المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
الباب الثالث : تعريف بالموسوعات التاريخية وأصولها ومصنفيها
الفصل الثالث : تراجم اصحاب الأصول التاريخية التي اعتمد عليها ابن أبي الحديد

ابن ديزيل الهمداني (ت281)

قال الذهبي : الإمام ، الحافظ ، الثقة ، العابد ، أبوإسحاق ، إبراهيم بن الحسين بن علي الهمذاني الكسائي ، ويعرف بابن ديزيل . وكان يلقب بدابة عفان ، لملازمته له ، ويلقب بسيفنة وسيفنة : طائر ببلاد مصر ، لا يكاد يحط على شجرة إلا أكل ورقها ، حتّى يعريها . فكذلك كان إبراهيم ، إذا ورد على شيخ لم يفارقه حتّى يستوعب ما عنده . سمع بالحرمين ومصر والشام والعراق والجبال ، وجمع فأوعى . ولد قبل المئتين بمديدة . توفي سنة إحدى وثمانين ومئتين .

وسمع : أبا نعيم ، وأبا مسهر ، ومسلم بن إبراهيم ، وعفان ، وأبا اليمان ، وسليمان بن حرب وآدم بن أبي إياس ، وعلي بن عياش ، وعمرو بن طلحة القناد  (1) ، وعتيق بن يعقوب ، وأبا الجماهر ، والقعنبي ، وعبد السلام بن مطهر ، وقرة بن حبيب ، ويحيى الوحاظي ، وأصبغ بن الفرجوإسماعيل بن أبي أويس ، وعيسى قالون  (2) ، ونعيم بن حماد ، ويحيى بن بكير ، وطبقتهم .

حدَّث عنه : أبوعوانة ، وأحمد بن هارون البرديجي  (3) ، وأحمد بن مروان الدينوريوأبوالحسن علي بن إبراهيم القطان ، وعلي بن حمشاذ ا لنيسابوري ، وعمر بن حفص المستملي ، وأحمد بن صالح البروجردي ، وعبدالسلام بن عبديل ، وعبدالرحمن بن حمدان الجلاب ، وأحمد بن عبيد ، وأحمد بن محمد المقرئ ، وإبراهيم بن أحمد بن أبي غانم ، وعمر بن سهل الحافظ ، وأحمد بن إسحاق بن نيخاب ، ومحمد بن عبدالله بن برزة الروذراوري  (4)وخلق كثير .

وكان يصوم يوما ويفطر يوما .

قال الحاكم : هو ثقة مأمون .

وقال ابن خراش : صدوق اللهجة .

قال الذهبي : إليه المنتهى في الاتقان ، روي عنه أنه قال ، إذا كان كتابي بيدي ، وأحمد بن حنبل عن يميني ، ويحيى بن معين عن شمالي ، ما أبالي - يعني : لضبط كتبه  (5) .

قال صالح بن أحمد  (6) في "تاريخ همذان" : سمعت جعفر بن أحمد يقول : سألت أبا حاتم الرازي ، عن ابن ديزيل ، فقال : ما رأيت ، ولا بلغني عنه إلا صدق وخير .

قال صالح بن أحمد الحافظ ، سمعت أبي ، سمعت علي بن عيسى يقول : إن الاسناد الذي يأتي به إبراهيم ، لو كان فيه أن لا يؤكل الخبز ، لوجب أن لا يؤكل لصحة إسناده .

قال الحاكم : بلغني أن ابن ديزيل قال : كتبت حديث أبي جمرة ، عن ابن عباس ، عن عفان ، وسمعته منه أربع مئة مرة  (7) .

روايات ابن أبي الحديد عنه :

كتاب صفين :

ج2/222-225 اللواء بيد الاشتر ، كاد معاوية يفر يوم الهرير ، امطرت السماء دما .

233 سهل بن حنيف يوم الحديبية : لو كنت استطيع رد امر رسول الله لرددته .

241 - 243 بين معاوية وعمرو بن العاص ، حول أبي موسى الاشعري .

