المركز الإسلامي في بريطانيا / قسم علم الأديان المقارن
ملتقى علم الأديان المقارن (ملتقى الفكر الإسلامي رقم 20)
21/5/2002
الدراسات الإسلامية المسيحية اليهودية
مداخلة آية الله الشيخ الأراكي
البحث القيم الذي قدمه سيدنا السيد البدري حفظه الله تعالى ونرجوا ان تكون له
متابعات علمية اخرى في هذا المجال تعود على أهل العلم و والمهتمين بالدراسات
الكلامية و في دراسة النصوص الدينية بنفع كبير وكثير انشاء الله . ولسنا بحاجة
بأن نؤكد على أهمية هذا النوع من البحث خاصة في عصرنا هذا وهو عصر تدافع الافكار
و انفتاح المدارس الفكرية بعضها على بعض .
الذي أريد أن اداخل به والتركيز عليه هو ضرورة وضع منهج لدراسة العهدين كخطوط
عريضة لهذا المنهج ، وان كان سماحة السيد حفظه الله تعالى قد اشار الى بعض ابعاد
المنهج الذي يخص دراسة الكتب الأديان القديمة ، غير اني ارى من الضروري ان نضع
خطة متكاملة جامعة تحدد فيها المناهج التي ينبغي اعتمادها في دراسة هذه النصوص .
ارى ان اول ما ينبغي تحديده في هذا المنهج هو الغاية التي يريد الباحث ان يصل
اليها من خلال دراسته لهذه النصوص وتتمثل باربع انواع من الغايات :
النوع الأول : ان تكون الدراسة للنص دراسة للنص لا تستهدف الا الى اثبات ما
يمكن ان يثبت من خلال كتب العهدين بغض النظر عن اعتبار اي دين او اعتبار اي فكرة
دينية اخرى ، نأتي ونقف باعتبارنا مجردين عن كل سابقة ومجردين عن كل فكرة قبلية
ونواجه هذه النصوص و ونقيم هذه النصوص او ان نقيم مدى اعتبارها العلمي هل يمكن
لهذه النصوص ان تعتبر وثائق علمية سوف اذكر او سوف اتعرض الى النقاط التي لابد ان
نبحثها حينما نريد ان نحدد المنهج هذا هو النوع الأول من الغايات .
النوع الثاني : ان ندرس العهدين لغاية اعتمادهما في اثبات بعض الامور مما
يتعلق بديننا وشريعتنا يمكن نحن يمكن لنا ان ندرس العهدين من خلال هذه الزاوية هل
يمكن ان نثبت بنص من النصوص عهدا حكما شرعيا يكون حجة علينا كمسلمين او لا يمكن ،
وهذا البحث بحثه علماؤنا في الاصول حول مدى حجية الاحكام التي ثبتت في الشرائع
السابقة لنا نحن في عهد الشريعة الاسلامية هذه ايضا نظرة اخرى او نوع آخر من
الدراسة قد يصل الباحث الى هذه النتيجة الى نتيجتة ان يمكن احيانا ان يثبت حكما
شرعيا متعلقا بالشريعة الاسلامية من خلال بعض النصوص الكتب القديمة طبعا بعد
توثيقها وبعد التأكد من سلامتها سندا ومتنا و دلالة .
النوع الثالث : ان ندرس العهدين لغاية اعتمادهما في البحث الجدلي مع أهل
الديانتين المسحية واليهودية يعني حينما ندخل معهم في بحث جدلي نعتمد في بحثنا
معهم لاثبات ما يدور بيننا وبينهم ما نزعمه نحن وندعيه كمسلمين من نبوة نبي صلى
الله عليه وآله وسلم ومن امامة الائمة الطاهرين سلام الله عليهم ومن ان المهدي
سوف يظهر و يكون هو المنجي والمنقذ للامم كلها ، و اقصد حينما اقول جدلي يعني
نعتمد في هذا النوع من الدراسة الاصول والمصادر التي يقبلونها هم ويعترفون بها
كمصادر وأصول يعتمدونها في اثبات امور دينهم .
