المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
الباب الثالث : تعريف بالموسوعات التاريخية وأصولها ومصنفيها
الفصل الثالث : تراجم اصحاب الأصول التاريخية التي اعتمد عليها ابن أبي الحديد
إمام النحو ، أبوالعباس محمد بن يزيد بن عبد الاكبر الازدي ، البصري ، النحوي ، أخباري صاحب "الكامل" . أخذ عن : أبي عثمان المازني ، وأبي حاتم السجستاني .
وعنه : أبوبكر الخرائطي ، ونفطويه ، وأبوسهل القطان ، وإسماعيل الصفار ، والصوليوأحمد بن مروان الدينوري ، وعدة . وكان إماما ، علامة ، جميلا ، وسيما ، فصيحا ، مفوها ، موثقا ، صاحب نوادر وطرف .
قال ابن حماد النحوي : كان ثعلب أعلم باللغة ، وبنفس النحو من المبرَّد ، وكان المبرَّد أكثر تفننا في جميع العلوم من ثعلب .
قال الذهبي : له تصانيف كثيرة ، يقال : إن المازني أعجبه جوابه ، فقال له : قم فأنت المبرَّد ، أي : المثبت للحق ، ثمَّ غلب عليه : بفتح الراء .
مات المبرَّد في أول سنة ست وثمانين ومئتين
قال ابن أبي الحديد : ونسب أبو العباس المبرَّد إلى رأي الخوارج لإطنابه في كتابه الكامل في ذكرهم وظهورالميل منه إليهم
ج2/45-46 (الكامل 1/54-55) ، 67-68 (الكامل 3/210) ، 74-76 خطبة لعلي (الكامل1/20-21) ، 272-282 (الكامل3/164-213) ، ج3/88-90 (الكامل3/224) .
ج4/57 ، 159-166 ، ج5/33-35 ، 80-106 ، ج 6/284 ، 361-362 ، ج7/10850 ، 127-128 ، 147-148 ، ج8/304-306 ، ، ج9/14 ، ج10/121-122 ، 125-288126 ، ج11/3-4ج12/90-92 ، ج15/133-136 ، 168-169 .
ج16/108 ، ج19/192 ، 356-357 ، ج20/139 .
لا يقتل منكم عشرة ولا يسلم منهم عشرة ج2/272 :
قال ابن ابي الحديد : وذكر أبو العباس محمد بن يزيد المبرَّد في الكامل قال لما واقفهم علي عليه السلام بالنهروان قال لا تبدءوهم بقتال حتّى يبدءوكم فحمل منهم رجل على صف علي عليه السلام فقتل منهم ثلاثة ثمَّ قال :
اقتلهم ولا ارى عليا ولو بدا اوجرته الخطيا
فخرج إليه علي عليه السلام ، فضربه فقتله ، فلما خالطه سيفه قال : يا حبذا الروحة إلى الجنة
فقال عبد الله بن وهب : والله ما ادري إلى الجنة ام إلى النار .
فقال رجل منهم من بني سعد : انما حضرت اغترارا بهذا الرجل يعني عبد الله واراه قد شك واعتزل عن الحرب بجماعة من الناس ومال الف منهم إلى جهة أبي ايوب الانصاري وكان على ميمنه علي عليه السلام فقال علي عليه السلام لاصحابه احملوا عليهم فو الله لا يقتل منكم عشرة ولا يسلم منهم عشرة فحمل عليهم فطحنهم طحنا قتل من اصحابه تسعة وافلت من الخوارج ثمانية .
و ذكر أبو العباس وذكر غيره أيضاً ان امير المؤمنين عليه السلام لما وجه اليهم عبد الله بن عباس ليناظرهم قال لهم ما الذي نقمتم على امير المؤمنين قالوا له قد كان للمؤمنين اميرا فلما حكَّم في دين الله خرج من الايمان فليتب بعد اقراره بالكفر نعد إليه .
قال ابن عباس : ما ينبغي لمؤمن لم يشب ايمانه بشك ان يقر على نفسه بالكفر .
قالوا : انه حكَّم .
قال ان الله امر بالتحكيم في قتل صيد فقال يحكم به ذوا عدل منكم فكيف في امامة قد اشكلت على المسلمين .
فقالوا انه حكم عليه فلم يرض .
فقال ان الحكومة كالامامة ومتى فسق الإمام وجبت معصيته وكذلك الحكمان لما خالفا نبذت اقاويلهما .
فقال بعضهم لبعض : اجعلوا احتجاج قريش حجة عليهم فان هذا من الذين قال الله فيهم بل هم قوم خصمون وقال جل ثناؤه وتنذر به قوما لدا .
ج 16 باب 31 ص 108 .
قال المبرَّد في الكامل اوصى علي بن الحسين ابنه محمد بن على عليه السلام فقال : يا بني عليك بتجرع الغيظ من الرجال فان اباك لايسره بنصيبه من تجرع الغيظ من الرجال حمر النعم ، والحلم اعز ناصرا واكثر عددا .
ج 7 باب 102 ص 108 .
و من الكلام المروى عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام مرفوعا : ما هلك امرؤ عرف قدره رواه أبو العباس المبرَّد عنه في الكامل قال ثمَّ قال أبو عبد الله عليه السلاموما اخال رجلا يرفع نفسه فوق قدرها إلاَّ من خلل في عقله .
و روى صاحب الكامل أيضاً عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال : لما حضرت الوفاة علي بن الحسين عليه السلام أبي ضمني إلى صدره ثم قال يا بني اوصيك بما اوصاني به أبي يوم قتل وبما ذكر لي ان اباه عليا عليه السلام اوصاه به يا بني عليك ببذل نفسك فانه لا يسر اباك بذل نفسه
______________________
(1) الذهبي : سير أعلام النبلاء 13 /576 .
(2) ابن ابي الحديد : شرح نهج البلاغة ج5/77 .
(3) قال في لسان العرب:المتبذل من الرجال:الذي يلي العمل بنفسه وفي المحكم:الذي يلي عمل نفسه .