المركز الإسلامي في بريطانيا / قسم علم الأديان المقارن
ملتقى علم الأديان المقارن (ملتقى الفكر الإسلامي رقم 20)
21/5/2002
الدراسات الإسلامية المسيحية اليهودية
مداخلة الدكتور حازم الحلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحقيقة هذا الجهد الذي قام به الاستاذ السيد سامي البدري
ذكرني بالجهد الذي بذله سماحة الشيخ العلامة محمد جواد البلاغي رضوان الله
عليه قبل ان يبدأ بكتبه (الهدى الى دين المصطفى) و(الرحلة المدرسية) و تفسيره
(آلاء الرحمن) عندما سكن محلة يهودية في بغداد وتعلم اللغة العبرية وناقشهم
من خلال لغتهم ومن خلال نصوصهم ، فقدرت الجهد الذي بذله سماحة السيد في هذا
المجال حتى وصل الى حل الرموز العبرية وتعلم اللغة العبرية وما احرانا ان
نتعلمها وقد علمنا ان طريقة سهلة .
واقترح ان تضم المنهجية التي وضعها سماحة اية الله الشيخ
الآراكي الى هذه المحاضرة لأنها منهجية مهمة .
1 . من خلال سماعي الى المحاضرة القيمة جدا ان اثبات النبوة
النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وامامة اهل البيت عليهم السلام كان من
اهداف دراسة المصادر والنصوص المسيحية واليهودية .
الحقيقة نحن في غنى عن ان نثبت نبوة النبي محمد (ص) وامامة
اهل البيت من خلال التوراة والانجيل ، نحن لنا طرقنا القطعية في اثبات نبوة
النبي (ص) وامامة اهل البيت (ع) ، وددت لو كان الهدف هو ذكر النبي محمد صلى
الله عليه وآله وسلم وائمة اهل البيت في التورات والانجيل على ان كتب العهدين
فيها من هذا زاد كثير . وفي انجيل برنابا الكثير الكثير ويذكر اسم النبي محمد
(ص) مرات عديدة . انجيل برنابا هذا انكره المسيحيون وقالوا هذا ليس من
الاناجيل ، ولكن في الاناجيل نفسها ذكر ، على ان هناك من يثير ان هذه
الاناجيل محرفة فكيف نجمع بين انها محرفة ويوجد ذكر للنبي وأهل البيت الا اذا
كان بعضها محرفة .
2 . ذكر سماحة السيد في محاضرته ان لدينا نصا قرآنا واحدا
وهذا صحيح جدا وهو قطعي السند وهو بعيد كل البعد عن التحريف رغم الضباب وما
يثار في هذا المجال ما بين الدفتين هو المنزل من السماء لا زيادة ولا نقيصة
هذا عند جميع المسلمين ، ولكن لا ننكر وجود قراءات قرآنية حتى ان بعض
المستشرقين قال : المسلمون عندهم سبعة قرائين يشير الى القراءات السبعة انا
اقل له لا بل القراءات العشرة والقراءات الاربعة عشرة والقراءات الشاذة وهذه
القراءات نحن نقرأ بها الآن في وقتنا الحاضر نقرأ قراءة حفص عن عاصم في
المشرق العربي وفي شمال افريقية 2 : 42 : 02 بقراءة نافع قارئ المدينة
والقراء السبعة ولا تحتاجون ان اعيد اسمائهم على اسماعكم فأنتم بهم اعلم وهو
عمر بالعلى وابن كثير ، عبدالله بن كثير و ابن عامر والى آخره فلدينا قراءات
لكن هذه القراءات (هؤلاء بنات هن اطهر لكم) (حتى حين) (عتى حين) وقد عولجت من
قبل علماء القراءات وان لها اسباب متعددة اهمها هي اللهجات العربية اثرت
عليها و هذا يذكر في مجال علم القراءات .
