المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
الباب الثالث : تعريف بالموسوعات التاريخية وأصولها ومصنفيها
الفصل الرابع : تراجم المصنفين من الشيعة الإمامية الذين ذكرهم ابن أبي الحديد
قال الذهبي : هو عالم الرافضة ، صاحب التصانيف ، الشيخ المفيد ، واسمه : محمد بن محمد بن النعمان ، البغدادي الشيعي ، ويعرف بابن المعلم . كان صاحب فنون وبحوث وكلامواعتزال وأدب . ذكره ابن أبي طي
قال ابن طي : وبذلك كثر تلامذته ، وقيل : ربما زاره عضد الدولة ، ويقول له : اشفع تشفع . وكان ربعة نحيفا أسمر ، عاش ستا وسبعين سنة ، وله أكثر من مئتي مصنف ... إلى أن قال : مات سنة ثلاث عشرة وأربع مئة ، وشيعه ثمانون ألفا . وقيل : بلغت تواليفه مئتين .
قال الذهبي : لم أقف على شئ منها ولله الحمد
وقال السيد حسن الامين في مستدركات الشيعة : هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد وبابن المعلم . ولد سنة 336 هج وقيل : سنة 338 هج في بلدة عكبرا ترعرع في كنف والده الذي كان معلما في واسط ولذا كان ابنه يكنى بابن المعلم . انحدر به أبوه إلى بغداد وهو بعد صبي . لقبه الرمّاني بالمفيد لسبب محاجته المعروفة معه وكان المترجم له يقرأ آنذاك على أبي عبد الله الحسين بن علي المعروف بـ(جُعَل)
وقعت في أيامه اضطرابات وفتن طائفية في بغداد وكان من مقتضيات السياسية آنذاك نفيه من بغداد لفترة قصيرة . فمن ذلك ما حدث سنة 393 هـ جـ وتكرر في رجب عام 398
رثاه الشريف المرتضى وعبد المحسن الصوري وغيرهما من الشعراء
من مصنفاته في التاريخ : أحكام أهل الجمل ، ذكره النجاشي باسم الجمل . وقد طبع في النجف باسم بهذا الاسم . الارشاد في معرفة حجج الله على العباد ، التواريخ الشرعية وهو "مسار الشيعة" في مختصر تواريخ الشريعة .
ورد ذكر الشيخ المفيد في شرح النهج خمس مرات أحدها في مورد فقهي
1 . قال ابن أبي الحديد ج 14 باب 9 ص 132 :
فاذا كانت قد قالت ان عتبة اباها اذاقه بنو هاشم وبنو المطلب حر اسيافهم ، فقد ثبت ان المبارز لعتبة انما هو عبيدة لانه من بني المطلب جرح عتبة فاثبته ثمَّ ذفف عليه حمزه وعلي عليه السلام فاما الشيعة فانها تروي ان حمزة بادر عتبة فقتله وان اشتراك علي وحمزة انما هو في دم شيبة بعد ان جرحه عبيدة بن الحارث هكذا ذكر محمد بن النعمان في كتاب الارشاد وهو خلاف ما تنطق به كتب امير المؤمنين عليه السلام إلى معاوية والأمر عندي مشتبه في هذا الموضع .
2 . وروى محمد بن النعمان عن امير المؤمنين عليه السلام انه كان يذكر يوم بدر ويقول اختلفت انا والوليد بن عتبة ضربتين فاخطاتني ضربته وضربته فاتقاني بيده اليسرى فابانها السيف فكأني انظر إلى وميض خاتم في شماله ثمَّ ضربته اخرى فصرعته وسلبته فرأيت به الردع من خلوق فعلمت انه قريب عهد بعرس .
3 . قال ابن ديزيل ج 3 باب 43 ص 99 :
وحدَّثنا عمرو بن الربيع قال حدَّثنا السري بن شيبان عن عبد الكريم ان عمر بن الخطاب قال لما طعن : يا اصحاب محمد تناصحوا فانكم ان لم تفعلوا غلبكم عليها عمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان .
