<< السابق | التالي >> | المحتويات | بحث | الرئيسية
شبهات وردود الحلقة الرابعة : الرد على الشبهات التي أثارها أحمد الكاتب حول ولادة ووجود الإمام المهدي(ع)
الفصل السادس : الجواب على اسئلة أحمد الكاتب حول الإمام المهدي (عليه السلام)
اثار الأستاذ الكاتب على الإنترنيت في موقع اسلام 21 مجموعة من الأسئة حول الإمام المهدي (عليه السلام) نوردها فيما يلي مع إجابتنا عليها .
سؤال1 :
هل يعتبر الايمان بولادة المهدي قبل الف ومائة وسبعين عاما ، واستمرار حياته الى اليوم والى ان يظهر في المستقبل بعد آلاف السنين ، ضرورة من ضرورات الإيمان بالله تعالى ورسله وكتبه؟ ولماذا لم يشر اليها القرآن الكريم بصراحة ويطالب الناس بالاعتقاد بها؟ وما هو حكم من لا يؤمن بذلك من فرق الشيعة كالزيدية والإسماعيلية فضلا عن سائر فرق المسلمين؟ هل يجوز ان نحكم عليهم بالكفر ونمنعهم من الصلاة في المساجد؟
جوابه :
إن الإيمان بان المهدي الموعود هو ابن الحسن العسكري وقد ولد سنة 255 هجرية ضرورة من ضرورات التشيع الإثني عشري تفرضها الأحاديث النبوية الصحيحة نظريا اما تاريخيا فيفرضها نقل جمهور الشيعة جيلا بعد جيل حتى جمهور أصحاب الحسن العسكري الذين نقلوا امر ولادته عن ابيه ونصه على إمامته من بعده وأنه المهدي الموعود وقد شاهده عدة منهم وهذا الجمهور عاش مؤمنا بذلك فترة الغيبة الصغرى مع تعامل حسي مع هذا الإيمان من خلال النواب الأربعة الذين كانت تظهر على ايديهم إخبارات خاصة ببعض المغيبات وإجابة للدعاء في موارد خاصة يطلبها أصحابها ويخرج الجواب بانها إجيبت ويتحقق ذلك ولم يدع النواب انها بفعلهم بل هي بإخبار الإمام لهم او بدعائه .
أما لماذا لم يشر القرآن الكريم صريحا الى هذا الموضوع ، فنقول ان القرآن لم يشر الى ضرورات اسلامية أخرى من قبيل عدد ركعات الصلاةورمي سبع حصيات في ايام الحج بمنى ثلاثة أيام وغيرها بل اكتفى بالإشارة الى أصل الصلاة ثم أحال الى النبي ليبين تفاصيلهاوكذلك الأمر في إمامة أهل البيت أو قضية المهدي حيث تحدث القرآن عنهما بإسلوب خاص نبه اليه الأئمة (عليهم السلام) وتفادى ذكر الأسماء لحكمة .
نعم اشار القرآن صريحا الى العهد المشرق الذي سيتحقق آخرالزمان على يد المهدي ثم ترك امر التشخيص الصريح للبيت الذي ينجبه الى النبي وقد اشار (صلى الله عليه وآله) ان المهدي من ذريته من فاطمة وانه من الحسين .
أما ما هو حكم من لم يؤمن بالمهدي بالتصور الشيعي فليس في المسألة خلاف بين علماء الشيعة ان منكرها يخرج من التشيع الإثني عشري مع بقائه على الإسلام .
