عائشة

قال ابن حجر : عائشة بنت أبي بكر وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية وُلِدت بعد المبعث بأربع سنين أو خمس ، قالت : تزوجني رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا بنت ست سنين وبنى بي وأنا بنت تسع وقبض وأنا بنت ثماني عشرة سنة (1) .

ويرجح بعض الباحثين ان عمرها عند زواجها بالنبي كان اكثر من ذلك وقد حدده ما بين ثلاثة عشر وسبعة عشر سنة (2) .

عاشت مع النبي صلى الله عليه وآله ثمانية اعوام وخمسة اشهر . روى اهل الحديث عنها الفين ومائتين وعشرة احاديث ، اخرج لها احمد في مسنده الفين ومائتين وسبعين حديثا مع المكرر ، بينما رووا عن سائر امهات المؤمنين الثماني ست مائة واثني عشر حديثا .

قال القاسم بن محمد بن ابي بكر : استقلت عائشة بالفتوى في خلافة ابي بكر وعمر . وقال محمود بن لبيد : وكان الاكابر من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله عمر وعثمان بعده يرسلان اليها فيسالانها عن السنن .  (3)

روت احاديث كثيرة تخص سيرة النبي صلى الله عليه وآله اثبت الباحثون ضعف هذه الاحاديث بل اثبتوا كذب بعضها (4) .

علاقة عائشة مع فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وآله :

كانت علاقة عائشة مع فاطمة عليها السلام غير ودِّية مما جعل الزهراء توصي أن لا تحضر غسلها .

روى الذهبي في سير أعلام النّبلاء (ج2 ص129) عن قتيبة بن سعيد : حدثنا محمد بن موسى : عن عون بن محمد بن علي ، عن أمه أم جعفر (5) . وعن عمارة بن مهاجر ، عن أم جعفر قالت فاطمة :  ... إذا مت فغسِّليني أنتِ وعلي ، ولا يدخلن أحد علىّ . فلما توفيت ، جاءت عائشة لتدخل ، فقالت أسماء : لا تدخلي . فشكت إلى أبي بكر . فجاء ، فوقف على الباب ، فكلم أسماء . فقالت : هي أمرتني . قال : فاصنعي ما أمرتك ، ثم انصرف (6) .

وذكر ابن أبي الحديد عن أبي يعقوب يوسف بن إسماعيل اللمعاني (7) قال :  ... إنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله أكرم فاطمة إكراماً عظيماً أكثر مما كان الناس يظنونه ، واكثر من إكرام الرجال لبناتهم ، حتى خرج بها عن حد حب الآباء للأولاد ، فقال بمحضر الخاص والعام مراراً لا مرة واحدة وفي مقامات مختلفة لا في مقام واحد : أنها سيدة نساء العالمين ، وأنها عديلة مريم بنت عمران ، وأنها إذا مرت في الموقف نادى مناد من جهه العرش : يا أهل الموقف غضوا أبصاركم لتعبر فاطمة بنت محمد ، وهذا من الأحاديثالصحيحة وليس من الأخبار المستضعفة ، وأن إنكاحه علياً إياها ما كان إلاّ بعد أن أنكحه الله تعالى إياها في السماء بشهادة الملائكة ، وكم قال لا مرة : يؤذيني ما يؤذيها ويغضبني ما يغضبها وأنها بضعة مني يريبني ما رابها ، فكان هذا وامثاله يوجب زيادةالضغن عند الزوجة حسب زيادة هذا التعظيم والتبجيل ، والنفوس البشرية تغيظ على ما هو دون هذا ، فكيف هذا ؟ !

قال : ثم ماتت فاطمة فجاء نساء رسول الله صلى الله عليه وآله كلهن إلى بني هاشم في العزاء إلا عائشة فإنّها لم تأتِ وأظهرت مرضاً، ونقل علي عليه السلام عنها كلام يدل على السرور(8) .

______________________

(1) الاصابة لابن حجر ج8 ص232 .

(2) انظر كتاب الصحيح من السيرة للعلامة السيد جعفر مرتضى ج3/287

(3) انظر طبقات ابن سعد ج2/375

(4) انظر العلامة المحقق السيد مرتضى العسكري في كتابه احاديث ام المؤمنين عائشة فقد كرسه لتلك المهمة ، وكذلك كتاب العلامة السيد جعفر مرتضى في كتابه حديث الافك .

(5) قال الحاكم في المستدرك ج3 ص180 : محمد بن موسى هذا هو بن مشمول مدني ثقة وعون هذا هو ابن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع هو وأبوه ثقتان ، وأم جعفر هي ابنة القاسم بن محمد بن أبي بكر وجدتها أسماء بنت أبي بكر وكلهم أشراف ثقات .

(6) أقول : الرواية في حلية الأولياء ج2 ص43 والمستدرك ج3 ص163 وص164 وذيلها محذوف .

(7) أحد مشايخ ابن أبي الحديد في علم الكلام.

(8) شرح النهج ج9 ص193 . قال ابن أبي الحديد بعد ان أورد كلام شيخه : هذه خلاصة كلام الشيخ أبي يعقوب رحمه الله ولم يكن يتشيع وكان شديدا فى الاعتزال الا انه في التفضيل كان بغدادياً .