المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين محمد وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين .
مجموعة البحوث التي بين يديك قارئي الكريم هي حصيلة معاناة في تدريس مادة (التاريخ) في معاهد الحوزة العلمية في قم المشرفة
احتوى الكتاب على اربعة ابواب رئيسية هي :
تناول الفصل الاول منها بحثا حول مصطلح التاريخ والسيرة .
وتناول الفصل الثاني اهداف دراسة السيرة النبوية .
وتناول الفصل الثالث تحريف سيرة الانبياء السابقين .
وتناول الفصل الرابع وقوع التحريف في اخبار سيرة النبي الخاتم صلى الله عليه وآله ، وقد قدمت فيه نماذج من الاخبار المحرفة التي ترسم صورتين متناقضتين للنبي صلى الله عليه وآله ثم درست في الفصل الخامس اهم العوامل التي أدت الى التحريف وختمت الباب بالفصل السادس الذي كرسته للحديث عن الأثر الذي ينجم عن وجود مثل تلك الاخبار في تاريخنا الاسلامي سواء في تشويش الرؤية للاسلام وتاريخ الاسلام او في استفادة خصوم الاسلام من المستشرقين للطعن بالاسلام وغير ذلك .
تناول الفصل الاول منهما المنهج في علم التاريخ بشكل عام .
وتناول الفصل الثاني المصادر الاسلامية في السيرة والتاريخ بشكل عام وأصول العمل التحقيقي فيها والهدف منه ، وتعرضت فيه لضياع اغلب الاصول وبقاء الموسوعات والجوامع ومن ثم ضرورة تحليل هذه الموسوعات والجوامع إلى مصادرها واصولها التي استمدت منها لدراستها وتقييمها .
تناولت الفصول الاربعة الاولى منها تعريفا بـ (موسوعة شرح نهج البلاغة) ومؤلفها ابن ابي الحديد والموسوعات والاصول التاريخية التي استمد منها اخباره ورواياته وبيان موارد استفادته منها ثم ترجمة مختصرة لمؤلفيها وهي المادة الاساسية للباب .
وتناول الفصل الخامس المصنفين الاوائل من الشيعة في السيرة والتاريخ وعرضت بالتفصيل لترجمة اثنين منهم وهم ابان بن تغلب وأبان الاحمر .
وتناول الفصل السادس تاريخ التدوين عند المسلمين والتأثير السياسي عليه .
اخترت في هذا الباب أربعة نماذج من البحث التحقيقي التاريخي لأربعة من اعلام الشيعة المعنيين بالتحقيق التاريخي في القرن الرابع عشر الهجري وهم :
العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين رحمه الله ، اخترت من بحوثه بحثه حول (ابي هريرة) .
ثم العلامة الشيخ محمد تقي التستري رحمه الله ، اخترت من بحوثه الرجالية بحثه حول ابن عباس وأموال البصرة .
وتعتبر كلتا الدراستين نموذجا لدراسة الصحابة الذين تحملوا الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله .
ثم العلامة الشيخ عبد الحسين الأميني رحمه الله اخترت من بحوثه بحثه حول مقتل عثمان .
ثم العلامة السيد مرتضى العسكري أطال الله عمره اخترت من بحوثه بحثه حول القعقاع بن عمرو .
وكلا الدراستين تعتبران نموذجا لدراسة الموسوعات التاريخية والأصول التي استمدت منها ، وقد انصب جهد العلامة الأميني رحمه الله غالبا على دراسة روايات سيف في مقتل عثمان والحوادث التي ارتبطت بها ، أما العلامة العسكري فقد انصبت جهوده في دراساته المنشورة حول سيف بن عمر على دراسة رواياته في الفتوح والردة .
كما أشرت في بداية هذا التمهيد ان الأصل في بحوث هذا الكتاب اريد لها ان تعرِّف طالب العلم في حوزاتنا الدينية على مبررات النقد التاريخي لمصادر التاريخ الإسلامي ومنهج البحث العلمي فيها مضافا الى ذلك تعريفه بالمصادر التاريخية الإسلامية مع نماذج من البحوث التطبيقية ، وقد حاولت ان أحافظ على هذا الهدف في فصوله وبحوثه ، ومن هنا تفاوتت أبواب الكتاب وفصوله من حيث الجهد المبذول فيها من قبلي بين التأليف المباشر وبين الإقتباسوالامر كذلك في تراجم أصحاب الموسوعات التي ضمها الكتاب جاء بعضها تأليفا ودراسة كما في تراجم الطبري والخطيب البغدادي وابن ابي الحديد وابن واضح الكاتب العباسي وغيرهم ، وجاء بعضها اقتباسا كما في تراجم الكثير من اصحاب الأصول والموسوعات التاريخية . ومن الجدير ذكره في هذه التراجم انني اعتمدت غالبا على سير اعلام النبلاء للذهبي وهوامش الطبعة المحققة .
وأخيرا لا يفوتني أن أنوّه بالجهد العلمي الذي بذله معي ولدي وقرّة عيني السيد حسين حيث استخرج لي مصادر ابن أبي الحديد التاريخيّة بكل أخبارها من شرح النهج ، أسأل الله تعالى أن يأخذ بيده وينفع به إنه سميع مجيب .
سامي البدري
قم المشرفة
رجب الاصب 1422
______________________
(1) وهي : معهد الدراسات الاسلامية التابع لاية الله السيد محمود الهاشمي (1405-1408) ومعهد الامام الصادق عليه السلام للخطابة (1407) التابع للشيخ الخفاجي ومدرسة الامام شرف الدين (1407) بإدارة الشيخ عباس الكوراني ومعهد الامام الرضا عليه السلام التابع للشيخ الآصفي (1416-1418) .