارعا في تصوير الحجة التي ينطوي عليها
النص .
2.
ثم من سفر التثنية الفصل 18 الفقرات
15-22، والفصل 33 الفقرة 2.
3.
ثم من سفر المزامير الفصل 45 الفقرات
3-6 ، ثم الفصل 48 الفقرة 2 ، ثم الفصل 50 الفقرة 2 ، ثم الفصل 72 الفقرات
10-17، ثم الفصل 110 الفقرات 1-7، ثم الفصل 152 ؟
4 .
ثم من سفر اشعيا الفصل الثاني الفقرات 11-19 ، والفصل
الثالث (الخامس )الفقرات 26-30، ولفصل الخامس (التاسع ) الفقرات 1-6، وفي
الفصل العاشر (21 ) الفقرات 1-16، والفصل الحاد يعشر () ، والفصل السادس عشر
() ، والفصل التاسع عشر ، والفصل العشرين والفصل الثاني والعشرين (46)
والفصل الثالث والعشرين (49) ، والفصل السادس والعشرين (54)، والفصل الثامن
والعشرين (60) ، والفصل الرابع والعشرين ، (63)
5.
ثم من سفر ميخا الفصل الرابع ،
6.
ثم من سفر صفنيا الفصل الثالث .
7.
ثم سفر حبقوق الفصل الثالث ،
8.
ثم من سفر زكريا .
9.
ثم من سفر ارميا عدة فصول .
.1.
ثم سفر حزقيال عدة فصول ،
11. ثم سفر دانيال ، عدة فصول ،
12.
ثم من انجيل يوحنا الفصل الخامس عشر والفصل السادس
عشر .
وعلى الرغم من سعة هذه النصوص فانه قد اهمل فصولا مهمة
جدا من سفر اشعيا ترتبط بالنبي (ص) ، واخرى ترتبط بالحسين (ع) والمهدي (ع)
والاهمال في نظرنا ليس عفويا لان المؤلف كان قد كتب كتابه بطلب من المتوكل
العباسي
[2]فلا
يترقب منه في وضع كهذا ان ياتي بالنصوص في الحسين وقد هدم المتوكل قبره ولاحق
ذريته وشيعته بما ذكرت كتب التاريخ طرفا منه
[3]
اما اهمله من النصوص المهمة الاخرى التي ترتبط بالنبي (ص) فليس لدي شئ اعذره
فيه الا ان يكون قد اعتمد على نسخة مختصرة من سفر اشعيا ولعل ظاهرة الاختلاف
في الالفاظ والاختصار في النص احيانا يعتبر قرينة مؤيدة لهذه الفرضية .
ومن بعد كتاب الطبيب علي بن ربَّن المسيحي ياتي كتاب
العالم اليهودي السموءل ابي نصر بن ابي البقاء يحيى عباس المغربي المتوفي
سنة 570 هجرية صاحب كتاب " افحام اليهود " وقد راعي مؤلف الكتاب الايجاز ونقل
النص العبري بلغته الاصلية العبرية او الارامية ثم تفسيره بالعربية .ونحن
ننقل من كتابه نموذجا من بحثه قال تحت عنوان "ذكر الآيات والعلامات التي في
التوراة الدالة على نبوة سيدنا محمد المصطفى " :
[ إنهم (أي اليهود ) لا يقدرون على أن يجحدوا هذه الآية
من الجزء الثاني من السفر الخامس من التوراة " نابي أقيم لاهيم مقارب
احيحيهيم كاموخا ايلايو تشماعون "
[4].
تفسيره " نبيا أقيم لهم من وسط أخوتهم مثلك ، به فليؤمنوا " وإنما أشار بهذا
إلى أنهم يؤمنون بمحمد .
فإن قالوا إنه قال من وسط إخوتهم وليس في عادة كتابنا أن
يعني بقوله "إخوتكم " إلا بني إسرائيل .
قلنا بلى فقد جاء في التوراة "إخوتكم بنو العيص "
كما في قوله "أتيم عوبريم بقبول احيحم بنى عيسى وهيو شئيم بسيعير"
[5] وتفسيره " أنتم عابرون في تخم
إخوتكم بني العيص المقيمين في سعير " فإذا كان بنو العيص إخوة لبني إسرائيل
لأن العيص وإسرائيل ولدا إسحاق فكذلك بنو إسماعيل إخوة لجميع ولد إبرهيم .
وأن قالوا إن هذا القول إنما أشير به الى شموائيل
النبي عليه السلام لأنه قال "من وسط إخوتهم مثلك " وشموائيل كان مثل موسى
لأنه من أولاد ليوى يعنون من السبط الذي كان منه موسى .