سؤال2 :
هل يجوز ان يخفي الامام العسكري ولده عن الناس ويطالبهم بالإيمان به ، لو كان حقا قد ولد له ولد في السر؟ واذا كان الشيعة في ذلك الزمان قد بحثوا ولم يجدوا أثرا - كما يقول المؤرخ الشيعي النوبختي- فكيف يمكن ان نؤمن نحن بعد مئات السنين بدون دليل علمي ثابت؟
جوابه :
إذا كان اعلان الإمام عن ولده بشكل عام يعرضه للخطر الأكيد فلم لا يجوز له ان يخفي امر ولادته عن عامة الناس ؟ وقد كان جمهور اصحاب الحسن على يقين من وجود الولد فقد رآه الكثير منهم واكتفى القسم الآخر بإخبار الإمام المعصوم الحسن العسكرى(عليه السلام) عنه . ونسخة المؤرخ النوبختي المتداولة بمقارنتها مع ما نقل الشيخ المفيد عنها يتضح انها محرفة كما مر الحديث مفصلا عن ذلك . وايماننا اليوم بالمهدي بن الحسن العسكري يقوم على النقل الشفوي المتواتر لجمهور الشيعة جيلا بعد جيل الى عصر الأمام الحسن العسكري . كما يقوم إيمان المسلمين على ان القرآن الذي بين ايدينا هو الذي أملاه النبي على الأمة ، ويسند كلا القضتين مئات الروايات المدونة منها الصحيحة ومنها الضعيفة .
سؤال3 :
إذا كان موضوع الإيمان بالمهدي أصلا من أصول الدين فلماذا لا يُبحث في الحوزة بصورة علمية منهجية كما يبحث الفقه والأصول ؟ ولماذا لم يتم التحقق من صحة الروايات والقصص التاريخية التي تتهم بالوضع والاختلاق في وقت متأخر؟
جوابه :
الأيمان بالمهدي ضرورة من ضرورات الفكر الشيعي الإثني عشري ، وقد كتبت الحوزة العلمية في التاريخ الغابر والعصر الحاضر عبر وجوهها البارزة كتبا خالدة أمثال كتاب (التنبيه في الإمامة) للنوبختي ابي سهل و كتاب (إكمال الدين) للشيخ الصدوق وكتاب (الغيبة) للنعماني و كتاب (الغيبة) للشيخ الطوسي وكتاب (المهدي) للسيد مهدي الصدر (1) و (تاريخ الغيبة الصغرى وتاريخ الغيبة الكبرى واليوم الموعود) للسيد محمد الصدر (2) و (منتخب الأثر) للشيخ (3) الصافي وغيرها ، اما لماذا لم يبحث مؤلفو هذه الكتب في أسانيد الروايات وقصص الولادة فالجواب واضح وهو انهم لم يبنوا ايمانهم بوجود المهدي على اساس تلك الروايات بل بنوه على اساس النقل الشفوي المتواتر من أجيال الشيعة لخبر ولادة المهدي وممارسته توجيه شيعته عبر النواب الأربعة في فترة الغيبة الصغرى . ويبقى البحث في أسانيد تلك الروايات مفيداً ونافعاً لا لأجل تأسيس الإيمان بأصل الولادة بل لتقديم شواهد تاريخية مدونة مروية بأسانيد صحيحة على مسألة التعامل الحسي مع الأمام المهدي (عليه السلام) ، على أن الباحث المنصف في هذه الروايات يستطيع ان يخرج منها بنتيجة إيحابية قطعية أيضا وذلك لان قدرا مشتركا من الواقع تتحدث عنه هذه الروايات وهو وجود ولد للحسن العسكري تبوأ بعد ابيه مقام الإمامة واختلاف الروايات في التفاصيل الإخرى لا يعني اسقاط القدرالمشترك مع تنوع المصادر والرواة الأوائل .
