<< السابق | التالي >> | المحتويات | بحث | الرئيسية شبهات وردود الفصل الثالث : الشيخ الصدوق والعقيدة الاثني عشريةقوله : ولم تكن النظرية الاثنا عشرية مستقرة في العقل الإمامي حتى منتصف القرن الرابع الهجري . . حيث أبدى الشيخ محمد بن علي الصدوق شكه بتحديد الأئمة في اثني عشر إماما فقط وقال : (لسنا مستعبدين في ذلك إلا بالإقرار باثني عشر إماما ، واعتقاد كون ما يذكره الثاني عشر بعده) . أقول : ان قول الشيخ الصدوق هذا لا يدل على ما فهمه صاحب النشرة من عدم استقرار النظرية الإمامية الاثني عشرية حتى منتصف القرن الرابع لان كلام الصدوق هذا كان يتناول فترة ما بعد ظهور الثاني عشر (عليه السلام) ولم يكن نظره الى فترة القرن الرابع الهجري!! نص الشبهةقال : «ولم تكن النظرية الاثنا عشرية مستقرة في العقل الامامي حتى منتصف القرن الرابع الهجري . . حيث أبدى الشيخ محمد بن علي الصدوق شكه بتحديد الائمة في اثني عشر إماماً فقط / وقال : (لسنا مستعبدين في ذلك إلا بالاقرار باثني عشر إماماً ، واعتقاد كون ما يذكره الثاني عشر بعده) إكمال الدين» ص 77 الرد على الشبهةاقول : أولا :قوله : (ولم تكن النظرية الاثنا عشرية مستقرة في العقل الامامي حتى منتصف القرن الرابع الهجري . .) مر الكلام في بيان خطأ ذلك في الفصل الاول وسيأتي المزيد من البحث في الفصل السابع . ثانيا :ان ما اسنده إلى الصدوق من شك في غير محله بل افتراء عليه . . إذ ان كلامه (رحمه الله) يدل على عكس ما ذكره عنه واليك أيها القارىء الكريم نص كلام الشيخ الصدوق . قال : «قالت الزيدية لا يجوز ان يكون من قول الانبياء ان الائمة اثنا عشر لان الحجة باقية على هذه الامة إلى يوم القيامة ، والاثنا عشر بعد محمد (صلى الله عليه وآله) قد مضى منهم أحد عشر ، وقد زعمت الامامية ان الارض لا تخلو من حجة . فيقال لهم : ان عدد الائمة (عليهم السلام) اثنا عشر والثاني عشر هو الذي يملا الارض قسطاً وعدلاً ، ثم يكون بعده ما يذكره من كون إمام بعده أو قيام القيامة ولسنا مستعبدين في ذلك إلا بالاقرار باثني عشر إماماً واعتقاد كون ما يذكره الثاني عشر (عليه السلام) بعده . ويقال للزيدية : أفيكذب رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قوله (ان الائمة اثنا عشر) ؟ فان قالوا : ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يقل هذا القول . . قيل لهم : ان جاز لكم دفع هذا الخبر مع شهرته واستفاضته وتلقي طبقات الامامية إياه بالقبول فما أنكرتم ممن يقول : ان قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) (من كنت مولاه) ليس من قول الرسول (صلى الله عليه وآله)؟» وقول الصدوق «لسنا مستعبدين في ذلك إلا بالاقرار باثني عشر إماماً واعتقاد كون ما يذكره الثاني عشر بعده يؤكد عقيدته باثني عشر اماماً من أهل البيت أولهم علي (عليه السلام) وثاني عشرهم المهدي (عليه السلام) ثم تكون غيبته على مرحلتين إحداهما صغرى دامت تسعا وستين سنة والاخرى كبرى لا يعلم مداها إلا الله تعالى . ثم يبدي الصدوق تردده عن الحالة بعد ظهور المهدي (عليه السلام)واستتباب أمره هل سيعهد إلى إمام من بعده أو يكون يوم القيامة ثم يجيب عن ذلك : أننا مستعبدون بالاقرار والتسليم لما يذكره الثاني عشر بعد ظهور» . ومنشأ تردد الصدوق فيما يجري بعد ظهور المهدي (عليه السلام) من أمر الامامة هو الرواية التي أوردها الطوسي في كتابه الغيبة وتوجد أيضا روايتان أخريان في المهديين الاثني عشر : الأولى : رواها الشيخ الصدوق : عن الدقاق ، عن الاسدي ، عن النخعي عن النوفلي ، عن علي بن أبى حمزة ، عن ابي بصير قال : قلت للصادق جعفر بن محمد (عليه السلام)يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) سمعت من ابيك انه قال يكون بعد القائم اثني عشر مهديا ؟ قال : إنما قال : اثنا عشر مهديا ولم يقل اثنا عشر إماما ، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس الى موالاتنا ومعرفة حقنا الثانية : رواها الشيخ الطوسي : عن محمد الحميري ، عن أبيه ، عن محمد بن عبد الحميد ومحمد بن عيسى ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة عن أبي عبد الله (عليه السلام)في حديث طويل انه قال : يا أبا حمزة ان منا بعد القائم احد عشر مهديا من ولد الحسين (عليه السلام) وقد أورد الشيخ الحر العاملي صاحب وسائل الشيعة الروايتين الانفتي الذكر إضافة الى ما رواه صاحب المصباح من دعاء الرضا (عليه السلام) هذا مضافا الى الرواية التي أوردناها في صدر البحث فيكون المجموع أربع روايات وقد علق على الرواية الأخيرة بقوله إنها من طرق العامة ، ثم علق عليها جميعا بقوله : وأما أحاديث الاثني عشر (أي بعد المهدي (عليه السلام)) فلا يخفى أنها غير موجبة للقطع أو اليقين لندورها وقلتها وكثرة معارضتها الخلاصة :ان صاحب النشرة قد فهم من كلام الشيخ الصدوق ما لم يُرِده الصدوق ، ولا تساعده على فهمه الخاطىء هذا ولو قرينة ضعيفة فى أي كتاب من كتب الصدوق المطبوعة الكثيرة الميسرة لكل باحث ، هذا مضافاً إلى ان الصدوق كان بصدد رد شبهة الزيدية على حديث الاثني عشر الذين كانوا يشككون في صدوره عن النبي (صلى الله عليه وآله) . ______________________ (1) الشورى العدد العاشر ص12 . (2) إكمال الدين ص 77-78 . وسيأتي نظير ذلك من كلامه في الفصل الثالث . (3) ص150 . قال اخبرنا جماعة ، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري عن علي بن سنان الموصلي العدل ، عن علي بن الحسين ، عن أحمد بن محمد بن الخليل عن جعفر بن أحمد المصري ، عن عمه الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد (عليه السلام) . (4) إكمال الدين ج2 /27 ، البحار ج53 / 145 . (5) غيبة الشيخ الطوسي /478 ط مؤسسة المعارف الإسلامية . (6) يريد رحمه الله الروايات التي تقول ان المهدي (عليه السلام) يموت قبل يوم القيامة بأربعين يوما . (7) الايقاظ من الهجعة للحر العاملي ص 401 . (8) وقد ذكر العلامة المجلسي في البحار وجهين في تأويل تلك الروايات كما اورد الحر العاملي في كتابه ستة تأويلات . << السابق | التالي >> | المحتويات | بحث | الرئيسية |