المقدمة

المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله الطاهرين

قارئي الكريم بين يديك المجموعة الأولى من البحوث عن الأمام الحسين (عليه السلام) ويليها انشاء الله تعالى مجموعة ثانية أعتبرها حصيلة عهد تمَّ بيني وبين نفسي عندما اقتربت من العشرين حيث عزمت على أن أتعامل مع موسم المحرم وبخاصة الأيام العشرة الأولى على أنها موسم تفكير وبحث في قضية الحسين (عليه السلام) وآثارها الفكرية والسياسية والاجتماعية التي امتدت إلى أربعة عشر قرناً تقريباً وإلى ما شاء الله ، ويكفينا ما يمكن تسميته بالظاهرة الحسينية التي يشهدها المسلمون كل عام وبدأ يشهدها العالم كله من خلال انتشار الشيعة في العالم ومن خلال القنوات الفضائية التي تبنت نشر بعض أخبارها في الموسم نفسه ، فان أي مشاهد لما يبديه الشيعة يوم العاشر من المحرم من مظاهر الحزن والتفاعل العميق مع الحدث الذي مضى عليه أربعة عشر قرناً تقريباً يفرض عليه أن يفكر ويتساءل عن سر هذا الارتباط ودوافعه وبالتالي لا بد من البدء بدراسة الحدث وكما ترويه كتب التاريخ ثم تقييم الظاهرة بعد ذلك وما تكشف عنه من حقائق .

إن المجموعة الأولى من البحوث استهدفت دراسة الحدث الحسيني وأحسبني أنني أثرت بعض الأفكار الجديدة على الرغم من كثرة البحوث التي أنجزت من باحثين قبلي وأنا على يقين أن الباب سيبقى مفتوحا للجديد في هذا الموضوع . لقد استهدفت أساساً أن أسلط الضوء على الأثر الفكري للحركة الحسينية الذي كان انبعاثا لتراث النبوة الخاتمة من جديد بعد أن بذل الأمويون كل جهدهم لتحريفيه حيث فرّغوا الإسلام من محتواه الأصيل واستبدلوه بكذب في الطعن على علي (عليه السلام) ليس فقط لتغييب إمامته الدينية بل لتحويله إلى رمز للإلحاد يلعن ويتبرأ منه، وفي قباله يكون القائد إلى الله الذي تكون طاعته قربى وزلفى تقود إلى الجنة هم بنو أمية، وقد تناولت بحوث الكتاب هذه المسألة بشكل تفصيلي وأثبتت انبعاث التراث النبوي الصحيح من جديد بنهضة الحسين(عليه السلام) وأن شهادته كانت الباب الأوسع لكي يكتمل انبعاث ذلك التراث وتنكشف تلك الضلالة ويكون رموزها موضع لعن وبراءة إلى يوم الدين .

أما المجموعة الثانية فهي لا تدخل ضمن هذه ا لسلسلة من البحوث التاريخية وإنما هي بحوث تتصل بعلم الأديان المقارن والعقيدة الإسلامية والفكر الإسلامي من قبيل : بحث خبر الحسين (عليه السلام) في القرآن والتوراة والإنجيل، بحث مجالس العزاء الحسيني تأسيس إلهي ، بحث الظاهرة الحسنية قراءة دلالية ، بحث النهضة الحسينية رؤى وتقييم ، وغيرها من البحوث وهي ناجزة أرجو أن تجد طريقها إلى النور قريبا.

وأود أنّ أبيّن للقارئ الكريم أنّ هذا الجهد الذي يراه كما هو كان جاهزاّ للطبع قبل أربع سنين تقريباً غير أني كنت أرغب في مراجعته لاستكمال النقص في بعض فصوله التي سوف يلتفت القارئ إلى أنها بحاجة إلى استيعاب أكثر وتنظيم أدق، ولكني رأيت أنني لو بقيت أسيراً لهذه الرغبة فإن الكتاب سوف لن يشق طريقه إلى النور .

وأخيرا لا يفوتني أن أشكر ولدي وقرة عيني السيد حسين على همته في إخراج هذا الكتاب إلى النور .

صفحة مكتب العلامة المحقق السيد سامي البدري