سؤال4 :
إذا كان من الواضح والثابت ، لدى الشيعة من قبل ، مهدوية الامام محمد بن الحسن العسكري؟ فلماذا قال بعض الشيعة إذن بمهدوية الامام علي ومهدوية ابنه محمد بن الحنفية ومهدوية النفس الزكية ومهدوية الصادق ومهدوية الكاظم ومهدوية السيد محمد بن علي الهادي ومهدوية الامام العسكري ؟
هل الأحاديث الواردة عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) حول خروج مهدي في آخر الزمان تحدد اسم المهدي وهويته وانه ابن الامام العسكري؟ أم تكتفي بالاشارة اليه بصورة عامة غامضة؟
جوابه :
مهدوية غير ابن الحسن العسكري (عليه السلام) أقوال مدعاة من قبل فرق أو أشخاص لم يكتب لها البقاء لانها لم تصب الحق و الواقع فيما ادعته من قول . وهل يضر الحق وجود قائلين بالباطل ولو كانوا كُثراً اليوم ، فكيف ونحن لانجد أثرا للقائلين بمهدوية من ذكرت الا في بطون التاريخ منذ ألف سنة !
ان الواضح في المسألة المهدوية في المجتمع الإسلامي هو فكرتها القائمة على النص القرآني والحديث النبوي الصحيح وكذلك البيت الذي يخرج منه المهدي وهو كونه من آل النبي من الحسين (عليه السلام) وكونه الثاني عشر من الأئمة (عليهم السلام) ، ومن الطبيعي ان تتضيق بعد ذلك بتضيق الوسط الذي يؤمن بالأئمة بعد الحسين مضافا الى ان المسألة الأساسية التي كان يعيشها الشيعة هي معرفة إمام زمانهم أما الأئمة بعده فهي مسألة يتحكم فيها الظرف ومستوى الشخص وقد وردت روايات رواها الثقاة قبل ولادة المهدي (عليه السلام) بعشرات السنين تعرِّف بكون المهدي هو التاسع من ذرية الحسين او السابع من ذرية الباقر أو الخامس من ذرية الكاظم وقد ذكرنا طرفا منها فيما مضى .
سؤال5 :
هل كان المسلمون والشيعة والإمامية في القرون الثلاثة الأولى يعرفون ويؤمنون بالإمام (محمد بن الحسن العسكري) ؟ ولماذا كان يحدث البداء إذن؟ ولماذا كان كبار أصحاب الأئمة يجهلون أسماءهم؟ ولا يعرفون من بعدهم؟
جوابه :
تحدثنا عن ذلك في الحلقة الأولى . وقلنا هناك ان روايات البداء التي تفيد ان الإمام قد اوصى الى أحد اولاده بالإمامة ثم يغير الامر بعد ذلك هي روايات غير صحيحة إذ لا بداء في أمرالأمامة . وقلنا ان خواص اصحاب الأئمة كانوا يعلمون من هو الوصي بتسمية من الإمام السابق وعدم معرفة بعض الخواص بذلك له ظروفه الخاصة وأهدافه الخاصة بيناها في الحلقة الثانية عند أجوبتناعلى اسئلة البغدادي في نشرة الشورى .
سؤال6 :
هل يعتبر الإيمان بالإمام المهدي جزء من الإيمان بالغيب ؟ علما بأن القرآن الكريم قد ذكر الملائكة والجن واليوم الآخر ولم يذكر المهدي فكيف يتم الإيمان به بصورة غيبية أي بدون دليل؟
جوابه :
لقد ذكر القرآن عنوان الغيب وبعض مصاديقه ولم يحصر كل أفراده ومصاديقه ، وبين النبي والأئمة قضية المهدي كمصداق آخر من مصاديق الغيب إن إخبار القرآن بأن هناك يوماً يعم فيه الإسلام في العالم ويرث الصالحون الأرض هو وعد غيبي ، فهو غيب ، وإخبار النبي ان الشخص الذي يتحقق على يده هذا العهد هو من ذريته هو غيب أيضا ، ثم أن يخبر الأئمة ان الثاني عشر يغيب غيبتين احداهما قصيرة والأخرى طويلة هو غيب وقد تحقق ذلك ومرت كلمات الشيخ ابي سهل النوبختي والشيخ النعماني والشيخ الصدوق في ذلك وعده من آيات الأئمة (عليهم السلام) .
