الباب الرابع : آثار نهضة الحسين (عليه السلام) وشهادته
الفصل الثالث : إعادة انتشار أحاديث النبي (ص) في أهل بيته (ع) والروايات الصحيحة في السيرة والتاريخ

روايات عبد الله بن الحارث بن نوفل ت84 :

السنن الكبرى 5/151 أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى قال: حدّثنا عليّ بن ثابت قال: حدّثنا منصور بن أبي الأسود عن يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عبد الله بن الحارث عن جده عن عليّ قال: مرضت فعادني رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فدخل عليّ وأنا مضطجع، فاتكأ إلى جنبي، ثم سجاني بثوبه، فلما رآني قد هديت قام إلى المسجد يصلي، فلما قضى صلاته جاء فرفع الثوب عني وقال: قم يا عليّ !فقد برئت، فقمت كأنما لم أشتك شيئا قبل ذلك، فقال: ما سألت ربي شيئا في صلاتي إلا أعطاني وما سألت لنفسي شيئا إلا وقد سألت لك.

خالفه جعفر بن زياد الأحمر فقال: عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن عليّ.

أقول: في كتاب السنة لبقي بن مخلد /1323عن محمّد بن عبد الرحيم أبي يحيى وسليمان بن عبد الجبار قالا: حدّثنا عليّ بن قادم عن جعفر بن زياد الاحمر عن يزيد بن زياد عن عبد الله بن الحارث … وفي آخره قال(صلى الله عليه وآله): الا أعطانيه، الا انه قال لي: لا نبي بعدك. قال القاضي: لا أعرف في فضيلة عليّ حديثا أفضل منه.

مصنف أبن أبي شيبة 7/ 503 معاوية بن هشام قال : ثنا عمار عن الأعمش عن المنهال عن عبد الله بن الحارث عن عليّ قال: انما مثلنا في هذه الامة كسفينة نوح وكباب حطة في بني اسرائيل.

تاريخ الطبري 2 /320: حدّثنا أبن حميد قال: حدّثنا سلمة قال: حدّثني محمّد بن إسحاق عن عبد الغفار بن القاسم عن المنهال بن عمروعن عبد الله أبن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عن عبد الله بن عبّاس عن عليّ بن أبي طالب قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله ص: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَْقْرَبِينَ) دعاني رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال لي: يا عليّ إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعا وعرفت أني متى أباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمت عليه حتّى جاءني جبرئيل فقال: يا محمّد إنك إلا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك، فاصنع لنا صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة واملأ لنا عسا من لبن ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتّى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به ففعلت ما أمرني به. ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أوينقصونه فيهم أعمامه: أبوطالب وحمزة والعباس وأبولهب، فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به فلما وضعته تناول رسول الله(صلى الله عليه وآله) حذية من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة. ثم قال: خذوا بسم الله فأكل القوم حتّى ما لهم بشيء حاجة وما أرى إلا موضع أيديهم وأيم الله الذي نفس عليّ بيده وإن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم. ثم قال: اسق القوم فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتّى رووا منه جميعا وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله فلما أراد رسول الله(صلى الله عليه وآله) أن يكلمهم بدره أبولهب إلى الكلام فقال: لهد ما سحركم صاحبكم فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال: الغد يا عليّ إن هذا الرجل سبقني إلى ما قد سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلمهم فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم أجمعهم إلي. قال: ففعلت ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقربته لهم ففعل كما فعل بالأمس فأكلوا حتّى ما لهم بشيء حاجة. ثم قال: اسقهم! فجئتهم بذلك العس فشربوا حتّى رووا منه جميعا ثم تكلم رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم قال: فأحجم القوم عنها جميعا وقلت وإني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي ثم قال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا. قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لأبنك وتطيع (1).

المعجم الكبير 22/405 حدّثنا محمّد بن حيان المازني ثنا كثير بن يحيى ثنا سعيد بن عبد الكريم بن سليط وأبوعوانة عن داود بن أبي عوف أبي الجحاف عن عبد الرّحمن بن أبي زناد أنه سمع عبد الله بن الحارث بن نوفل يقول: ثنا أبوسعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم دخل على فاطمة ذات يوم وعليّ نائم وهي مضطجعة وأبناؤها إلى جنبها فاستسقى الحسن فقام رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلى لقحة، فحلب لهم فأتى به، فاستيقظ الحسين فجعل يعالج أن يشرب قبله حتّى بكى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن أخاك استسقى قبلك فقالت فاطمة: كأنّ الحسن آثر عندك؟ قال: ما هوبآثر عندي منه وإنما هما عندي بمنزلة واحدة وإني وإياك وهما وهذا النائم لفي مكان واحد يوم القيامة.

______________________________________

(1) تاريخ الطبري 2/321.

صفحة مكتب العلامة المحقق السيد سامي البدري