المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
الباب الرابع : بحوث تطبيقية
الفصل الرابع : دراسة روايات سيف بن عمر في الفتوح

انتشار أحاديث سيف من تأريخ الطبري إلى كتب التأريخ وسببه

قال ابن الأثير في مقدّمة تأريخه الكامل : إنّي قد جمعت في كتابي هذا ما لم يجتمع في كتاب واحد ، فابتدأت بالتأريخ الكبير الذي صنّفه الإمام أبو جعفر الطبري ، إذ هو الكتاب المعوّل عند الكافّة عليه والمرجوع عند الاختلاف إليه ... فلمّا فرغت منه أخذت غيره من التواريخ المشهورة فطالعته وأضفت إلى ما نقلته من تأريخ الطبري ما ليس فيه ... إلاّ في ما يتعلّق بما جرى بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فإنّي لم اُضف إلى ما نقله أبو جعفر شيئا إلاّ في ما فيه زيادة بيان أو اسم إنسان ، أو ما لا يطعن على أحد منهم في نقله ، على أنّي لم أنقل إلاّضمن التواريخ المذكورة والكتب المشهورة ممّن يعلم صدقهم في ما نقلوه وصحّة مادوّنوه ...  (1) .

وقال ابن كثير بعد انتهائه من ذكر أخبار الصحابة في الردّة والفتوح والفتن : هذا ملخّص ما ذكره ابن جرير الطبري ; عن أئمة هذا الشأن ، وليس في ماذكره أهل الأهواء من الشيعة وغيرهم من الأحاديث المختلقة على الصحابة والأخبار الموضوعة التي ينقلونها بما فيها  (2) .

وقال ابن خلدون : هذا آخر الكلام في الخلافة الإسلامية وما كان فيها من الردّة والفتوحات والحروب ثمّ الاتّفاق والجماعة ، أوردتها ملخّصة عيونها ومجامعها من كتب محمد بن جرير الطبري وهو تأريخه الكبير ، فإنّه أوثق ما رأينا في ذلك وأبعد عن المطاعن والشبه في كبار الاُمّة من خيار الاُمّة وعدولهم من الصحابة والتابعين  (3) .

______________________

(1) ابن الاثير : تاريخ ابن الاثير ، ط . مصر سنة 1348 هـ ، 1 / 5 .

(2) ابن الاثير : تأريخ ابن كثير : 246 .

(3) ابن خلدون : تأريخ ابن خلدون 2 / 457 .

صفحة مكتب العلامة المحقق السيد سامي البدري