الباب الرابع : آثار نهضة الحسين (عليه السلام) وشهادته
الفصل الثالث : إعادة انتشار أحاديث النبي (ص) في أهل بيته (ع) والروايات الصحيحة في السيرة والتاريخ

روايات زيد بن وهب الجهني (ت84 وقيل 96) :

السنن الكبرى أخبرني زكريا بن يحيى قال: حدّثنا عثمان قال: حدّثنا عبد الله بن نمير قال: حدّثنا مالك بن مغول (المصنف لأبن أبي شيبة ج12/62 الحديث رقم /12128 عبد الله بن نمير) عن الحارث بن حصيرة عن أبي سليمان الجهني قال: سمعت عليّا على المنبر يقول: أنا عبد الله وأخورسوله صلى الله عليه وسلّم لا يقولها إلا كذاب مفتري، فقال رجل: أنا عبد الله وأخورسوله صلى الله عليه وسلّم فخنق فحمل.

السنن الكبرى 5/163أخبرنا العباس بن عبد العظيم قال: حدّثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان عن سلمة بن كهيل قال: حدّثنا زيد بن وهب أنه كان في الجيش الذين كانوا مع عليّ الذين ساروا إلى الخوارج، فقال عليّ: أيّها النّاس إنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيخرج قوم من أمتي يقرأون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم شيئا ولا صلاتكم إلى صلاتهم شيئا ولا صيامكم إلى صيامهم شيئا، يقرأون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لو يعلمون الجيش الذي يصيبونهم ما قضى لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلّم لاتكلوا عن العمل، وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد وليست له ذراع، على رأس عضده مثل حلمة ثدي المرأة عليه شعرات بيض، فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم، والله إني لأرجوأن يكونوا هؤلاء القوم فإنهم قد سفكوا الدم الحرام وأغاروا في سرح النّاس فسيروا على اسم الله، قال سلمة: فنزلني زيد منزلا منزلا حتّى مررنا على قنطرة فلما التقينا على الخوارج عبد الله بن وهب الراسبي فقال لهم: ألقوا الرماح وسلوا سيوفكم من جفونها فإني أخاف أن يناشدوكم قال: فسلوا السيوف وألقوا جفونها وشجرهم النّاس (يعني برماحهم)، فقتل بعضهم على بعض وما أصيب من النّاس يومئذ إلا رجلان قال عليّ: التمسوا فيهم المخدج فلم يجدوه، فقام عليّ بنفسه حتّى أتى ناسا قتلى بعضهم على بعض، قال: جردوهم، فوجدوه مما يلي الأرض فكبر عليّ وقال: صدق الله وبلّغ صلى الله عليه وسلّم، فقام إليه عبيدة السلماني فقال: يا أمير المؤمنين والله الذي لا إله إلا هوسمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟ قال: أي والله الذي لا إله إلا هو! لسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلّم، حتّى استحلفه ثلاثا وهويحلف له.

شرح نهج البلاغه2 /276 روى ابراهيم بن ديزيل فى كتاب صفين عن الاعمش عن زيد بن وهب قال: لما شجرهم علي(عليه السلام) بالرماح قال: اطلبوا ذا الثديه، فطلبوه طلبا شديدا حتّى وجدوه في وهدة من الارض تحت ناس من القتلى، فاتي به واذا رجل على ثديه مثل سبلات السنور، فكبر علي (عليه السلام) وكبر النّاس معه سرورا بذلك.