255 سلوك عمرو مع أبي موسى الاشعري .

260 أبو موسى الاشعري يرى عليا عليه السلام مجرما .

260 روايته عن الاعمش عن موسى بن طريف عن عباية انه سمع عليا يقول : انا قسيم الجنة والنار .

261 قال أبو سعيد الخدري : وما يمنع عليا ان يكون اولى الطائفتين بالحق .

263 -264 حوار سعد بن أبي وقاص مع معاوية حول علي ورواية سعد حديث النبي صلى الله عليه وآله في علي (انت مني بمنـزلة هارون من موسى) .

269-271 الخوارج تقتل عبد الله بن خباب ، علي عليه السلام والمنجم .

276-277 خبر ذي الثدية .

310 -311 ابن عباس والخوارج ، علي وابن الكواء في الصلاة .

ج3/206عن حبة العرني قصة الراهب وذكر علي في الكتب السابقة وقتله في صفين .

206 -208 أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله : ان منكم من يقاتل على تأويل القران . أبو ايوب عهد النبي الينا ان نقاتل مع علي الناكثين . رواية زيد بن ارقم قوله صلى الله عليه وآله لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام  : اللهم اني سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم رباح بن الحارث : قوم من الانصار لعلي عليه السلامعليك يا مولانا وذكروا حديث الغدير .

ج5/ 235 -236 قتل عبيد الله بن عمر بصفين .

254 -256 قتال علي في صفين ، حديث عبد الله بن عمرو بن العاص في صفين ، عبد خير الهمداني يصف صفين ، كلام عمرو بن العاص في قتلى صفين .

ج2/269-271 - الخوارج تقتل عبد الله بن خباب :

روى ابن ديزيل في كتاب صفين قال : كانت الخوارج في اول ما انصرفت عن رايات علي عليه السلام تهدد الناس قتلا ، قال : فأتت طائفة منهم على النهر إلى جانب قرية فخرج منها رجل مذعورا آخذا بثيابه فادركوه فقالوا له : رعبناك ، قال : اجل فقالوا له : قد عرفناك انت عبد الله بن خباب صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله قال : نعم ، قالوا : فما سمعت من ابيك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله .

قال ابن ديزيل : فحدثهم ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ان فتنة جائية القاعد فيها خير من القائم الحديث .

وقال غيره : بل حدثهم ان طائفة تمرق من الدين كما يمرق السهم من الرميه يقرءون القرآن صلاتهم اكثر من صلاتكم الحديث فضربوا رأسه فسال دمه في النهر ما امذقر اى ما اختلط بالماء كأنه شراك ثمَّ دعوا بجارية له حبلى فبقروا عما في بطنها .

ج2/269-271 قصة المنجم مع علي عليه السلام :

وروى ابن ديزيل قال : عزم علي عليه السلام على الخروج من الكوفة إلى الحرورية وكان في اصحابه منجم ، فقال له : يا امير المؤمنين لا تسر في هذه الساعه وسر على ثلاث ساعات مضين من النهار فانك ان سرت في هذه الساعة اصابك واصحابك اذى وضر شديد ، وان سرت في الساعة التى امرتك بها ظفرت وظهرت واصبت ما طلبت ، فقال له : علي اتدري ما في بطن فرسي هذه أذكر هو ام انثى ، قال : ان حسبت علمت ، فقال علي عليه السلام : من صدقك بهذا فقد كذب بالقرآن ، قال : الله تعالى (ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام) الايه ثمَّ قال عليه السلام : ان محمدا صلى الله عليه وآله ما كان يدعي علم ما ادعيت علمه ، اتزعم انك تهدي إلى الساعة التى يصيب النفع من سار فيها وتصرف عن الساعة التى يحيق السوء بمن سار فيها فمن صدقك بهذا فقد استغنى عن الاستعانة بالله جل ذكره في صرف المكروه عنه وينبغى للموقن بامرك ان يوليك الحمد دون الله جل جلاله لانك بزعمك هديته إلى الساعة التى يصيب النفع من سار فيها وصرفته عن الساعة التي يحيق السوء بمن سار فيها فمن آمن بك في هذا لم آمن عليه ان يكون كمن اتخذ من دون الله ضدا وندا اللهم لا طير إلاَّ طيرك ولا ضر إلاَّ ضرك ولا اله غيرك" .

