<< السابق | التالي >> | المحتويات | بحث | الرئيسية شبهات وردود اولا : رسالة احمد الكاتباحمد الكاتب : في رسالته الى نشرة (شبهات وردود): لماذا اهمل البدري موضوع الامامة والمهدي في ردوده وتعلق فقط بموضوع (الاثني عشرية) ؟ لماذا مارس ما اتهمني به من سياسة استغفال القراء حيث لم يشر في حديثه ابدا الى قول الشيخ المفيد بضعف كتاب سليم وحاول الصمت والهروب ؟ دعوة لمواصلة البحث في الاصول قبل الدخول في الجزئيات . البدري : ما كتبناه في الحلقة الاولى والثانية من نشرتنا شبهات وردود تناول موضوع (الامامة) و(تحديد الائمة باثني عشر) اما بحث موضوع ولادة المهدي ونشاطه في عصر الغيبة الصغرى فهو متأخر رتبة عنهما ثم لا بد من بحث سيرة الائمة الاحد عشر قبل المهدي (عج) ونشاطاتهم وتكوين الوجود الشيعي قبل ذلك ايضاً ومن هنا فان الطريق طويل فلماذا هذه العجلة ! ! ! ما كتبناه حول كتاب سليم قد استوفى اقوال العلماء فيه ومنهم قول الشيخ المفيد فيه انظر الحلقة الأولىص15 من الطبعة الاولى وص 95 من الطبعة الثانية ! ! دخولنا في الجزئيات معه سببه انه بنى استنتاجاته اما على فهم خاطىء للرواية او فهم خاطىء لكلام علماء الشيعة الاقدمين و اغفال روايات كان لابد ان ينظر اليها ومع ذلك فحيهل لدعوته ، فلنبحث اولاً الامامة في القرآن الكريم ثم في احاديث النبي (صلى الله عليه وآله) ثم في احاديث اهل البيت ؟ مقتطفات من رسالة احمد الكاتبكتب احمد الكاتب رداً على الحلقة الاولى والثانية من شبهات وردود (في نشرته الشورى العدد 12 بثلاث صفحات) نقتطف منه مواضع صالحة للتعليق عليها : قال متسائلاً : لماذا اهملت في ردي موضوع الامامة والمهدي وتعلقت فقط بموضوع الاثني عشرية ؟ ثم قال : ان اثبات موضوع الاثني عشرية لايتم عبر اثبات صحة كتاب سليم بن قيس أو هذه الرواية أو تلك وانما يتم عبر اثبات وجود ولد للامام الحسن العسكري الذي كان ينفي حدوث ذلك في حياته . ثم قال : ان الشبهة تتمثل في منهج التأويل الباطني المخالف لسيرة أهل البيت والاستبراد من الاسرائيليات . ثم وجه عتاباً اليَّ حول عرض أفكاره ضمن الشبهات ضد الاسلام والتشيع . ثم قال : « أخي العزيز السيد سامي البدري . . انك لا تدافع عن مذهب اهل البيت وانما عن نظريات المتكلمين الوهمية التي اكل الدهر عليها وشرب ، والتي تسببت في اخراج الشيعة عن مسرح التاريخ قرونا طويلة من الزمن ، والتي تخلوا عنها في القرون الاخيرة عندما قالوا بمبدأ الاجتهاد وولاية الفقيه او الشورى ، فهل تريد ان تعيدنا الى ما ذهب اليه المتكلمون السابقون والاخباريون من حرمة الثورة على الظالم وحرمة الجهاد في سبيل الله واقامة الدولة (عصر الغيبة) وتعطيل الخمس والزكاة واباحة الانفال وتحريم صلاة الجمعة الا بشرط حضور الامام المعصوم المعين من قبل الله تعالى » . ثم قال : « ولو رجعت الى تاريخ الائمة من اهل البيت واطلعت على رواياتهم الكثيرة الاخرى ، او رجعت الى فكر الامامية في القرن الثاني والثالث الهجري لوجدتهم يتحدثون عن استمرار الامامة الى يوم القيامة وعدم تحديد عدد الائمة في رقم معين ، وذلك