المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
الباب الرابع : بحوث تطبيقية
الفصل الرابع : دراسة روايات سيف بن عمر في الفتوح
تخيّل سيف طاهر بن أبي هالة التميمي من اُمّ المؤمنين خديجة وربيب رسول الله صلى الله عليه وآلهوعامله في حياته ، وذكر من أخباره في عصر أبي بكر إبادته للمرتدّين من عك والأشعرين ومن أحاديث سيف استخرجوا ترجمته وذكروه في عداد الصحابة في كلّ من الاستيعاب ومعجم الصحابة واُسد الغابة وتجريد أسماء الصحابة والإصابة وغيرها ، وكذلك ترجم في معجم الشعراء وسير النبلاء .
وذكر خبره في تواريخ الطبري وابن الأثير وابن كثير وابن خلدون وميرخواند .
واعتمد (شرف الدين) على هذه المصادر وذكر اسم طاهر في عداد أسماء الشيعة من أصحاب علىّ في كتابه (الفصول المهمّة) .
واعتمادا على أخبار سيف ترجم البلدانيون (الأعلاب) و(الأخابث) في عداد الأماكن مثل الحموي في معجم البلدان وعبد المؤمن في مراصد الاطلاع . روى سيف أخبار طاهر في خمس من رواياته في أسانيدها خمس رواة اختلقهم باسم سهل عن أبيه يوسف السلمي وعبيد بن صخر بن لوذان وجرير ابن يزيد الجعفي وأبي عمرو مولى طلحة .
ولم يكن وجود لردّة عك والأشعرين .
ولم يخلق الله أرضا باسم الأعلاب والأخابث .
ولا صحابيّا شيعيّا ربيبا لرسول الله صلى الله عليه وآله من اُمّ المؤمنين خديجة اسمه طاهر بن أبي هالة .
ولم تقع حرب الإبادة لعك والأشعرين المرتدّين كما تخيّلها سيف ، ولا الرواة الذين روى عنهم أخبار طاهر وردّة عك والأشعرين والأخابث .
اختلق سيف الردّة ، وحربها ، والأراضي ، والشعر ، وكتاب أبي بكر ، والصحابىّ طاهروالرواة ، ووصل من خلالها إلى هدفه أنّ الناس ارتدّوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله عامّة عدا طاهر قريش وثقيف ، وهكذا حاربهم المسلمون حرب إبادة ، وقد ناقشنا كلّ هذه الأخبار وأسانيدها في ترجمة من سمّاه بطاهر بن أبي هالة في الجزء الأوّل من كتاب (خمسون ومائة صحابىّ مختلق) .
كانت هذه إحدى حروب الردّة التي اختلقها سيف ، وممّا اختلق من حروب الردّة واختلق أخبارها ، ما سمّاه بردّة طى وردّة اُمّ زمل وردّة أهل عمان والمهرة وردّة اليمن الاُولى وردّة اليمن الثانية .
اختلق ارتداد تلك القبائل والبلاد وحروبها وحروب ردّة اُخرى زعم أنّهاوقعت في عصر أبي بكر ، كذب فيها جميعا . وكذب وافترى في ذكر عدد من قتل في تلك المعارك وذكر تهاويل مزعومة سوّد بها وجه التأريخ الإسلامي الناصع ، وكذلك فعل في أخبار الفتوح حيث ذكر معارك لم تقع ، وقتلا وإبادة من قبل جيوش المسلمين لم يكن لهما وجود في التأريخ بتاتا كالآتي ذكرهما :