سيرته صلى الله عليه وآله في جلسائه

قال : فسألته عن سيرته في جلسائه ؟ فقال :

كان رسول الله صلى الله عليه وآله دائم البِشر سهل الخُلُق ليِّن الجانب ليس بفظّ ولا غليظ ولا صخّاب (1) ولا فحّاش ولا عيّاب ولا مَزّاح .

قد ترك نفسه من ثلاث : المِراء ، والإكثار ، وما لا يعينه .

وترك الناس من ثلاث : كان لا يذُم أحداً ولا يعيِّره ، ولا يطلب عورته ، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه .

وإذا تكلم أطرق جلساؤه كأن على رؤوسهم الطير ، فإذا سكت تكلموا ولا يتنازعون عنده ، يضحك مما يضحكون منه ، ويتعجب مما يتعجبون منه .

ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته ، حتى إن كان أصحابه يستحلونه في المنطق ، ويقول : اذا رأيتم طالب حاجة فأرفِدوه (2) ، ولا يقبل الثناء إلاّ من مكافىء ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بانتهاء او قيام .

______________________

(1) اي صاحب ضجة .

(2) اي تعاونوا معه . والاسترفاد اي الاستعانة .