المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
الباب الثالث : تعريف بالموسوعات التاريخية وأصولها ومصنفيها
الفصل الثاني: تراجم أصحاب الموسوعات التاريخية التي اعتمد عليها ابن أبي الحديد

ابن الأثير (علي بن عبد الكريم تـ630هـ)

قال الذهبي : هوالشيخ الإمام العلامة المحدِّث الأديب النسّابة عزّالدين أبوالحسن علي بن محمد بن محمد بن عبدالكريم بن عبدالواحد الجزري الشيباني ، ابن الشيخ الأثير أبي الكرم ، مصنِّف "التاريخ الكبير" الملقَّب بـ "الكامل" ، ومصنِّف كتاب "معرفة الصحابة"  (1) .

مولده بجزيرة ابن عمر في سنة خمس وخمسين ، ونشأ هو بها وأخواه العلاّمة مجد الدين والوزير ضياء الدين ، ثمَّ تحوَّل بهم أبوهم إلى الموصل فسمعوا بها ، واشتغلوا ، وبرعواوسادوا .

وكان إماماً ، علاّمة ، أخبارياً ، أديباً ، متفنناً ، رئيساً ، محتشماً ، كان منـزله مأوى طلبة العلمولقد أقبل في آخر عمره على الحديث إقبالاً تامّاً ، وسمع العالي والنازل .

ومن تصانيفه : "تاريخ الموصل" ولم يتمّه ، واختصر "الأنساب" للسمعاني وهذّبه .

وقدم الشام رسولاً ، فحدَّث بدمشق ، وبحلب .

قال ابن خلِّكان : كان بيته بالموصل مجمع الفضلاء ، اجتمعت به بحلب ، فوجدته مكمَّلاً في الفضائل والتواضع وكرم الأخلاق ، فترددت إليه ، وكان الخادم أتابك طغرل قد أكرمه وأقبل عليه بحلب .

قال القاضي سعد الدين الحارثي : توفي عزّ الدين في سنة ثلاثين وست مئة .

منهجه في كتابة الكامل في التاريخ :

قال في مقدمة كتابه الكامل : قد جمعت في كتابي هذا مالم يجتمع في كتاب واحدفابتدأت بالتاريخ الكبير الذي صنفه الامام أبوجعفر الطبري ، إذ هو الكتاب المعول عند الكافة عليه والمرجوع عند الاختلاف اليه ... ، فلما فرغت منه أخذت غيره من التواريخ المشهورة فطالعته وأضفت إلى ما نقلته من تاريخ الطبري ما ليس فيه ، ... الا ما يتعلق بما جرى بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فإني لم أضف إلى ما نقله أبوجعفر شيئا الا ما فيه زيادة بيان او اسم انسان ، أو ما لا يطعن على أحد منهم في نقله ، على أني لم أنقل إلا من التواريخ المذكورة والكتب المشهورة ممن يعلم صدقهم في ما نقلوه وصحة ما دونوه ...  (2) .

اقول : إن أهم خطأ ارتكبه ابن الأثير من الناحية المنهجية هو حذفه اسانيد الطبري ومن هنا اختلطت روايات الاخباري الوضاع المشهور سيف بن عمر في الردة والفتوح ومقتل عثمان وحرب الجمل مع روايات غيره من الاخباريين الصادقين وكذلك الحال في موارد أخرى ومن هنا انحصرت قيمة تاريخ ابن الأثير فيما اورده من وقائع إضافية لم يذكرها الطبري مما ورد في مصادر أُلفت قبله او بعده .

رواياته عند ابن أبي الحديد :

ورد ذكره في شرح النهج مرَّة واحدة في ج2/22

قال ابن أبي الحديد : قال أبو جعفر : إنَّ الأنصار لمَّا فاتها ما طلبت من الخلافة قالت : أو قال بعضها : لا نبايع إلاَّ عليّاً . وذكر نحو هذا علي بن عبد الكريم المعروف بابن الأثير الموصلي في تاريخه  (3) .

______________________

(1) المعروف بأسد الغابة في معرفة الصحابة .

(2) ابن الاثير : تاريخ ابن الاثير طبعة مصر سنة 1348 هـ (ج 1 / 5) .

(3) ابن ابي الحديد : شرح نهج البلاغة ج 2 / 22 .

صفحة مكتب العلامة المحقق السيد سامي البدري