المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
الباب الثالث : تعريف بالموسوعات التاريخية وأصولها ومصنفيها
الفصل الخامس : المصنفون الأوائل من الشيعة في السيرة والتاريخ
قال الشيخ الطوسي في ترجمته : اصله كوفي كان يسكنها تارة والبصرة اخرى ، وقد اخذ عنه اهلها أبو عبيدة معمر بن المثنى وأبو عبد الله محمد بن سلام (139-231) هجـ واكثروا الحكاية عنه في أخبار الشعراء والنسب والأيّام .
وروى عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام (ت148) وأبي الحسن موسى عليه السلام (تـ 183) وما عرف من مصنفاته إلاَّ كتابه الذي يجمع المبدأ والمبعث والمغازي والوفاة والسقيفة والردة
وقال الكشي عنه (كان ابان من أهل البصرة وكان مولى بجيلة وكان يسكن الكوفة وكان من الناووسية) .
وقال العلامة الحلي : قال الكشي رحمه الله كان ابان بن عثمان من الناووسية وكان مولى لبجيلة وكان يسكن الكوفة ثمَّ قال أبو عمر الكشي ان العصابة اجمعت على تصحيح ما يصح عن ابان بن عثمان والاقرار له بالفقه ، قال العلامة معقبا على ذلك : والاقرب عندي قبول روايته وان كان فاسد المذهب للاجماع المذكور)
قال العلامة التستري : ان النسخ في قول الكشي (وكان من الناووسية) مختلفة فالاكثر نقلوه (وكان من الناووسية) وعن المجمع نقله (وكان من القادسية) والظاهر اصحية (القادسية) وان كانت نسخة (الناووسية) نسخة الاكثر حتّى المحقق والعلامة وابن داود ، فقد عرفت ان نسخة الكشي لم يعلم وصولها صحيحة إلى الشيخ (الطوسي) والنجاشي فضلا عمن تأخر ، فما لم يشهد لما فيه بقرينة لم يكن بمعتبر بل يشهد لخلافه عَدُّه (اي ابان الاحمر) في اصحاب الاجماع وهم ثمانية عشر رجلاً ستة منهم من اصحاب الباقروستة من اصحاب الصادق عليه السلام وستة من اصحاب الكاظم عليه السلام ولم نرهم يعدون فيهم غير امامي سوى (ابن بكير) الذي خالف فيه الشيخ (الطوسي) ولم يعتبر خبره ، وهو وهم من الكشي منشأه اعتماده على شيخه العياشي واعتماد العياشي على علي بن فضال الذي كان فطيحاً مثله ، واما هذا (اي ابان) فلم يخالف فيه احد فلا بد من كونه اماميا .
ومما يؤيد صحة نسخة (القادسية) ان الشيخ في الفهرست والنجاشي والبرقي كلهم صرحوا بانه كان كوفيا سكن البصرة كما سكن الكوفة والكشي قال (كان من أهل البصرة وكان يسكن الكوفة) فلو كان قال (وكان من القادسية) يكون موافقاً لهم لان القادسية من الكوفة ، والكون من أهل البصرة يجمع من سكناه فيها .
وبالجملة : الرجل من اصحاب الاجماع ولم يعلم ولم يحقق غمز فيه وهو يكفيه)
وقد ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال بقوله : (ابان تكلم فيه ولم يترك بالكلية واما العقيلي فاتهمه)
قال ابن حجر : ولم ار في كلام العقيلي ذلك .
وقال الازدي : لا يصح حديثه .
وذكره ابن حبان في الثقات وقال : يخطى ويهم .
وقال : مات على رأس المأتين
أقول : اقتبس اليعقوبي (تـ 276) من كتاب ابان في المبدأ والمبعث بضعة أخبار . وقد اشتبه على الدكتور عبد العزيز الدوري
اما الطبرسي فقد اقتبس أخباراً اكثر من كتاب ابان وضمنها كتابه (إعلام الورى) .
وروى محمد بن سلام في كتابه طبقات فحول الشعراء
وهناك خبر آخر رواه الشيخ المفيد في كتابه الجمل بسنده الى ابان بن عثمان عن الاجلح عن أبي صالح عن عبد الله بن عباس قال لما رمى أهل الافك عائشة ...)