قال ابن أبي الحديد : ان محمد بن النعمان المعروف بالمفيد احد الامامية قال في بعض كتبه انما اراد عمر بهذا القول اغراء معاوية وعمرو بن العاص بطلب الخلافة واطماعهما فيها لان معاوية كان عامله واميره على الشام وعمرو بن العاص عامله واميره على مصر وخاف ان يضعف عثمان عنها وان تصير إلى علي عليه السلام فالقى هذه الكلمة إلى الناس لتنقل اليهما وهما بمصر والشام فيتغلبا على هذين الاقليمين ان افضت إلى علي عليه السلام . وهذا عندي من باب الاستنباطات التى يوجبها الشنآن والحنق ، وعمر كان اتقى لله من ان يخطر له هذا ولكنه من فراسته الصادقة التى كان يعلم بها كثيرا من الامور المستقبلة ، كما قال عبد الله بن عباس في وصفه والله ما كان اوس بن حجر عنى احدا سواه بقوله الالمعي الذي يظن بك الظن كان قد رأى وقد سمعا .
______________________
(1) هو يحيى بن أبي طي حميد بن ظافر بن علي ، أبوالفضل البخاري الحلبي ، قرأ القرآن ، وبرع في الفقه على مذهب الامامية ، وله مشاركة في الاصول والقرءات . وله تصانيف عدة توفي سنة 630 هـ . انظر ترجمته في "لسان الميزان" 6 / 263 ، 264 ، و"هدية العارفين" 2 / 523 .
(2) الذهبي : سير أعلام النبلاء ج17 /344 .
(3) من شيوخ المعتزلة ولد سنة 308 وتوفى سنة 399.
(4) أقول : ذكر المؤرخ الشهير عزالدين ابن الاثير في "الكامل" في حوادث تلك السنة ، وفيها اشتدت الفتنة ببغداد وانتشر العيارون والمفسدون . فبعث بهاء الدولة أبا علي بن الاستاذ هرمز عميد جيوشه إلى العراق يدبر أمره . فوصل إلى بغداد فزينت له ، وقمع المفسدين ، ومنع أهل السنة والشيعة عن اظهار مذاهبهم . ونفى بعد ذلك ابن المعلم فقيه الامامية الى الخارج لتستقيم الامور ، فاستقام البلد / ابن الاثير الكامل في التاريخ : 7 / 218 ط مصر 1352 / الثانية : سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة ، فقد قال في حوادثها : وفيها وقعت الفتنة ببغداد في رجب . وكان أولها : أن بعض الهاشميين من أهل باب البصرة أتى ابن المعلم فقيه الشيعة في مسجده بالكرخ (574) فآذاه ونال منه . فثار به أصحاب ابن المعلم واستنفر بعضهم بعضا ، وقصدوا أبا حامد الاسفرايينى الى محلة دار القطن ، وعظمت الفتنة . ثم أن السلطان (بهاء الدولة) اخذ جماعة فسجنهم ، وأبعد ابن المعلم عن بغداد . فسكنوا ، وعاد ابوحامد الاسفراييني الى مسجده . ثم شفع علي بن مزيد (الاسدي) في ابن المعلم فاعيد الى محله/ ابن الاثير الكامل في التاريخ : 7 / 239 ط مصر ، وانظر التفصيل في البداية والنهاية : 11 / 239238 ط مصر . / ولعله لهذا قال عنه ابن كثير (ت 744 هـ) في "البداية والنهاية" : كانت له وجاهة عند ملوك الاطراف ، لميل كثير من أهل ذلك الزمان الى التشيع .البداية والنهاية : 12/15 ط مصر .
(5) السيد حسن الامين : مستدركات أعيان الشيعة ج : 7 ص : 278 .
(6) ابن ابي الحديد : شرح نهج البلاغة 2/165 .
(7) ابن ابي الحديد : شرح نهج البلاغة 1/41 .