شبهات وردود - الحلقة
الرابعة
الفصل
السابع
الرسائل
المتبادلة بين المؤلف وأحمد
الكاتب
الرسالة الاولى
رسالة أحمد الكاتب بعد صدور الحلقة الثالثة من شبهات وردود ومقابلة قناة الجزيرة :
السيد سامي البدري المحترم
السلام عليكم ورحمة الله
قلتَ في الحلقة الثالثة انك سوف تجيب على القضايا الرئيسية التي لم تجب عليها في الحلقات الماضية ، وظللت تدور في القضايا الهامشية من الموضوع ، ولكنك لم تفعل بعد ، حيث لم تناقش موضوع ولادة الامام الثاني عشر ووجوده وتهربت من الموضوع كما لم تناقش موضوع الامامة .
ارجو منك الاجابة على سؤال لماذا تخلى الشيعة اليوم عن شروط الامامة من العصمة والنص والسلالة العلوية الحسينية وقبلوا بشروط الزيدية كالفقه والعدالة وقيام الامامة على الانتخاب والشورى ، كما هوحاصل اليوم في ايران ( الجمهورية الاسلامية ) وكما اعرف انك تفرق بين الامامة والخلافة وتحاول ان تفسر الامامة بمعنى يختلف عن الحكم والخلافة ، فهل ستقوم في المستقبل بمناقشة الكتاب ( تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى الى ولاية الفقيه )
ـ[172]ـ
وارجو منك ان لا تغتر بالمديح الذي كاله لك بعض المشايخ الذين لا يقرأون .
واعتقد انك قرأت رسالة وزير الثقافة والارشاد الايراني الى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي والحوزة بصورة عامة والتي نشرت في الصحافة الايرانية قبل اسبوع حول ضرورة الرد على الكتاب ، فهل قرأ الوزير نشراتك الثلاث ام لم يجد فيها شيئا جديا وغنيا .
والسلام عليكم
احمد الكاتب
9-10-1999
اقول :
وأَرفَقَ رسالته الانفة الذكر بنسخة من المقابلة التي اجرتها معه جريدة القدس العربي التي تصدر في لندن بعد مقابلته في برنامج بلا حدود نقتطع منه ما يرتبط بنا شخصيا .
القدس العربي : ( لا شك ان بحثك هذا ينطوي على أهمية قصوى وخطورة كبيرة في نفس الوقت ، فهل طرحته للنقاش مع علماء الشيعة؟ وما هو موقفهم منك؟ )
احمد الكاتب : أجريت البحث داخل الحوزة في إيران منذ عشرة أعوام وطرحته للنقاش مع عدد كبير من مراجع الدين والاساتذة والزملاء الافاضل ، وقد فوجئت بتوصل قسم كبير منهم الى النتائج التي توصلت اليها ( وان بعضهم كالشيخ ناصر مكارم شيرازي في كتابه
ـ[173]ـ
المهدي الثورة الكبرى ) يرفض أهم دليل على وجوده وهو الدليل الفلسفي ، ولكنهم لا يرون الوقت مناسبا لطرح الموضوع على عامة الناس ، كما فوجيء الكثير من العلماء بنتائج البحث ، وذلك لعدم وجود مادة للتاريخ الاسلامي او الشيعي في برامج الحوزة العلمية التي تقتصر على الفقه والاصول واللغة العربية والفلسفةواعتياد الغالبية العظمى من طلبة العلوم الدينية على التقليد في مجالات العقائد والتاريخ ، وقد وجهت قبل بضع سنوات دعوة الى أساتذة الحوزة العلمية في النجف وقم لعقد ندوة علمية لدراسة الموضوع ، أعلنت لهم قبل ان انشر البحث عن استعدادي للتراجع عن الموضوع والتصديق بوجود الامام المهدي لو قدموا لي أدلة علمية كافية ،
ولكن الجو السائد في الحوزة فيما يبدو يميل الى عدم البحث والاجتهاد في هذه القضية ورفض مناقشتها بدعوى انها من العقائد الاساسية ، وقد عبر السيد سامي البدري (1) من حوزة قم خلال برنامج ( بلا حدود ) الذي أذيع من قناة الجزيرة الفضائية بتاريخ 4/8/1999 عن هذا الموقف بصراحة ، وقد أثار استغرابي لانه يتناقض مع إجماع الشيعة عبر التاريخ على ضرورة الايمان والالتزام بالعقائد الاساسية عن معرفة واجتهاد ويقين وعدم جواز التقليد ، فكيف يجوز لمن يدعي العلم التقليد ومنع الاخرين من الاجتهاد (2)؟
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لم أكن المتحدث وسيأتي بيانه بعد قليل .
(2) القدس العربي - لندن/ العدد 3205 الجمعة 27 آب - 15 جمادى الاولى 1420 .
ـ[174]ـ
جوابنا على رسالته الاولى
الى الاستاذ أحمد الكاتب هدانا الله وإياه لما يحبه ويرضاه :
السلام عليكم ورحمة الله .
أشكرك على رسالتك وسؤالك ، كما اشكرك أيضا على إرسالك لي مقابلتك المنشورة في جريدة القدس العربي - لندن/ العدد 3205 الجمعة 27 آب - 15 جمادى الاولى 1420 . أعتذر عن تأخير الاجابة بسبب سفري .
1 . اعترضتَ في رسالتك الاسبق ( وهي التي جعلتها مادة العدد الثاني عشر من نشرتك الشورى ) على منهجي معك في الرد وانصرافي إلى مناقشتك في الجزئيات ثم دعوتني في مقدمة الرسالة الى مواصلة البحث العلمي في الاصول قبل الفروع الجزئية . وقلتَ ان منهجنا هو التمسك بالكتاب والسنة والسير على هدي أهل البيت . وقد رحبتُ بعرضك وكتبتُ اليك جوابا نشرته في الحلقة الثالثة 14رجب 1418هج .
وقلتُ لك في جوابي لك ( فما رأيك ان نبدأ ببحث مسألة هل يوجد شهداء بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) شهادتهم على الناس كشهادة الرسول وانهم ائمةهدى يؤخذ بقولهم وفعلهم وتقريرهم كما يؤخذ بقول الرسول وفعله وتقريره وان الناس ملزمون بالاخذ عنهم والاقتداء بهم والطاعة لهم وانهم موكلون الهيا بحفظ الرسالة بعد الرسول . ؟ نبدأ اولا بذكر الايات القرآنية الكريمة ثم احاديث النبي (صلى الله عليه وآله) ثم احاديث اهل البيت (عليهم السلام) .
ـ[175]ـ
ارجو اعلامي ان كنت توافقني على ذلك . ومن المفيد قبل ذلك ان تبينالمصادر الحديثية المعتمدة لديك ) .