ثمَّ قال : نخالف ونسير في الساعة التى نهيتنا عنها ، ثمَّ اقبل على الناس فقال : ايها الناس اياكم والتعلم للنجوم إلاَّ ما يهتدى به في ظلمات البر والبحر ، انما المنجم كالكاهن والكاهن كالكافر والكافر في النار ، اما والله لئن بلغنى انك تعمل بالنجوم لاخلدنك السجن ابدا ما بقيت ولاحرمنك العطاء ما كان لي من سلطان .

ثمَّ سار في الساعة التى نهاه عنها المنجم فظفر بأهل النهر وظهر عليهم ، ثمَّ قال : لو سرنا في الساعة التى امرنا بها المنجم لقال الناس : سار في الساعة التي امر بها المنجم فظفر وظهر ، اما انه ما كان لمحمد صلى الله عليه وآله منجم ولا لنا من بعده حتّى فتح الله علينا بلاد كسرى وقيصر ، ايها الناس توكلوا على الله وثقوا به فانه يكفي ممن سواه .

قال : فروى مسلم الضبي عن حبة العرني قال : لما انتهينا اليهم رمونا فقلنا لعلي عليه السلام : يا امير المؤمنين قد رمونا ، فقال : لنا كفوا ثمَّ رمونا ، فقال لنا عليه السلام : كفوا ثمَّ الثالثه فقال : الان طاب القتال احملوا عليهم .

وروى أيضاً عن قيس بن سعد بن عبادة ان عليا عليه السلام لما انتهى اليهم قال : لهم اقيدونا بدم عبد الله بن خباب فقالوا كلنا قتله فقال احملوا عليهم .

قصة ذي الثدية :

ج2 باب 36 ص 276 روى إبراهيم بن ديزيل في كتاب صفين عن الاعمش عن زيد بن وهب قال : لما شجرهم علي عليه السلام بالرماح ، قال اطلبوا ذا الثدية ، فطلبوه طلبا شديدا حتّى وجدوه في وهدة من الارض تحت ناس من القتلى ، فاُتىَ به واذا رجل على ثديه مثل سبلات السنور فكبر علي عليه السلام وكبرالناس معه سرورا بذلك .

وروى أيضاً عن مسلم الضبي عن حبة العرني قال : كان رجلا اسود منتن الريح له ثدي كثدي المرأة اذا مُدت كانت بطول اليد الاخرى واذا تركت اجتمعت وتقلصت وصارت كثدي المرأة عليها شعرات مثل شوارب الهرة ، فلما وجدوه قطعوا يده ونصبوها على رمح ثمَّ جعل علي عليه السلام ينادى صدق الله وبلغ رسوله ، لم يزل يقول ذلك هو واصحابه بعد العصر إلى ان غربت الشمس او كادت .

وروى ابن ديزيل أيضاً قال : لما عِيل صبر علي عليه السلام في طلب المخدج قال ائتوني ببغلة رسول الله صلى الله عليه وآله فركبها واتبعه الناس ، فرأى القتلى ويقول اقلبوا فيقلبون قتيلا عن قتيل حتّى استخرجوه فسجد علي عليه السلام .

وروى كثير من الناس انه لما دعا بالبغلة ليركبها قال : ائتوني بها فانها هادية فوقفت به على المخدج فاخرجه من تحت قتلى كثيرين .

