المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
الباب الثاني : منهج البحث في مصادر التاريخ
الفصل الثاني : المصادر الإسلامية للسيرة والتاريخ ومنهج البحث فيها
وحينما نطالع كتب التاريخ والحديث المتيسِّرة بين أيدينا اليوم نجدها على قسمين
الأوّل : يذكر سند روايته في كلِّ ما يروي من خبر وحديث كالطبري في تاريخه وتفسيره والخطيب البغدادي في تاريخه ، والبخاري في صحيحه وتاريخه والكليني في جامعه الكافي ، وإبراهيم بن محمد الثقفي في كتابه الغارات وغيرهم .
الثاني : لا يذكر سند روايته فيما يرويه من أخبار وأحاديث وقد يذكر الراوي أو الكتاب الذي أخذ عنه ، وقد لا يعنى بذكر ذلك أصلاً ، وممَّن سلك هذا المسلك اليعقوبي والمسعودي وابن الأثير وغيرهم .
وتنعدم القيمة العلمية لكتب التاريخ والحديث خصوصاً الكتب المتأخرة التي اعتمد مؤلفوها منهج حذف السند نهائياً في قبال الكتب المتقدمة عليها زماناً التي اعتمد مؤلفوها منهج ذكر السند ، ولكنَّها تكتسب أحياناً بعض القيمة عندما يقترب المؤلف من عصر الواقعة أو حين تفتقد الكتب الأخرى التي يذكر مؤلفها سنده إلى الواقعة أو عندما يكون للمؤلف اعتبار خاص في كتابه ذاك ، كما هو الحال في تاريخ اليعقوبي الذي اكتفى بذكر اسماء بعض المصادر التي أخذ عنها في مقدمة كتابه ، وعلى الرغم من إنَّ تاريخه قام على أساس حذف السند إلى الواقعة التي يرويها خاصة فيما يرجع إلى عهد الجاهلية وسيرة الرسول صلى الله عليه وآله وما جرى بعده إلاَّ إنَّ لرواياته قيمة خاصة في قبال تاريخ الطبري الذي التزم طريقة ذكر السند وذلك لأنَّه ينبه أحياناً إلى معلومات أغفلها الطبري .
______________________
(1) العلامة العسكري : خمسون ومائة صحابي مختلق ج2 ص29 ، شاكر مصطفى : التاريخ العربي والمؤرخون ج1 ص 378 .