المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
الباب الثالث : تعريف بالموسوعات التاريخية وأصولها ومصنفيها
الفصل الثالث : تراجم اصحاب الأصول التاريخية التي اعتمد عليها ابن أبي الحديد
قال الذهبي : العلامة المحدِّث ، إمام النحو ، أ بوالعباس ، أحمد بن يحيى بن يزيد الشيباني مولاهم البغدادي ، صاحب "الفصيح والتصانيف" . ولد سنة مئتين ، وكان يقول : ابتدأت بالنظر وأنا ابن ثماني عشرة سنةولما بلغت خمسا وعشرين سنة ، ما بقي علي مسألة للفراء ، وسمعت من القواريري مئة ألف حديث .
قال الذهبي : وسمع من إبراهيم بن المنذر ، ومحمد بن سلام الجمحي ، وابن الاعرابيوعلي بن المغيرة ، وسلمة بن عاصم ، والزبير بن بكار . وعنه نفطويه ، ومحمد بن العباس اليزيدي ، والاخفش الصغير ، وابن الانباري ، وأبوعمر الزاهد ، وأحمد بن كامل ، وابن مقسم الذي روى عنه أمإليه .
قال الخطيب
وكان يزري على نفسه ، ولا يعد نفسه .
وقيل : كان ثعلب يبخل ، وخلف ستة آلاف دينار . وكان صحب محمد بن عبدالله بن طاهر ، وعلم ولده طاهرا ، فرتب له ألفا في الشهر .
وله كتاب : "اختلاف النحويين" ، وكتاب "القراءات" ، وكتاب "معاني القرآن" وأشياء .
وعمَّر ، وأصمَّ ، صدمته دابة ، فوقع في حفرة ، ومات منها في جمادى الاولى ، سنة إحدى وتسعين ومئتين
ج 6 باب 83 ص 303 .
وروى أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب في اماليه : ان عمرو بن العاص قال لعتبة بن أبي سفيان يوم الحكمين : اما ترى ابن عباس قد فتح عينيه ونشر اذنيه ؟ ولو قدر ان يتكلم بهما فعل وان غفلة اصحابه لمجبورة بفطنته وهي ساعتنا الطولى فاكفنيه .
قال عتبة : بجهدي . قال : فقمت فقعدت إلى جانبه فلما اخذ القوم في الكلام اقبلت عليه بالحديث فقرع يدي وقال : ليست ساعة حديث ، قال : فاظهرت غضبا وقلت يا بن عباس ان ثقتك باحلامنا اسرعت بك إلى اعراضنا وقد والله تقدم من قبل العذر وكثر منا الصبر ، ثمَّ اقذعته فجاش لي مرجله وارتفعت اصواتنا فجاء القوم فاخذوا بايدينا فنحوه عني ونحوني عنه فجئت فقربت من عمرو بن العاص فرماني بمؤخر عينيه وقال : ما صنعت فقلت كفيتك التقوالة فحمحم كما يحمحم الفرس للشعير . قال : وفات ابن عباس اول الكلام فكره ان يتكلم في آخره .
ج6 باب83 ص326 .
قال أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب في كتاب الامالي : كان عبد الله بن عباس عند عمر فتنفس عمر نفسا عاليا ، قال ابن عباس : حتّى ظننت ان اضلاعه قد انفرجت فقلت له ما اخرج هذا النفس منك يا امير المؤمنين إلاَّ هم شديد .
قال : إي والله يا بن عباس ، اني فكرت فلم ادر فيمن اجعل هذا الأمر بعدي ، ثمَّ قال : لعلك ترى صاحبك لها اهلا قلت وما يمنعه من ذلك مع جهاده وسابقته وقرابته وعلمه ، قال : صدقت ولكنه امرؤ فيه دعابة ، قلت : فاين انت من طلحة ، قال : هو ذو البأو
ثم اقبل علىَّ فقال : ان احراهم ان يحملهم على كتاب ربهم وسنة نبيهم لصاحبك والله لئن وليها ليحملنهم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم .
______________________
(1) الخطيب البغدادي : تاريخ بغداد 5 / 205 .
(2) أي : لا يبلغ عشر علمه،والخبر في "إنباه الرواة" 1 / 142.
(3) الذهبي : سير أعلام النبلاء 14 / 5 .
(4) البأو : الكبر والفخر .