المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
الباب الرابع : بحوث تطبيقية
الفصل الثالث : دراسة روايات سيف بن عمر في قتل عثمان
جاء بحث العلامة الاميني رحمه الله
أورد الاميني رحمه الله في الجزء الثامن (84ـ85)
قال العلامة الأميني رحمه الله :
وأما حديث قول عمر : (ياسارية الجبل الجبل) . فقد قال السيد محمد بن درويش الحوت في أسنى المطالب ص 265 : هو من كلام عمر قاله على المنبر حين كشف له عن سارية وهو بنهاوند من أرض فارس ، روى قصته الواحدي والبيهقي بسند ضعيف وهم في المناقب يتوسعون . انتهى .
قال رحمه الله : كنا نرى السيد ابن الحوت غير منصف في حكمه على الحديث بالضعف وإنه كان حقا عليه الحكم بالوضع إلى أن أوقفنا السير على تصحيح ابن بدران (المتوفى 1346) إياه فيما علق عليه في تاريخ ابن عساكر 6 ص 46 بعد ذكر الحديث من طريق سيف بن عمر ، فوجدنا ابن الحوت عندئذ انه جاء باحدى بنات طبق في حكمه ذلك .
ما أجرأ ابن بدران على هذا التمويه والدجل ؟
أليست بين يديه أقوال أعلام قومه حول سيف بن عمر ؟
أم ليسوا اولئك الحفاظ رجال الجرح والتعديل في كل إسناد ؟
قال ابن حبان : كان سيف بن عمر يروي الموضوعات عن الاثبات . وقال : قالوا : إنه كان يضع الحديث واتهم بالزندقة .
وقال الحاكم : اتهم بالزندقة وهو في الرواية ساقط .
وقال ابن عدي : بعض أحاديثه مشهورة وعامتها منكرة لم يتابع عليها . وقال ابن عدي : عامتها منكر .
قال البرقاني عن الدارقطني : متروك .
وقال ابن معين : ضعيف الحديث فليس خير منه .
وقال أبوحاتم : متروك الحديث يشبه حديثه حديث الواقدي .
وقال أبو داود : ليس بشيء وقال النسائي : ضعيف .
وقال السيوطي : وضاع وذكر حديثا من طريق السري بن يحيى عن شعيب بن ابراهيم عن سيف فقال : موضوع ، فيه ضعفاء أشدهم سيف .
راجع ميزان الاعتدال 1 : 438 ، تهذيب التهذيب 4 : 295 ، اللآلى المصنوعة 1 : 199157 ، 429 .
وفي صـ (138 ـ141) علق العلامة الأميني رحمه الله على ما رواه الطبري عن السري عن شعيب عن سيف في قصة القماذبان بن الهرمزان قائلا :
السري هو ابن عاصم الهمداني نزيل بغداد 285هجـ وقد ادرك ابن جرير الطبري شطرا من حياته يربو على ثلاثين سنة كذبه ابن خراش ووهاه ابن عدي ...
وشعيب هو ابن ابراهيم الكوفي المجهول .
وسيف بن عمر راوي الموضوعات المتروك الساقط المتسالم على ضعفة المهتم بالزندقة كما مرت ترجمته في صـ 86 .
______________________
(1) ولد رحمه الله في تبريز سنة 1320 وتوفي سنة 1390 هجرية . درس في تبريز ثم غادرها الى النجف الاشرف . اسس مكتبة الامام امير المؤمنين عليه السلام العامة في النجف كتب نجله الشيخ رضا الاميني دراسة عن حياته طبعت في اول الطبعة الرابعة من كتاب الغدير . من مؤلفاته الخالدة كتابه الغدير في احد عشر مجلداطبع عدة مرات على الاوفست ثم طبع أخيرا محققا في احد عشر مجلدا من قبل مركز الغدير في قم .
(2) ظهر كتاب الغدير للعلامة الاميني بعد صدور كتاب الفتنة الكبرى لطه حسين ، وفي الجزء الثامن المطبوع سنة (1950م)والتاسع المطبوع سنة (1951م)بحوث متفرقة حول سيف بن عمر وعبد الله بن سبأمع اشارة الى موافقته رحمه الله مع رأي طه حسين في كتابه (الفتنة الكبرى) وقد نقل منه ما يزيد على الصفحتين .
(3) ظهرت الطبعة الاولى منه سنة 1950 .