المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
الباب الثالث : تعريف بالموسوعات التاريخة وأصولها ومصنفيها
الفصل السادس : العوامل المؤثرة في التدوين التاريخي عند المسلمين
ثم حدثت الفاجعة الثانية على عهد معاوية ومن جاء بعده حيث احيوا سنة الخلفاء الثلاثة في المنع من تدوين الحديث والسيرة النبوية وأضافوا إلى ذلك ملاحقة الرواة والمصنفين من شيعة علي عليه السلام وجمعوا الى ذلك تبنيهم للرواة الكذابين وتدوين حديثهم وتشجيعهم على الكذب وقد مرَّ شيء من أخبار ذلك في الفصل الخامس من الباب الأول من هذا الكتاب .
ثم جاء عمر بن عبد العزيز (كانت ولايته من سنة 99 إلى سنة 101 هجـ) ورفع الحضر الرسمي على تدوين الحديث وأخبار السيرة التي كانت السلطة الاموية قد عملت على وضعها أو اختلاقها لتحقيق اهدافها وبقيت أخبار سيرة النبي صلى الله عليه وآله واحاديثه التي ترى السلطة فيها خطراً عليها ممنوعة وعاش اصحابها محاصرين مضطهدين ، وقد مر علينا كتابة أبي واثلة عامر بن الطفيل لعمر بن عبد العزيز يستأذنه في القدوم عليه فلم يأذن له وقال له ألم تؤمر بلزوم الإقامة بالبلد وذلك لتشيعه ، وقول خالد بن عبد الله القسري لابن شهاب الزهري حين طلب منه تدوين كتابه في السيرة قال انه يمر بي الشيء من سيرة علي اذكره ؟ قال لا ، إلاَّ ان تراه في قعر الجحيم ، وقد كانت ولاية خالد على العراق منذ سنة 105 هجـ إلى سنة 120 هجرية .