<< السابق | التالي >> | المحتويات | بحث | الرئيسية شبهات وردود المورد السادس : الصحابة وحديث الغديرقوله : ان الصحابة لم يفهموا من حديث الغدير او غيره من الاحاديث معنى النص والتعيين بالخلافة . اقول : بل الصحابة فهموا ذلك وبسببه منعوا تداول تلك الاحاديث بين الناس خمساً وعشرين سنة نص الشبهةقوله : « ان الصحابة لم يفهموا من حديث الغدير أو غيره من الأحاديث معنى النص والتعيين بالخلافة ولذلك اختاروا طريق الشورى وبايعوا أبا بكر كخليفة من بعد الرسول مما يدل على عدم وضوح معنى الخلافة من النصوص الواردة بحق الإمام علي أو عدم وجودها في ذلك الزمان » ص 14 . الرد على الشبهةأقول : بل الصحابة فهموا من الحديث معنى النص والتعيين ولم يكن لديهم شك في ذلك وادل دليل على فهمهم هو منعهم تداول هذه الأحاديث شفاها وتدوينا لما استقرت السلطة بايديهم بل عمدوا إلى ما كتبه هذا وذاك من الصحابة من أحاديث النبي فجمعوه واحرقوه ، وجرََّهم ذلك اخيراً إلى احراق المصاحف المنتشرة زمن النبي (صلى الله عليه وآله)بسبب ما يوجد بهامشها من أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله) المفسِرة للآيات النازلة في أهل البيت وقد ذكرنا طرفا من أخبار هذه المسألة في الحلقة الثانية من شبهات وردود ط 2ص 159- 163 . ويعضد ذلك ما رواه ابو الطفيل عامر بن واثلة من حديث المناشدة قال : « جمع علي (عليه السلام) الناس في الرحبة ثم قال لهم انشد الله كل امرىء سمع من رسول الله (صلى الله عليه وآله)يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام فقام ثلاثون من الناس فشهدوا . قال أبو الطفيل فخرجت وكأنََّ في نفسي شيئا فلقيت زيد بن ارقم فقلت له اني سمعت عليا يقول كذا وكذا قال فما تنكر قد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول ذلك له » وقد كان ابو الطفيل من صغار الصحابة وكان مقيما في مكة وتوفي النبي (صلى الله عليه وآله)وعمره ثمان سنوات وفي ضوء ذلك يكون عمره لما بويع علي (عليه السلام) على الحكم ثلاثا وثلاثين سنة وكان مقيما في مكة ولم يسمع طوال هذه المدة بحديث الغدير بسبب منع السلطة روايته ورواية غيره من أحاديث النبي في أهل البيت (عليهم السلام) ، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو ما الذي استنكره أبو واثلة من حديث الغدير حين سمعه لاول مرة وما الذي وقع في نفسه منه ؟ ليس من شك ان الذي وقع في نفسه واستعظمه هو انََّ لعلي بحديث الغدير ولاية كولاية الرسول (صلى الله عليه وآله) على الأمة وهي اعظم من ولاية الحكومة اذ ولاية الحكومة من اثارها وفروعها وبالتالي فان كل من تقدم عليه في الحكم أو في غيره كان كأنه قد تقدََّم على رسول الله (صلى الله عليه وآله)في ذلك . اما قوله « ولذلك اختاروا اي الصحابة طريق الشورى وبايعوا ابا بكر » فقد المحنا في الحلقة الثانية من كتابنا هذا ان الذي جرى بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) كان انقلاباً قد خطط له من قبل ، وقد أشار إليه قوله تعالى (وَمَا مُحَمَّدٌ إلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أفَإنْ مَاتَ أو قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلىَ أعْقَابِكُمْ. . .) وقد اوضحت أحاديث الرسول (صلى الله عليه وآله)الصحيحة المروية في كتب السنة والشيعة تلك الحقيقة المرة . وإلى القارىء الكريم طرفا منها : روى البخاري بسنده عن ابن عباس قال : « قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : تحشرون حفاة عراة . . . فاول من يكسى ابراهيم ثم يؤخذ برجال من اصحابي ذات اليمين وذات الشمال فاقول اصحابي فيقال انهم لم يزالوا مرتدين على اعقابهم منذ فارقتهم فاقول كما قال العبد الصالح عيسى بن مريم : (وَ كُنْتَ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَيْتَنِي كُنْتَ أنْتَ الرَّقِيبُ عَلَيْهِمْ . . .) قال البخاري : « قال محمد بن يوسف ذكر عن ابي عبد الله عن قبيصة قال : هم المرتدون الذي ارتدوا على عهد ابي بكر فقاتلهم ابو بكر » . اقول : لقد حاول البخاري ومن قبله ان يوجهوا احاديث الحوض ويصرفوها عن الصحابة الى غيرهم ولكن حديث البراء بن عازب يؤكد خلاف ذلك فقد روى البخاري بسنده عن العلاء بن المسيب عن ابيه قال : « لقيت البراء بن عازب فقلت طوبى لك صحبت النبي (صلى الله عليه وآله) وبايعته تحت الشجرة ، فقال : يا ابن اخي انك لا تدري ما احدثنا بعده » وروى البخاري بسنده عن ابن المسيب انه كان يحدث عن اصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) ان النبي (صلى الله عليه وآله) قال : « يرد على الحوض رجال من اصحابي فيحلؤون عنه فاقول يارب اصحابي فيقول انك لاعلم لك بما احدثوا بعدك انهم ارتدوا على ادبارهم القهقرى » وروى البخاري بسنده عن سهل بن سعد قال قال النبي (صلى الله عليه وآله) : « اني فَرَطُكُم على الحوض من مرََّ عليَّ شرب ومن شرب لم يضمأ ابداً ليردن عليَّ اقوام اعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم » قال ابو حازم : فسمعني النعمان بن ابي عياش فقال ، هكذا سمعت من سعد فقلت نعم . فقال اشهد على ابي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها : « فأقول (أي النبي(صلى الله عليه وآله)) انهم مني فيقال انك لا تدري ما احدثوا بعدك فاقول سحقا سحقاً لمن غير بعدي » وروى البخاري بسنده عن ابي هريرة قال النبي (صلى الله عليه وآله) : « بينما انا قائم اذا زمرة حتى اذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم : فقلت اين ؟ قال الى النار ، قلت وما شأنهم ؟ قال انهم ارتدوا على ادبارهم فلا اراه يخلص منهم الا مثل همل النعم وروى احمد في مسنده بسنده عن ام سلمة انه (صلى الله عليه وآله) قال : « ايها الناس بينما انا على الحوض جىء بكم زمراً فتفرقت بكم الطرق فناديتكم الا هلموا الى الطريق فناداني مناد : انهم قد بدلوا بعدك فقلت : الا سحقا سحقا » وروى احمد ايضا بسنده عن ابي سعيد الخدري عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه قال : « تزعمون ان قرابتي لا تنفع قومي ؟ والله ان رحمي موصولة في الدنيا والآخرة اذا كان يوم القيامة يرفع لي قوم يؤمر بهم ذات اليسار فيقول الرجل يا محمد انا فلان بن فلان ، ويقول الاخر انا فلان بن فلان ، فاقول اما النسب قد عرفت ولكنكم احدثتم بعدي وارتددتم على اعقابكم القهقرى » اما قوله « او عدم وجودها في ذلك الزمان » فان كان يريد بذلك احتمال ان يكون حديث الغدير موضوعاً فلنقرأ على كل الاحاديث النبوية السلام وذلك لانه لم يتوفر لاي حديث نبوي ما توفر لحديث الغدير من رواة فاذا احتملنا انَّ حديث الغدير موضوع كان كل حديث بعده اولى بهذا الاحتمال وحينئذ لا يثبت لدينا شئ من السنة النبوية المطهرة . ______________________ (1) انظر من روى حديث المناشدة هذا في الحلقة الثانية من شبهات وردودص 59 . (2) البخاري كتاب بدء الخلق باب (واذكر في الكتاب مريم) وباب قوله تعالى واتخذ الله ابراهيم خليلا) وكتاب تفسيرالقرآن /المائدة . وكتاب الدعوات باب كيفية الحشر . (3) البخاري كتاب المغازي باب غزوة الحديبية . (4) البخاري كتاب الدعوات باب ذكر الحوض . (5) البخاري كتاب الرقاق . (6) البخاري كتاب الدعوات باب الصراط جهنم ، وكتاب الفتن باب قوله (واتقوا فتنة لا تعيبن) . (7) البخاري كتاب الدعوات باب الحوض وقوله تعالى انا اعطيناك الكوثر . (8) مسند احمد ج6/297 . (9) مسند احمد ج3/39 . << السابق | التالي >> | المحتويات | بحث | الرئيسية |