المعجم الكبير 10/183حدّثنا عبدان بن أحمد ثنا يحيى بن حاتم العسكري ثنا بشر بن مهران ثنا شريك عن عثمان بن المغيرة عن زيد بن وهب عن بن مسعود قال: أول شيء علمت من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم قدمت مكة في عمومة لي، فأرشدنا على العباس بن عبد المطلب، فانتهينا إليه وهوجالس إلى زمزم فجلسنا إليه، فبينا نحن عنده إذ (أقبل رجل من باب الصفا أبيض تعلوه حمرة له وفرة جعد إلى أنصاف أذنيه، أشم، أقنى أذلف، براق الثنايا، أدعج العينين، كث اللحية، دقيق المسربة، شثن الكفين والقدمين، عليه ثوبان أبيضان كأنه القمر ليلة البدر) يمشي على يمينه غلام أمرد حسن الوجه مراهق أو محتلم، تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها حتّى قصد نحو الحجر، فاستلمه ثم استلم الغلام ثم استلمت المرأة، ثم طاف بالبيت سبعا والغلام والمرأة يطوفان معه، ثم استلم الركن ورفع يديه وكبر وقام الغلام عن يمينه ورفع يديه وقامت المرأة خلفهما فرفعت يديها وكبرت وأطال القنوت ثم ركع فأطال الركوع ثم رفع رأسه من الركوع فقنت وهو قائم، ثم سجد وسجد الغلام والمرأة معه يصنعان مثل ما يصنع ويتبعانه، قال: فرأينا شيئا لم يكن نعرفه بمكة فأنكرنا، فأقلبنا على العباس فقلنا: يا أبا الفضل إن هذا الدين لم نكن نعرفه فيكم، أشيء حدث؟ قال: أجل والله، أما تعرفون هذا؟ قلنا: لا، قال: هذا ابن أخي محمّد بن عبد الله والغلام عليّ بن أبي طالب والمرأة خديجة بنت خويلد أما والله ما على ظهر الأرض أحد يعبد الله على هذا الدين إلا هؤلاء الثلاثة.

المعجم الكبير 5/171حدّثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني ثنا إسماعيل بن عمروالبجلي ثنا أبوإسرائيل الملائي عن الحكم عن أبي سليمان زيد بن وهب عن زيد بن أرقم قال: ناشد عليّ النّاس في الرحبة :من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الذي قال له؟ فقام ستة عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: اللهم من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال زيد بن أرقم: فكنت فيمن كتم فذهب بصري، وكان عليّ رضي الله تعالى عنه دعى على من كتم.

فتح الباري 13/57أخرج البزار من طريق زيد بن وهب قال: بينا نحن حول حذيفة إذ قال: كيف أنتم وقد خرج أهل بيت نبيكم فرقتين يضرب بعضكم وجوه بعض بالسيف؟ قلنا: يا أبا عبد الله فكيف نصنع إذا أدركنا ذلك قال: انظروا إلى الفرقة التي تدعوإلى أمر عليّ بن أبي طالب فانها على الهدى.

تاريخ الطبري 5/16 قال أبومخنف: حدّثني مالك بن أعين عن زيد بن وهب الجهني أن أبن بديل قام في أصحابه فقال: ألا إن معاوية ادعى ما ليس أهله ونازع هذا الأمر من ليس مثله وجادل بالباطل ليدحض به الحق وصال عليكم بالأعراب والأحزاب، قد زين لهم الضلالة وزرع في قلوبهم حب الفتنة ولبس عليهم الأمر وزادهم رجسا إلى رجسهم وأنتم على نور من ربكم وبرهان مبين. فقاتلوا الطغاة الجفاة ولا تخشوهم فكيف تخشونهم وفي أيديكم كتاب الله عز وجل طاهرا مبرورا؟ أتخشونهم؟ فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين قاتلوهم، يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين، وقد قاتلناهم مع النّبي(صلى الله عليه وآله) مرة، وهذه ثانية، والله ما هم في هذه بأتقى ولا أزكى ولا أرشد قوموا، إلى عدوكم بارك الله عليكم، فقاتل قتالا شديدا هووأصحابه.

