المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
الباب الرابع : بحوث تطبيقية
الفصل الرابع : دراسة روايات سيف بن عمر في الفتوح
أشاع سيف في ما اختلق من أخبار حروب الردّة والفتوح بأنّ الإسلام انتشرعلى وجه الأرض بحدّ السيف وإراقة الدماءوممّا اختلق باسم حروب الردّة ، الأكاذيب والتهويلات الاَّتية :
مهّد سيف لما أراد أن يذكر في حروب الردّة من تهويلات بما روى في روايات قصيرة له أوردها الطبري في أوّل أخبار الردّة ، قال سيف فيها :
(كفرت الأرض وتضرّمت نارا ، وارتدّت العرب من كلّ قبيلة خاصّتها وعامّتها إلاّ قريشا وثقيفا) . ثمّ ذكر ارتدادا في غطفان وامتناع هوازن من دفع الصدقة ، واجتماع عوام طى وأسد على طليحة ، وارتداد خواصّ بني سليم ، وقال : (وكذلك سائر الناس بكلّ مكان) وقال : (وقدمت كتب اُمراء النبىّ من كلّ مكان بانتقاض القبائل خاصّتها ، أو عامّتها) .
ونقل الخبر كذلك ابن الأثير وابن خلدون بتأريخيهما ، ونقله ابن كثير بالمعنى حيث قال في تأريخه
(ارتدّت العرب عند وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ما خلا أهل المسجدين مكّة والمدينة) .
ثمّ ذكر سيف في ما اختلقه من حروب الردّة كيف أرجع المرتدّون إلى الإسلام بحدّ السيف كما زعمه الزنديق في رواياته ومن أمثلة ما روى في حروب الردّة ما سمّاها بحرب الأخابث كالآتي :
______________________
(1) ابن كثير : البداية والنهاية (صلى الله عليه وآله) / 312 .