ولم يصلني منك جواب خاص أو عام وقد مضى على ذلك سنتان .
2 . سألتني في رسالتك بعد صدور الحلقة الثالثة من ردي عليك بمدة بواسطة الانترنيت لماذا تخلى الشيعة اليوم عن شروط الامامة من العصمة والنص والسلالة العلوية الحسينية وقبلوا بشروط الزيدية كالفقه والعدالة وقيام الامامة على الانتخاب والشورى ؟
أقول مصطلح الامامة استخدم بمعنيين :
المعنى الاول : معنى خاص ويراد به ان صاحبه حجة في قوله وفعله وتقريره حيا وميتا ، وليس من شك أن أول أئمة بهذا المعنى هو النبي ، ويرى الشيعة ان هذا المعنى للامامة استمر بعد النبي في إثني عشر من أهل بيته بوصية من النبي وبأمر من الله تعالى ، ويشترطون في هذا المعنى من الامامة العصمة والنص وحصرها في علي والحسن والحسين ثم في ذرية الحسين كما حصرت الامامة بعد إبراهيم في ذريته اسماعيل ثم اسحاق ثم يعقوب ثم حصرت في ذريته .
قال الله تعالى :
(وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَات فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) البقرة/124 .
وقالى الله تعالى :
(وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ
ـ[176]ـ
أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَةِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) الانبياء/72-73 .
وقال الله تعالى :
(أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمْ الله وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنْ الله وَمَا الله بِغَافِل عَمَّا تَعْمَلُونَ) البقرة/140 .
والاسباط في الاية هم يوسف وذريته المعصومون .
إنَّ إسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط يهدون الناس الى سنة إبراهيم بأمر الله تعالى .
والدليل على حصر الامامة الخاصة بعد النبي في أهل البيت وبقاء الثاني عشر منهم إلى آخر الدنيا حديث المنزلة وحديث الثقلين وآية التطهير وحديث الكساء وحديث الائمة إثنا عشر ونص السابق من الائمة على لاحقه .
والشيعة المعاصرون شأنهم شأن الماضين من أسلافهم لم يتراجعوا عن اشتراط العصمة والنص والسلالة العلوية الحسينية والحصر في اثني عشر في هذا المعنى من الامامة .
المعنى الثاني : للامامة معنى عام ويراد به منصب الحكومة وإقامة الحدود وهذا المعنى يعتقد الشيعة فيه انه للنبي (صلى الله عليه وآله) ومن بعده للائمة الاثني عشر (عليهم السلام) ولم يتراجع عن هذا القول أحد إلا أن يتراجع عن أصل التشيع ، أما في عصر الغيبة الكبرى فإن علماء الشيعة كانوا بين اتجاهين اتجاه يقول بتعطيل الحدود بعذر إن إقامتها خاصة بالمعصومين فقط ،
ـ[177]ـ
واتجاه يقول بجواز قيامها من قبل الفقهاء مع القدرة ولم يشترط أحد ممن يتبنى هذا الاتجاه في مقيمها أن يكون علويا حسينيا معصوما منصوصا عليه ودونك القائلين بهذا الاتجاه بدءا بأقدمهم الشيخ المفيد ( ت413 ) وانتهاء بالامام الخميني والشهيد الصدر وخلفائهما .
وفي ضوء ذلك يتضح أن السؤال خاطيء أساسا ومبني على الخلط بين قضيتين استخدم لفظ الامام للتعبير عنهما وهما
الاولى : قضية وجود حجج الهيين على الخلق بعد النبي شهداء على الناس كشهادة النبي (صلى الله عليه وآله) والنبي شهيد عليهم كما في قوله تعالى (وَجَاهِدُوا فِي الله حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ... ) الحج/78 .
الثانية : وهي قضية من له حق الحكم في الاسلام وهذه القضية قد شخصتها الاية (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ الله وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِي وَلَا تَشْتَرُوا بِ آيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ الله فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ) المائدة/44 .
وباعتبار التقاء المعنيين في عصر الائمة الاثني عشر في شخصهم (عليهم السلام) ، فهم حجج الله بعد النبي ، وحق الحكم منحصر بهم في زمان حضورهم بنص الاية ، اندمج المعنيان في مصطلح الامام وصار لدى الشيعة يدل على معنى ثالث يراد به كلا المعنيين وحصر مصداقه بعد النبي بالمعصومين الاثني عشر .
ـ[178]ـ
استهدف المتكلمون الاوائل للشيعة إثبات كلا المعنيين للامامة لهؤلاء الاثني عشر لا غير ، ولم يكونوا معنيين بمسألة الحكم كمسألة مستقلة .
ولست أدري لماذا هذا الاصرار من الاستاذ الكاتب على خلط المعنيين .
إن الموضوعية تقتضي بحث المعنيين كل على حدة لانهما يشيران الى قضيتين مختلفيتين هما :
القضية الاولى : هل يوجد مبيِّنون معصومون للدين بعد النبي يكون بيانهم للسنة النبوية وتفسير القرآن كبيان النبي مع كونهم ليسوا بانبياء ، ومن هم هؤلاء ؟وكم عددهم ؟ .
القضية الثانية : من له أهلية وحق إقامة الحدود وتنفيذ الاحكام في المجتمع الاسلامي بدءا من زمن النبي ؟ هل كل مسلم كيفما اتفق ؟أم هم صنف معين من الناس له مواصفات خاصة وشروط خاصة ؟وهل يتصدى المؤهل كيفما اتفق أم لابد من طريقة خاصة ؟ .
ومما لا شك فيه أن البحث الاول مقدم على البحث الثاني وأكثر خطورة منه .
لقد بحثنا القضيتين في الحلقة الثانية من ردودنا عليك الفصل الاولص16-44 . وفي الحلقة الثالثة في مواضع متعددة يرجى مراجعة ذلك .
3 . وزير الارشاد الايراني حفظه الله لم يكن مطلعا على ردودي عليك وقد وصله أخيرا . أما المديح الذي أشرتَ إليه فهو ليس مديحا وانما تأييد علمي من علماء معروفين بعلميِّتهم مسؤولين عن كلمتهم ،
ـ[179]ـ
وهو يبعث على السرور لا الغرور ، وكذلك الحال مع كلمات القراء الكرام الذين عبروا عن مشاعرهم وانطباعاتهم التي تؤكد على فائدة ما كتبناه واعتزازهم به ونحن بدورنا نشكرهم على مبادرتهم في إظهار عواطفهم واعتزازهم .
