خديجة
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي ، وقد روي عن عائشة قولها : ما غِرتُ على امراة ما غِرتُ على خديجة ، وما بي أن أكون أدركتها ، ولكن لكثرة ذكر رسول الله إياها ، وقد كان ليذبح الشاة فيتَتَبَّع بذلك صدائق (1) خديجة يهديها لهن .
وروي عن عائشة أيضاً قالت : كان رسول الله لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها ، فذكرها يوماً من الأيام فأدركتني الغَيْرة فقلت : هل كانت إلاّ عجوزاً ؟ فقد أبدلك الله خيراً منها ، فغضب حتى اهتز مُقدَّم شعره من الغضب ثم قال : لا والله ما أبدلني خيراً منها ، آمَنت بي إذ كفر الناس ، وصدَّقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله منها اولاداً إذ حرمني أولاد النساء ، قالت عائشة : فقلت في نفسي : لا أذكرها بسيئة أبدا (2) . والمشهور أنَّ خديجة كانت قد تزوجت قبل النبي برجل أو رجلين غير ان بعض المؤرخين يذكر أنَّها تزوجت النبي وهي عذراء (3) .
وقال أغلب المؤرخين : أنها ولدت للنبي القاسم وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة ، وأنَّ القاسم عاش سنتين ، وأنَّ زينب تزوجها أبو العاص بن الربيع، وتزوج ابنا
أبي لهب رقية وأمَّ كلثوم ثم طلقاهما ، وتزوج عثمان رقية ثم ماتت ، وتزوج بأمّ كلثوم ، ومن المؤرخين من يخالف ذلك ويقول : أن بنات النبي ما عدا فاطمة عليها السلام مُتْنَ وهُنَّ صِغار ولم يتزوجن ، وأنَّ زينب ورقية وأم كلثوم ربيبات خديجة والنبي صلى الله عليه وآله ، وقد كانت العرب تطلق على ربيبة الرجل أنها ابنته (4) .
|