النوع الرابع : وهو قد لا يهمنا كثيرا ، وهو ان ندرس العهدين لغاية اثبات ما
يمكن اثباته من الاحكام ومن القضايا لأصحاب الديانات انفسهم ، يعني ان ندرس كما
هم درسوا كتبنا وكما هم درسوا شريعتا وكما هم درسوا كتابنا وسنتنا نحن ايضا ندرس
كتابهم وندرس سنتهم ونناقشهم متى ما وسعتنا المناقشة ونناقشهم بما استنبطوه هم من
هذه النصوص وما اثبتوه هم في شرائعهم في متبنياتهم العقائدية في متبنياتهم
التشريعية ما تبنوههم في دينهم هل يمكن ان يكون مستندا الى نصوصهم التي يقبلونها
او لا وما هي النتائج التي نستخلصها من نصوصهم الدينية فيما يخص مجال التشريع في
ما يخص في مجال التفسير الكوني فيما يخص مجال العقائد وغير ذلك .
هذه الانواع الاربعة من الدراسة لكل منها منهج خاص به .
ما ينبغي لنا ان نبحثه سواء في الدراسة من النوع الاول او الثاني او الثالث او
الرابع وان نحدد اصوله وابعاده في دراستنا المنهجية في كتب العهدين كما اتصور
اننا لابد :
اولا : من توثيق النص وتقييمه يعني اولا لابد ان نبحث ان هذا النص سواء نص
العهد القديم او العهد الجديد او اي شئ ما ينسب الى نبي من الانبياء المتقدمين
على نبينا صلى الله عليه وآله وسلم هذا النص هل يمكن ان يكون نصا صدر من النبي
الذي يسند اليه او لا يمكن ، ونضع لهذا التوثيق اصوله ومناهجه كيف يمكن توثيق
النص الذي صدر من الانبياء السابقين .
نحن في توثيق النص القرآني وفي توثيق النص النبوي والنص الشرعي لنا منهجنا
الثابت و القوي جدا لا أرا يعني يدرس بانصاف الديانا كلها لا يجد ديننا كلدين
الاسلامي اتبع فيه المنهج القوي في تقييم النص وتقويم النص واثبات النص سوى ان
على مستوى السند او على مستوى الدلالة او امثال ذلك مناهجنا القائمة على اسس
منطقية فلابد ان نضع لهذا المنهج لدراسة النصوص المتعلقة بالعهدين وغيرهما ، اولا
كما ذكرت تحديد مبادئ اصول توثيق النص سندا من حيث صح من صدوره او عدم صحة صدوره
نحن نعبر عنها في مصطلحات اصولية باثبات الصدور .
ثم ثانيا : بعد ان يثبت صدور النص لابد ان ندرس ضبط النص ونحدد اصولا لضبط هذا
النص هل ان النص الذي صدر من النبي هو بهذه الكلمة او بكلمة اخرى ماهي الالفاظ
وما هي العبائر التي صدرت من النبي اساس " سوف كما سوف 2 : 14 : 07 ان شاء الله
في نهاية الحديث ينبغي ان هنا للعل الذي استغني بالتعارض لو هنا استغني عن
التعارض بعد ذلك " لابد من تحديد ان هذا النص هل هو وحي بلفظه ومعناها هل هو وحي
بمعنا يعني وحي نقل بالمعنا وليس بالنص هل هو نص تفسيري لما اوحي الى النبي قد
يكون تفسيرنا وليس نصا من النبي ذاته لابد من تقويم النص ليعلم ان طبيعة هذا النص
ما هي هل هي نص او حي بلفظه وبمعناه من الله سبحانه او انما نص اوحي بمعناه ولم
يوحى بلفظه او نص لم يوحى لا بلفظه ولا بمعناه واما هو تفسير قام به العلماء و
اهل الخبرة من اليهود او المسيحيين و انضم هذا التفسير الى كتب العهدين واصبح
جزءا من كتب العهدين لا يبعد ان تكون انا كثيرا مما يراودني هذا الفكر يعني " لا
اريد ان اقول انني تابعت هذا الموضوع لكن فكرة تراود الانسان لا يبعد مثلا ان
تكون بعض العقائد التي بنى عليه المسيحيين واليهود استقيت من تفاسير اسيئ فيها
فهم النص الذي نزل على عيسى او على موسى سلام الله عليهم فلو توصنا الى منهج يحدد
هذا الاصل ولو يحدد الطريقة التي بها نضبط النص يمكننا ان نتخلص من كثير من
اشكالات في هذا المجال .
