الباب الثاني : الانقلاب الأموي
الفصل الثاني : خطة معاوية لتصفية التشيّع في الكوفة

الفصل الثاني : خطة معاوية لتصفية التشيّع في الكوفة

عقبتان امام مخطط معاوية بعد وفاة الحسن(عليه السلام) :

كان للكوفة في نظر معاوية اكثر من جُرم، فقد انطلقت منها الشرارة الاولى في الاعتراض على سياسة ولاة عثمان، ثم هي مركز انصار علي وشيعته، وهي القاعدة الصلبة التي استند اليها الحسن (عليه السلام) لتحقيق اهدافه في الصلح، وجعلت معاوية يعاني جهدا نفسيا كبيرا مدة تسع سنوات، ليظهر بمظهر الحليم، ويتحمل انتشار احاديث النبي (صلى الله عليه وآله) في حق علي(عليه السلام)، وانتشار سيرته المشرقة في الشام وغيرها، ويكرم وجوه اصحابه وهم ألدّ اعدائه.

وضع معاوية في حسابه ان يبذل كل جهده لتغيير وجهة الولاء الفكري والسياسي في الكوفة الذي كان لصالح علي وولده الطاهرين (عليهم السلام)، وتحويلها الى مدينة موالية لبني أمية، وليس من شك انه امر عسير جدا، ودونه عقبات كؤود أهمها عقبتان اثنتان بعد ان تخلص من الحسن (عليه السلام) وهما:

1. الجيش (1) والشرطة فان النسبة الغالبة منهم ان لم يكونوا كلهم شيعة علي(عليه السلام).

2. الوجوه البارزة في المجتمع واغلبهم من الشيعة وفيهم رموز العلم والتقوى امثال: حجر بن عدي الكندي وعمروبن الحمق الخزاعي وغيرهما من الصحابة والتابعين.

______________________________________

(1) كانت مجموع المقاتلة ستين الف وكان المقاتلة الفعليون كل سنة عشرة الاف.

صفحة مكتب العلامة المحقق السيد سامي البدري