النجف مرسى سفينة نوح

العلامة السيد سامي البدري
العلامة السيد سامي البدري

دراسة جديدة في ضوء القرآن الكريم وتراث أهل البيت (عليهم السلام) والتراث المسماري والتراث العبري والآرامي والسرياني والواقع الجغرافي للنجف وصحراء كربلاء تثبت أنّ النجف هو الموضع الذي رستْ عليه سفينه نوح (عليه السلام)

(86 صفحة)
مقال منشور في مجلة تراث النجف الحضاري والديني العدد الاول سنة 2009
تاليف : السيد سامي البدري

 

دراسة جديدة في ضوء :
ـ القرآن الكريم وتراث أهل البيت (ع)
ـ التراث المسماري
ـ التراث العبري
ـ التراث الإغريقي
ـ التراث الآرامي
ـ التراث السرياني الشرقي والغربي
ـ التراث اللاتيني
ـ التراث السنسكريتي
ـ التراث المندائي
ـ والواقع الجغرافي للنجف وكربلاء

تثبت أنّ :
النجف هو الموضع الذي رستْ عليه سفينه نوح(ع)، وان الكوفة أول مدينة بعد الطوفان استقر فيها نوح(ع) والتي انطلقت منها الحياة الدينية والفكرية والاجتماعية والسياسية في العراق بل في العالم .

 

 

 

خلاصة المقال:

1. تناول البحث الرؤية المشهورة والسائدة لدى المسلمين والمسيحيين واليهود والآثاريين في تشخيص مرسى سفينة الطوفان وهي كردستان العراق وتركيا ، ثم عرض الرؤية التي ينفرد بها التراث الشيعي رواية عن أهل البيت(ع) بكون بابل وبخاصة النجف هي مرسى سفينة نوح.

النجف مرسى سفينة نوح (ع)
النجف مرسى سفينة نوح (ع)

2. ثم تناول البحث ما جاء في الوثائق المسمارية تصديقا للقرآن الكريم وروايات أهل البيت(ع) وانسجاما معها.واتضح ان وثيقة زيوسدرا تشير الى كربلا وجبل الكوفة بصفتها موضع سكن نوح ومن معه ، وان ملحمة جلجامش اللوح الحادي عشر يشير الى النجف والى جبل بلاد الحيرة الجبل الذي امسك بسفينة الطوفان .

3. ثم عاد البحث إلى التوراة الآرامية (ترجوم اونقيلوس) و(ترجوم سعادية) و(البشيتا السريانية) و(الكنزا ربا) المندائية التي ذكرت اسم (قردو) ، والتوراة العبرية (النص المسوري) و(السبتوجنتا الاغريقية) اللتين ذكرتا اسم (اراراط) ، و(الترجوم السامري) الذي ذكر اسم (سرنديب) ، و(الفولكات اللاتينية) و(ترجوم يونثان بن عزيل) اللذين ذكرا اسم (أرمينيا) ليثبت ان (قردو) و(اراراط) و(سرنديب) و(أرمينيا) ما هي إلا بابل ونهر الفرات في الوثائق المسمارية واللغة العبرية.

4. ثم تناول البحث الموقع الجغرافي للشاطئ الغربي للفرات وهضبة النجف وكربلا وظهر الكوفة ليثبت صحة قول بطليموس وقول ابن الكلبي ان في بابل والكوفة جبالا متواضعة ، هذا القول الذي نفاه الباحثون المتخصصون المعاصرون لعدم اطلاعهم على جغرافية المنطقة تفصيلا ، واثبت البحث ان (كوفان) و(النجف) و(ساتيدما) الواردة في كتب اللغة والبلدانيات العربية و(سريون) الواردة في الترجوم السامري والتوراة العبرية هي بمعنى واحد تعبر عن الوظيفة الطبيعية لطار النجف وطار كربلا (يبلغ ارتفاعهما عن سطح البحر100 إلى 150م) إزاء كربلا والكوفة وهي حماية سكان الشاطئ الغربي للفرات من السيول السنوية التي تأتي من جهة الغرب حيث ترتفع أرضها إلى ما يقرب من 500م عن سطح البحر بينما الشاطئ الغربي للكوفة وكربلا يرتفع عن سطح البحر بين 25ـ29م.