سؤال7 :
ماهو الدليل على وجود وولادة الامام محمد بن الحسن العسكري ؟ هل هو حقيقة ام فرضية فلسفية وهمية ؟ وهل يمكن ان نثبت ولادة انسان ووجوده في الخارج عن طريق الأستدلال الفلسفي ؟
جوابه :
الدليل على وجود المهدي هو النقل الشفوي المتواتر من أجيال الشيعة جيلا بعد جيل إلى عصر الحسن العسكري (عليه السلام) حيث راى اصحابه ولده المهدي (عليه السلام) وسمعوا منه النص عليه . وهذا هوالنقل التاريخي المتواتر وكان يستدل به قدماء الشيعة كابي سهل النوبختي والشيخ الصدوق مضافا الى ذلك الروايات الكثيرة جدا التي دونها علماء الشيعة في العديد من كتبهم على مر القرون .
واستدل قدماء الشيعة بدليل عقلي على وجود المهدي يبتني على مقدمات ينتج التسليم بها ان الحسن العسكري لا يمكن ان يموت وليس له عقب منه يكون إماما بعده سواء راينا هذا الإمام ام لم نره . وسمي هذا الدليل تسامحا بالدليل العقلي او الدليل الفلسفي . ومرادهم ان الأصول السابقة للتشيع وهي الأحاديث النبوية وأحاديث الأئمة (عليهم السلام) الصحيحة التي تفرض ان لا يموت الحسن العسكري وليس له ولد يكون هو المهدي الموعود .
وما الغرابة في هذا النوع من الإستدلال إذا كانت المقدمات والخطوات مترابطة وصحيحة منطقياً ؟ ثم أليس يستخدم المسلمون وغيرهم الدليل الفلسفي لإثبات وجود الله تعالى ؟ ان المسالة في هذا الإستدلال هي صحة المقدمات وترابط الخطوات منطقيا . ثم لماذا هذا التركيز على هذا المنهج من الإستدلال والشيعة الأقدمون لا يقفون عنده بل يقرنونه بالدليل التاريخي القاطع وقد مر الحديث عن ذلك .
سؤال8 :
هل اعترف الامام الحسن العسكري بوجود ولد له؟ وهل يعرف ذلك أهل البيت والشيعة اصحاب الامام العسكري؟ أم ان مجموعة انتهازية اختلقت القصة في السر وغلفتها بالكتمان لتستفيد منها ماليا وسياسيا؟
جوابه :
الذي نقله جمهور اصحاب الحسن العسكري شفاها هو ان الحسن العسكري(عليه السلام)أخبرهم بان له ولد وقد شاهده ثلة منهم وقد سمعوا منه النص على إمامته وأنه المهدي الموعود ، ويوجد الى جنب هذا النقل الشفوي المتواتر روايات صحيحة السند على ذلك من وجوه الشيعة واصحاب الأمامين الهادي والحسن العسكري (عليه السلام) . ودعوى إختلاق القصة من قبل مجموعة انتهازية دعوى عارية عن الدليل بل هي مجرد افتراء قام اساسا على الوقوع ضحية البحث الناقص بنَفَس مُغرِض كما اتضح ذلك من البحوث السابقة .
سؤال9 :
تقول الرواية المنسوبة الى خديجة بنت الامام الهادي ان نرجس لم تكن تعرف انها حامل ليلة الولادة المزعومة ولم يكن عليها أي أثر للحملوانها لم تجد أي طفل في الصباح . فهل رأت الولادة في المنام؟ وهل الرواية صحيحة؟ وما هو سندها؟
جوابه :
أقول : من المفيد ان نأتي بنص رواية الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة ص234 .