ج2 باب36 ص277 وروى العوام بن حوشب عن ابيه عن جده يزيد بن رويم قال قال علي عليه السلام : يقتل اليوم اربعة آلاف من الخوارج احدهم ذو الثدية ، فلما طحن القوم ورام استخراج ذي الثدية فاتبعه امرني ان اقطع له اربعة آلاف قصبة ، وركب بغلة رسول الله صلى الله عليه وآلهوقال : اطرح على كل قتيل منهم قصبة فلم ازل كذلك وانا بين يديه وهو راكب خلفي والناس يتبعونه حتّى بقيت في يدي واحدة ، فنظرت إليه واذا وجهه اربد ، واذا هو يقول : والله ما كذبت ولا كذبت فاذا خرير ماء عند موضع إلية فقال : فتش هذا ، ففتشته فاذا قتيل قد صار في الماء واذا رجله في يدي فجذبتها وقلت : هذه رجل انسان فنـزل عن البغلة مسرعا فجذب الرجل الاخرى وجررناه حتّى صار على التراب فاذا هو المخدج فكبر علي عليه السلامبأعلى صوته ، ثمَّ سجد فكبر الناس كلهم .

حوار الخوارج مع ابن عباس

ج2/310 : وروى إبراهيم بن الحسن بن ديزيل المحدث في كتاب صفين عن عبد الرحمن بن زياد عن خالد بن حميد المصري عن عمر مولى غفرة قال لما رجع علي عليه السلام من صفين إلى الكوفة اقام الخوارج حتّى جموا  (8) ثمَّ خرجوا إلى صحراء بالكوفة تسمى حروراء فنادوا لا حكم إلاَّ لله ولو كره المشركون إلاَّ ان عليا ومعاوية اشركا في حكم الله .

فارسل علي عليه السلام اليهم عبد الله بن عباس ، فنظر في امرهم وكلمهم ثمَّ رجع إلى علي فقال له : ما رأيت ؟ .

فقال ابن عباس : والله ما ادري ما هم .

فقال له علي عليه السلام : رأيتهم منافقين ؟ قال : والله ما سيماهم بسيما المنافقين ان بين اعينهم لأثر السجود وهم يتأولون القرآن .

فقال علي عليه السلام : دعوهم ما لم يسفكوا دما او يغصبوا مالا وارسل اليهم ما هذا الذي احدثتم وما تريدون ؟ .

قالوا : نريد ان نخرج نحن وانت ومن كان معنا بصفين ثلاث ليال ونتوب إلى الله من امر الحكمين ثمَّ نسير إلى معاوية فنقاتله حتّى يحكم الله بيننا وبينه .

فقال علي عليه السلام فهلا قلتم هذا حين بعثنا الحكمين واخذنا منهم العهد واعطيناهموه الا قلتم هذا حينئذ . ؟

قالوا : كنا قد طالت الحرب علينا واشتد الباس وكثر الجراح وخلا الكراع والسلاح .

فقال لهم : أفحين اشتد الباس عليكم عاهدتم فلما وجدتم الجمام قلتم ننقض العهد ، ان رسول الله كان يفي للمشركين افتامرونني بنقضه ؟ !

فمكثوا مكانهم لا يزال الواحد منهم يرجع إلى علي عليه السلام ولا يزال الاخر يخرج من عند علي عليه السلام .

فدخل واحد منهم على علي عليه السلام بالمسجد والناس حوله فصاح : لا حكم إلاَّ لله ولو كره المشركون فتلفت الناس فنادى : لا حكم إلاَّ لله ولو كره المتلفتون .

فرفع علي عليه السلام راسه إليه فقال لا حكم إلاَّ لله ولو كره أبو حسن .

فقال علي عليه السلام : ان أبا الحسن لا يكره ان يكون الحكم لله . ثمَّ قال حكم الله انتظر فيكم .

فقال له الناس : هلا ملت يا امير المؤمنين على هؤلاء فافنيتهم .

فقال انهم لا يفنون انهم لفي اصلاب الرجال وارحام النساء إلى يوم القيامة .

خبر علي عليه السلام فى الكتب السابقة :

ج3/206 -208 قال نصر فروي عن حبة : ان عليا عليه السلام لما نزل على الرقة نزل بموضع يقال له البليخ  (9) ، على جانب الفرات فنزل راهب هناك من صومعته ، فقال لعلي عليه السلام : ان عندنا كتابا توارثناه عن آبائنا كتبه اصحاب عيسى بن مريم اعرضه عليك ، قال : نعم ، فقرأ الراهب الكتاب :

"بسم الله الرحمن الرحيم الذى قضى فيما قضى وسطر فيما كتب انه باعث في الاميين رسولا منهم يعلمهم الكتاب والحكمة ويدلهم على سبيل الله لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الاسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة بل يعفو ويصفح ، امته الحمادون الذين يحمدون الله على كل نشر وفي كل صعود وهبوط تذل السنتهم بالتكبير والتهليل والتسبيح وينصره الله على من ناواه فاذا توفاه الله اختلفت امته من بعده ثمَّ اجتمعت فلبثت ما شاء الله ثمَّ اختلفت فيمر رجل من امته بشاطى هذا الفرات يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقضي بالحق ولا يركس الحكم ، الدنيا اهون عليه من الرماد في يوم عصفت به الريح والموت اهون عليه من شرب الماء على الظمان يخاف الله في السر وينصح له في العلانيه لا يخاف في الله لومة لائم .

ثم قال الحمد لله الذى لم اكن عنده منسيا الحمد لله الذي ذكرني عنده في كتب الابرار .

فمضى الراهب معه فكان فيما ذكروا يتغدى مع امير المؤمنين ويتعشى حتّى اصيب يوم صفين فلما خرج الناس يدفنون قتلاهم قال عليه السلام اطلبوه فلما وجدوه صلى عليه ودفنه وقال هذا منا أهل البيت واستغفر له مرارا" .

قال ابن ابي الحديد : روى هذا الخبر نصر بن مزاحم في كتاب صفين عن عمر بن سعد عن مسلم الاعور (الملائي) عن حبة العرني ، ورواه ايضا ابراهيم بن ديزيل الهمداني بهذا الاسناد عن حبة ايضا في كتاب صفين .

اخبار اخرى في علي عليه السلام :

وروى ابن ديزيل في هذا الكتاب قال : حدَّثني يحيى بن سليمان حدَّثني يحيى بن عبد الملك بن حميد بن عتيبة عن ابيه عن اسماعيل بن رجاء عن ابيه ومحمد بن فضيل عن الاعمش عن اسماعيل بن رجاء عن أبي سعيد الخدري رحمه الله قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآلهفانقطع شسع نعله فالقاها إلى علي عليه السلام يصلحها ثمَّ قال ان منكم من يقاتل على تاويل القرآن كما قاتلت على تنـزيله فقال أبو بكر الصديق انا هو يا رسول الله فقال لا فقال عمر بن الخطاب انا هو يا رسول الله قال لا ولكنه ذاكم خاصف النعل ويد علي عليه السلام على نعل النبي صلى الله عليه وآله يصلحها .

قال أبو سعيد فاتيت عليا عليه السلام فبشرته بذلك فلم يحفل به كأنه شيء قد كان علمه من قبل .

وروى ابن ديزيل في هذا الكتاب أيضاً : عن يحيى بن سليمان عن ابن فضيل عن إبراهيم الهجرى عن أبي صادق قال قدم علينا أبو ايوب الانصاري العراق ، فاهدت له الازد جزرا فبعثوها معي فدخلت إليه فسلمت عليه وقلت له : يا أبا ايوب قد كرمك الله عز وجل بصحبة نبيه صلى الله عليه وآله ونـزوله عليك فما لي اراك تستقبل الناس بسيفك تقاتلهم هؤلاء مرة وهؤلاء مرة قال ان رسول الله صلى الله عليه وآله عهد الينا ان نقاتل مع علي الناكثين فقد قاتلناهم وعهد الينا ان نقاتل معه القاسطين فهذا وجهنا اليهم يعنى معاوية واصحابه وعهد الينا ان نقاتل معه المارقين ولم ارهم بعد .