4 . قولك في القدس العربي-لندن العدد 3205 ( ان الجو السائد في الحوزة فيما يبدو يميل إلى عدم البحث والاجتهاد في قضية ولادة المهدي ورفض مناقشتها بدعوى انها من العقائد الاساسية وقد عبَّر السيد سامي البدري من حوزة قم خلال برنامج ( بلا حدود ) الذي أذيع من قناة الجزيرة الفضائية يتاريخ 4/8 1999عن هذا الموقف بصراحة وقد أثار استغرابي لانه يتناقض مع إجماع الشيعة عبر التاريخ على ضرورة الايمان والالتزام بالعقائد الاساسية عن معرفة وإجتهاد ويقين وعدم جواز التقليد فكيف لمن يدعي العلم التقليد ومنع الاخرين عن الاحتهاد ) .
أقول :
لو راجع الاستاذ الكاتب شريط المقابلة ودقق في صوت المتحدث لعرف ان المتحدث باسم السيد سامي البدري لم يكن شخصه وإنما هو شخص آخر ، وقد فوجئت شخصيا بذلك كما فوجيء الكثير من الاصدقاء ممن يميز صوتي وأُخبِرتُ فيما بعد بأن المتحدث هو فضيلة السيد حسين الكشميري (1) وقد أتصلت به للتأكد من ذلك /وبامكانك
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من أهل قم في مدينة قم .
ـ[180]ـ
الاتصال به شخصيا للتأكد أيضا/ وعاتبته على عدم تصحيح الاشتباه في أول المداخلة أو آخرها فاعتذر بالغفلة وعدم قصد ذلك وله عذره على كل حال ، وقد أخبرتُ مقدِّم برنامج ( بلا حدود ) بهذه الملابسة في اليوم الثاني وأرسلت له رسالة بالفاكس بذلك وكنت قد أرسلت له الحلقات الثلاث من ردودي عليك وكانت الحيادية منه تقتضي ان يشير اليها عندما ذكر اسمي كصاحب مداخلة وقد اعتذر عن ذلك بأنها وصلته بعد انتهاء المقابلة .
أما موقف علماء الشيعة من المسألة الاصولية العقائدية فهو كما ذكرتَ عن إجماعهم عبر التاريخ على ضرورة الايمان والالتزام بالعقائد الاساسية على أساس مواجهة الدليل مباشرة وعدم جواز التقليد فيها وهو من مفاخر متقدميهم ومعاصريهم وتلاميذهم .
أكرر شكري على مبادرتك ورسالتك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .
سامي البدري
5شعبان / 1420
الرسالة الثانية
وكان رد الاستاذ احمد الكاتب على رسالتنا الانفة الذكر ما يلي :
السيد سامي البدري المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طلبت مني في رسالتك الاخيرة عبر الانترنت المؤرخة 6 شعبان 1420 بحث موضوع وجود الشهداء بعد النبي (صلى الله عليه وآله) الذين تعتبر شهادتهم كشهادة الرسول ويعتبر قولهم وفعلهم وتقريرهم كقول وفعل وتقرير الرسول ، وان نبدأ ببحث الايات والاحاديث الواردة حول الموضوع ، وطلبت مني كذلك التفريق بين معنيي الامامة الخاص الذي يعني - في نظرك - الحجية في القول والفعل ، واشتراط العصمة والنص والسلالة العلوية الحسينية المنحصر في الائمة الاثني عشر ، والمعنى العام الذي تقول انه يشمل الحكومة واقامة الحدود ، وعدم الخلط بينهما .
وقلت ان الدليل على حصر الامامة الخاصة بعد النبي في أهل البيت وبقاء الثاني عشر منهم الى آخر الدنيا ، هو حديث المنزلة وحديث الثقلين وآية التطهير وحديث الكساء وحديث الائمة اثنا عشر ، ونص السابق من الائمة على اللاحق .
ورغم ذلك فقد أكدت ان المعنيين في مصطلح ( الامام ) اندمجا لدى الشيعة في معنى واحد ثالث ، وصار يراد به كلا المعنيين ، وحصر مصداقه بعد النبي بالمعصومين الاثني عشر ، وهذا ما يدل على انك تحاول التفريق بين معنى الامامة بصورة تعسفية خلافا لما تعارف عليه الشيعة الامامية ، واني لم اخلط بينهما ، وانما أنت الذي تفرق بينهما بدون ضرورة .
وعلى أي حال فان نظرية الامامة الالهية ذات الشعبتين التشريعية والتنفيذية المنحصرة في الائمة الاثني عشر ، حسب رأي الفرقة الاثني عشرية - والا فان الشيعة الاسماعيلية الامامية او الواقفية لا يؤمنون بحصر الائمة باثني عشر وقد يضيقون العدد او يفتحونه بلا حدود -
ـ[182]ـ
وسواء قلنا بحصر الامامة في اثني عشر او لم نقل فان نظرية الامامة هذه تعتمد في قيامها واستمرارها على ثبوت ولادة ووجود ابن للامام الحسن العسكري ، بغض النظر عن المناقشة في الاحاديث التي ذكرتها ( حديث المنزلة والثقلين والكساء والاثني عشرية وآية التطهير ) ومدى دلالتها وصحة سندها . فاذا استطعت ان تثبت ولادة ووجود الامام الثاني عشر بصورة علمية تاريخية ، فان نظرية الامامة او الاثني عشرية قد تصح ، اما اذا لم تستطع ان تثبت ذلك فان من العبث الحديث عن شىء لا وجود له في الخارج . .
ولذا طلبت منك في رسالتي السابقة التي كتبتها قبل سنوات بعد صدور الجزأين الاولين من حلقاتك ان تبحث القضايا الرئيسية والجوهرية بدلا من ان تغوص في التفاصيل الجزئية والثانوية والهامشية ، ولا زلت اعتقد ان البحث في معنى الامامة هو موضوع ثانوي يأتي بعد موضوع إثبات وجود الامام الثاني عشر المفترض ، وكما قيل العرش ثم النقش .
وكأني بك تحاول ان تقفز عن هذا الموضوع الرئيسي المهم بتركيب بعض النظريات الكلية لكي تمهد الطريق نحو القول بفرضية وجود الامام الثاني عشر ( محمد بن الحسن العسكري ) وهو ما فعلهالمتكلمون السابقون في القرن الثالث الهجري الذين اصطدموا بالواقع وهو عدم وجود ولد للامام العسكري ، وبدلا من ان يستسلموا الى الحق ويعيدوا النظر في نظرياتهم الخيالية وتأويلاتهم التعسفية وأحاديثهم المزورة أصروا على الباطل وافترضوا وجود ولد للامام العسكري بالرغم
ـ[183]ـ
من نفي الامام ووصيته بأمواله الى أمه المسماة بـ ( حديث ) وعدم وصيته الى أحد من بعده بالامامة .
وهذا ما عنيت به من الدليل الفلسفي الوهمي الافتراضي الذي نسج اسطورة ( الامام المهدي محمد بن الحسن العسكري ) .