1 . روى الطبري محمد بن علي بن محمد
(قال عقم النساء ان يأتين بمثل امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، ما كشفت النساء ذيولهن عن مثله .
لا والله ما رأيت فارساً محدثا يوزن به ، لرأيته يوما ونحن معه بصفين ، وعلى راسه عمامة سوداء وكأنَّ عيناه سراجا سليط يتوقدان من تحتهما ، يقف على شرذمة شرذمة يحضهم حتّى انتهى إلى نفر انا فيهم وطلعت خيل لمعاوية تدعى بالكتيبة الشهباء عشرة آلاف دارع على عشرة آلاف اشهب فاقشعر الناس لها لما رأوها وانحاز بعضهم إلى بعض .
فقال امير المؤمنين عليه السلام فيم النَّخْعُ والخُنع يا أهل العراق ، هل هي إلاَّ اشخاص ماثلة فيها قلوب طائرة لو مسها سيوف قلوب أهل الحق لرأيتموها كجراد بقيعة سفته الريح في يوم عاصف ، أَلا فاستشعروا الخشية وتجلببوا السكينة وادَّرعوا الصبر وغضوا الاصوات وقلقلوا الاسياف في الاغماد قبل السلة ، وانظروا الشزر واطعنوا الوجر وكافحوا الظبى وصلوا السيوف بالخطى والنبال بالرماح وعاودوا الكر واستحيوا من الفر ، فانه عار في الاعقاب ونار يوم الحساب ، وطيبوا عن انفسكم نفسا ، وامشوا إلى الموت مشية سجحا ، فانكم بعين الله عز وجلومع اخي رسول الله صلى الله عليه وآله ، وعليكم هذا السرادق الأدلم والرواق المظلم ، فاضربوا ثبجه
ثم حمل عليهم امير المؤمنين عليه السلام وعلى ذريته حملة ، وتبعته خويلة لم تبلغ المائة فارس فاجالهم فيها جولان الرحى المسرحة بثقالها فارتفعت عجاجة منعتني النظر ثمَّ انجلت فاثبت النظر فلم نر إلاَّ رأسا نادرا ويدا طائحة فما كان باسرع ان ولوا مدبرين كانهم حمرٌ مستنفرة فرت من قسورة .
فاذا امير المؤمنين عليه السلام قد اقبل وسيفه ينطق ووجهه كشقة القمر وهو يقول قاتلوا ائمة الكفر انهم لا ايمان لعلهم ينتهون .
قال عكرمة وكان ابن عباس (رضي الله عنه) يحدث فيقول : امر رسول الله صلى الله عليه وآله عليا بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين وقال يا علي انك لمقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنـزيله
2 . قال الشيخ الصدوق حدثنا أبي عن علي عن ابيه عن ابن أبي عمير والبزنطي معا عن ابان بن عثمان عن ابان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال :
لما دعا رسول الله صلى الله عليه وآله بكعب بن اسد ليضرب عنقه فاخرج وذلك في غزوة بني قريظة نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له يا كعب اما نفعك وصية ابن حواش الحبر المقبل من الشام فقال تركت الخمر والخمير وجئت إلى البؤس والتمور لنبي يبعث هذا اوان خروجه يكون مخرجه بمكة وهذه دار هجرته وهو الضحوك القتال يجتزى بالكسرة والتميرات ويركب الحمار العاري في عينيه حمرة وبين كتفيه خاتم النبوة يضع سيفه على عاتقه لا يبالي بمن لاقى يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر .
قال كعب قد كان ذلك يا محمد ولولا ان اليهود تعيرني اني جبنت عند القتل لآمنت بك وصدقتك ولكني على دين اليهودية عليه احيا وعليه اموت فقال رسول الله صلى الله عليه وآله قدموه فاضربوا عنقه فقدم وضربت عنقه
3 . روى الكليني في الكافي : بسنده إلى : ابان بن عثمان عن أبي بصير عن أبي جعفرقال :
لم يزل بنو اسماعيل ولاة البيت يقيمون للناس حجهم وامر دينهم يتوارثونه كابراً عن كابر حتّى كان زمن عدنان بن ادد ، فطال عليهم الامد ، فقست قلوبهم وافسدوا واحدثوا في دينهم واخرج بعضهم بعضاًفمنهم من خرج في طلب المعيشة ومنهم من خرج كراهية القتالوفي ايديهم اشياء كثيرة من الحنيفية ، من تحريم الامهات والبنات ، وما حرم الله في النكاح ، إلاَّ انهم كانوا يستحلون امرأة الاب وابنة الاخت والجمع بين الاختين وكان في ايديهم الحج والتلبية والغسل من الجنابة إلاَّ ما أحدثوا في تلبيتهم وفي حجهم من الشرك وكان فيما بين اسماعيل وعدنان بن ادد ، موسى عليه السلام
4 . وروى الكليني في الكافي عن ابان بن عثمان قال : حدَّثني فضيل البراجمي
فقال : اصلح الله الامير اخبرك بأكرم وقعة كانت في العرب واعز وقعة كانت في العرب وأَذل وقعة كانت في العرب . واحدة . قال خالد : ويحك واحدة ؟ قال : نعم اصلح الله الامير . قال : اخبرني . قال : بدر . قال وكيف ذا ؟ قال : ان بدراً اكرم وقعة كانت في العرب بها اكرم الله عز وجل الإسلام واهله وهي اعز وقعة كانت في العرب بها اعز الله الإسلام وأهلهوهي اذل وقعة كانت في العرب ، فلما قتلت قريش يومئذ ذلت منهم .
فقال له خالد : كذبت لعمر الله ان كان في العرب يومئذ من هو اعز منهم ، ويلك يا قتادة اخبرني ببعض اشعارهم .
قال : خرج أبو جهل يومئذ وقد اعلم ليرى مكانه ، وعليه عمامة حمراء وبيده ترس مذهب ، ويقول :
ما الحرب تنقم والشموس مني بازل عامين حديث السن
لمثل هذا ولدتني امي
فقال : كذب عدو الله ان كان ابن اختي لافرس منه ، يعني خالد بن الوليد ، وكانت امه قشيرية .
ويلك يا قتادة من الذي يقول :
أُوفي بميعادي واحمي عن حسب .
فقال : اصلح الله الامير ليس هذا يومئذ ، هذا يوم احد ، خرج طلحة بن أبي طلحة وهو ينادي : من يبارز ؟ فلم يخرج إليه احد ، فقال : انكم تزعمون انكم تجهزونا بأسيافكم إلى النار ، ونحن نجهزكم بأسيافنا إلى الجنة ، فليبرزن الي رجل يجهزني بسيفه إلى النار ، واجهزه بسيفي إلى الجنة . فخرج إليه علي بن أبي طالب وهو يقول :
انا ابن ذي الحوضين عبد المطلب وهاشم المطعم في العام السغب
أو في بميعادي واحمي عن حسب
فقال خالد لعنه الله : كذب لعمر الله والله أبو تراب ما كان كذلك .
فقال الشيخ : ايها الامير ائذن لي في الانصراف .
قال : فقام الشيخ : يفرج الناس بيده وخرج وهو يقول : زنديق ورب الكعبة زنديق ورب الكعبة
5 . وروى الطبرسي في اعلام الورى : قال ابان : ولما غزا رسول الله صلى الله عليه وآله حمراء الاسد وثبت فاسقة من بني خطمة يقال لها : العصماء ام المنذر بن المنذر تمشي في مجالس الاوس والخررج وتقول شعراً تحرض على النبي صلى الله عليه وآله وليس في بني خطمة يومئذ مسلم إلاَّ واحد يقال له : عمير بن عدي ، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله غدا عليها عمير فقتلها ، ثمَّ اتى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : اني قتلت ام المنذر لما قالته من هجر . فضرب رسول الله على كتفيه وقال : (هذا رجل نصر الله ورسوله بالغيب ، اما انه لا ينتطح فيها
قال عمير بن عدي : فأصبحت فمررت ببنيها وهم يدفنونها فلم يعرض لي احد منهم ولم يكلمني
6 . وروى الطبرسي في اعلام الورى : قال أبان : حدَّثني زرارة . قال : قال الباقر : انتهى علي إلى باب الحصن وقد اغلق في وجهه فاجتذبه اجتذاباً وتترس به ، ثمَّ حمله على ظهره واقتحم الحصن اقتحاماً واقتحم المسلمون والباب على ظهره . قال : فوالله ما لقي علي عليه السلاممن الناس تحت الباب اشد مما لقي من الباب ، ثمَّ رمى الباب رميا .
