رسالة أحمد الكاتب |
صفحة 168 |
أحمد الكاتب في رسالته الى نشرة (شبهات وردود):
لماذا اهمل البدري موضوع الامامة والمهدي في ردوده وتعلق فقط بموضوع (الاثني عشرية)؟
لماذا مارس ما اتهمني به من سياسة استغفال القراء حيث لم يشر في حديثه ابدا الى قول الشيخ المفيد بضعف كتاب سليم وحاول الصمت والهروب؟
دعوة لمواصلة البحث في الاصول قبل الدخول في الجزئيات.
أقول :
ما كتبناه في الحلقة الاولى والثانية من نشرتنا شبهات وردود تناول موضوع (الامامة) و(تحديد الائمة باثني عشر) اما بحث موضوع ولادة المهدي ونشاطه في عصر الغيبة الصغرى فهو متأخر رتبة عنهما ثم لا بد من بحث سيرة الائمة الاحد عشر قبل المهدي (عج) ونشاطاتهم وتكوين الوجود الشيعي قبل ذلك ايضاً ومن هنا فان الطريق طويل فلماذا هذه العجلة!!!
ما كتبناه حول كتاب سليم قد استوفى اقوال العلماء فيه ومنهم قول الشيخ المفيد فيه انظر الحلقة الأولى ص15 من الطبعة الاولى وص 95 من الطبعة الثانية !!
دخولنا في الجزئيات معه سببه انه بنى استنتاجاته اما على فهم خاطيء للرواية او فهم خاطيء لكلام علماء الشيعة الاقدمين و اغفال روايات كان لابد ان ينظر اليها ومع ذلك فحيهل لدعوته ، فلنبحث اولاً الامامة في القرآن الكريم ثم في احاديث النبي (ص) ثم في احاديث اهل البيت؟
صفحة 169 |
مقتطفات
من رسالة احمد الكاتب
الاستاذ احمد الكاتب هداه الله وايانا للتي هي ازكى السلام عليكم وبعد .
وصلتني رسالتك ، اشكرك عليها .
كتبت تسألني لماذا اهملت في ردِّي موضوع الامامة والمهدي وتعلقت فقط بموضوع الاثني عشرية ؟
ثم قلت ان اثبات موضوع الاثني عشرية لايتم عبر اثبات صحة كتاب سليم بن قيس أو هذه الرواية أو تلك وانما يتم عبر اثبات وجود ولد للامام الحسن العسكري الذي كان ينفي حدوث ذلك في حياته .
وتقول : ان الشبهة تتمثل في منهج التأويل الباطني المخالف لسيرة أهل البيت والاستبراد من الاسرائيليات .
وتوجه عتابا اليَّ حول عرض أفكارك ضمن الشبهات ضد الاسلام والتشيع .
ثم تخاطبني قائلا : "أخي العزيز السيد سامي البدري . . انك لا تدافع عن مذهب اهل البيت وانما عن نظريات المتكلمين الوهمية
صفحة 172 |
التي اكل الدهر عليها وشرب ، والتي تسببت في اخراج الشيعة عن مسرح التاريخ قرونا طويلة من الزمن ، والتي تخلوا عنها في القرون الاخيرة عندما قالوا بمبدأ الاجتهاد وولاية الفقيه او الشورى ، فهل تريد ان تعيدنا الى ما ذهب اليه المتكلمون السابقون والاخباريون من حرمة الثورة على الظالم وحرمة الجهاد في سبيل الله واقامة الدولة (عصر الغيبة)وتعطيل الخمس والزكاة واباحة الانفال و تحريم صلاة الجمعة الا بشرط حضور (الامام المعصوم المعين من قبل الله تعالى) .
