الباب الرابع : آثار نهضة الحسين (عليه السلام) وشهادته
الفصل الثالث : إعادة انتشار أحاديث النبي (ص) في أهل بيته (ع) والروايات الصحيحة في السيرة والتاريخ

روايات واثلة بن الاسقع ت85:

أسد الغابة 2 /19: وروى الاوزاعي عن شداد بن عبيد الله قال: سمعت واثلة بن الاسقع وقد جيء برأس الحسين فلعنه رجل من أهل الشام ولعن أباه، فقام واثلة وقال: والله لا أزال أحب عليّا والحسن والحسين وفاطمة بعد أن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول فيهم ما قال، لقد رأيتني ذات يوم وقد جئت إلى النّبي صلى الله عليه وسلّم في بيت أمّ سلمة فجاء الحسن فأجلسه على فخذه اليمنى وقبله، ثم جاء الحسين فأجلسه على فخذه اليسرى وقبله، ثم جاءت فاطمة فأجلسها بين يديه، ثم دعى بعليّ ثم قال: (إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) قلت لواثلة: ما الرجس؟ قال: الشك في الله عز وجل.

مصنف ابن أبي (شيبة 12/72/ الحسكاني 2/42 مسند أحمد 4/104)، واللفظ للأخير: حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا محمّد بن مصعب قال: ثنا الأوزاعي عن شداد أبي عمار قال: دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم فذكروا عليّا (وفي رواية ابن أبي شيبة والحسكاني: فشتموا فشتمته معهم، فلما قاموا قال: شتمت هذا الرجل؟ قلت: رأيت القوم شتموه فشتمته معهم) فلما قاموا قال لي: ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلّم قلت: بلى قال: أتيت فاطمة رضي الله تعالى عنها أسألها عن عليّ قالت: توجه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فجلست انتظر حتّى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلّم ومعه عليّ وحسن وحسين رضي الله تعالى عنهم آخذ كل واحد منهما بيده حتّى دخل، فأدنى عليّا وفاطمة فأجلسهما بين يديه واجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه (أو قال: كساء) ثم تلا هذه الآية (إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق.

قال ابن أبي شيبة قال أبوأحمد العسكري: يقال أنّ الاوزاعي لم يرو في الفضائل حديثا غير هذا والله أعلم قال: وكذلك الزهري لم يروفيها إلّا حديثا واحدا، كانا يخافان بني أمية.

صفحة مكتب العلامة المحقق السيد سامي البدري