و روى ابن ديزيل أيضاً في هذا الكتاب : عن يحيى عن يعلى بن عبيد الحنفي عن اسمعيل السدى عن زيد بن ارقم قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في الحجرة يوحى إليه ونحن ننتظره حتّى اشتد الحر فجاء علي بن أبي طالب ومعه فاطمة وحسن وحسين عليهم السلام فقعدوا في ظل حائط ينتظرونه فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله رآهم فاتاهم ووقفنا نحن مكاننا ثمَّ جاء الينا وهو يظلهم بثوبه ممسكا بطرف الثوب وعلي ممسك بطرفه الاخر وهو يقول اللهم اني احبهم فاحبهم اللهم اني سلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم قال فقال ذلك ثلاث مرات .

قال إبراهيم في الكتاب المذكور : وحدَّثنا يحيى بن سليمان قال حدَّثنا ابن فضيل قال حدَّثنا الحسن بن الحكم النخعي عن رباح بن الحارث النخعي قال كنت جالسا عند علي عليه السلاماذ قدم عليه قوم متلثمون فقالوا السلام عليك يا مولانا فقال لهم او لستم قوما عربا قالوا بلى ولكنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله قال فلقد رايت عليا عليه السلام ضحك حتّى بدت نواجذه ثمَّ قال اشهدوا .

ثم ان القوم مضوا إلى رحالهم فتبعتهم فقلت لرجل منهم من القوم قالوا نحن رهط من الانصار وذاك يعنون رجلا منهم أبو ايوب صاحب منـزل رسول الله صلى الله عليه وآله قال فاتيته فصافحته .

______________________

(1) القناد ، بفتح القاف والنون المشددة : نسبة إلى بيع القند ، وهو السكر . (اللباب) .

(2) هو عيسى بن ميناء الزرقي ، مولى بني زهرة قارئ المدينة ونحويها ، يقال إنه ربيب نافع ، وقد احتفى به كثيرا ، وهو الذي لقبه : "قالون" ، بمعنى : جيد ، في الرومية ، لجودة قراءته . قرأ عليه جماعة ، وكان أصم ، يقرئ القرآن ، وينظر إلى شفتي القارئ ، ويرد عليه اللحن والخطأوفاته سنة : (220 هج) .

(3) البرديجي ، بفتح الباء ، وسكون الراء ، نسبة إلى برديج : بليدة بأقصى أذربيجان . (اللباب) .

(4) الروذراوري ، بضم الراء ، وسكون الواو والذال ، وفتح الواو بعد الالف : نسبة إلى روذراور : بلدة بنواحي همذان . (اللباب) .

(5) جاء في "تذكرة الحفاظ" 2 / 609 : "كان يضرب بضبط كتابه المثل" .

(6) وكان حافظا ثقة ، وكتابه سماه : "طبقات ا لهمذانيين"  . وفاته سنة : (384 هج) انظر : الخطيب البغدادي : تاريخ بغداد : 9 / 331 .

(7) الذهبي : سير أعلام النبلاء 13 / 184 .

(8) الجمام : الراحة .

(9) نهر البليخ الذي يجري في بساتين الرافقة بينها وبين الرقة ثلاثمائة ذراع . وخربت الرقة وغلب على اسمها على الرافقة . وهى من أعمال الجزيرة مدينة كبيرة كثيرة الخير ، قال أحمد بن يحيى : لم يكن للرافقة أثر قديم إنما بناها المنصور في سنة 155 على بناء مدينة بغداد ، ورتب بها جندا من أهل خراسان ، وجرى ذلك على يد المهدى وهو ولي عهده ، ثم إن الرشيد بنى قصورها ، وكان فيما بين الرقة والرافقة فضاء وأرض مزارع ، فلما قام على بن سليمان بن على واليا على الجزيرة نقل أسواق الرقة إلى تلك الارض ، وكان سوق الرقة الاعظم فيما مضى يعرف بسوق هشام العتيق ، فلما قدم الرشيد الرقة استزاد في تلك الاسواق ، وكان يأتيها ويقيم بها فعمرت مدة طويلة .

صفحة مكتب العلامة المحقق السيد سامي البدري