عبد الله بن عبد المطلب

قال ابن عباس : كان عبد المطلب بن هاشم نَذَر إن توافى له عشرة رَهْط (1) أن ينحر أحدهم ، فلمّا توافى له عشرة أَقْرَعَ بينهم . أيُّهم ينحر فطارت (2) القُرعة على عبد الله بن عبد المطلب وكان أحب الناس إلى عبد المطلب ، فقال عبد المطلب : اللّهم هو أو مِائَة من الإبل ثم أقرع بينه وبين الإبل فطارت القرعة على المائة من الإبل (3) . زوّجه أبوه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة .

قال الواقدي : إنَّ عبد الله بن عبد المطلب أقبل من الشّام في عير (4) لقريش فنزل بالمدينة وهو مريض فأقام بها حتى توفي (5) .

وفي رواية : انّ عبد المطلب بعث عبد الله إلى المدينة يمتار (6) له تمراً ، فنزل على أخواله من بني النجار فمات عندهم وهو يومئذ ابن خمس وعشرين سنة .

وتوفي عبد الله والد النبي صلى الله عليه وآله والنبي في بطن أُمه .

______________________

(1) توافى: بلغ ، الرهط : عشيرة الرجل واهله وهنا معناه الأولاد .

(2) أي وقعت القرعة .

(3) تاريخ الطبري ج2 ص240 . اقول : من الواضع ان الرواية تفيد ان عبد المطلب لم يكن قاصدا اساسا ذبح الولد وانما ما يعادله من الابل بالقرعة ، ومن هنا شرع عبد المطلب ان تكون دية الانسان مائة من الابل ، وقد اقرها الاسلام كما اقر له بقية السنن التي سنها وذلك كما جاء عن ابي الحسن الرضا  عليه السلام في حديث قال : كان لعبد المطلب خمس من السنن اجراها الله له في الاسلام : حرم نساء الآباء على الابناء ، وسن الدية في القتل مائة من الابل ، وكان يطوف بالبيت سبعة اشواط ، ووجد كنزا فاخرج منه الخمس ، وسمى زمزم حين حفرها سقاية الحاج . وسائل الشيعة ج9 ص496.

(4) القافلة وهي التي تحمل البضاعة .

(5) الطبري ج2 ص246 .

(6) يمتار : يجلب (لسان العرب) .