دفع شيعة العراق الثمن غاليا
أيام طاغية بغداد في تاريخنا المعاصر
وفي مرحلتنا الراهنة ، وعلى عهد طاغية العراق المعاصر ، عاش الشيعة محنة لا تقل عن سائر المحن التي مرّوا بها ، وسجل التاريخ من جرائم هذا الطاغية بحق شيعة العراق ما لا يقل عن جرائم أسلافه معاوية ويزيد والحجاج والمنصور ، بدءاً بتهجير الآلاف من الشيعة على وجبتين الأولى سنة 1970 ، والثانية سنة 1980 .
ثم منعه للمواكب الحسينية .
ثم تتبعه للمؤمنين والعلماء سجناً وقتلا .
ثم التعتيم على ذكر علي عليه السلام ، وأهل بيته عليهم السلام ، حيث ينبغي في كتب المناهج المدرسية . فقد أمر بتاليف كتاب يتحدث عن تاريخ العراق منذ أيام السومريين والبابليين إلى اليوم في سبعمائة صفحة ، ليدرس في الجامعات ، وقد ذكر حمورابي بعدة صفحات ونبوخذ نصر بعدة صفحات ، وكذلك الحال مع المنصور والرشيد ، غير أنه لما ذكر عليا عليه السلام لم يذكره إلا بسطر ونصف في موضع كان من المفروض أن يترجم له بما يتناسب وأثره في تاريخ العراق أما الحسن بن علي عليه السلام وقد عاش العراقيون في ظله اروع عهد من الأمان والنشاط العلمي وكذلك الإمام الصادق ع حيث يتنمي شيعة العراق إلى مدرسته وعُرِفوا بالجعفرية ولم يذكر بحرف واحد (1).
ثم تصفية رجالات ، ومؤسسات الشيعة بما لو أسهبنا فيها لضاقت مجلدات عن استيعابه وبيانه .
وقد كشفت القبور الجماعية عن غيض من فيض من المعاناة التي عاناها شيعة أهل البيت عليهم السلام في العراق ، حين سُجنوا وحرِّقوا وذُوِّبوا في أحواض التيزاب ، وحين أُرعبت نساؤهم وأطفالهم ، وحين اصطبغت الأرض بدمائهم.
|