وخرج البشير إلى رسول الله : ان عليا دخل الحصن ، فأقبل رسول الله عليه السلام ، فخرج علي يتلقاه ، فقال صلى الله عليه وآله قد بلغني نبأك المشكور وصنيعك المذكور ، قد رضي الله عنك ورضيت انا عنك . فبكى علي عليه السلام فقال له : ما يبكيك يا علي ؟ فقال : فرحاً بأن الله ورسوله عني راضيان .
فقال : واخذ علي فيمن اخذ صفية بنت حيي ، فدعا بلالا فدفعها إليه وقال له : لا تضعها إلاَّ في يد رسول الله حتّى يرى فيها رأيه ، فأخرجها بلال ومر بها الى رسول الله على القتلىوقد كادت تذهب روحها .
فقال صلى الله عليه وآله لبلال : انـزعت منك الرحمة يا بلال ؟ ! ثمَّ اصطفاها صلى الله عليه وآله لنفسه ، ثمَّ اعتقها وتزوجها .
قال : فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وآله من خيبر عقد لواء ثمَّ قال : (من يقوم إليه فيأخذه بحقه ؟ ) وهو يريد ان يبعث به إلى حوائط فدك .
فقام الزبير إليه فقال : انا .
فقال له : (امط عنه) ثمَّ قام إليه سعد ، فقال : (امط عنه) ثمَّ قال : (يا علي قم إليه فخذه) فأخذه فبعث به إلى فدك فصالحهم على ان يحقن دماءهم ، فكانت حوائط فدك لرسول الله صلى الله عليه وآله خاصة خالصاً . فنـزل جبرئيل عليه السلام فقال : ان الله عز وجل يأمرك ان تؤتي ذا القربى حقه .
فقال : (يا جبرئيل ومن قرباي وما حقها) ؟ .
قال : (فاطمة فأعطها حوائط فدك ، ومالله ولرسوله فيها) .
فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله فاطمة عليها السلام وكتب لها كتاباً جاءت به بعد موت ابيها إلى أبي بكر وقالت : (هذا كتاب رسول الله عليه السلام لي ولا بني)
6 . وروى الطبرسي في اعلام الورى : عن ابان بن عثمان عن الصادق عليه السلام : انه استعمل عليهم جعفراً ، فإن قتل فزيد ، فإن قتل فابن رواحة .
ثم خرجوا حتّى نـزلوا معان
وفي كتاب ابان بن عثمان : بلغهم كثرة عدد الكفار من العرب والعجم من لخم وجذام وبلي
فقال عبد الله بن رواحة : يا هؤلاء انا والله ما نقاتل الناس بكثرة وانما نقاتلهم بهذا الدين الذي اكرمنا الله به ، فقالوا : صدقت .
فتهيئوا -وهم ثلاثة آلاف- حتّى لقوا جموع الروم بقرية من قرى البلقاء يقال لها : شرف ، ثمَّ انحاز المسلمون إلى مؤته ، فوق الاحساء
7 . وروى الطبرسي في اعلام الورى : عن ابان بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لما فتح رسول الله صلى الله عليه وآله مكة بايع الرجال ، ثمَّ جاء النساء يبايعنه ، فأنـزل الله عز وجل : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَان يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوف فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12)) الممتحنة/12
فقالت هند : اما الولد فقد ربيناهم صغاراً وقتلتهم كباراً .
وقالت ام حكيم بنت الحارث بن هشام وكانت عند عكرمة بن أبي جهل : يا رسول الله ما ذلك المعروف الذي امرنا الله ان لا نعصيك فيه ؟ .
فقال : لا تلطمن خداً ولا تخمشن وجهاً ولا تنتفن شعراً ولا تشققن جيباً ولا تسوِّدن ثوباً ولا تدعين بويل) فبايعن رسول الله صلى الله عليه وآله على هذا .
فقالت : يا رسول الله ! كيف نبايعك ؟ .