قال (رحمه الله) : أخبرني ابن أبي جيد ، عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن الصفار محمد بن الحسن القمي ، عن أبي عبد الله المطهري ، عن حكيمة بنت محمد بن علي الرضا قالت بعث إلي أبومحمد (عليه السلام) سنة خمس وخمسين ومائتين في النصف من شعبان وقال يا عمة اجعلي الليلة إفطارك عندي فإن الله عزوجل سيسرك بوليه وحجته على خلقه خليفتي من بعدي . قالت حكيمة فتداخلني لذلك سرور شديد وأخذت ثيابي علي وخرجت من ساعتي حتى انتهيت إلى أبي محمد (عليه السلام) ، وهو جالس في صحن داره ، وجواريه حوله فقلت جعلت فداك يا سيدي ! الخلف ممن هو ؟ قال من سوسن فأدرت طرفي فيهن فلم أر جارية عليها أثر غير سوسن .
قالت حكيمة فلما أن صليت المغرب والعشاء الآخرة أتيت بالمائدة ، فأفطرت أنا وسوسن وبايتها في بيت واحد ، فغفوت غفوة ثم استيقظت ، فلم أزل مفكرة فيما وعدني أبومحمد (عليه السلام) من أمر ولي الله (عليه السلام) فقمت قبل الوقت الذي كنت أقوم في كل ليلة للصلاة ، فصليت صلاة الليل حتى بلغت إلى الوتر ، فوثبت سوسن فزعة وخرجت فزعة وخرجت وأسبغت الوضوء ثم عادت فصلت صلاة الليل وبلغت إلى الوتر ، فوقع في قلبي أن الفجر قد قرب فقمت لانظر فإذا بالفجر الاول قد طلع ، فتداخل قلبي الشك من وعد أبي محمد (عليه السلام) ، فناداني من حجرته لا تشكي وكأنك بالامر الساعة قد رأيته إن شاء الله تعالى .
قالت حكيمة فاستحييت من أبي محمد (عليه السلام) ومما وقع في قلبي ، ورجعت إلى البيت وأنا خجلة فإذا هي قد قطعت الصلاة وخرجت فزعة فلقيتها على باب البيت فقلت بأبي أنت وأمي هل تحسين شيئا ؟ قالت نعم يا عمة ! إني لاجد أمرا شديدا قلت لا خوف عليك إن شاء الله تعالىوأخذت وسادة فألقيتها في وسط البيت ، وأجلستها عليها وجلست منها حيث تقعد المرأة من المرأة للولادة ، فقبضت على كفي وغمزت غمزة شديدة ثم أنت أنة وتشهدت ونظرت تحتها ، فإذا أنا بولي الله صلوات الله عليه متلقيا الارض بمساجده . فأخذت بكتفيه فأجلسته في حجري ، فإذا هو نظيف مفروغ منه ، فناداني أبو محمد (عليه السلام) يا عمة هلمي فأتيني بابني فأتيته به ، فتناوله وأخرج لسانه فمسحه على عينيه ففتحها ثم أدخله في فيه فحنكه ثم أدخله في أذنيه وأجلسه في راحته اليسرى ، فاستوى ولي الله جالسا ، فمسح يده على رأسه وقال له يا بني انطق بقدرة الله فاستعاذ ولي الله (عليه السلام) من الشيطان الرجيم واستفتح (بسم الله الرحمن الرحيم ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون وصلى على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسلم وعلى أمير المؤمنين والائمة (عليهم السلام) واحدا واحدا حتى انتهى إلى أبيه ، فناولنيه أبومحمد (عليه السلام) وقال يا عمة رديه إلى أمه (حتى تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثر الناس لا يعلمون) فرددته إلى أمه وقد انفجر الفجر الثاني ، فصليت الفريضة وعقبت إلى أن طلعت الشمس . ثم ودعت أبا محمد (عليه السلام) وانصرفت إلى منزلي . فلما كان بعد ثلاث اشتقت إلى ولي الله ، فصرت إليهم فبدأت بالحجرة التي كانت سوسن فيها ، فلم أر أثرا ولا سمعت ذكرا فكرهت أن أسأل ، فدخلت على أبي محمد (عليه السلام) فاستحييت أن أبدأه بالسؤال ، فبدأني فقال يا عمة في كنف الله وحرزه وستره وغيبه حتى يأذن الله له ، فإذا غيب الله شخصي وتوفاني ورأيت شيعتي قد اختلفوا فأخبري الثقات منهم ، وليكن عندك وعندهم مكتوما ، فإن ولي الله يغيبه الله عن خلقه ويحجبه عن عباده فلا يراه أحد حتى يقدم له جبرئيل (عليه السلام) فرسه (ليقضي الله أمرا كان مفعولا) .