5. ثم قدم البحث أمثلة على تكرار أسماء المدن وسببها الطبيعي لتفسير تشابه الأسماء بين قردو بابل وقردو كردستان مثلا.

6. ثم تناول البحث الموطن الأصلي للساميين وتبديل تسمية الساميين بالجزريين واثبت ان موطن الساميين الأصلي هو (الشاطئ الغربي للفرات الاوسط) هذا الشاطئ الذي كان يحده من الغرب (بحر النجف) (بحر بانقيا) ومن الجنوب (البحر الحبشي) (الخليج الفارسي) وقبلها جميعا كان اسمه خليج ديلمون (الكوفة) الذي كان يصب فيه بحر النجف ، وكانت أجواء هضبة النجف بعد الطوفان هي أجواء البحر الأبيض المتوسط وتمتعت المنطقة كلها بما تتمتع به بلاد البحر المتوسط ، ثم جفت المياه وهاجر الكثير الى الجزيرة العربية وسوريا الكبرى ولما ظهرت الأرض الرسوبية من جديد شرق الفرات صارت مركز الحياة من جديد ، وان التسمية الصحيحة هي الكلدانيون أي الباقون ، والناجون من ذرية نوح(ع) ، وما السومريون البابليون والأكاديون والآشوريون الا امتدادات لاولئك الباقين وهم ذريتهم الذين حملوا تراث نوح ولكنهم حرفوه وضيعوا معالمه.

7. ثم أشار الباحث بعد ذلك الى اربعة مسائل مهمة هي :

الاولى :

مسألة بروز القرآن الكريم مصدرا مستقلا في معلومته التي اوردها حين ذكر اسم (الجودي) ولم يستعرها من أي مصدر سابق إذ كانت التسمية الدينية المشهورة عند المسيحيين واليهود هي (قردو) وعينوها قبل العهد الاسلامي بجبل في الجزيرة اعمال الموصل سابقا وهي الان في تركيا ، وبواسطة مجاهد ووهب انتقلت الى التراث الاسلامي. وهذه الحقيقة تؤيد ما يكرره القرآن الكريم عن نفسه انه وحي الهي وليس نتاجا بشريا.

الثانية :

مسألة بروز معلم اخر من معالم استقلالية التراث الحديثي الشيعي وامتياز اهل البيت(ع) بوصفهم حملة علم النبوة الخاتمة بشكل خاص حين روت المصادر الشيعية عن الامام الصادق(ع) ان (الجودي) هو (فرات الكوفة) وان (كربلا) هي الموضع الذي نجا الله عليه نوحا والذين امنوا معه ، ولم يشر الى ذلك تراث آخر غيره.

الثالثة :

مسألة ضرورة اعادة قراءة التراث المسماري والعبري والارامي والسرياني القديم في ضوء القرآن وتراث اهل البيت(ع) لتاخذ الدراسات المسمارية والاثارية وعلم الاديان المقارن مسارها الصحيح.

الرابعة :

مسالة اهمية الشاطئ الغربي للفرات وكونه الجرف الحضاري الاول ومنطلق الحياة والحضارة بعد الطوفان انطلق منها نوح النبي المعمر وريث لغة ومدنية ما قبل الطوفان ، ومؤسس لمدنية جديدة وتراث فكري وتشريعي الهي بعد الطوفان وقد انزل الله تعالى في ذلك كتاباً ودونه نوح على مسلة نصبها على النجف وصارت المحور المركزي لثقافة ذريته من بعده. وقد انطلقت الجماعات تحمل اسم هذا الجبل كالسومريين والاكاديين والاموريين (الاريين) والبابليين والاشوريون وهي الجماعات التي سكنت العراق القديم وعمرته وانطلقت الى شرق الارض وغربها داخل العراق وخارجه تحمل رسالة نوح ولكنها حرفتها في كثير من جوانبها ولم يبق منها الا النزر القليل. وينفتح في ضوء هذه المسالة الاخيرة افق جديد من الدراسات الحضارية واللغوية والدينية المقارنة مضافا الى انها تقدم مبررات كافية لكي تتجه جهود المنقبين ومن يهمهم الكشف عن الجديد من تاريخ البشرية الحضاري وتاريخ العراق المشرق في هذه البقعة المتميزة.

 

لتحميل المقال الكاملFile Format Pdf-70 copy

 

الزيارات : 2٬314

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *