المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
الباب الرابع : بحوث تطبيقية
الفصل الرابع : دراسة روايات سيف بن عمر في الفتوح
قال سيف في خبر الأخابث من عك : كان أوّل من انتفض بتهامة العك والأشعرون لمّا بلغهم نبأ وفاة النبي صلى الله عليه وآله تجمّعوا وأقاموا على الأعلاب (طريق الساحل) فكتب بذلك طاهر إلى أبي بكر ، فسار إليهم مع مسروق العكّي حتّى التقى بهم فاقتتلوا ، فهزمهم الله وقتلوهم كل قتلة ، وأنتنت السبل لقتلهم ، وكان مقتلهم فتحا عظيما .
وأجاب أبو بكر طاهرا من قبل أن يأتيه كتابه بالفتح : (بلغني كتابك تخبرني فيه مسيرك واستنفارك مسروقا وقومه إلى الأخابث بالأعلاب ، فقد أصبت ، فعاجلوا هذا الضرب ولا ترفهوا عنهم ، وأقيموا بالأعلاب حتّى يأتيكم أمري) . فسمّيت تلك الجموع ومن تأشب إليهم إلى اليوم الأخابث ، وسمّي ذلك الطريق طريق الأخابث ، وقال في طاهر بن أبي هالة :
ووالله لولا الله لا شى غيره لما فضّ بالأجراع جمع العثاعث
فلم ترَ عيني مثل يوم رأيته بجنب صحار في جموع الأخابث
قتلناهم ما بين قُنّة خامر إلى القيعة الحمراء ذات النبائث
وفئنا بأموال الأخابث عنوة جهارا ولم نحفل بتلك الهثاهث
قال : وعسكر طاهر على طريق الأخابث ، ومعه مسروق في عك ينتظر أمرأبي بكر .
قال العسكري : أدار سيف خبر ردّة عك والأشعرين على من تخيّله طاهر بن أبي هالة ، فمن هو طاهر في أحاديث سيف ؟