الصَّدْع بالدعوة وإنذار قريش
ثم إنّ الله عز وجل أمر نبيه محمداً صلى الله عليه وآله بعد مبعثه بثلاث سنين أن يصدع بما جاءه به وأن يُبادِهَ (1) الناس بأمره ويدعوا الله فقال له : (فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين ...) .
فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم الصَّفا فقال : يا صباحاه .
فاجتمعت إليه قريش ، فقالوا : مالَك ؟
قال : أرأيتكم أنْ أخبرتُكم أنَّ العدوّ مصبِّحُكم أو ممسِّيكم أما كنتم تصدِّقونني ؟ قالوا : بلى .
قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد .
إني رسولُ الله أدعوكم إلى عبادة الله وحدَه ، وتركِ عبادةِ الأصنام التي لا تنفع ولا تضر ولا تخلق ولا ترزق ولا تُحيي ولا تُميت .
فقال أبو لهب : تبّاً لك ، ألهذا جَمعتنا (2) ؟
ودخل في الإسلام أبو ذرّ ومِقْداد ، وعَمّار وأبواه ياسر وسُمَيَّة ، وخبّاب وصُهَيْب وغيرهم ثم أسلم أبو بكر بعد إسلام خمسين رجلاً (3) .
|