وروى الشيخ الصدوق روايتين عن حكيمة جاء في الأولى ان حكيمة سألت نرجس ما انتبهت فزعة وقت الولادة فسألتها حكيمة اتحسين شيئا قالت نعم ياعمة فقالت لها حكيمة أجمعي عليك نفسك واجمعي قلبك ... ثم أخذتهما افترة وإذا بحس المولود فأخذته حكيمة الى الإمام ثم ارجعته الى امه ثم ارجعته الى ابيه ... وفي الثانية ان نرجس غيبت عن حكيمة ثم كشف لها عنها ومعها الطفل فأخذته وناولته لأبيه (عليه السلام) ... الروايتان تذكران عن الولادة بعض الأمور الخارقة وسندها فيه مجهول مع متهم بالغلو وبالتالي الروايتان ضعيفتان .
ويتضح من ذلك :
مدى علمية الكاتب وأمانته مع القارىء حين يغفل هذه الروايات ويعرض رواية واحدة رواها الصدوق في جملة رواياته تصرح ان حكيمة لم تر بنرجس أثر حبل ... الخ . هذا اولاً .
وثانياً : لنفترض اننا لم نحصل على رواية صحيحة السند تبين لنا كيفية ولادته فما هو تأثيرها على الإيمان بولادته بعد ان توفر لنا الطريق القطعي على معرفتها جملة من خلال النقل الشفهي المتواتر لجمهور اصحاب الحسن العسكري ، مع روايات صحيحة السند مدونة في الكافي وغيره تذكر ان الحسن العسكري قد أخبر بوجود ولد له ونص عليه ؟وتذكر ان الثقاة رأوه وصاروا واسطة بينه وبين شيعته تسعا وستين سنة .
سؤال10 :
ما ذا يعني التواتر والإجماع؟ وهل يوجد اجماع أو تواتر حول ولادة الامام الثاني عشر مع القول ان ذلك تم سرا وخفية واختلاف شيعة الامام الحسن العسكري حول ذلك الى أربع عشرة فرقة فضلا عن رفض بقية فرق الشيعة التي جاوزت السبعين وبقية الفرق الإسلامية التي لا تؤمن بولادته في القرن الثالث الهجري؟
جوابه :
التواتر هو إخبار جماعة كثيرين يمتنع تؤاطؤهم عن الكذب .
وولادة المهدي (عليه السلام) سرا لا تمنع من حصول خبر التواتر على ولادته لان المطلوب هو نقل خبر أبيه على وجوده و لا يشترط رؤيته بشخصه هذا مع ان عددا لابأس به من اصحاب الحسن العسكري قد رآه .
و اختلاف شيعة الحسن بعد وفاة الحسن لايضر في امر التواتر إذا عرفنا ان جمهور أصحاب الحسن العسكري قد نقلوا عنه انه قال له ولد وهو المهدي الموعود وانه سيغيبه الله غيبة طويلة ثم يظهره في آخر الزمان ليحقق على يده وعده الذي وعده لأنبيائه ، وقد نصت المصادر المعتبرة ان جمهور أصحاب الحسن نقلوا القول بوجود الولد ووصية ابيه له كما مر في البحوث السابقة كما ذكرت المصادر الحديثية الشيعية أخبار الأئمة السابقين بأن المهدي الموعود هو الخامس من ولد السابع .
