الدور الاول
 التبليغ والدعوة سرا

- اقتصرَ في هذا الدور على دعوة أهل بيته وعشيرته الأَقربين .

- كان الهدف من هذا الدور هو إعداد أهل بيته وعشيرته الأقربين لحمايته النسبيَّة في الدور العلني المقبل . مضافا إلى أن القاعدة الشرعية في الدعوة الى الله تقتضي أن يُدعى الأقربون اولاً .

- كان النبي صلى الله عليه وآله يتحنَّث (1) في غار حِراء كعادة جدِّه عبد المطلب ولما بلغ الأربعين من عمره الشريف وكان معه علي فجاءه المَلَك جَبرئيل برسالة الله إليه وقرأ عليه :

(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَق (2)اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3)الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (3) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى (6) أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إلى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8)) العلق/1-8 .

وسمِع علىّ رنَّة الشيطان عند نزول الوحي وسأل النبي صلى الله عليه وآله عنها فقال له : "هذه رنَّة الشيطان قد آيسَ من عبادته" ثم قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي : "إنك تسمع ما أسمع ولا ترى ما أرى وانك لوزير" (2) .

وكَتَم أمره ثلاث سنوات دعا فيها أهل بيته خديجة وزيداً مولاه عملاً بقوله تعالى :

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأهليكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)التحريم/6 .

ثم دعا جعفراً وعُبَيْدَة بن الحارث بن المطلب وحمزة وآخرين من بني هاشم وفي نهاية السنة الثالثة نزل قوله تعالى :

(وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) الشعراء/214 .

فجمع النبي صلى الله عليه وآله بني هاشم وبني المطلب ، وكانوا يومئذ في حدود الأربعين رجلاً وأعلن لهم أنه بُعِثَ إليهم خاصَّة وإلى الناس عامَّة ودعاهم إلى ما أرسله الله به من التوحيد والبراءة من الشرك ، وأن علياً خليفتُه ووصيُّه ووزيرُه ، وقال أبو طالب وهو سيِّد بني هاشم وشيخ مكَّة وكان يكتم إيمانه عن قريش : "امض لما أُمِرتَ به فو الله لا أزال أحوطُك وأمنعُك" .

______________________

(1) أي يتقرب إلى الله بعبادته ودعائه .

(2) الوزير الشريك كما في قوله تعإلى(وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أهلي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32)) طه/29-32