<< السابق | التالي >> | المحتويات | بحث | الرئيسية شبهات وردود مصطلح الامام في الفكر الشيعي الاثني عشريورد لفظ الامام في التراث الفكري الشيعي على ثلاثة معاني : المعنى الاول :وهو معنى خاص ويراد به من له منزلة النبي (صلى الله عليه وآله) الا النبوة والازواج التي اشرنا اليها أي انه حجة في قوله وفعله وتقريره حيا وميتا ، وأول أئمة بهذا المعنى هو النبي (صلى الله عليه وآله) ، وعقيدة الشيعة ان هذا المعنى للامامة استمر بعد النبي في إثني عشر شخصاً من أهل بيته بوصية من النبي وبأمر من الله تعالى . ولهذا المعنى من الامامة ياتي شرط العصمة والنص وحصرها في علي والحسن والحسين ثم في تسعة من ذرية الحسين كما حصرت الامامة بعد إبراهيم في ذريته اسماعيل ثم اسحاق ثم يعقوب ثم حصرت في ذريته قال الله تعالى : (وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَات فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُك لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) البقرة/124 . وقالى الله تعالى : (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَةِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) الانبياء/72-73 . إنَّ إسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط كانوا أئمة هدى يهدون الناس الى سنة إبراهيم بأمر الله تعالى . روى أبو عمرو الزبيري عن أبى عبد الله (عليه السلام) قوله : (ان مما استحقت به الإمامة (قال ابو عمرو) قلت : وما الحجة بأن الإمام لا يكون إلا عالما بهذه الأشياء التي ذكرت ؟ . قال (الامام الصادق) (عليه السلام) : قول الله فيمن أذن لهم بالحكومة وجعلهم أهلها والشاهد قوله (عليه السلام) فهذه الائمة دون الانبياء فقد استعملت هنا بمعنى الحجة والهادي المجعول من الله تعالى لاشتراط صفة الطهارة والعلم المصون من الاشتباه . وروى ممحمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول كل من دان الله بعبادة يجهد فيها نفسه ولا امام له من الله فسعيه غير مقبول . . . المعنى الثاني :وهو معنى عام ويراد به منصب الحكومة وإقامة الحدود سواء شغل هذا هذه المنصب المعصوم او شغله غيره ، وهذا المعنى يعتقد الشيعة فيه انه للنبي (صلى الله عليه وآله) ومن بعده للائمة الاثني عشر (صلى الله عليه وآله) . وقد انتشر هذا المعنى لللفظة عند متكلمي السنة وفقهائهم منذ القرن الاول الهجري الى اليوم ، اما عند الشيعة فقد بقي منحصرا في التراث الروائي لأهل البيت (عليهم السلام) ولم يستخدم في التراث الفقهي الا عند ثلة معاصرة منهم قبيل الثورة الاسلامية في ايران وقبلها . روى محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : قلت له رجل جنى علي أعفو عنه او ارفعه الى السلطان قال هو حقك ان عفوت عنه فحسن وأن رفعته الى الامام فإنما حقك طلبت فالامام في الراواية مرادف للسلطان والحاكم كما في الآية الآتية ايضاً . روى بريد بن معاوية قال سألت ابا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ الله وَرَسُولَهُ) قال ذلك مفوض الى الامام يفعل ما يشاء قلت فموض ذلك اليه قال لا ولكن نحو الجناية المعنى الثالث :وهو معنى خاص يراد به خصوص الاثني عشر وصيا للنبي حيث اصبحت علما خاصا لهم (عليه السلام) لغلبة استعماله من قبل الشيعة فيهم (عليه السلام) ، وصار يدل ايضا على المعنى الاول والثاني معا باعتبار التقاء المعنيين في عصر الائمة الاثني عشر في شخصهم (عليه السلام) ، فهم حجج الله بعد النبي (صلى الله عليه وآله) وهم المؤهلون وحدهم للحكم في زمانهم ، وقد ساد هذا المعنى لدى المتكلمين للشيعة حيث كانوا معنيين بإثبات كلا المعنيين للامامة لهؤلاء الاثني عشر لا غير ، ولم يكونوا معنيين بمسألة الحكم كمسألة مستقلة . قال الشيخ الطوسي : (وقولنا إمام يستفاد منه أمران : أحدهما أنه مقتدى به في أفعاله وأقواله من حيث قال وفعل ، لان حقيقة الامام في اللغة هو المقتدى به ، ومنه قيل لمن يصلى بالناس : إمام الصلاة . والثانى أنه يقوم بتدبير الامة وسياستها وتأديب جناتها والقيام بالدفاع عنها وحرب من يعاديها وتولية ولاية من الامراء والقضاة وغير ذلك واقامة الحدود على مستحقيها وبسبب صيرورة اللفظة علَما بالغلبة على المعصومين الاثني عشر تحاشى فقهاء الشيعة استخدام هذا اللفظ وإطلاقه على علمائهم وفقهائهم الا في القرن الاخير حيث اطلق على مرجع الدين نظير اطلاقه من قبل أهل السنة على الفقهاء والمحدثين سابقا . ______________________ (1) قوله (عليه السلام) (ان مما استحقت به الإمامة التطهير . . . ثم العلم المكنون . . .) : أي العلم المخزون المصون عن الاختلاف ، نظير قوله تعالى (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ، فِي كِتَاب مَّكْنُون) الواقعة/77-78 . ومراده (عليه السلام) ان الإمامة الإلهية على الناس تستحق بأمرين : الأول : الطهارة من الذنوب صغيرها وكبيرها . الثاني : العلم بكل ما تحتاج إليه الأمة علما مصونا عن الخطأ والاختلاف ، وكلاهما فضل من الله يمنحه من يشاء من عباده . (2) قوله (عليه السلام) (قول الله فيمن أذن الله لهم بالحكومة وجعلهم أهلها) هو جواب منه (عليهم السلام) للسائل حيث طلب منه الاستدلال على أمر الإمامة الإلهية . ووجه الاستدلال هو ان الآية أشارت إلى وجود ثلاث طبقات من العلماء بالتوراة وكل الكتب الإلهية التي على شاكلتها ومنها القرآن الكريم . (3) قوله (عليه السلام) (فهذه الأئمة دون الأنبياء) يشير إلى ان الربانيين في الآية هم الأئمة الإلهيون وهم العلماء أصحاب العلم المصون عن الخطأ المطهرون عن الذنوب المنصوص عليهم الذين ورد ذكرهم في قوله تعالى (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ فَلاَ تَكُنْ فِي مِرْيَة مِّن لِّقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) السجدة23-24 . وهم يوشع وآل هارون وطالوت وصاحب سليمان وغيرهم في بني إسرائيل ، ولهم نظائر في أمة محمد (صلى الله عليه وآله) . (4) تفسير العياشي / الاية 44من سورة المائدة . (5) الكافي ج1/374 . (6) الوسائل 27 /38 . (7) الوسائل ج 28 /308 . (8) الوسائل 18/522 . (9) الوسائل ج18/540 . (10) الرسائل العشر للشيخ الطوسي /رسالة في الفرق بين النبي والامام . << السابق | التالي >> | المحتويات | بحث | الرئيسية |