المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
الباب الثالث : تعريف بالموسوعات التاريخية وأصولها ومصنفيها
الفصل الثاني: تراجم أصحاب الموسوعات التاريخية التي اعتمد عليها ابن أبي الحديد
قال الذهبي : العلامة ، كبير المعتزلة ، أبوالقاسم محمود بن عمر بن محمد ، الزمخشري الخوارزمي النحوي صاحب "الكشاف" و"المفصّل" رحل ، وسمع ببغداد من نصر بن البطر وغيره . وحجَّ ، وجاور ، وتخرَّج به أئمة . وكان مولده بزمخشر - قرية من عمل خوارزم - في رجب سنة سبع وستين وأربع مئة .
وكان رأساً في البلاغة والعربية والمعاني والبيان ، وله نظم جيِّد .
قال السمعاني : برع في الآداب ، وصنَّف التصانيف ، ورد العراق وخراسان ، ما دخل بلداً إلاَّ واجتمعوا عليه ، وتلمذوا له ، وكان علاّمة نسّابة ، جاور مدة حتّى هبَّت على كلامه رياح البادية . مات ليلة عرفة سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة .
وقال ابن خلِّكان : له "الفائق" في غريب الحديث ، و"ربيع الأبرار" و"أساس البلاغة" ، و"مشتبه أسامي الرواة" ، وكتاب "النصائح" ، و"المنهاج" في الأصول ، و"ضالة الناشد" .
قال ابن أبي الحديد ج9/280 عند ذكر الزمخشري : ومذهبه في الاعتزال ونصرة أصحابنا معلوم وكذلك في انحرافه عن الشيعة وتسخيفه لمقالاتهم .
روى ابن أبي الحديد من كتابه (ربيع الأبرار) .
ج1/ 336 كان معاوية يعزى إلى أربعة ...
قال الزمخشرى في كتاب ربيع الأبرار : كان معاوية يعزى إلى أربعة إلى مسافر بن أبي عمرو وإلى عمارة بن الوليد ، بن المغيرة وإلى العباس بن عبد المطلب وإلى الصباح مغن كان لعمارة بن الوليد قال : وقد كان أبو سفيان دميماً قصيراً وكان الصباح عسيفاً لأبي سفيان شاباً وسيماً فدعته هند إلى نفسها فغشيها
ج6/283 كانت النابغة أُمُّ عمرو بن العاص بغية ...
ذكر الزمخشري في كتاب ربيع الأبرار قال : كانت النابغه أمُّ عمرو بن العاص أمة لرجل من عنزة ، فسبيت ، فاشتراها عبد الله بن جدعان التيمي بمكة ، فكانت بغيّاً ، ثمَّ اعتقها ، فوقع عليها أبو لهب بن عبد المطلب وأمية بن خلف الجمحي وهشام بن المغيرة المخزومي وأبو سفيان بن حرب والعاص بن وائل السهمي في طهر واحد فولدت عَمْراً فادَّعاه كلُّهم فحكمت أُمُّه فيه ، فقالت : هو من العاص بن وائل وذاك لأنَّ العاص بن وائل كان ينفق عليها كثيراً ، قالوا : وكان أشبه بأبي سفيان وفي ذلك يقول أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب في عمرو بن العاص :
أبوك أبو سفيان لا شك قد بدت لنا فيك منه بينات الشمائل
وقال أبو عمر بن عبد البر صاحب كتاب الاستيعاب : كان اسمها سلمى وتلقَّبت بالنابغة بنت حرملة من بني جلان بن عنـزة بن أسد بن ربيعة بن نـزار .
ج 9/280جارية علي عليه السلام في الجنة :
قال ابن أبي الحديد : روى الزمخشري في ربيع الأبرار ومذهبه في الاعتزال ونصرة أصحابنا معلوم وكذلك في انحرافه عن الشيعة وتسخيفه لمقالاتهم :
إنَّ رسول الله محمداً صلى الله عليه وآله قال : لمَّا أسري بي أخذني جبرئيل فأقعدني على درنوك من درانيك الجنَّة ، ثمَّ ناولني سفرجلة ، فبينا أنا أقلِّبها انفلقت فخرجت منها ، جارية لم أر أحسن منها فسلَّمت ، فقلت : من أنت ؟ قالت : أنا الراضية المرضية خلقني الجبّار من ثلاثة أصناف أعلاي من عنبر وأوسطي من كافور وأسفلي من مسك ، ثمَّ عجنني بماء الحيوان وقال لي : كوني كذا فكنت ، خلقني لأخيك وابن عمِّك علي بن أبي طالب عليه السلام .
قال ابن أبي الحديد : الدرنوك ضرب من البسط ذو خمل ويشبه به فروة البعير
______________________
(1) الذهبي : سير أعلام النبلاءج20 /151 .
(2) ابن ابي الحديد : شرح نهج البلاغة ج1/336 .
(3) ابن ابي الحديد : شرح نهج البلاغة ج6/283 .
(4) ابن ابي الحديد : شرح نهج البلاغة ج 9 باب 166 ص 280 .