قلنا لهم فإن كنتم صادقين فأي حاجة بكم إلى أن يوصيكم
بالإيمان بشموائيل وأنتم تقولون إن شموائيل لم يأت بزيادة ولا بنسخ ، أأشفق
من أن لا تقبلوه ، إنه إنما أرسل ليقوى أيديكم على أهل فلسطين وليردكم إلى
شرع التوراة ، ومن هذه صفته فأنتم أسبق الناس إلى الإيمان به لأنه إنما يخاف
تكذيبكم لمن ينسخ مذهبكم ويغير أوضاع ديانتكم فالوصية بالايمان به مما لا
يستغني مثلكم عنه ولذلك لم يكن لموسى حاجة أن يوصيكم بالإيمان بنبوة أرميا
وأشعيا وغيرهما من الأنبياء وهذا دليل على أن التوراة أمرتهم في هذا الفصل
بالإيمان بالمصطفى واتباعه .
ثم قال في : ذكر المواضع الذي أشير فيه إلى نبوة الكليم
والمسيح والمصطفى السلام :" وآماد أذوناى مسيناى إشكلي ودبهور يقايه مسيعير
اثحزى لانا استخى بغبورتيه تمل طوراد فإران وعميه ربواث قديسين "[6]
تفسيره "قال : إن الله تعالى من سيناء تجلى وأشرق نوره من سيعير وأطلع من
جبال فاران ومعه ربوات القديسي " . وهم (أي اليهود ) يعلمون أن جبل سيعير هو
جبل الشراة الذي فيه بنو العيص الذين آمنوا بعيسى عليه السلام بل في هذا
الجبل كان مقام المسيح عليه السلام ، ويعلمون أن سيناء هو جبل الطور لكنهم لا
يعلمون أن جبل فاران هو جبل مكة . وفي الإشارة إلى هذه الأماكن الثلاثة التي
كانت مقام نبوة هؤلاء الأنبياء ما يقتضي للعقلاء أن يبحثوا عن تأويله المؤدى
إلى الأمر باتباع مقالتهم .
فأما الدليل الواضح من التوراة على أن "جبل فاران " هو
جبل مكة فهو أن إسماعيل لما فارق أباه الخليل عليه السلام سكن إسماعيل في
"برية فاران " ، ونطقت التوراة بذلك في قوله " ويشب بمدبار فاران وتقاح لو
إمو إشا مِآريتص مصرايم "
[7]
تفسيره " وأقام في برية فاران وأنكحته أمه امرأة من أرض مصر " فقد ثبت في
التوراة أن جبل فاران مسكن لآل إسماعيل وإذا كانت التوراة قد أشارت في الآية
التي تقدم ذكرها إلى نبوة تنزل على جبل فاران لزم أن تلك النبوة على آل
إسماعيل لأنهم سكان فاران وقد علم الناس قاطبة أن المشار إليه بالنبوة من ولد
إسماعيل محمد وأنه بعث من مكة التي كان فيها مقام إسماعيل ، فدل ذلك على أن
جبال فاران هي جبال مكة وأن التوراة أشارت في هذا الموضع إلى نبوة المصطفى
صلوات الله وسلامه عليه وبشرت به ....][8]
ومنهم الطبيب المسيحي سعيد بن ابي الخير او يحيى بن سعيد
من اهل البصرة توفي سنة 589 هجرية فهو معاصر للسموءل المغربي .كتب كتاب
"النصيحة الايمانية في فضيحة الملة النصرانية ”
[9].
ومنهم العالم اليهودي عبد السلام الذي اسلم في القرن
العاشر الهجري في عهد السلطان بايزيد الثاني وكتب كتابه "الرسالة الهادية" .
ومنهم العالم اليهودي الايراني محمد رضا يزدي الذي اسلم
في اوائل القرن الثالث عشر الهجري في عهد فتح علي شاه القاجاري وكتب كتابه "
منقول الرضائي "
[10].ويعد
كتابه من اوسع الكتب واهمها في مناقشة اليهود واثبات نبوة محمد وامامة اهل
بيته كتبه بالعبرية ثم ترجمه الى الفارسية السيد علي بن الحسين الحسيني
الطهراني في يعهد السلطان القاجاري ناصر الدين شاه قاجار وسماه "اقامة الشهود
في رد اليهود " وقد حافظ المترجم على النصوص التوراتيه العبرية بخطها العبري
كما اوردها المؤلف .
ومنهم العالم المسيحي الايراني محمد صادق فخر الاسلام
الذي اسلم في بداية القرن الرابع عشر الهجري والف كتابه "انيس الاعلام في
نصرة الاسلام " في خمسة مجلدات وكرس المجلد الخامس في البشارات بالنبي (ص)
والرد على الشبهات وقد الف الكتاب بالفارسية اما نصوص البشارات فقد اوردها عن
الاصل السرياني المكتوب بحروف عربية . وهو كسلفه محمد رضا رحمه الله حيث اورد
بعض النصوص في اهل البيت (ع) .
والعالم المسيحي الايراني عبد الاحد داود الذي اسلم في
بداية القرن العشرين والف كتابه "نبوة محمد في الكتاب المقدس ".وقد الف كتابه
بالانكليزية ثم ترجم الى العربية .
ومنهم ايضا القس المصري القبطي خليل فيلبس ثم غير اسمه
الى ابراهيم خليل احمد
[11]
صاحب كتاب "محمد في التوراة والانجيل "وقد طبع خمس طبعات .
وغير هؤلاء كثير من المعاصرين والماضين وانما ذكرنا
هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر .
|