منهج الإما م علي (ع) في قبول البيعة |
قوله :
عدم وجود الوصية يفسر لنا احجام الامام علي عن اخذ البيعة من العباس او ابي سفيان
اقول :
بل الذي يفسر احجام الإمام علي (ع) عن اخذ البيعة من العباس او ابي سفيان هو انهما عرضا البيعة على اساس قبلي مضافا الى ان الإمام علي (ع) ينظر الى بيعة من به الكفاية من اهل السابقة والجهاد ممن عرف النص ووعاه ولم يكن ابو سفيان او العباس كذلك
صفحة 39 |
نص الشبهة
قوله : “وهو -أي عدم وجود وصية من النبي لعلي بالخلافة- ما يفسر احجام الامام علي عن المبادرة الى اخذ البيعة لنفسه بعد وفاة الرسول ، بالرغم من الحاح العباس بن عبد المطلب عليه بذلك ، حيث قال له : " امدد لدك ابايعك ، وآتيك بهذا الشيخ من قريش - يعني ابا سفيان - فيقال :" ان عم رسول الله بايع ابن عمه " فلا يختلف عليك من قريش احد ، والناس تبع لقريش " . فرفض الامام علي ذلك .
وقد روى الامام الصادق عن ابيه عن جده : انه لما استخلف ابو بكر جاء ابو سفيان الى الامام علي وقال له : أرضيتم يا بني عبد مناف ان يلي عليكم تيم ؟ ابسط يدك ابايعك ، فوالله لأملأنها على ابي فصيل خيلا ورجالا ، فانزوى عنه وقال : ويحك يا ابا سفيان هذه من دواهيك ، وقد اجتمع الناس على ابي بكر. ما زلت تبغي للاسلام العوج في الجاهلية والاسلام ، ووالله ما ضر الاسلام ذلك شيئا … ما زلت صاحب فتنة.” . (1)
(1) احمد الكاتب ـ تطور الفكر السياسي الشيعي : 12.
صفحة 40 |
الرد على الشبهة
أقول:
أحجم الإمام علي (ع) عن اخذ البيعة من العباس أو من أبي سفيان لان دافعهما في عرض النصرة والبيعة للإمام علي (ع) هو العصبية القبلية وليس النص ، مضافا الى ان الإمام علي (ع) ينظر في تصديه للحكم إلى بيعة ذوي السابقة من المهاجرين والأنصار ممن سمع النص ووعاه وان تكون في المسجد على مشهد من عامة الناس لا خفية .
أما الرواية التي نسبها إلى الإمام الصادق (ع) وهي قوله : (انه لما استخلف ابو بكر جاء ابو سفيان الى الامام علي وقال له : أرضيتم يا بني عبد مناف ان يلي عليكم تيم ؟ ابسط يدك ابايعك ، فوالله لأملأنها على ابي فصيل خيلا ورجالا ، فانزوى عنه وقال : ويحك يا ابا سفيان هذه من دواهيك ، وقد اجتمع الناس على ابي بكر . ما زلت تبغي للاسلام العوج في الجاهلية والاسلام ، ووالله ما ضر الاسلام ذلك شيئا … ما زلت صاحب فتنة) فهي رواية موضوعة رواها القاضي عبد
صفحة 41 |
الجبار المعتزلي في كتابه "المغني" ص 289 وذلك لان عرض أبي سفيان على علي (ع) إنما كان في بدء أمر السقيفة وامتناع بني هاشم مع عدد من المهاجرين في المدينة ، وآخرين خارج المدينة منهم مالك بن نويرة وقومه وليس بعد اجتماع الناس على ابي بكر .
أما مسلكه (ع) في البيعة لجهاد أهل السقيفة فهو ان يكون المبايعون له اربعين مجتمعين ذوي عزم أي ذوي ثبات وصبر في إيمانهم ولم يكن أبو سفيان منهم ، والعباس نفر واحد لا تتحقق به بيعة كهذه ، مضافا الى الأساس القبلي الذي انطلقا منه وعلي لا يقبله .