قال : انني لا اصافح النساء ، فدعا بقدح من ماء فأدخل يده ثمَّ اخرجها فقال : ادخلن ايديكن في هذا الماء فهي البيعة
8 . وروى الصدوق بسنده : ابان بن عثمان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر الباقرقال : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله خالد بن الوليد إلى حي يقال لهم بنو المصطلق من بني جذيمة وكان بينهم وبين بني مخزوم احنة في الجاهلية ، وكانوا قد اطاعوا رسول الله صلى الله عليه وآله واخذوا منه كتاباً لسيرته عليهم ، فلما ورد عليهم خالد امر مناديه بالصلاة ، فصلى وصلوا ، ثمَّ امر الخيل فشنوا عليهم الغارة ، فقتل فأصاب فطلبوا كتابهم فوجدوه فأتوا به النبي وحدثوه بما صنع خالد بن الوليد ، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وآله القبلة ، ثمَّ قال : اللهم اني ابرء اليك مما صنع خالد بن الوليد .
قال : ثمَّ قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله بتبر ومتاع . فقال لعلي عليه السلام يا علي ! ايت بني جذيمة من بني المصطلق فارضهم مما صنع خالد بن الوليد ، ثمَّ رفع عليه السلام قدميه فقال : يا علي ! اجعل قضاء أهل الجاهلية تحت قدميك .
فأتاهم علي عليه السلام ، فلما انتهى اليهم حكم فيهم بحكم الله عز وجل ، فلما رجع إلى النبي صلى الله عليه وآله قال : يا علي ! اخبرني بما صنعت ، فقال : يا رسول الله ! عمدت فأعطيت لكل دم دية ، ولكل جنين غرة ولكل مال مالاً وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لميلغة كلابهم وحبلة رعاتهم وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لروعة نسائهم وفزع صبيانهم وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لما يعلمون ولما لا يعلمون ، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم ليرضوا عنك يا رسول الله ، فقال صلى الله عليه وآله اعطيتهم ليرضوا عني ، رضي الله عنك ، يا علي انت مني بمنـزلة هارون من موسى إلاَّ انه لا نبي بعدي
9 . روى الكليني في الكافي : ابان بن عثمان عن الفضيل عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلامقال : ان الناس لما صنعوا اذ بايعوا أبا بكر ، لم يمنع امير المؤمنين من ان يدعوا إلى نفسه إلاَّ نظراً للناس وتخوفاً عليهم ان يرتدوا عن الإسلام فيعبدوا الاوثان ولا يشهدوا ان لا اله إلاَّ الله وان محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وكان الاحب إليه ان يقرهم على ما صنعوا من ان يرتدوا عن جميع الإسلام وانما هلك الذين ركبوا ما ركبوا فأما من لم يصنع ذلك ودخل فيما دخل فيه الناس على غير علم ولا عداوة لأمير المؤمنين عليه السلام فان ذلك لا يكفره ولا يخرجه من الإسلام ولذلك كتم علي عليه السلام امره وبايع مكرها حيث لم يجد اعواناً
10 . وروى الكليني أيضاً : ابان بن عثمان عن أبي جعفر الاحول والفضيل بن يسار عن زكريا النقاض عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول :
الناس صاروا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله بمنـزلة من اتبع هارون عليه السلام ومن اتبع العجل وان أبا بكر دعا فأبى علي عليه السلام إلاَّ القرآن وان عمر دعا فأبى علي عليه السلام إلاَّ القرآن وان عثمان دعا فأبى علي عليه السلام إلاَّ القرآن وانه ليس من احد يدعو إلى ان يخرج الدجال إلاَّ سيجد من يبايعه ومن رفع راية ضلالة فصاحبها طاغوت
11 . روى الشيخ الصدوق : في الخصال في باب (النقباء الاثنى عشر) من أبواب الاثني عشر ، الحديث 70 : حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، وأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، عن أبان بن عثمان الاحمر ، عن جماعة مشيخة قالوا : إختار رسول الله صلى الله عليه وآلهمن أمته إثني عشر نقيبا ، أشار إليهم جبرئيل وأمره باختيارهم . كعدة نقباء موسى عليه السلام ، تسعة من الخزرج وثلاثة من الاوس ، فمن الخزرج : أسعد بن زرارة ، والبراء بن معرور ، وعبدالله بن عمرو بن حزام ، والد جابر بن عبدالله ، ورافع ابن مالك ، وسعد بن عبادة ، والمنذر بن عمرووعبدالله بن رواحة ، وسعد بن الربيع ، ومن القوافل : عبادة بن الصامت ، ومعنى القوافل : الرجل من العرب كان إذا دخل يثرب يجيئ إلى رجل من اشراف الخزرج فيقول : أجرني مادمت بها من أن أظلم ، فيقول : قوفل حيث شئت فأنت في جواري ، فلا يتعرض له أحدومن الاوس : أبوالهيثم بن التيهان . وأسيد بن حضير ، وسعد ابن خيثمة .