3 . و ذكر الاستاذ السيد سماحة السيد المحاضر وجود نصوص في
كتب العهدين عهد الامام الحسين عليه السلام و كم كان يسرني ان يشير الى هذه
النصوص ولو بعضها حتى لا نتهم بالغلو ودلالتها على امام الحسين في هذا المجال
ولكنه ذكر كتب كتبت تحت مظلت المتوكل الذي حرث قبر الحسين لا يسمح بذكرها
فكنت اتمنى لو انه ذكر بعض هذه النصوص .
اود من اخواني المتحدثين ان يتجنب استعمال كلمة نحن كمسلمين
اذا من هم المسلمون نحن المسلمين لسنا هذه الكاف زائدة نحن لا نشبه المسلمين
نحن مسلمين فمعذرة اذا كنت اطلت عليكم وشكرا .
تعليق
سماحة العلامة المحقق السيد سامي البدري رئيس قسم علم الأديان المقارن
على المداخلة
1 . اقول : بالنسبة لاثبات نبوة محمد (ص) من كتب العهدين هي
قضية قرآنية : كما في قوله تعالى (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ
النَّبِيَّ الأُْمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي
التَّوْراةِ وَالإِْنْجِيلِ) الأعراف/157 ، وقوله تعالى (وَمُبَشِّراً
بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) الصف/6 . وقد ورد في
الرواية عن الائمة (ع) في الاية الاولى(انهم يجدون النبي والوصي والقائم) ( )
، ان جهد المسلمين في هذه القضية يدور حول اكتشاف النصوص التوراتية
والانجيلية التي تتحدث عن بعثة نبي (ص) تختم به النبوة ، اسمه احمد . وكذلك
عن علي والمهدي واهل البيت (ع) كقضية اجمالية . ومن اشهرا النصوص التي ذكرت
النبي والوصي والمهدي هو النص المذكور في انجيل يوحنا (1 : 19-21) : حين
سألوا يحيى (ع) : هل انت همَّشيحا ؟ هل انت النبي هنبيا ؟ هل انت ايليا
هاليهو ؟ . وهمشيحا لفظة عبرية معناها المهدي (راجع قاموس قوجمان عبري عربي)
.
2 . وبخصوص انجيل برنابا : المسيحيون لا يعترفون به ، ومن
ثم لا ينبغي اعتبار نصوصه مادة اساسية في الحوار والحجاج ، نعم يمكن دخولها
كمادة ثانوية .
3 . وبخصوص النصوص التي تتحدث عن الامام الحسين (ع) هي
كثيرة جدا ، اتفق المسيحيون واليهود على انها تتحدث عن ولي الهي يقتل ظلما
وعدوانا يكون لقتله اثر ايجابي على الدين والمؤمنين واليهود يقولون انها لم
تتحقق بعد والمسيحيون يقولون انها تتحدث عن المسيح وقد بنوا عقيدة قتل المسيح
التي اهم واشهر عقيدة عندهم عليها . والمسلمين لامناص لهم من تفسيرها بالحسين
(ع) ، بعد اتفقوا على ان المسيح (ع) لم يقتل وان النبي(ص) قد اخبر عن قتل
ابنه الحسين في كربلا ، والنص في اشعيا (الاصحاح 53) صريح ان هذا الشخص
المظلوم (له نسل تطول ايامه تكون مسرة الرب على يده) ، والمسيح ليس ذرية ،
وفي التراث الاسلامي عقيدة الشيعة ان المهدي محمد بن الحسن العسكري ولد سنة
255هجرية ولا زال حيا غائبا ينتظر اذن الله تعالى بالظهور ليملأ الارض قسطا
وعدلا كما ملئت ظلما وجورا وتحقيق وعد الله تعالى المشار اليه في قوله تعالى
(وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَْرْضَ
يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) الأنبياء/105 .
4 . اما بخصوص القراءات فاخبارها كلها اخبار احاد ، اما
النص القراني الواحد فهو نص متواتر ، والقراءات لا يعدو بعضها لهجة قرئ بها
من البعض وليس في زمن الرسول ، وبعضها الاخر تفسيرا للاية حفظه المسلمون عن
النبي (ص) وكان مصطلح القراءة في مرحلة من مراحلة يعني تلاوة اللفظ وتفسيره .
واشكر الاستاذ الحلي على اثاراته وحسن ظنه .
|