تاريخ الطبري 5 /25 قال أبومخنف: حدّثني مالك بن أعين الجهني عن زيد بن وهب أن عليّا لما رأى ميمنته قد عادت إلى مواقعها ومصافها وكشفت من بإزائها من عدوها حتّى ضاربوهم في مواقفهم ومراكزهم أقبل حتّى انتهى إليهم فقال: إني قد رأيت جولتكم وانحيازكم عن صفوفكم يحوزكم الطغاة الجفاة وأعراب أهل الشام وأنتم لهاميم (1) العرب والسنام الأعظم وعمار الليل بتلاوة القرآن وأهل دعوة الحق إذ ضل الخاطئون، فلولا إقبالكم بعد أدباركم وكركم بعد انحيازكم وجب عليكم ما وجب على المولى يوم الزحف دبره وكنتم من الهالكين ولكن هون وجدي وشفى بعض أحاح نفسي إني رأيتكم بأخرة حزتموهم كما حازوكم وأزلتموهم عن مصافهم كما أزالوكم تحسونهم بالسيوف تركب أولاهم أخراهم كالإبل المطردة اليهم فالآن فاصبروا نزلت عليكم السكينة. وثبتكم الله عز وجل باليقين ليعلم المنهزم أنه مسخط ربه وموبق نفسه إن في الفرار موجدة الله عز وجل عليه والذل اللازم والعار الباقي واعتصار الفيء من يده وفساد العيش عليه. وإن الفار منه لا يزيد في عمره ولا يرضي ربه، فموت المرء محقا قبل إتيان هذه الخصال خير من الرضا بالتأنيس لها والإقرار عليها.

تاريخ الطبري ( 4/ 37) قال الطبري: حدثت عن هشام بن الكلبي عن أبي مخنف قال: حدّثني مالك بن أعين الجهني عن زيد بن وهب الجهني أن عمار بن ياسر رحمه الله قال يومئذ: أين من يبتغي رضوان الله عليه ولا يؤوب إلى مال ولا ولد؟ فأتته عصابة من النّاس فقال: أيّها النّاس اقصدوا بنا نحوهؤلاء الذين يبغون دم أبن عفّان ويزعمون أنه قتل مظلوما، والله ما طلبتهم بدمه ولكن القوم ذاقوا الدنيا فاستحبوها واستمرءوها وعلموا أن الحق إذا لزمهم حال بينهم وبين ما يتمرغون فيه من دنياهم ولم يكن للقوم سابقة في الإسلام يستحقون بها طاعة النّاس والولاية عليهم فخدعوا، أتباعهم أن قالوا: إمامنا قتل مظلوما ليكونوا بذلك جبابرة ملوكا وتلك مكيدة بلغوا بها ما ترون، ولولا هي ما تبعهم من النّاس رجلان. اللهم إن تنصرنا فطالما نصرت وإن تجعل لهم الأمر فادخر لهم بما أحدثوا في عبادك العذاب الأليم. ثم مضى ومضت تلك العصابة التي أجابته حتّى دنى من عمرو فقال: يا عمرو بعت دينك بمصر؟ تبا لك !تبا طالما بغيت في الإسلام عوجا. وقال لعبيد الله أبن عمر بن الخطاب: صرعك الله بعت دينك من عدوالإسلام وأبن عدوه.

الحسكاني 1/ 36 بسنده عن الاعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة، أنّ أناسا تذاكروا فقالوا: ما نزلت آية في القرآن فيها (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلا في أصحاب محمّد، فقال حذيفة: مانزلت في القرآن (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إلا كان لعليّ لُبُّها ولُبابها.

الحسكاني 2/259بسنده عن زيد بن وهب عن حذيفة في قوله (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) قال: هو علي بن أبي طالب.

تاريخ دمشق 42/242 أخبرنا أبوالحسن عليّ بن المسلم أنا أبوالقاسم بن أبي العلاء أنا أبوبكر محمّد بن عمر بن سليمان النصيبي بها نا أبوبكر أحمد بن يوسف بن خلاد نا أبوعبد الله الحسين بن إسماعيل المهوي نا بشر بن مهران الفراء أنا شريك عن الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة قال: قال رسول الله: من أحب أن يحيى حياتي ويموت موتي …وليتول عليّ بن أبي طالب بعدي.

______________________________________

(1) لهاميم : جمع لهميم: وهو السابق الجواد من الخيل.

صفحة مكتب العلامة المحقق السيد سامي البدري