و إنكار بقية فرق الشيعة كالزيدية وبقية الفرق الإسلامية السنية وجود ولد للحسن العسكري لا يضر بهذا التواتر ، لان المطلوب في هذا التواتر هو نقل جمهور شيعة الحسن العكسري عن الحسن خبر ولده الذي كتمه عن عامة الناس الا عن شيعته .
سؤال11 :
هل صحيح ان الشيعة في القرون السابقة قبل اقامة الجمهورية الإسلامية في ايران ، كانوا يحرمون اقامة الدولة وتطبيق الشريعة الإسلامية في عصر (غيبة الامام المهدي) ولا يزال بعض العلماء يحرم اقامة صلاة الجمعة الا بعد ظهور الامام ؟
جوابه :
اقول :
يعتقد الشيعة في مسألة الحكم انه للنبي (صلى الله عليه وآله) ومن بعده للأئمة الإثني عشر (عليهم السلام)ولم يتراجع عن هذا القول أحد إلا أن يتراجع عن أصل التشيع .
أما في عصر الغيبة الكبرى فإن علماء الشيعة كانوا بين اتجاهين اتجاه يقول بتعطيل الحدود بعذر إن أمر إقامتها خاص بالمعصومين فقط ، واتجاه يقول بجواز قيامها من قبل الفقهاء مع القدرة والمسألة مسألة علمية ولا ربط لها بمسألة الإعتقاد بالمهدي وغيبته فكلا الفريقين مشتركان في المعتقد بالمهدي وغيبته وانتظار ظهوره .
سؤال12 :
لماذا لا يخرج الامام المهدي الغائب ، إذا كان موجودا ، وقد امتلأت الدنيا ظلما وجورا وأصبح المسلمون فريسة للطغاة والمستبدين الذين أهلكوا الحرث والنسل؟ وإذا كان الامام المهدي موجودا فلماذا لا يستفيد من التكنولوجيا المعاصرة ويستخدم المحطات التلفزيونية الفضائية وشبكة الإنترنت للاتصال بالمؤمنين والإجابة على أسئلتهم وتوجيهم وقيادتهم استعدادا ليوم الظهور؟
جوابه :
إن غيبة المهدي تعني تعطله عن ممارسة النشاطات المذكورة بالسؤال وقد تعطل بأمر الله تعالى وليس بتقدير و تصرف شخصي منه ، وكذلك يكون ظهوره ومعاودة نشاطه الفكري والسياسي حين يأذن الله له بذلك . والله تعالى أعرف بالزمن الصالح لظهوره (وَمَا كَانَ لِرَسُول أَنْ يَأْتِىَ بآيَة إِلاَّ بِإِذْنِ الله فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ الله قُضِىَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ) غافر/78 . ان الله تعالى سوف يظهره في زمان وظرف يكون فيه التشيع الإثني عشري قد استنفد كل اغراضه في إقامة الحجة على البشرية اجمع مع اقتران ذلك باستضعاف الحق وأهله ، وذلك لان لهدف من ظهوره هو رفع الإستضعاف عن الحق وأهله وإقامة دولة النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) العالمية .
سؤال13 :
ما هو الضير في عقد ندوة علمية لبحث موضوع ولادة المهدي ودعوة أحمد الكاتب ومناقشته أمام الملأ وفي الإذاعة والتلفزيون؟ خاصة وانه يقول انه مستعد لتغيير رأيه لو قدم له أحد أدلة تاريخية علمية على ولادة الامام (محمد بن الحسن العسكري) ؟
جوابه :
السؤال الذي ينبغي ان يسأل هو هل هناك ضرورة تستوجب عقد مثل هذه الندوة مع أحمد الكاتب ؟ الجوا ب لا توجد هناك اية ضرورة ، لان أحمد الكاتب ليس هو أول من أنكر ولادة المهدي ولا آخر من سينكره في المستقبل وليس هو أول من انكر دلالة حديث الغدير على إمامة علي ولا أول من انكر عصمة الأئمة أو أثار شبهات حول تحديد الأئمة بإثني عشر ، بل هو واحد من آلاف وملايين فإذا كان كل واحد من هؤلاء بحاحة أن تعقد معه ندوة فإنه لايبقى وقت لاي عمل آخرنعم الإستعداد للحوار ينبغي ان يبقى مفتوحا لاستقبال أي شبهة او سؤال حول هذا الموضوع او أي موضوع آخر هذا مضافاً الى ان عقد ندوة بل ندوات لاجل عرض ادلة الشيعة على وجود وامامة المهدي (عليه السلام) واستقبال أي سؤال حولها لا مانع منه (4) .
ثم اننا لسنا حريصين على ان يغير أحمد الكاتب ولا أي شخص آخر رأيه إذ هي مسألة تخص الشخص نفسه .
(فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِر) الغاشية/21-22
(لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ الله يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) البقرة/272 ،
نعم نحن حريصون ان لا تبقى شبهاته وإثاراته وأسئلته وأسئلة غيره من دون جواب ، ومن الجدير ذكره ان هذه الشبهات ليست جديدة وبامكان أي شخص يرجع الى ماكتبه الشيخ الصدوق (ت381) في مقدمة كتابه (اكمال الدين) قبل الف سنة ليكتشف ان جل أسئلة الكاتب وشبهاته قد اثيرت منذ ذلك الوقت وأجاب عليها علماؤنا ، وإذا قرأها احمد الكاتب ولم يقتنع بها ليس معناه ان هذه الاجوبة غير صحيحة إذ ما أكثر من لم يقتنع بأدلة الأنبياء بل ما أكثر من لم يقتنع بوجود الله الذي اتفق على وجوده المسلمون والمسيحيون واليهود وكثير ممن لم يؤمن بالأنبياء .
صحيح ان احمد الكاتب كان شيعيا اثني عشريا ثم تخلى عن التشيع الإثني عشري وصار سنيا في مفهومه للتشيع وفي موقفه منه وكتب ما توصل اليه ونشره وأخذ يدعو إلى أفكاره وفي المقابل كان هناك العشرات من السنة وصاروا شيعة وكتبوا ما توصلوا اليه وأخذوا يدعون الناس الى التشيع انها عملية قائمة على قدم ساق وتبقى كذلك الى ما شاء الله وليس لنا ان نقف في قبالها فقد خلق الله تعالى البشر أحرارا في الفكر وكل إنسان مسؤول عن فكره ومواقفه .
سؤال14 :
ما هو أثر الايمان بالمهدي على العلاقة بين السنة والشيعة؟ وهل ذلك يوحد المسلمين ؟ أم يفرق بينهم ؟
جوابه :
الإيمان بإمامة المهدي على التصور الشيعي فرع للإيمان بالإمامة الإلهية الخاصة لأهل البيت (عليهم السلام) القائمة على النص والعصمة والتحديد بإثني عشر ، وأدلة الشيعة في هذه القضية الكتاب والسنة وهم يرحبون بأي حوار حول المسالة يستهدف معرفة واقع القضية وهم الى جنب ذلك لا يكفِّرون أحدا من أهل القبلة ويرون المسلم من شهد الشهادتين فإذا قالهما عصم ماله ودمه ، فالمسلمون إذن في أمان من الشيعة بل هم أمة واحدة عندهم ماداموا في دائرة الشهادتين ، إن الحيف تاريخيا والى اليوم واقع على الشيعة حين يكفرهم البعض بسبب عقيدتهم التي تقوم على الكتاب والسنة . ولست أدري هل الذي يفِّرق المسلمين هو من يكفِّرهم ويبيح قتلهم ومالهم او من يرى ان المسلم من شهد الشهادتين فإذا قالها عصم ماله ودمه ؟
<< السابق | التالي >> | المحتويات | بحث | الرئيسية
صفحة مكتب العلامة المحقق السيد سامي البدري
|