المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
الباب الثالث : تعريف بالموسوعات التاريخية وأصولها ومصنفيها
الفصل الثاني: تراجم أصحاب الموسوعات التاريخية التي اعتمد عليها ابن أبي الحديد
قال الذهبي في - أبوحيّان التوحيدي الضال الملحد
وقال أبوالفرج بن الجوزي : زنادقة الإسلام ثلاثة : ابن الراوندي ، وأبوحيّان التوحيدي ، وأبوالعلاء المعري ، وأشدَّهم على الإسلام أبو حيّان ، لأنَّهما صرَّحا ، وهو مجمل ولم يصرِّح .
قال الذهبي : وكان من تلامذة علي بن عيسى الرمّاني ، ورأيته يبالغ في تعظيم الرمّاني في كتابه الذي ألَّفه في تقريظ الجاحظ ، فانظر إلى المادح والممدوح ! وأجود الثلاثة الرمّاني مع اعتزاله وتشيُّعه .
وأبوحيّان له مصنَّف كبير في تصوف الحكماء ، وزهاد الفلاسفة ، وكتاب سمّاه" البصائر والذخائر" ، وكتاب "الصديق والصداقة" ، مجلد ، وكتاب "ا لمقابسات" ، وكتاب : "مثالب الوزيرين" - يعني ابن العميد وابن عباد - وغير ذلك وقال ابن النجار : له المصنفات الحسنة كالبصائر وغيرها . قال : وكان فقيراً صابراً متديناً ، صحيح العقيدة .
قال الذهبي : قد سمع منه أبوسعد عبدالرحمن الأصبهاني ، وذلك في سنة أربع مئة ، وهو آخر العهد به .
وقال أبونصر السجزي الحافظ فيما يأثره عنه جعفر الحكاك : سمعت أبا سعد الماليني يقول : قرأت الرسالة - يعني المنسوبة إلى أبي بكر وعمر مع أبي عبيدة إلى علي عليه السلام - على أبي حيّان ، فقال : هذه الرسالة عملتها ردّاً على الرافضة ، وسببه أنَّهم كانوا يحضرون مجلس بعض الوزراء ، وكانوا يغالون في حال علي ، فعملت هذه الرسالة .
قال الذهبي : وقد رأيتها وسائرها كذب بيِّن
ج10/108-110 نقله من كتاب البصائر خبر ذي الشهادتين المقتول في صفين وانه غير ذي الشهادتين ومناقشته له .
ج10/271-287 قصة الرسالة التي اشار اليها الذهبي آنفا .
ج13/نقل من كتابه تقريظ الجاحظ وصية العباس لعلي عليه السلام .
وقد أوردناها جميعا في الباب الثالث .
______________________
(1) قال ياقوت في "معجم الأدباء" : وكان يتألَّه ، والناس على ثقة من دينه .
(2) الذهبي : سير أعلام النبلاء ج17/119 - 123 .