ثم تخاطبني قائلا :(ولو رجعت الى تاريخ الائمة من اهل البيت واطلعت على رواياتهم الكثيرة الاخرى ، او رجعت الى فكر الامامية في القرن الثاني والثالث الهجري لوجدتهم يتحدثون عن استمرار الامامة الى يوم القيامة وعدم تحديد عدد الائمة في رقم معين ، وذلك لامتداد نظرية (الامامة الالهية)في موازاة نظرية الشورى كنظام سياسي للامة الاسلامية ، لا يقبل التحديد في اشخاص معينين او فترة محددة)
ثم تخاطبني : واذا كنت حرا فيما تريد ان تترك او تختار من مواضيع للرد ، فلماذا تمارس ما اتهمتني به من سياسة استغفال القراء وعدم احترامهم وتجنب اصول البحث العلمي ، وذلك في معرض مناقشتك لصحة (كتاب سليم بن قيس الهلالي) الذي يعتبر معتمد
صفحة 173 |
و اساس النظرية الاثني عشرية ، حيث ذهبت انا الى ضعفه واختلافه وذهبت انت الى صحته ، ولكنك لم تشر في حديثك ابدا الى ما استشهدت به انا من قول الشيخ المفيد بضعف هذا الكتاب وحدوث الوضع والتدليس فيه . وكان من المفترض بك على الاقل ان تشير الى موقف الشيخ المفيد وهو شيخ الطائفة فترفضه او تؤوله بعد ذلك ولكنك فضلت الصمت والهروب من مواجهة الحقيقة كانك تريد ان تختم معركتك بليل على صفحات كتابك بسرعة ” .
ثم قلت اخيرا : لا اريد ان اخوض معك في جدال مفصل حول مانشرت ضدي من ردود قبل ان انشر كتابي الذي سوف يطلع القراء الكرام عليه في المستقبل القريب ان شاء الله ، وانا غير مسؤول عن الاشرطة الكمبيوترية المسربة والمعرضة للزيادة والنقصان ، والتي كانت تشكل المسودة الاولى البدائية للكتاب ، ولكني اريد ان اتوقف عند بعض الردود العجيبة التي حاولت ان ترد بها عليَّ حيث وصفت بعض الروايات كدعاء القائم الذي يرويه الكفعمي بالضعف جزافاً ، وطرحت روايات البداء تعسفا ، واولت روايات الثلاثة عشر اماما بخطأ النساخ رغم مرور اكثر من الف سنة عليها ، وسمحت لنفسك بالاقتباس من الاسرائيليات المتعارضة مع تراث اهل البيت ورواياتهم ، ورفضت الاحاديث الصحيحة بالتأويلات الباطنية السرية،
صفحة 174 |
وادعيت فهم سر بعض الروايات في حين لمتني على الاخذ بظاهرها… واضافة الى ذلك فقد ادعيت امتلاكك للحقيقة ومعرفتك الواقعية بمذهب اهل البيت واتهمتني باثارة الشبهات ، فمن الذي وقع في الشبهة ؟ ومن خرج منها ؟ ” . .
ثم دعوت في مقدمة الرسالة الى مواصلة البحث العلمي في الاصول قبل الفروع الجزئية
وقلت ان منهجنا هو التمسك بالكتاب والسنة والسير على هدي أهل البيت .
وقلت لابد من احترام جميع وجهات النظر الاجتهادية داخل الاطار الاسلامي واحترام اصحابها وعدم تكفيرهم وإخراجهم من الدين.
صفحة 175 |
وجوابي على ذلك
اما بالنسبة لسؤالك لماذا ابتدأت بالرد على موضوع الأثني عشرية وأهملت موضوع الإمامة والمهدي .
فأقول اني لم اكتب الرد حين كتبته ردا على كتبك غير المنشورة وانما كتبته ردا على مقالك الذي تناقش فيه دليل الإثني عشرية في العدد العاشر من نشر الشورى وقد استوعب الرد الحلقة الأولى والفصل الأول من الحلقة الثانية من (شبهات و وردود) ثم أكملت الحلقة الثانية بالرد على مقال البغدادي الذي يرد فيه على الشهيد الصدر رحمه الله حول النص على علي (ع) وانا حر ايضا في اختيار موضوع الرد .
اما في العدد الثالث فقد ابتدأت في الرد على بعض كلماتك في الجزء الأول من كتابك المنشور أخيرا وهي تخص نظرية الإمامة الإلهية.
صفحة 176 |
اما قولك ان اثبات موضوع الاثني عشرية لايتم عبر اثبات صحة كتاب سليم بن قيس أو هذه الرواية أو تلك ...
فأقول : اذاً لماذا اثرت الشبهات على كتاب سليم او على هذه الرواية او تلك؟
اما قولك (ان اثبات موضوع الاثني عشرية يتم عبر اثبات وجود ولد للامام الحسن العسكري) .
أقول : لا ادري ماذا تريد به؟ هل تريد ان احاديث الاثني عشر لا تصح الا باثبات وجود ولد للعسكري؟ ام تريد ان انطباق الحديث على دعوى الشيعة لا يتم الا باثبات ولد للامام الحسن العسكري (ع) .
والاحتمال الاول : لا وجه له لان صحة الحديث تتم من خلال رواته وقد رواه الثقات واثبتوهُ فيه مصنفاتهم كما بحثنا ذلك في الحلقة الاولى.
اما الاحتمال الثاني : فلا وجه له ايضاً لان التشيع الاثني عشري برمته يقوم على الايمان بان الحسن العسكري قد ولد له ولد هو المهدي وتلقوه ذلك جيلاً بعد جيل ولم يبنوا اعتقادهم بذلك على هذه الرواية أو تلك في قصة ولادته (ع) ولا يضرهم انكارك ولا انكار غيرك من اهل السنة كما لم يضر من قبل انكار اغلب بني اسرائيل ولادة عيسى (ع) حيث انكرتها فرق اليهود السامرية و العبرانية الا فرقة
صفحة 177 |
صغيرة من اليهود العبرانيين وهي فرقة زكريا ويحيى (ع) وقد كان بنو اسرائيل (ينتظرون عذراء تلد ولدا) ولا زالوا الى اليوم ينتظرون ذلك.
اما ماعتبت به من عرض افكارك ضمن عنوان (شبهات ضد الاسلام والتشيع)
اقول : فقد نبهنا في مقدمة الكتاب ان النشرة معنية بالشبهات التي وجهت ضد الاسلام والتشيع ، وقلنا اننا اخترنا للحلقات الاولى الشبهات التي اثارها احمد الكاتب ضد الشيعة والتشيع)ارجو منك مراجعة المقدمة مرة اخرى .
اما قولك تخاطبني (أتريد ان تعيدنا الى القول بحرمة الثورة على الظالم ... الى آخره) .
فأقول : هدانا الله يا اخي واياك للتي هي ازكى ... الا تعلم انه لا يوجد اي تلازم بين القول ب(نظرية الامامة الالهية وعصمة الائمة (ع) وتحديدهم باثني عشر وولادة المهدي (ع) وغيبتة الطويلة والبداء والرجعة) وبين القول ب(حرمة الثورة على الظالم او تعطيل الجهاد واباحة الانفال وتحريم صلاة الجمعة) ، فقد قال بكل تلك العقيدة الامام الخميني ومع ذلك فجر الثورة الاسلامية في ايران وقادها ، وكذلك قال بكل تلك العقيدة الشهيد الصدر ومع ذلك قاد الثورة الاسلامية في العراق واستشهد في سبيل ذلك.
صفحة 178 |
* اما قولك (ان روايات اهل البيت (ع) تتحدث عن استمرار الامامة الى يوم القيامة وعدم تحديد الائمة في رقم معين وذلك لامتداد نظرية الامامة الالهية في موازاة نظرية الشورى كنظام سياسي لا يقبل التحديد في اشخاص معينين أو فترة محددة) .
فجوابه : ان روايات النبي (ص) والائمة قد حددت عدد الائمة باثني عشر وقد بحثناه مفصلا في الحلقة الاولى الفصل الثامن ، ارجو مراجعته .
اما قولك ان الامامة الالهية في موازاة نظرية الشورى
فقد بحثناه مفصلا في الحلقة الثانية الفصل الاول ، ارجو مراجعته .
اما قولك : (انني لم اذكر تضعيف الشيخ المفيد لكتاب سليم وانني استغفلت قرائي ... الى آخره) .