ان إصرارك على بحث موضوع نظرية الامامة تبعا للاحاديث ( الضعيفة في المتن والسند ) التي ذكرتها ، بعد انهيار النظرية الاثني عشرية ، قد يجرك الى الانتقال الى الاسماعيلية او البهرة ، واذا أردت ان تعيد النظر في نظرية الامامة ككل فيمكنك ان تصل الى نظرية الشورى التي اعتقد انها النظرية السياسية لاهل البيت الذين لم يكونوا يدعون العصمة ولا النص ولا حصر الخلافة والامامة في سلالتهم .
واعتقد ان مشكلتك هي في ممارسة القياس المذموم والمرفوض من أهل البيت ، وتطبيق ما حدث في بني اسرائيل على الحالة الاسلامية ، وتفسير كلمة ( الاسباط ) التي تعني القبائل اليهودية الاثنتي عشرة ، بأوصياء النبي موسى ، الذين تقول انهم اثنا عشر ( بدون دليل ) والتوصل تبعا لذلك الى ضرورة وجود اثنا عشر وصيا للرسول الاعظم من أهل البيت .
ولست في حاجة الى اتهامك باتباع عبد الله بن سبأ الذي يقال انه نقل هذه الفكرة من اليهودية الى الاسلام ، وقال بكون الامام علي وصي النبي محمد كما كان يوشع وصيا للنبي موسى ، فأنت تقوم بنفسك بالبحث في الاسرائيليات وقد تعلمت اللغة العبرية وجئت الى لندن لكي تفتش في الكتب اليهودية التاريخية عما يدعم نظريتك ، علما بأن اليهود
ـ[184]ـ
الاوائل الذين مارسوا القياس بين اليهودية والاسلام لم يقولوا بأكثر من وصي واحد ، حيث لم تكن النظرية الاثني عشرية قد ولدت بعد ، ولم يكن الشيعة الامامية قد حددوا الائمة بعدد محدود قبل القرن الرابع الهجري . وقد طلبت منك مرارا ان تقوم بالتأكد من أحاديث الاثني عشرية وصحة نسبتها الى أهل البيت قبل ان تقوم بتأييدها من الاسرائيليات .
وفي الحقيقة اني عاتب عليك جدا وأشكوك الى الله ، إذ أراك تستخدم الحوار معي بصورة ملتوية ولاغراض سياسية وإعلامية علمها عند اللهوذلك لاني كنت المبادر الى دعوتك للحوار حول موضوع المهدي ، قبل ان انشره ، في سنة 1992 وانتظرت مجيئك الى لندن عام 1995 وألححت عليك باللقاء فكنت تتهرب مني وتشترط التسليم في البداية بالفصل بين معنيي الامامة الخاص والعام ، قلت لك لنجلس ونبحث ، فرفضت اللقاء ، وتوسلت اليك ان تدلني على مواضع الخطأ في كتابي ، فقلت انا لا أرد على كتاب غير مطبوع ، ثم نشرت ردودك قبل ان اطبع الكتاب ، ومع ذلك لم تناقش الموضوع الرئيسي فيه والذي يشكل حجر الزاوية في الفكر الامامي الاثني عشري وهو وجود وولادةالامام الثاني عشر ، ونبهتك الى ذلك في رسالتي السابقة فوعدت في الحلقة الثالثة ان تفعل في المستقبل ، ولم تقم بذلك حتى الان . . ولا زلت تدور في الحواشي والجزئيات وتتهرب من مواجهة الموضوع الرئيسي .
أخي العزيز لماذا تضيع وقتك الثمين ووقت القراء ؟ أرجوك الاجابة
ـ[185]ـ
عن الاسئلة التالية
كيف تؤمن بوجود الامام الثاني عشر ( محمد بن الحسن العسكري ) ؟ عن طريق الادلة الفلسفية الكلامية والنظريات الكلية العامة؟ أم عن طريق الادلة التاريخية العلمية؟
ما هي تلك الادلة التاريخية؟ وهل بحثت الروايات المختلفة الواردة حول الموضوع ودرستها وقارنت بينها؟
هل هي روايات معتبرة لديك؟ وهل تثق برجالها؟ وهل هي مسندة؟ أم ليست الا إشاعات أسطورية مضحكة لا ترقى الى درجة أخبار الاحاد الضعيفة؟
وكما تعرف فقد بحثت كل هذه المواضيع في كتابي ( تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى الى ولاية الفقيه ) بشكل مفصل ، فاذا كان لديك أي رد او نقاش في هذا الموضوع فتفضل به ، واذا كنت تسلم بما أقول وتعترف كبعض العلماء السابقين بالعجز عن إثبات وجود الامام الثاني عشر المفترض بالادلة التاريخية العلمية ، فلا تضيع وقتك ببحث ومناقشة الامور الثانوية التي لا تسمن ولا تغني من جوع ... .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أحمد الكاتب
لندن 7 شعبان 1420/15 تشرين الثاني 1999
ملحق للرسالة الثانية
السيد سامي البدري المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقول في هذه الرسالة بأنك لم تكن المتحدث في قناة الجزيرة وانما الذي كان هو السيد حسين الكشميري ، وقد راجعت شريط الفيديو وتعرفت على صوتك اكثر انك انت الذي كنت تتحدث ، كما سألت عددا من الاصدقاء وكان بعضهم من اصدقائك في لندن والمقربين اليك وهم يعرفون صوتك جيدا وكانوا يعلقون على الحوار الذي دار بيننا لمصلحتك .
وهل من المعقول ان يذيع مهندس البرنامج اسما من دون ان تتصل به او يتصل به احد ويخبره عن اسمه ؟ وكيف يعطي الكشميري اسمك لمهندس الصوت؟ ثم ان لهجتك وروحك في الحديث كانت متطابقة مع شخصيتك التي اعرفها حيث رفضت التصريح باسمي كما فعلت في نشرة شبهات وردود حيث كنت تقول صاحب النشرة . وقد سألك مقدم البرنامج عدة مرات وقال ياسامي ياسامي وقال انه يعرف انك تعرفني ، وكنت قد اتصلت به قبل المبرنامج وكما تعرف فان الاذاعة هي التي اتصلت بك وبالشيخ النعماني والشيخ الاصفي ، فكيف تقول ان المتحدث كان شخصا آخر؟
واذا كنت اشك بشىء فاني اشك برسالتك هذه التي قد يحررها شخص غيرك ولا يوجد فيها ما نعرفه منك من الصوت او الصورة
وربما تكون قد وجدت الاجابة غير مناسبة وتحاول التهرب منها بالادعاء انها كانت لشخص غيرك ، وان هذا يثير الضحك لدى من يسمعه ، فأرجو ان تعلن بصراحة اذا كنت قد غيرت رأيك ، فان هذا افضل او تقول انك تتفق مع الاجتهاد في الامور العقائدية والتاريخية ولا ترى مانعا من ذلك .
والسلام عليكم ورحمة الله
اخوك احمد الكاتب
جوابنا على رسالته الثانية
قوله : طلبت مني في رسالتك الاخيرة عبر الانترنت المؤرخة 6 شعبان 1420 بحث موضوع وجود الشهداء بعد النبي (صلى الله عليه وآله) الذين تعتبر شهادتهم كشهادة الرسول ويعتبر قولهم وفعلهم وتقريرهم كقول وفعل وتقرير الرسول ، وان نبدأ ببحث الايات والاحاديث الواردة حول الموضوع .
أقول :
عرضت عليك البحث في هذا الموضوع سنة 1418 في نشرة وكتاب شبهات وردود الحلقة الثالثة ولم تجبني لسنتين مضت عليه ثم ذكَّرتك به سنة 1420 لما اجبتك على أول رسالة لك وجَّهتها الىَّ بالانترنيت . ومع ذلك لم تجبني الى بحث هذا الموضوع وحوَّلت البحث الى مسألة ولادة المهدي وقلت انه الموضوع الاهم .
قوله : سواء قلنا بحصر الامامة في اثني عشر او لم نقل فان نظرية الامامة هذه تعتمد في قيامها واستمرارها على ثبوت ولادة ووجود ابن للامام الحسن العسكري ، بغض النظر عن المناقشة في الاحاديث التي ذكرتها ( حديث المنزلة والثقلين والكساء والاثني عشرية وآية التطهير )
ـ[188]ـ
ومدى دلالتها وصحة سندها . فاذا استطعت ان تثبت ولادة ووجود الامام الثاني عشر بصورة علمية تاريخية ، فان نظرية الامامة او الاثني عشرية قد تصح ، اما اذا لم تستطع ان تثبت ذلك فان من العبث الحديث عن شىء لا وجود له في الخارج . .
أقول :
- الامامة الالهية لعلي يفرضها حديث المنزلة المتواتر ، وحديث الغدير المتواتر وأحاديث أخرى كثيرة .
- والامامة الالهية لاهل البيت بشكل عام يفرضها حديث الثقلين وآية التطهير وغيرها من الاحاديث .
- وتحديدهم بإثني عشر يفرضه حديث الاثني عشر الثابت صدروه عن النبي وقد ذكرنا طرفا من طرقه ومصادره في الحلقة الاولى من كتابنا شبهات وردود .
- وإمامة الامام الثاني عشر فرع لامامة آبائه فإن صحت إمامة آبائه (عليهم السلام) فعندئذ تثبت إمامته (عليه السلام) .
- أما ولادة المهدي فهي ثابتة بالنقل المتواتر عن أصحاب الحسن العسكري وقد مر البحث فيها .
قوله : اعتقد ان البحث في معنى الامامة هو موضوع ثانوي يأتي بعد موضوع إثبات وجود الامام الثاني عشر المفترض ، وكما قيل العرش ثم النقش .
أقول :
انما نبهتك الى ان مصطلح الامامة استعمل بمعنيين أو ثلاث بسبب
ـ[189]ـ
اصرارك على استعمال معنى واحد وهو معنى ( الحكم ) هذا المعنى الذي أدى بك ان تقول ( ان الشيعة يشترطون في الحاكم العصمة والنص واالسلالة العلوية الحسينية وانهم لما أقاموا دولتهم في ايران تخلو عن هذه الشروط في الحاكم ) ! والحال أن الشيعة ( اشترطوا العصمة والنص والحصر في على والحسن والحسين وتسعة من ذرية الحسين (عليه السلام) ) في إمامة خاصة بهم وهي عين إمامة الرسول من حيث حجية قوله وفعله وتقريره سواء كان حاكما او لم يكن ، وهذه الامامة لهؤلاء الاثني عشر نظير إمامة اسماعيل واسحاق ويعقوب ويوسف والمعصومين من ذريته قبل موسى ونظير إمامة آل هارون بعد موسى المذكورين في القرآن . أما الحكومة فهي حق هؤلاء الائمة في زمانهم وتستمر بعدهم في الصالحين من الفقهاء سواء كانوا من ذرية هارون أو من ذرية غيرهم وكذلك الامر في الحكومة في عصر الغيبة هي للعدول من الفقهاء الكفوئين ممن تثق به الامة سواء كانوا من الهاشميين أو لم يكونوا .
وهكذا لم يتخل أحد ممن رفع شعار ولاية الفقيه وإقامة الدولة تحت رايته عن عقيدته الاثني عشرية وذلك لوضوح ان إمامة أولئك الائمة إمامة خاصة ، يكون الحكم شأنا ضئيلا جدا من شؤونها . وإن الحاكم لا يشترط فيه العصمة ولا النص ولا السلالة العلوية الحسينية .
قوله : ان إصرارك على بحث موضوع نظرية الامامة تبعا للاحاديث ( الضعيفة في المتن والسند ) التي ذكرتها ، بعد انهيار النظرية الاثني عشرية ، قد يجرك الى الانتقال الى الاسماعيلية او البهرة ، واذا أردت ان تعيد النظر في نظرية الامامة ككل فيمكنك ان تصل الى نظرية الشورى
ـ[190]ـ
التي اعتقد انها النظرية السياسية لاهل البيت الذين لم يكونوا يدعون العصمة ولا النص ولا حصر الخلافة والامامة في سلالتهم .
أقول :
لم تبين نقاط الضعف في الروايات التي ذكرناها وقد ناقشنا كل إشكالاتك حول الاثني عشرية في نشرتنا شبهات وردود الحلقة الاولى وبقي حديث الاثني عشر على قوته وإعتباره السندي والدلالي . وقد نبهناك في الحلقة الثانية والثالثة من ( شبهات وردود ) وكذلك في رسالتي الجوابية الاولى بواسطة الانترنيت انه لا تعارض القول بوجود اثني عشر اماما نص النبي عليهم أئمة هدى وحجج على الناس من بعده وكونهم أحق من غيرهم بالحكم أحقية أختصاص وبين القول بالشورى في الحكم بالمعنى الذي فصلناه في الحلقة الثانية ص 37-38 . أما قولك ( أن الائمة لم يكونوا يدعون العصمة ولا النص ... ) فهي دعوى ادعاها قبلك علماء السنة قديما وحديثا ، وبحث هذه المسألة يقوم على قضيتين الاولى دلالة النصوص القرآنية والنبوية على وجود معصومين ، الثانية صدق نقل الشيعة عن أئمتهم . وبحث المسألة الاولى والفراغ منها مقدم على بحث المسألة الثانية .
قوله : واعتقد ان مشكلتك هي في ممارسة القياس المذموم والمرفوض من أهل البيت ، وتطبيق ما حدث في بني اسرائيل على الحالة الاسلاميةوتفسير كلمة ( الاسباط ) التي تعني القبائل اليهودية الاثنتي عشرة ، بأوصياء النبي موسى ، الذين تقول انهم اثنا عشر ( بدون دليل ) والتوصل تبعا لذلك الى ضرورة وجود اثنا عشر وصيا للرسول
ـ[191]ـ
الاعظم من أهل البيت .
أقول :
منهج المقارنة بين ما جرى في بني إسرائيل وما جرى في أمة محمد (صلى الله عليه وآله) أكد عليه القرآن والسنة الصحيحة وليس هو من القياس في شيء وما رفضه اهل البيت من القياس هو القياس في الاحكام . وقد وضحنا المسالة في الحلقة الاولى م شبهات وردود ص 123-133 ردا على مقالك في الشورى العدد الثالث ص 6 .
أما الاسباط الواردة في الايات التي أوردناها في جوابنا فهي ليست ذات صلة بأوصياء موسى بل هي ذات صلة بأوصياء ابراهيم أرجو ان تدقق النظر فيها مرة ثانية .
ثم ان أوصياء موسى اثنا عشر قد نص عليهم القرآن الكريم في قوله تعالى ( اثنا عشر نقيبا . . ) وهو يخالف ما اوردته التوراة من العدد ( 15 ) وتسميهم بالقضاة .
قوله : ولست في حاجة الى اتهامك باتباع عبد الله بن سبأ الذي يقال انه نقل هذه الفكرة من اليهودية الى الاسلام ، وقال بكون الامام علي وصي النبي محمد كما كان يوشع وصيا للنبي موسى ، فأنت تقومبنفسك بالبحث في الاسرائيليات وقد تعلمت اللغة العبرية وجئت الى لندن لكي تفتش في الكتب اليهودية التاريخية عما يدعم نظريتك .
أقول :
القرآن يصرح بأن خبر بعثة النبي مذكور في التوراة والانجيل كما في قوله تعالى (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِىَّ الْأُمِّىَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا
ـ[192]ـ
عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ) الاعراف/157 ، ويصرح ايضا ان خبر المسلمين مع النبي الذين جعلهم الله شهداء على الناس بعد النبي مذكور في الكتب السابقة كما في قوله تعالى (وَجَاهِدُوا فِي الله حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) الحج/78 .
فالاية صريحة في قضية ان المسلمين الشهداء على الناس في هذه الاية قد وصفهم وعينهم الله تعالى من قبل أي في الكتب السابقة يبقى الكلام من هم هؤلاء هل هم كل المسلمين ولم يكونوا كلهم من ذرية ابراهيم أم هم آل النبي كما ذكرالصادق (عليه السلام) ؟
وسواء كانوا هؤلاء أم أولئك هل يعتبر البحث في الكتب المقدسة للعثور على النصوص التي أشار اليها القرآن في حق النبي والشهداء على الناس من بعده تهمة ؟
والحمد لله فاني لست أول باحث في هذه الايات ومتابع لواقعها في الكتب المقدسة فقد سبقني علماء المسلمين من السنة والشيعة فهذا ابن كثير وابن تيمية وقبلهما البيهقي والماوردي وقبلهما ابن هشام وابن اسحاق وغيرهما وفي العصر الحديث كثير منهم الشيخ رحمة الله الكيرانوي في كتابه اظهار الحق طبع قبل مأئة سنة ثم جدد طبعه الدكتور عمر الدسوقي سنة 1980ومنهم الدكتور احمد حجازي السقا وقد كتب أكثر من كتاب في الموضوع وكان أحدها رسالة للدكتوراه ومنهم قيس الكلبي وعنوان كتابه ( محمد آخرالرسل في التوراة
ـ[193]ـ
والانجيل ) ( 1996م ) طبع في اميركا بالانكليزية والعربية . ولهم نظراء من الشيعة قديما كالنعماني في كتابه ( الغيبة ) والطبرسي في إعلام الورى وغيرهما وحديثا كالعلامة البلاغي الذي تعلم العبرية وناقش اليهود في أكثر من كتاب والعلامة العسكري في كتابه معالم المدرستين والاستاذ تامر مير مصطفى في كتابه بشائر الاسفار ( 1994م ) وغيرهم و في منهجك فإن كل هؤلاء متهمون بتهمة السبائية ويبدو انك تريد خصوص الباحثين الشيعة الذين عرضوا في بحوثهم العلمية ان التبشير بالنبي محمد (صلى الله عليه وآله) في الكتب الالهية السابقة مقترن بالتبشير بالاثني عشر ، وهو أمر يغيظك جدا وإذا كان الامر كذلك فلماذا تدعو للحوار إذن ؟
قوله : ولم يكن الشيعة الامامية قد حددوا الائمة بعدد محدود قبل القرن الرابع الهجري . وقد طلبت منك مرارا ان تقوم بالتأكد من أحاديث الاثني عشرية وصحة نسبتها الى أهل البيت قبل ان تقوم بتأييدها من الاسرائيليات .
أقول :
بحثنا دعواك ان الشيعة لم يكونوا يعرفون الاثني عشرية قبل القرن الرابع الهجري في الحلقة الاولى التي صدرت سنة 1417 هجرية وقدكرسناها للرد على كل شبهاتك حول الاثني عشرية ثم أثبتنا لك صحة نسبة الاحاديث الاثني عشرية الى أهل البيت وإلى النبي قبل ذلك ولم ترد بشيء وقد مضى على تلك الردود المنشورة ما يقرب من اربع سنوات !