ثالثا : ينبغي ان نحدد اصول الدلالة يعني ما هي قوانين الدلالة يعني كيف نقول
يعني كيف يمكن ان هذا النص يدل على هذا المعنى ما هي القوانين التي على اساسها
نثبت صحت كون اللفظ المعين او العبارة المعينة في كتب العهدين دالاتا على معنا
معين انا هنا فيما يخص توفيق النص سجلت لابد ان تحديده مصادر هذه النصوص فما هو
منها وحي مباشر وما هو منها نقل للوحي نصا وما هو منها اجتهاد في تفسير الوحي او
ما نعبر في تعابير الاصولية ومنها نقل حدسي للوحي الذي نزل على النبي المعين بعد
كل هذه المراحل الذي طويناها هنالك مرحلة ثانية ينبغي ان نسلكها يعني بعد توفيق
النص وبعد ضبط النص .
وبعد ضبط اصول الدلالة وتحديد المناهج في كل من هذه الامور الثلاث الذي ذكرتها
لابد ان ننتهي الى بحث آخر هو بحث حجية النص يعني نفرض ان النص صدر على النبي
وصدر بهذا اللفظ وصدر بهذا اللفظ وبدلالته هذه فهل هذا النص حجة لنا نحن الذي
نعيش الآن في القرن الواحد العشرين على هذا النص يمكن ان يكون حجة لنا ملزمة
بالاتباع ما هو الدليل على هذه الحجية " طبعا هذه فيه ابحاث كثيرة " نحن كمسلمين
حينما نثبت حجية النص الشرعي بانفسنا سواء النص القرآني او النص النبوي لنا
ادلتنا وهنالك منهج محكم وتعب علماؤنا الاصوليون رضوان الله تعالى عليهم في تأسيس
منهج قوي ومتين في اثبات هذه الحجية وينبغي لنا ان نحدد اصول الحجية التي هذه
النصوص لنا نحن في هذا العصر ثم انتهي ، ثم لابد وفي كل هذه التقادير حينما نبحث
على الحجية تختلف القضية من كونا يعني اذا اختلفت القضية في طبيعة المضمون الذي
تتحملها القضية قد تختلف حجية القضية باختلاف مضمونها يعني قد تكون القضية قضية
تشريعية وقد تكون قضية ، قضية تتصل باصول العقائدية ، قد تكون القضية ، قضية
تاريخية ، وقد تكون القضية ، قضية 2 : 19 : 49
وقد تكون القضية ، قضية كونية والحجية في هذه الانواع ليست على حد سواء فحينما
نبحث على الحجية لابد ان نبحث فيما اذا كان القضية تشريعة او القضية كونية فهل
القضية الكونية حتى لو اثبتنا حجية ذلك النص فهل حجية ذلك النص يشمل ما اذا كان
النص يتضمن التشريعا واذا كان يتضمن اخبارا غيبيا واذا كان يتضمن اخبار عن حدث
كوني واذا كان يتضمن الاخبار عن اصل عقائدي هل ان الحجية في كل هذه المضامين على
حد سوا او تختلف بعضها الى بعض والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تعليق
سماحة العلامة المحقق السيد سامي البدري رئيس قسم علم الأديان المقارن
على المداخلة
قول سماحة الشيخ الاراكي : (لا يبعد مثلا ان تكون بعض العقائد التي بنى عليه
المسيحيين واليهود استقيت من تفاسير اسيئ فيها فهم النص الذي نزل على عيسى او على
موسى سلام الله عليهم) .
اقول : هذه الفكرة جدا مهمة واضرب مثالا لها : ان قضية صلب المسيح (ع)
استفادها المسيحيون من نصوص في سفر اشعيا وبخاصة الاصحاحين 52-53 تتحدث عن شخص
الهي يقتل ظلما وعدوانا يكون قتله سببا لفتح خط الهداية الالهية ، ويكون اتباع
هذا الولي الالهي المظلوم سببا لصلاح الانسان وهدايته ، فطبقها المسيحيون على
السيد المسيح مع ان السيد المسيح لم يقتل كما يصرح القرآن الكريم .
واشكره سماحة الشيخ الاراكي على مداخلته وحسن ظنه .
|