لامية أبي طالب
قال الإمام الصادق عليه السلام : كان أمير المؤمنين عليه السلام يعجبه أن يروى شعر أبي طالب عليه السلام ، وأن يدوَّن ، وقال تعلَّموه وعلِّموه أولادكم فإنّه كان على دين الله وفيه علم كثير (1) .
ومن مشهور شعره قصيدته اللامية التي قال عنها ابن كثير : هي قصيدة بليغة جداً لا يستطيع أن يقولها إلاّ من نسبت إليه وهي أفحل من المعلقات السبع وأبلغ في تأدية المعنى (2) وفيما يلي ما انتخبه البغدادي منها (3) مع شرحه لها :
خَليلَيَّ
ما أُذُنِي
لأوَّلِ عاذل
صَغواءَ في حَقٍّ
ولا عِنْدَ باطِلِ (4)
خَليلَيَّ
إِنَّ الرِّأْيَ
لَيْسَ بِشِرْكَة
ولا نَهْنَه عِنْدَ
الأُمورِ البَلابِلِ (5)
وَلَمَّا
رَأَيْتُ القَوْمَ
لا وُدَّ فيهِمُ
وقَدْ
قَطَعُوا كُلَّ العُرى وَالوَسائِل (6)
وَقَدْ صارَحُونا
بالعَدواةِ
وَالأَذى
وَقَدْ
طاوَعُوا أَمْرَ العَدوَّ المُزايِل (7)
وَقَدْ حالَفُوا
قَوْماً
عَلَيْنا أَظِنَّةً
يَعَضُّونَ غَيْظاً
خَلْفَنا بِالأَنامِلِ (8)
صَبْرتُ لَهم
نَفْسِي بِسَمْراءَ
سَمْحَة
وأَبْيَضَ عَضْب مِنْ تُراثِ المَقاوِلِ(9)
وأَحْضَرْتُ عِنْدَ البَيْتِ رَهْطي وإِخْوَتِي
وأَمْسَكْتُ مِنْ
أَثْوابِهِ بِالوَصائِلِ (10)
قِياماً
مَعاً مُسْتَقْبِلينَ
رِتاجَهُ
لَديَّ حَيْثُ يِقْضي حَلْفَهُ كُلُّ نافِلِ(11)
أَعُوذُ بِرَبِّ
النَّاسِ مِنْ
كُلِّ طاعِن
عَلِيْنا بِسُوء أَوْ
مُلِحٍّ
بِباطِلِ (12)
ومِنْ كاشِح
يَسْعى لَنا
بِمَعيبَة
ومِنْ مُلحِق في الدِّين مالَمْ نُحاوِلِ(13)
وثَور ومَنْ
أَرْسَى ثَبيراً
مَكانَهُ
وَراق لِبِر في حِراءَ
ونازِلِ (14)
وبالبَيْتِ ، حَقُّ
البَيْتِ مِنْ
بَطْنِ مَكَّةَ
وبالله إِنَّ
الله لَيْسَ بِغافِلِ
وبالحَجَرِ
المُسْوَدِّ إِذْ
يَمْسَحونَهُ
إذِ اكْتَنَفُوهُ
بالضُحى والأَصائِل(15)
وَمَوْطِئِ إِبْراهيمَ
في الصَّخْرِ رَطْبَةً
عَلى قَدَمَيْه
ِ حافِياً غَيْرَ ناعِلِ (16)
ومَنْ حَجَّ
بَيْتَ اللهِ
مِنْ كُلِّ راكِب
ومِنْ
كُلِّ
ذِي نَذْر ومِنْ
كُلِّ راجِلِ
فَهَلْ بَعْدَ
هذا مِنْ
مَعاذ لِعائِذ
وَهلْ
مِنْ مُعيذ يَتَّقي اللهَ عاذِلِ (17)
يُطاعُ بِنا
العُدّى ،
وَوَدُّوا لَوْ
أَنَّنا
تُسَدُّ بنا أبوابُ ترك
وكابُلِ (18)
كَذَبْتُمْ
وَبَيْتِ اللهِ
نَتْرُكَ مَكَّةَ
ونَظْعَنُ إلاّ أمْرُكُمْ في بَلابِلِ (19)
كَذَبْتُم
وبَيْتِ اللهِ
نُبْزى مُحمَّداً
ولمّا نُطا عِن