قال السيد الخوئي رحمه الله : أن سند الرواية وإن كان صحيحا إلا أنه لا يمكن الاعتماد عليها من جهة أنه لم يعلم ان الجماعة الذين روى عنهم إبان من هم ، فمن المحتمل أنهم جماعة من العامة ، والذي يظهر من الاستيعاب في ترجمة الرجل ان الجماعة هم : يحيى بن أبي كثير وسعيد بن عبدالعزيز وسفيان بن عيينة وغيرهم ، فلا يمكن الاعتماد على الرواية
______________________
(1) ابن النديم : الفهرست ص 59 .
(2) خلاصة الاقوال ص 74 .
(3) العلامة التستري : قاموس الرجال ج1/114-116 .
(4) الذَّهبي : ميزان الاعتدال ج1/10 .
(5) ابن حجر : لسان الميزان ج1/36 .
(6) في كتابه علم التاريخ عند العرب ص 20 21 .
(7) في كتابه تاريخ التراث العربي ج1 ص446 .
(8) محمد بن سلام الجمحي : طبقات فحول الشعراء ج2/439 - 440 .
(9) الشيخ المفيد : الجمل / 222 طبعة الداوري قم ، والشيخ المفيد رح لم يرو هذا الخبر اعتقاداً بصحته بل للاحتجاج به شأنه في ذلك حين روى في الجمل أيضاً خبراً عن سيف بن عمر في قصة الغافقي وقد مر الكلام حولها في بعض هوامش الكتاب .
(10) من اعلام القرن السادس الهجري ، انظر ترجمته في البحار ج1/177 .
(11) الثبج : ما بين الكاهل الى الظهر . والكاهل ما بين الكتفين .
(12) المجلسي : بحار الانوار ج32/601 الرواية 476 عن بشارة المصطفى .
(13) المجلسي : بحار الانوار ج20/247 الرواية 15 عن اكمال الدين للصدوق .
(14) الكليني : الكافي 4 : 210 ونقله المجلسي في بحار الانوار 15 : 170 .
(15) في المصدر : البرجمي والبراجمي نسبة إلى براجم وهي قبيلة من تميم .
(16) بفتح القاف وسكون السين نسبة إلى قسر بن عبقر بن انمار بن اراش بن عمر وبن الغوث بطن من بجيلةوالرجل هو خالد بن عبد الله بن يزيد بن اسد القسري امير الحجاز ثمَّ العراق ، قتل سنة 126 .
(17) الكليني : الكافي 8 : 111 نقله المجلسي في بحار الانوار 19 : 298 .
(18) اي لا يلتقي فيها اثنان ضعيفان .
(19) الفضل بن الحسن الطبرسي : اعلام الروى . 1/183-185 ، نقله المجلسي في بحار الانوار 20 : 100/28 .
(20) المجلسي : بحار الانوار 21 : 22 الحديث 17 .
(21) معان : مدينة في طرف بادية الشام تلقاء الحجاز من نواحي البلقاء . (معجم البلدان 5 : 153) .
(22) بلي بفتح الباء وسكون اللام : بطن من قضاعة من القطحانية .
(23) الفضل بن الحسن الطبرسي : اعلام الورى ، 1 : 212 ، ابن شهر آشوب المناقب 1 : 257 عن كتاب أبان ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 21 : 55/8 .
(24) الكليني : الكافي 5/527 .
(25) الشيخ الصدوق : علل الشرايع/473 ، الشيخ الصدوق : الامالي : 146 ، رقم 7 . وفي تاريخ اليعقوبي 2/62 يومئذ قال النبي لعلي فداك ابواي .
(26) الكليني : الكافي 8/295-296 .
(27) الكليني : الكافي 8/296-297 .
(28) السيد أبو القاسم الخوئي : معجم رجال الحديث ط . ق (ج 3 ص 83 .