قوله : ( وفي الحقيقة اني عاتب عليك جدا وأشكوك الى الله ، إذ أراك
ـ[194]ـ
تستخدم الحوار معي بصورة ملتوية ولاغراض سياسية وإعلامية علمها عند الله ، وذلك لاني كنت المبادر الى دعوتك للحوار حول موضوع المهدي ، قبل ان انشره ، في سنة 1992 وانتظرت مجيئك الى لندن عام 1995 وألححت عليك باللقاء فكنت تتهرب مني وتشترط التسليم في البداية بالفصل بين معنيي الامامة الخاص والعام ، قلت لك لنجلس ونبحث ، فرفضت اللقاءوتوسلت اليك ان تدلني على مواضع الخطأ في كتابي ، فقلت انا لا أرد على كتاب غير مطبوع ، ثم نشرت ردودك قبل ان اطبع الكتاب ، ومع ذلك لم تناقش الموضوع الرئيسي فيه والذي يشكل حجر الزاوية في الفكر الامامي الاثني عشري وهو وجود وولادة الامام الثاني عشر ، ونبهتك الى ذلك في رسالتي السابقة فوعدت في الحلقة الثالثة ان تفعل في المستقبل ، ولم تقم بذلك حتى الان . . ولا زلت تدور في الحواشي والجزئيات وتتهرب من مواجهة الموضوع الرئيسي )
أقول :
1 . ردودي عليك في حلقاتي الثلاث وفي هذه وهي الرابعة مستقيمة وواضحة حيث اني نهجت فيها جميعا منهجا واحدا وهو أني كنت اورد قولا لك منشورا في نشرتك الشورى أو في كتابك يعبر عنفكرة تامة وأشير الى موضعه في نشرتك أو كتابك ثم أعلق عليه بما تيسر لي من البحث والكلام العملي ، وأغراضها واضحة وقد وضحتها في مقدمة الحلقة الاولى حيث قلتُ في ص 15 ( إني أحاول في هذه الاوراق ان أختصر الرد وأيسره لطلاب الحقيقة وبخاصة وأن كثيرا منهم
ـ[195]ـ
لا يتسع وقته لمراجعة مطولات الكتب ولا مختصراتها ) وكان بإمكانك لو وجدت فيما رددت به عليك ثلمة ان ترد وقد مضى من الزمن ما يكفي .
2 . قولك ( كنت تتهرب مني ) مما يضحك الثكلى ، أما تذكر يوم دعاك الاستاذ الدكتور سعد جواد في الى بيته العامر في لندن سنة 1995لحضور اول محاضرة لي بعد قدومي مع مناقشة مفتوحة بعدهاولم تحضر الا بعد انتهاء المحاضرة والمناقشة وخروج أغلب المدعويين ووصلتَ ونحن في حال الخروج ولما دخلتَ لم نجلس وبقينا واقفين وتحدثنا قريبا من ثلث ساعة وفيها طلبت مني لقاء منفردا فأبيتُ ذلك وأصررتُ على اللقاء المفتوح وبحضور عدد واسع من الاخوة فكان جوابك ان الناس لا يتحملون صراحة الافكار وأتوقع منهم الاهانة فقلت لك انك أعلنت عن أفكارك وديسكات كتبك تتحرك في المجتمع والمفروض انك تتحمل ردود الفعل على أفكارك وبقيت الفكرة معروضة شهرين مدة وجودي في لندن وكنت تصر فيما بعد على عدد قليل وكنت أصر على العدد الكثير حيث كنت أحدس ان النقاش معك لا يجدي نفعا وانما اردتُ من حضور الكثرة آنذاك هو فائدتهم وشهادتهملا غير وقد تبين لي وللاخرين صدق حدسي بعد انسحابك من الحوار على شبكة هجر الثقافية الموقرة شهر رمضان المبارك سنة 1420 بعذر انك غير متفرغ لمواصلة الحوار على الرغم من انك طالب الحوار معهم .
ولست أدري كيف اتهرب منك وأنا أول من نشر ردوده عليك بصورة معلنة وصريحة ولا فخر ! .
ـ[196]ـ
3 . أما اشتراطي عليك الفصل بين معنيي الامامة فقد أخبرتك في وقته انك وقعت في خلل منهجي مركزي تحرك معك في كتبك الثلاثة وهو انك تنظر الى إمامة أهل البيت على انها مسألة سياسية حسب . بينما هما مسألتان الاولى كونهم حجاً إلهييين معصومين بعد النبي شهادتهم على الناس كشهادة النبي ومن تركهم ظل ومن أخذ بقولهم وتمسك بهم نجى . الثانية مسالة كونهم الاولى بالحكم بعد النبي اولوية اختصاص لا أولوية تفضيل . وقد مر تفصيل ذلك . وأذكر انني سألتك في احدى المكالمات الهاتفية بيني وبينك لما لا تقبل بالمنهج المذكور قلت إذا قبلت به فإن كتبي الثلاثة تنهار !!! والامر واضح وهو انك بنيتها على منهج خاطيء .
4 . لقد بقيتُ ملتزماً بكلمتي معك وهي انني قلت لك : فى وقته إنني لا أرد على كتاب غير منشور ، ولو راجعت الحلقة الاولى والثانية من كتابي شبهات وردود لوجدتهما ردا على نشرتك الشورى وليس على كتابك الذي لم تطبعه آنذاك ، أما الحلقة الثالثة فقد رددت فيها على كتابك بعد ان نشرته والذي لم تشر فيه الى ردودي عليك ! .
5 . الغريب انك حكمت على الشيعة الاوائل القائلين بالوصية بانهم أخذوا فكرة الوصية من عبد الله بن سبأ ثم حين ناقشتك في ابن سبأومصداقيته اصبحت المسألة عندك مسألة هامشية وجزئية !!! .
وحين ادعيت أن الشيعة في القرن الثالث لم يعرفوا الاثني عشرية وأثبت لك خطأ دعواك هذه أصبحت المسالة عندك مسألة هامشية وجزئية !!! .
ـ[197]ـ
وحين قلت ان روايات كثيرة في المصادر الشيعية تفيد ان الائمة لم يكونوا يعرفون إمامة الامام اللاحق بعدهم الا عند قرب وفاتهم وأثبت لك انك أخطأت في فهم الرواية أصبحت المسألة عندك مسالة هامشية وجزئية !!! .
وحين ادعيت أن الشيخ محمد بن علي بن بابويه الصدوق كان يشك بتحديد الائمة بإثني عشر وأثبت لك خطأ دعواك بنسبة الشك اليه بالعقيدة الاثني عشرية أصبحت المسالة عندك مسألة هامشية وجزئية .
وهكذا كل ما ناقشتك فيه من دعاواك في الحلقة الاولى والثانية والثالثة واثبت لك خطأك فيها اصبحت عندك مسألة هامشية وجزئية وحاشية !!! .
وليس من حقك تهميش هذه القضايا وقد سقتها واحدة بعد الاخرى لتبني تصورك السلبي عن التشيع الاثني عشري وقضاياه الاساسية .
والان بين يديك الحلقة الرابعة وقد اثبت لك خطأ دعواك : ان شيعة الحسن العسكري تفرقوا الى اربع عشرة فرقة وأن القائلين منهم بوجود المهدي بن الحسن العسكري هم شرذمة من اصحاب الحسن العسكري وليس جمهور اصحابه ، ولا بد انها ستصبح عندك بعد ذلك مسألة فرعيةوجزئية بإعتبارها متفرعة عن مسألة الامامة الالهية بعد النبي ككل والتي يجب بحثها أولا والفراغ منها قبل بحث مسألة وجود المهدي (عليه السلام)وفي هذه المرة يكون الحق معك ولا بد ان نبدأ ببحث الامامة اولا وقبل البدء لا بد ان نتفق على مرادنا من مصطلح الامامة وهو ما قلناه لك في
ـ[198]ـ
شهر رمضان لسنة 1416هـ الموافق سنة 1995 م . وقد بحثنا مسألة الامامة الالهية في الحلقة الثانية والثالثة من كتابنا شبهات وردود .