لامتداد نظرية (الامامة الالهية)في موازاة نظرية الشورى كنظام سياسي للامة الاسلامية ، لا يقبل التحديد في اشخاص معينين او فترة محددة » . ثم قال : « واذا كنت حرا فيما تريد ان تترك او تختار من مواضيع للرد ، فلماذا تمارس ما اتهمتني به من سياسة استغفال القراء وعدم احترامهم وتجنب اصول البحث العلمي ، وذلك في معرض مناقشتك لصحة (كتاب سليم بن قيس الهلالى) الذي يعتبر معتمد و اساس النظرية الاثني عشرية ، حيث ذهبت انا الى ضعفه واختلافه وذهبت انت الى صحته ، ولكنك لم تشر في حديثك ابدا الى ما استشهدت به انا من قول الشيخ المفيد بضعف هذا الكتاب وحدوث الوضع والتدليس فيه . وكان من المفترض بك على الاقل ان تشير الى موقف الشيخ المفيد وهو شيخ الطائفة فترفضه او تؤوله بعد ذلك ولكنك فضلت الصمت والهروب من مواجهة الحقيقة كانك تريد ان تختم معركتك بليل على صفحات كتابك بسرعة » . ثم قال اخيرا : « لا اريد ان اخوض معك في جدال مفصل حول مانشرت ضدي من ردود قبل ان انشر كتابي الذي سوف يطلع القراء الكرام عليه في المستقبل القريب ان شاء الله ، وانا غير مسؤول عن الاشرطة الكمبيوترية المسربة والمعرضة للزيادة والنقصان ، والتي كانت تشكل المسودة الاولى البدائية للكتاب ، ولكني اريد ان اتوقف عند بعض الردود العجيبة التي حاولت ان ترد بها عليَّ حيث وصفت بعض الروايات كدعاء القائم الذي يرويه الكفعمي بالضعف جزافاً ، وطرحت روايات البداء تعسفا ، واولت روايات الثلاثة عشر اماما بخطأ النساخ رغم مرور اكثر من الف سنة عليها ، وسمحت لنفسك بالاقتباس من الاسرائيليات المتعارضة مع تراث اهل البيت ورواياتهم ، ورفضت الاحاديث الصحيحة بالتأويلات الباطنية السرية ، وادعيت فهم سر بعض الروايات في حين لمتني على الاخذ بظاهرها . . . واضافة الى ذلك فقد ادعيت امتلاكك للحقيقة ومعرفتك الواقعية بمذهب اهل البيت واتهمتني باثارة الشبهات ، فمن الذي وقع في الشبهة ؟ ومن خرج منها ؟ » . . وكان قد دعا في مقدمة الرسالة الى مواصلة البحث العلمي في الاصول قبل الفروع الجزئية . وقال : « ان منهجنا هو التمسك بالكتاب والسنة والسير على هدي أهل البيت » . وقال : « لابد من احترام جميع وجهات النظر الاجتهادية داخل الاطار الاسلامي واحترام اصحابها وعدم تكفيرهم وإخراجهم من الدين » . الجواب على الرسالةوجوابي على ذلك :? اما بالنسبة لسؤاله : لماذا ابتدأت بالرد على موضوع الاثني عشرية واهملت موضوع الإمامة والمهدي ؟ فأقول : اني لم اكتب الرد حين كتبته ردا على كتبه غير المنشورة وانما كتبته ردا على مقاله الذي يناقش فيه دليل الإثني عشرية في العدد العاشر من نشرة الشورى وقد استوعب الرد الحلقة الأولى والفصل الأول من الحلقة الثانية من (شبهات و وردود) ثم أكملت الحلقة الثانية بالرد على مقال البغدادي الذي يرد فيه على الشهيد الصدر رحمه الله حول النص على علي (عليه السلام) وانا حر ايضا في اختيار موضوع الرد . اما في العدد الثالث فقد ابتدأت في الرد على بعض كلماته في الجزء الأول من كتابه المنشور أخيرا وهي تخص نظرية الإمامة الإلهية . ? اما قوله : « ان اثبات موضوع الاثني عشرية لايتم عبر اثبات صحة كتاب سليم بن قيس أو هذه الرواية أو تلك . . . » فأقول : اذاً لماذا أثار الشبهات على كتاب سليم او على هذه الرواية او تلك ؟ ? اما قوله : « ان اثبات موضوع الاثني عشرية يتم عبر اثبات وجود ولد للامام الحسن العسكرى » . أقول : لا ادري ماذا يريد به ؟ هل يريد ان احاديث الاثني عشر لا تصح الا باثبات وجود ولد للعسكرى ؟ ام يريد ان انطباق الحديث على دعوى الشيعة لا يتم الا باثبات ولد للامام الحسن العسكري (عليه السلام) . والاحتمال الاول : لا وجه له لان صحة الحديث تتم من خلال رواته وقد رواه الثقات واثبتوه في مصنفاتهم كما بحثنا ذلك في الحلقة الاولى . اما الاحتمال الثاني : فلا وجه له ايضاً لان التشيع الاثني عشري برمته يقوم على الايمان بان الحسن العسكري قد ولد له ولد هو المهدي وتلقوه ذلك جيلاً بعد جيل ولم يبنوا اعتقادهم بذلك على هذه الرواية أو تلك في قصة ولادته (عليه السلام) ، ولا يضرهم انكار الكاتب ولا انكار غيره من اهل السنة كما لم يضر من قبل انكار اغلب بني اسرائيل ولادة عيسى (عليه السلام) حيث انكرتها فرق اليهود السامرية و العبرانية الا فرقة صغيرة من اليهود العبرانيين وهي فرقة زكريا ويحيى (عليه السلام) وقد كان بنو اسرائيل (ينتظرون عذراء تلد ولدا) ولا زالوا الى اليوم ينتظرون ذلك . ? اما ماعتب به من عرض افكارك ضمن عنوان : (شبهات ضد الاسلام والتشيع) اقول : فقد نبهنا في مقدمة الكتاب ان النشرة معنية بالشبهات التي وجهت ضد الاسلام والتشيع ، وقلنا اننا اخترنا للحلقات الاولى الشبهات التي اثارها احمد الكاتب ضد الشيعة والتشيع ، فليراجع المقدمة مرة اخرى . ? اما قوله تخاطبني : « أتريد ان تعيدنا الى القول بحرمة الثورة على الظالم . . . الى آخره » . فأقول : هدانا الله وإياه للتي هي ازكى . . . الا يعلم انه لا يوجد اي تلازم بين القول بـ (نظرية الامامة الالهية وعصمة الائمة (عليه السلام) وتحديدهم باثني عشر وولادة المهدي (عليه السلام)وغيبتة الطويلة والبداء والرجعة) وبين القول بـ (حرمة الثورة على الظالم او تعطيل الجهاد واباحة الانفال وتحريم صلاة الجمعة) ، فقد قال بكل تلك العقيدة الامام الخميني ومع ذلك فجر الثورة الاسلامية في ايران وقادها ، وكذلك قال بكل تلك العقيدة الشهيد الصدر ومع ذلك قاد الثورة الاسلامية في العراق واستشهد في سبيل ذلك . ? اما قوله : « ان روايات اهل البيت (عليهم السلام) تتحدث عن استمرار الامامة الى يوم القيامة وعدم تحديد الائمة في رقم معين وذلك لامتداد نظرية الامامة الالهية في موازاة نظرية الشورى كنظام سياسي لا يقبل التحديد في اشخاص معينين أو فترة محددة » . فجوابه : ان روايات النبي (صلى الله عليه وآله) والائمة قد حددت عدد الائمة باثني عشر وقد بحثناه مفصلا في الحلقة الاولى الفصل الثامن ، ارجو مراجعته . ? اما قوله : « ان الامامة الالهية في موازاة نظرية الشورى » . فقد بحثناه مفصلا في الحلقة الثانية الفصل الاول ، ارجو مراجعته . ? اما قوله : « انني لم اذكر تضعيف الشيخ المفيد لكتاب سليم وانني استغفلت قرائي . . . الى آخره » . فاقول : لو رجع الاستاذ الكاتب الى كتابي شبهات وردود الحلقة الاولى ص 94 لوجدني اقول بقول العلامة التستري « ومن هنا اوجب الشيخ المفيد عدم الاعتماد على كل ما ورد في الكتاب (أي كتاب سليم) دون تحقيق » وفي صفحة 95 اقول بقول العلامة التستري ايضاً : « والحق في كتاب سليم بن قيس ان اصله كان صحيحا قد نقل عنه الاجلة المشايخ الثلاثة والنعماني والصفار وغيرهم الا انه حدث فيه تخليط وتدليس من المعاندين فالعدو لا يألو خبالا كما عرفت من المفيد . . . وحيئذ فلا بد ان يراعى القرائن في اخباره كما عرفت من المفيد » . بعد هذا اسأله . من الذي يريد ان يختم المعركة بليل انا ام هو ؟! ? اما قوله : « لا اريد ان اخوض معك في جدال مفصل . . . الى آخره » . فجوابي : ان هذه الطريقة من الرد ليست من البحث العلمي في شىء ، حبذا لو نهجت في الرد عليَّ ا لمنهج الذي نهجته معه ، فقد اوردتُ قطعة من كلامه ثم علقتُ عليها وناقشتُها ، ليقتطع هو فقرة تامة شاء ومن أي موضوع من المواضيع التي حفِلتْ بها نشراتي الثلاث ، وليبيّن الضعف والخلل الذي يراه ، وهذا هو الموقف المقبول والمترقب للرد من قبله . ? اما دعوتك : « الى مواصلة البحث العلمي في الاصول قبل الفروع وان يكون المنهج هو التمسك بالكتاب والسنة وهدي اهل البيت (عليهم السلام) » . أقول : فحيهل . . . فما رأيه ان نبدأ ببحث مسألة : هل يوجد شهداء بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) شهادتهم على الناس كشهادة الرسول وانهم ائمة هدى يؤخذ بقولهم وفعلهم وتقريرهم كما يؤخذ بقول الرسول وفعله وتقريره وان الناس ملزمون بالأخذ عنهم والاقتداء بهم والطاعة لهم وانهم موكلون الهيا بحفظ الرسالة بعد الرسول . نبدأ اولا بذكر الايات القرآنية الكريمة الدالة على ذلك ثم احاديث النبي (صلى الله عليه وآله) ثم احاديث اهل البيت (عليهم السلام) . ارجو ان يعلمني ان كان يوافقني على ذلك . ومن المفيد قبل ذلك ان يبين مصادر السنة النبوية وحديث أهل البيت (عليهم السلام)المعتمدة لديه . ? اما ما قال من « وجوب احترام جميع وجهات النظر الاجتهادية واحترام اصحابها » . أقول : فهو مقولة شائعة و لكنها غير صحيحة ، والصحيح هو عكسها ، وهو ان الاصل احترام الاشخاص وليس احترام وجهات نظرهم الخاطئة ، ومن هنا نلاحظ ان الاسلام احترم اهل الكتاب وسمح لهم بالعيش ضمن المجمع الاسلامي بشروط معينة مع انه لم يحترم كثيراً من عقائدهم ووجهات نظرهم وانتقدها وعرََّض بها وكشف زيفها . اما بخصوص الأستاذ احمد الكاتب حين تحوَّل من صف القائلين بالنص إلى صف المنكرين له بل صف خصوم اهل البيت (عليهم السلام) لان شعارهم النص فيما بين ايدينا من تراثهم الصحيح المنسوب اليهم فنحن لا نراه قد خرج من الدين ، نعم لا شك بخروجه من التشيع الاثني عشري وانتحاله رأي ابن ابي الحديد المعتزلي في الامامة وموقفه السلبي من شيعة اهل البيت . أكتفي بهذا القدر من التعليق واكرر دعائي ان يهدينا الله واياه للتي هي ازكى انه سميع مجيب . سامي البدري << السابق | التالي >> | المحتويات | بحث | الرئيسية |