المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
الباب الرابع : بحوث تطبيقية
الفصل الرابع : دراسة روايات سيف بن عمر في الفتوح

خلاصة بحوث العلامة العسكري في رويات سيف

قال العلامة العسكري : اختلق سيف بن عمر في رواياته أكثر من خمسين ومائة صحابىّ لرسول الله صلى الله عليه وآله نشرنا دراسات مفصّلة عن ثلاثة وتسعين منهم في المجلّدين الأوّل والثاني من كتاب (خمسون ومائة صحابىّ مختلق) جعل سيف تسعة وعشرين منهم من قبيلته تميم ، اختلق لهم أخبارا في الفتوح وكثيرا من المعجزات والشعر ورواية الحديث غيرأن الله سبحانه وتعالى لم يخلق أشخاصهم ولا شيئا من أخبارهم ، بل اختلقهم سيف جميعا ، كما اختلق عشرات الرواة وروى عنهم أخباره ، وقد نشرنا ، في جزأي (عبد الله بن سبأ) و(خمسون ومائة صحابىّ مختلق) دراسات عن نيف وسبعين راويا منهم ، تتبّعنا في حدود قدرتنا روايات سيف عنهم فوجدنا لراو واحد منهم والذي سمّاه محمد بن سواد بن نويرة 216 رواية ، ومنهم من روى عنه أقلّ من ذلك ، إلى رواية واحدة .

وكذلك اختلق شعراء للعرب وقادة للفرس والرومان وأراضي في البلاد الإسلامية وغيرها ، وحرّف سني الحوادث التأريخية ، كما حرّف أسماء أشخاص ذكروا في التأريخ الإسلامي ، ونشر الخرافات بين المسلمين في ما اختلق منها في أحاديثه واختلق حروبا في الردّة والفتوح لم تقع ، وذكر مئات الاُلوف ممّن قتلهم المسلمون قتلا فظيعا في تلك الحروب ممّا لم يكن شى منها ، وأشاع فيماوضع واختلق أنّ الإسلام انتشر بحدّ السيف ، وقد بيّنا زيفها في أوّل الجزء الثاني من كتابنا (عبد الله بن سبأ) .

انتشرت رواياته الموضوعة في أكثر من سبعين مصدرا  (1) من كتب الحديث والتأريخ والأدب وغيرها من مصادر الدراسات الإسلامية بمدرسة الخلفاء انتشر فيها ما روى سيف واختلق منذ عصر الرسول صلى الله عليه وآله حتّى عصر معاوية ، وكان أكثر من أخذ عنه الطبري في تأريخه وروى عنه أمثال الأخبار  (2) الاَّتية :

أ . مسير الجيش على ماء البحر من الساحل إلى دارين مسيرة يوم وليلة لسفن البحريمشون على مثل رملة ميثاء فوقها ماء يغمر أخفاف الإبل .

ب . تكليم الأبقار لعاصم بن عمرو التميمي الصحابي المختلق في حرب القادسية بلسان عربي فصيح . وإنّ بكيرا قال لفرسه أطلال عند نهر أراد أن يعبره بعدئذ : (ثبي أطلال)فنطقت وقالت : (وثبا وسورة البقرة) أي أنّها أقسمت بسورة البقرة ثمّ وثبت ! ! !

ج . إنشاد الجنّ الشعر في فتح القادسية وثناؤهم على موقف تميم في الحرب .

د . فتح السوس بضرب الدجال باب السوس برجله وقوله : (انفتح بظار) .

هـ . تكلّم الملائكة على لسان الأسود بن قطبة التميمي في فتح بهرسير .

ومن تأريخ الطبري انتشرت أكاذيب سيف في كتب التأريخ الإسلامي التي اُلّفت بعده إلى عصرنا الحاضر كما سنشير إلى بعض ذلك فيما يأتي .

______________________

(1) ذكر العلامة العسكري أسماء أكثرها في أوّل الجزء الأوّل من كتاب (خمسون ومائة صحابىّ مختلق) والهوامش الاتية من كتابه .

(2) راجع أخبارها في ذكر فتح دارين والقادسية والسوس وبهرسير ودراسة مقارنة لأخبار سيف هذه بروايات صحيحة لغيره في كتاب (خمسون ومائة صحابي مختلق) الجزء الأوّل بتراجم عفيف بن المنذر وعاصم بن عمرو والأسود بن قطبة من الصحابة الذين اختلقهم سيف ابن عمر التميمي من قبيلته تميم .

صفحة مكتب العلامة المحقق السيد سامي البدري