أخي أحمد الكاتب :
أحب أن أصارحك ان الجهد الذي بذلته شخصيا للرد على شبهاتك وبذله أخوة آخرون في كتابات ستظهر قريبا جزاهم الله تعالى عليها خير الجزاء ليس من أجل ان تغير تصوراتك الخاطئة عن إمامة أهل البيت (عليهم السلام) ، وذلك لانك لو أردت ان تصل الى الحقيقة فيها فقد كانت ميسرة لك حين كنت تعيش في عمق مصادر الشيعة وتراثهم الفكري ومن ثم لست بحاجة الى هذه الابحاث ، وهي ( أي الحقيقة ) ميسرة ايضا لغيرك ممن يعيش في عمق مصادر أهل السنة وتراثهم الفكري ، والسر في ذلك هو ان كتاب الله يدعو لها قبل ان يدعو لها تراث الشيعة كما ان حديث النبي (صلى الله عليه وآله) برواية أهل السنة يدعو لها قبل ان يدعو لها تراث الشيعة ، وفي حقبتنا المعاصرة قد انفتح على هذه الحقيقة اناس ممن ليسوا من أهلها أكثر ممن انغلق عليها من أهلها وقد انفتح كثير من هؤلاء لا بجهد خاص من شخص معين بل بجهدهم الخاص ومعاناتهم الخاصة و تفكيرهم الحر . وانت شخصيا / إن أردت الحقيقة / لست بجاجة الىأكثر من عودة الى ذاتك فأنت أعرف بها منا جميعا إقرأها من جديد بعد انسحابك من الحوار من شبكة هجر ، اقرأ معي قوله تعالى : (بَلْ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ *وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ) القيامة/14-15 وقوله تعالى حاكيا عن نبيه نوح (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَة مِنْ رَبِّي وَآتَانِي
ـ[199]ـ
رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ) هود/28 والشاهد قوله تعالى (فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ) أي فخفيت عليكم بسبب الموقف المسبق . ولنقرأ سوية المأثور من قول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : عباد الله ، زنوا أنفسكم من قبل أن توزنوا ، وحاسبوها من قبل أن تحاسبوا ، وتنفسوا قبل ضيق الخناق ، وانقادوا قبل عنف السياق ، واعلموا أنه من لم يعن على نفسه حتى يكون له منها واعظ وزاجر ، لم يكن له من غيرها لا زاجر ولا واعظ . . جعلك الله من أهل الحق وهداك له .
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .
ملاحظة :
لم أبعث له هذه الرسالة بسبب خروجه عن أدب الحوار .
إذ ان من ابسط هذه الاداب هو الثقة المتبادلة بين المتحاورين في النقل الحسي فيما يخصهما شخصيا حيث قلت للاستاذ الكاتب اني لم اكن المتحدث في المداخلة التي حملت اسمي بل المتحدث هو السيدحسين الكشميري وقلت له ارجع ودقق في صوت المتحدث بل بإمكانك ان تتصل بالسيد حسين الكشميري وتتأكد من ذلك ولكنه أجابني بقوله ( انك انت الذي كنت تتحدث ... وربما تكون قد وجدت الاجابة غير مناسبة وتحاول التهرب منها بالادعاء انها كانت لشخص غيرك ) .
أقول : لقد استعجل الاستاذ الكاتب وكوَّن حكما في هذه القضية
ـ[200]ـ
البسيطة قبل ان يستوعب الاتصال بمصادرها وهي ميسرة له فيتصل مثلا بالسيد حسين الكشميري في قم وهو شخص معروف ويسأل منه او يطلب بعض أحاديثي المسجلة الميسرة عند الاصدقاء في لندن ليقارن بين الصوتين وإنما اكتفى بمخزون ذاكرته عن صوتي وهو ضئيل جدا إذ لم تكن بيننا رفقة طويلة ولا قصيرة ولا حتى لساعتين وانما جرت مكالمة هاتفية بيننا ثلاث مرات ومرة حضر في بيت احدالاصدقاء في لندن ونحن على وشك الخروج فبقينا واقفين مدة ربع ساعة تقريبا نتحدث ومرة أخرى استمع فيها الى محاضرتي في قاعة المجلس الاعلى في لندن وذلك سنة 1995 ، ثم بعد خمس سنوات يسمع صوتا مقرونا باسمي في مداخلة كان المقدر ان اتكلم فيها شخصيا ولكن الذي حصل هو اني لم اتكلم بل تكلم فيها غيري لملابسة حصلت (1) ولم يصدق بإخباري له في رسالة انني لست المتحدث في تلك المداخلة .
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كان معي في مكان مشاهدة المقابلة سماحة الشيخ الاصفي وسماحة الشيخ الكوراني وسماحة السيد كمال ا لحيدري وسماحة السيد رياض الحكيم مدير مكتب آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم وفضيلة الاستاذ جواد علي كسار وكانوا شاهدين لواقعة ظهور اسمي على شاشة التلفزيون وحديث غيري . وكان سر الالتباس الذي حصل هو اني وبعض الاخوة كنا في بيت وقد أعطيت رقم تلفون هذا البيت لمنسق المداخلات ثم حصل عطل في جهاز التلفزيون فغادرنا المكان الى مكان آخر حرصا على متابعة المقابلة وبعد خروجنا أصلح العطل الدي كان بسيطا ولم نلتفت اليه وجاء السيد حسين الكشميري وآخرين الى هذا المكان واتصلت قناة الجزيرة بعد ذلك بهذا البيت ولم يشأ السيد الكشميري ان يضيع الفرصة وتكلم وغفل عن التنبيه في نهاية المداخلة انه ليس السيد سامي البدري .
ـ[201]ـ
وإذا كان الرجل يتعامل مع قضية بسيطة لا يفصل بينه وبين مصادرها الا دقائق أو ساعات بمثل هذه الروح والمنهج ، فكيف سيكون تعامله مع قضايا اكثر تعقيدا والفاصل الزمني بينه وبينها يزيد على الالف سنة ؟ انها نفس الروح بل اعمق الم يحكم بكذب السفراء الاربعة ونسب اليهم انهم اختلقوا القول بوجود ولد للحسن العسكري وجعلوه الامام الثاني عشر ، وتجاوز بذلك جمهور الشيعة الذين كانوا يتعاملون حسيا مع هؤلاء النواب ويرون استقامتهم وامانتهم وثقة الماضين من الائمة بهم ؟ .