فاقول : لو رجع الاستاذ الكاتب الى كتابي شبهات وردود الحلقة الاولى ص 94 لوجدني اقول بقول العلامة التستري (ومن هنا اوجب الشيخ المفيد عدم الاعتماد على كل ما ورد في الكتاب (أي كتاب سليم) دون تحقيق) وفي صفحة 95 اقول بقول العلامة التستري ايضاً (والحق في كتاب سليم بن قيس ان اصله كان صحيحا قد نقل عنه الاجلة المشايخ الثلاثة والنعماني والصفار وغيرهم الا انه حدث فيه تخليط وتدليس من المعاندين فالعدو لا يألو خبالا كما عرفت من
صفحة 179 |
المفيد… وحيئذ فلا بد ان يراعى القرائن في اخباره كما عرفت من المفيد).
بعد هذا اسأله .
من الذي يريد ان يختم المعركة بليل انا ام هو ؟!
اما قولك : (لا اريد ان اخوض معك في جدال مفصل ... الى آخره) .
فجوابي : ان هذه الطريقة من الرد ليست من البحث العلمي في شيء حبذا لو نهجت في الرد علي ا لمنهج الذي نهجته معك ، فقد اوردتُ قطعة من كلامك ثم علقتُ عليها وناقشتُها . اقتطع انت أي فقرة تامة شئت ومن أي موضوع من المواضيع التي ذكرتها آنفا او غيرا مما حفلتْ به نشراتي الثلاث ، وبين الضعف والخلل الذي تراه ،وهذا هو الموقف المقبول والمترقب للرد علي من قبلك .
* اما دعوتك الى مواصلة البحث العلمي في الاصول قبل الفروع وان يكون المنهج هو التمسك بالكتاب والسنة وهدي اهل البيت (ع) .
أقول : فحيهل ...
فما رأيك ان نبدأ ببحث مسألة : هل يوجد شهداء بعد الرسول (ص) شهادتهم على الناس كشهادة الرسول وانهم ائمة هدى
صفحة 180 |
يؤخذ بقولهم وفعلهم وتقريرهم كما يؤخذ بقول الرسول وفعله وتقريره وان الناس ملزمون بالأخذ عنهم والاقتداء بهم والطاعة لهم وانهم موكلون الهيا بحفظ الرسالة بعد الرسول .
نبدأ اولا بذكر الايات القرآنية الكريمة ثم احاديث النبي (ص) ثم احاديث اهل البيت (ع) .
ارجو اعلامي ان كنت توافقني على ذلك .
ومن المفيد قبل ذلك ان تبين مصادر السنة النبوية وحديث أهل البيت (ع) المعتمدة لديك .
اما ما قلت من (وجوب احترام جميع وجهات النظر الاجتهادية واحترام اصحابها) .
أقول : فهو مقولة شائعة و لكنها غير صحيحة ، والصحيح هو عكسها ، وهو ان الاصل احترام الاشخاص وليس احترام وجهات نظرهم الخاطئة ومن هنا نلاحظ ان الاسلام احترم اهل الكتاب وسمح لهم بالعيش ضمن المجمع الاسلامي بشروط معينة مع انه لم يحترم كثيراً من عقائدهم ووجهات نظرهم وانتقدها وعرَّض بها وكشف زيفها .
صفحة 181 |
اما بخصوص الأستاذ احمد الكاتب حين تحوَّل من صف القائلين بالنص إلى صف المنكرين له بل صف خصوم اهل البيت (ع) لان شعارهم النص فيما بين ايدينا من تراثهم الصحيح المنسوب اليهم ومع ذلك فنحن لا نراه قد خرج من الدين ، نعم لا شك بخروجه من التشيع الاثني عشري وانتحاله رأي ابن ابي الحديد المعتزلي في الامامة وموقفه السلبي من شيعة اهل البيت .
أكتفي بهذا القدر من التعليق واكرر دعائي ان يهدينا الله واياك للتي هي ازكى انه سميع مجيب .
سامي البدري