دُونَه ونُناضِلِ(20)
ونُسْلِمُه
حتى نُصرَّعَ
حَوْلَهُ
ونَذهَلُ عَنْ أَبْنائِنا والحَلائِلِ (21)
وينْهَضَ
قَوْمٌ في الحَديدِ
إليْكُمُ
نُهوضَ الرَّوايا تَحْتَ ذاتِ الصَّلاصِل(22)
وحتَّى نَرَى
ذَا الضِّغْنِ يَرْكَبُ رَدْعَهُ
مِنَ الطَّعْنِ فِعْلَ الأَنْكَبِ
المُتَحامِلِ(23)
وإنَّا لَعْمرُ
اللهِ إِنْ
جَدَّ ما
أَرَى
لَتَلْتَبِسَنْ أسْيافَنا
بالأماثِلِ (24)
بِكَفَّيْ
فَتىً مِثْلُ
الشِّهابِ سَمَيْدَع
أَخِي ثِقَة حامِي الحَقيقَةِ باسِلِ (25)
وَما تَرْكُ
قَوم لا
أبا لكَ ،
سَيِّداً
يحوطُ الذِّمارَ غَيْرَ ذَرْب مُواكِلِ(26)
وأبْيضَ
يُسْتَسْقى الغَمامُ
بِوَجْهِهِ
ثِمالَ
اليَتامى عِصْمَةٌ للأرامِلِ (27)
يَلوذُ بِهِ
الهُلاّكُ مِنْ
آلِ هاشِم
فَهُمْ
عِنْدَهُ في رَحْمَة وفَواضِلِ (28)
جَزَى اللهُ
عَنّا عَبْدَ
شَمْس وَنَوْفَلاً
عُقوبَةَ شَرٍّ عاجِلاً غَيْرَ
آجِلِ (29)
بِميزانِ
قِسْط لا
يُخِسُّ شَعيرَةً
لَهُ شاهِدٌ مِن نَّفْسِهِ غَيْرُ عائِلِ (30)
ونَحْنُ
الصَّميمُ مِنْ
ذُؤابةِ هاشِم
وآلُ قُصَيّ في الخُطوبِ الأوائِلِ(31)
وسَهْمٌ
ومَخْزومٌ تمالَوْا
وألَّبوا
عَلَيْنا العِدا مِن كُلِّ طِمْل وخامِلِ (32)
ورهطُ نُفَيْل
شَرُّ مَن
وَطِئَ الحَصى
والأمُّ حاف
مِن مَّعَدٍّ وناعِلِ
فأَبْلِغْ
قُصيّاً أنْ
سَيُنْشَرُ أمْرُنا
وبشِّرْ قُصيَّاً بَعْدَنا
بالتَّخاذُلِ (33)
فكلُّ صديق
وابنِ
أُخْت نَعِدُّه
لَعَمْري وَجَدْنا غِبَّهُ غيرَ طائِلِ (34)
سِوى أنَّ
رَهْطاً مِن
كِلابِ ابن مُرَّة
بُراءٌ إليْنا مِن
مَعَقَّةِ خاذِلِ (35)
ونِعْمَ ابنُ
أُخْتِ القَوْمِ
غيرَ مُكَذَّب
زُهَيْرٌ حُساماً مُفْرداً مِنْ حَمائِل(36)
أشَمُّ مِنَ
الشُّمِّ الب
َهاليلِ يَنْتَمي
إلى حَسَب في حَوْمَةِ المَجْدِ فاضِلِ(37)
لَعَمري
لَقَدْ كُلِّفتُ وَجداً
بأحمد
وإخْوَتِهِ دَأبَ المُحِبِّ المُواصِلِ (38)
فلا زالَ
في الدُّنْيا
جَمالاً لأهْلِها
وزَيْناً
لِمَنْ والاهُ ذَبُّ المَشاكِلِ (39)
فَمَنْ مِثْلُهُ
في النّاسِ
أىُّ مُؤَمَّل
إذا قاسَهُ الحُكّامُ عِنْدَ التَّفاضُلِ (40)
حَليمٌ رَشيدٌ
عادِلٌ
غُيْرُ طائِش
يُوالي إلهاً ليسَ عَنْهُ بِغافِلِ (41)
فأيَّدَه
رَبُّ العِبادِ
بِنَصْرِهِ
وأظهَرَ ديناً حَقُّه غَيرُ
باطِلِ (42)
لقَدْ عَلِمُوا
أنَّ
ابْنَنا لا مُكذَّبٌ
لَدَيْنا ، ولا يُعْنى بِقَوْلِ الأباطِلِ (43)
|