نماذج من الوقائع التاريخية
1 . روى الطبري : أن النبي صلى الله عليه وآله حين أَقرأَه جبرائيل الآيات الأولى من سورة العلق رجع إلى بيته وقال لخديجة : إنَّ الأبعد (ويعني نفسَه) لَشاعِرٌ أو مجنون لا تُحدِّث بها عنّي قريش أبداً ، لأَعْمِدنَّ الى حالِق من الجبل (1) فلأَطرحنَّ نفسي منه فلأقتلنَّها ولأستريحنّ .
فخرج يريد ذلك حتى إذا كان في وسط الجبل سمع صوتاً من السماء يقول له : يا محمد أنت رسول الله وأنا جبرائيل .
ثم رجع إلى خديجة وأخبرها بالذي رأى ، فقالت له : ابشِر يا ابن العم واثبُت ، ثم طلبت منه أن يخبرها حين يأتيه الملك ، ففعل ، فأمرته أن يجلس إلى شِقِّها (2)
الأيمن ففعل فلم يذهب الملك ، أجلسته في حجرها فلم يذهب ، فتحسّرت فشالت خمارها ورسول الله في حجرها فذهب الملك ، فقالت : ما هذا بشيطان إنّ هذا الملك يا ابن العم فابشر واثبت (3) .
وفي قبال ذلك : ما روي عن علي عليه السلام قوله : ولقد كان رسول الله يجاور في كل سنة بحِراءَ فأَراه ولا يراه غيري . ولقد سمعت رنَّةَ (4) الشيطان حين نزل الوحي عليه صلى الله عليه وآله فقلت : يا رسول الله ماهذه الرنَّة ؟ فقال : هذا الشيطان قد أيِس من عبادتهانك تسمع ما اسمع وترى ما أرى إلا أنَّك لست بنبي ولكنك وزير ، وإنَّك على خير (5) .
2 . قالوا : إنَّ النبي صلى الله عليه وآله كنىَّ (6) عليّاً بأَبي تراب ، وقالوا في سبب ذلك : إنَّ عليّا غاضَبَ فاطمة وخرج إلى المسجد ونام على التراب فعرف النبي صلى الله عليه وآله ذلك فبحث عنه فوجده ، فقال : له قم أبا تراب ، وذكر بعضهم سبباً آخر وهو إنَّ النبي صلى الله عليه وآله لم يؤاخِ بين علي وبين أحد فاشتدَّ عليه ذلك وخرج إلى المسجد ونام على التراب فلحقه صلى الله عليه وآله ، فلما وجده قال له : قم يا أبا تراب (7) .
وفي قبال ذلك : ما رواه عمّار بن ياسر رضوان الله عليه من أنَّ النبي صلى الله عليه وآله كنَّى عليّاً بهذه الكُنية في غزوة العُشَيْرَة وكانت أَحَبُّ كُناه إليه وملخَّص القضية : انّهم كانوا مع الرسول صلى الله عليه وآله في غزوة ولم يكن فيها قتال ، فذهب عمّار وعلي لينظرا الى عمل بعض بني مُدْلِج ، كانوا يعملون في عين (8) لهم ونخل فغشيهما النوم فانطلقا حتى اضطجعا على صَور (9) من النخل وفي دقعاء (10) من التراب قال : عمار فوالله ما
أهَبَّنا (11) إلاّ رسول الله صلى الله عليه وآله يحركنا برجليه وقد تَرِبْنا من تلك الدقعاء التي نمنا عليها فيومئذ قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : ما لك يا أبا تُراب ؟ (لما يرى عليه من التراب) ثم قال : ألا أُحَدِّثُكُما بأشقى الناس رجلين ؟ قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : أُحَيْمِر (12)ثمود الذي عَقَرَ الناقة والذي يضربك على هذه ووضع يده على قَرْنِه (13) حتى يبُلَّ منها هذه واخذ بلحيته (14) .
|